قدمت الحكومة البريطانية، تعريفا أكثر صرامة للتطرف يهدف إلى مكافحة ما وصفه رئيس الوزراء ريشي سوناك بأنه "سم" للديموقراطية، وسط انتقادات لاذعة من عدة مجموعات مدنية وسياسية ودينية.

 

وقد أعلن مايكل غوف الوزير المكلف في هذا الملف المثير للجدل أن "الانتشار الشامل للأيديولوجيات المتطرفة يتوضح أكثر فأكثر بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر ويشكل خطرا حقيقيا على أمن مواطنينا وديموقراطيتنا".

 

وأضاف أن التعريف الجديد سيضمن أن "ألا توفر الحكومة عن غير قصد منصة للذين يسعون إلى تقويض الديموقراطية وحرمان الآخرين من الحقوق الأساسية".

 

وأكد غوف أن بريطانيا أصبحت أقوى بسبب تنوعها "لكن ديمقراطيتنا وقيمنا المتمثلة في الشمولية والتسامح تواجه تحديا من المتطرفين"، مؤكدا أنه "من أجل حماية قيمنا الديموقراطية، من المهم تعزيز ما هو مشترك بيننا وأن نكون واضحين ودقيقين في تحديد المخاطر التي يشكلها التطرف".

 

وشدد مايكل غوف على أن هذا التعريف الجديد "لا يقيّد حرّية التعبير"، مؤكّدا أنه يسري "على شروط الالتزام مع الحكومة فحسب" لا سيما أن "مجموعات متطرفة سبق لها أن سعت إلى الاستفادة من رعاية الحكومة وأموالها ونفوذها".

 

وكانت لندن تعرّف التطرف بأنه "معارضة صريحة أو فعلية لقيمنا الأساسية" مثل "الاحترام المتبادل والتسامح"، وبحسب التعريف الجديد بات "الترويجَ لأيديولوجيا قائمة على العنف أو الكراهية أو عدم التسامح أو نشرها".

 

ويمكن اعتبار مجموعات أو أفراد متطرفين إذا ما استخدموا هذه الايديولوجيا "لإبطال أو نسف الحقوق والحريات الأساسية للآخرين أو لتقويض أو قلب أو استبدال نظام المملكة المتحدة في الديموقراطية البرلمانية الليبرالية والحقوق الديموقراطية".

 

وبحسب التعريف الجديد سيعتبر متطرفا أيضا من "يوجد عمدا بيئة متساهلة للآخرين لتحقيق" الهدفين الأولين.

 

وأثار التعريف الجديد موجة من الانتقادات اللاذعة، فيما حذر قاري عاصم، رئيس المجلس الاستشاري للمساجد والأئمة من أن التعريف الجديد قد يغذي التطرف ومن أنه قد يُفرض على نحو غير متناسق.

 

وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه "سيطبَّق على نحو غير موضوعي"، منبها من خطر إحداثه "شرخا كبيرا في مجتمعنا".

 

وأضاف "ما أخشاه هو احتمال أن يؤدي هذا التعريف إلى مزيد من التطرف والمجموعات التي تعمل بالسر ومن ثمّ إلى التلاعب بهؤلاء الأشخاص واستغلالهم من قبل المتطرّفين الفعليين".

 

وكان رئيس الكنيسة الأنغليكانية أسقف كانتربري جاستن ولبي حذر الأربعاء من أن التعريف قد يثير انقسامات.

 

وقال ويلبي ونائبه كبير أساقفة يورك ستيفن كوتريل، في بيان مشترك يوم الثلاثاء إن التعريف الجديد "يحمل خطر الاستهداف غير المتناسب للجاليات المسلمة التي تواجه بالفعل مستويات متزايدة من الكراهية والانتهاكات".

 

ويأتي التعريف الجديد بعد أن حذر سوناك من "زيادة مروعة في الاضطرابات ذات الصلة بالتطرف والإجرام" تهدد البلاد بالانتقال إلى "حكم الغوغاء".

 

وجاءت تصريحات سوناك في خطاب موجه إلى الأمة ألقاه في مقر الحكومة البريطانية بعد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في لندن ومدن بريطانية أخرى متواصلة منذ أشهر.

 

وقد شهدت المسيرات الاحتجاجية على الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، توقيف عشرات المتظاهرين بسبب هتافات ولافتات معادية للسامية والترويج لمنظمة محظورة والاعتداء على عناصر في أجهزة الطوارئ.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بريطاني استهداف المملكة المتحدة الاحترام المتبادل انتهاك جدل الوزراء التعریف الجدید

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية

أقيمت في اليوم الثالث من فعاليات مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف" في محافظتي سوهاج والمنيا، ندوة نظمها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحت عنوان "الفطرة الإنسانية في عصر السماوات المفتوحة وسبل الوقاية من التطرف الفكري"، وذلك في كلية البنات الأزهرية بمحافظة المنيا، وبحضور الدكتور عبد المنعم فتحي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.

في بداية الندوة، قدم محمد فرغلي ضاحي، الباحث في وحدة رصد اللغة الألمانية، وطه عبد الفضيل طه، الباحث في وحدة رصد اللغة الإسبانية، كلمة تعريفية حول المرصد، حيث شَرحا آلية عمله وأهم مخرجاته. تأتي هذه الخطوة في سياق كونه أحد الأدوات الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الوعي وكشف استراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب.

بدوره، تحدث الدكتور مختار محمد عبدالله، الباحث بوحدة البحوث والدراسات في المرصد، عن أهمية زيادة الوعي لدى الشباب فيما يتعلق بأحدث المستجدات العالمية، وأكد على حرص الأزهر الشريف على تنشئة أجيال واعية بالأحداث المحيطة بهم وما يُخطط لاستهداف عقولهم، بالإضافة إلى محاولات دفعهم للثورة على القيم الأصيلة والمنهج الوسطي.

وأشار الباحث إلى أن الزواج الصحيح وتأسيس الأسرة في الإسلام يمثلان نموذجًا عمليًا للاعتدال والابتعاد عن التطرف. وشدّد على أن الظواهر التي تنتشر في بعض المجتمعات، مثل الشذوذ والانحراف، تتعارض مع الفطرة السليمة وتؤدي إلى إلغاء العقول وتراجع الإنسانية. واستشهد بما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول مسؤولية الأسرة من منظور شرعي، مؤكدًا أن بناء الأسرة هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين.

كما تحدث الدكتور علاء صلاح عبد الواحد، مشرف وحدتي اللغات الإفريقية والبحوث والدراسات بالمرصد، عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الانحرافات الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده في عصرنا الحديث يمثل تحديًا كبيرًا للشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار غير السوية والدعوات الهدامة، التي تستغل المرأة لتفكيك المجتمعات وإحداث اضطرابات بدلاً من المساهمة في بنائها واستقرارها.

في نهاية الندوة، قام أعضاء المرصد بالإجابة على الأسئلة التي طرحتها الطالبات حول مواضيع متنوعة، مثل: كيفية حماية النفس والآخرين من التطرف، والمنهج الذي يتبعه الأزهر في الحوار مع الآخر، والعلاقة بين التطرف والإلحاد، وكيفية معالجة المرصد للظواهر التي تظهر في المجتمعات مثل ظاهرة العنف والعنصرية، وسبل بناء أسرة مستقرة قائمة على التفاهم والوسطية.

مقالات مشابهة

  • مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية
  • ماذا تقدم كيا k3 موديل 2025 الشكل الجديد بعد طرحها في السعودية
  • التعريف بمشروع إراحة المراعي في محافظة ظفار
  • السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»
  • الحكومة: انتهينا من تأهيل 934 مركزا صحيا أوليا
  • التعريف بمبادرة «إطلاق» ودورها في تمكين المبتكرين
  • التعريف بأسس تدريس اللغة الصينية في المدارس العمانية
  • «زراعة السويس» تنظم ندوة لتوعية الطلاب بمواجهة التطرف الديني
  • وزارة الأوقاف ترصد 110 آلاف جنيه جوائز للمسابقة البحثية 2025
  • التعريف بفرص التعليم العالي لطلبة جنوب الشرقية