أصبحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أقل دعمًا للأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، معربة عن شكوكها بشأن غزو بري محتمل لرفح وتستخدم بشكل متزايد مصطلح "وقف إطلاق النار".

ورأى الكاتب بيري بيكون في تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التفسير الأكثر أهمية لهذا التحول هو أن القتل العشوائي الذي تقوم به إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين لعدة أشهر متواصلة هو أمر مقيت أخلاقيًا ويصعب على الإدارة الدفاع عنه.

ورأى الكاتب "بيكون" أن هناك عاملًا آخر يؤثر على تصرفات الرئيس بايدن، وهو الناشطون في الولايات المتحدة الذين يدعون بايدن إلى إعادة النظر في سياساته الإسرائيلية الفلسطينية ويديرون حركة احتجاجية ذكية للغاية، ويستخدمون تكتيكات تعمل على بناء الزخم لقضيتهم وزيادة عدم الرضا عن تعامل البيت الأبيض مع هذه القضية.

وأضاف التحليل أن الحملة الرامية إلى إنهاء تدمير إسرائيل لغزة، أو على الأقل دعم الولايات المتحدة لها، لا يقودها بشكل رسمي فرد واحد أو مجموعة واحدة، وإنما هناك منظمات مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام" منخرطة بعمق في هذا الأمر، ولكن الأمر كذلك بالنسبة للأفراد الذين يعملون بمفردهم. هذا المزيج من البنية واللاهيكلية ليس بالأمر غير المعتاد؛ هذا ما حدث خلال حركة حرية السود في القرن العشرين وحياة السود مهمة خلال العقد الماضي.

لقد اتخذ هؤلاء النشطاء، بشكل جماعي وفردي، ثلاثة قرارات ذكية بشكل خاص؛ وهي:

الدعوة إلى وقف إطلاق النار واستحضار كلمة "إبادة جماعية"

أولًا: كانت اختياراتهم اللغوية حكيمة، ففي وقت مبكر، تجمعت الحركة حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وكان ذلك مهما لعدد من الأسباب، وكان للناشطين مطلب واحد واضح، لقد كانوا يقولون ذلك في انسجام تام، باستمرار.

ورغم أن العديد من الأميركيين ربما لم يفهموا في البداية بشكل كامل العواقب السياسية المترتبة على وقف إطلاق النار، فإن الكلمة نفسها لها معنى واضح، و"وقف إطلاق النار" يحمل دلالة أكثر إيجابية من "وقف التمويل" على سبيل المثال؛ لذا فإن إقناع السياسيين بدعم وقف إطلاق النار أسهل بكثير من وقف تمويل الشرطة.

ومن العلامات الواضحة على نجاح مصطلح "وقف إطلاق النار" هو أن بايدن وفريقه يحاولون استغلاله بالقول إنهم أيضًا يدعمون وقف إطلاق النار. وكان استحضار الناشطين لكلمة "إبادة جماعية" أمرًا مهمًا أيضًا.

ثانيًا: يظهر النشطاء باستمرار في فعاليات المسؤولين الديمقراطيين ويقاطعونها لمهاجمة سياسة الولايات المتحدة في غزة.

ووفقًا لتحليل "واشنطن بوست"، فإن هذا الشكل من الاحتجاج يضمن التغطية الإعلامية؛ لأن الصحفيين يتواجدون في هذه الأحداث، وكان من المفترض أن يكون ظهور بايدن في كنيسة الأم إيمانويل AME في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، في يناير، بمثابة البداية غير الرسمية لجهوده لجذب الناخبين السود، الذين لا يدعمونه حاليًا بالأعداد التي يحتاجها للفوز بإعادة انتخابه، لكن كل ما يتذكره أي شخص من ذلك اليوم هو أن المتظاهرين قاطعوا الرئيس ودعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة.

كما انتشرت على نطاق واسع مواجهات بين الناشطين ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، والسيناتور كيرستن جيليبراند (ديمقراطية من ولاية نيويورك). 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح الوسطاء ورد حركة حماس (طالع)

حصلت "عربي21" على النص الكامل للمقترح الذي طرحه الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس.

وبحسب المسودة، فإن الوسطاء قدموا إطار عمل للاتفاق على وقف إطلاق النار، ويتضمن أربعة بنود، الأول، ينص على أنه في اليوم الأول تقوم حركة حماس بالإفراج عن 5 من الأسرى الإسرائيليين، على أن يكون من بينهم إيدان أليكساندر، مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

ووفق البند الثاني، بعد أن يتم تبادل الأسرى، يتم الشروع مباشرة بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين، تحت رعاية الوسطاء الضامنون بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يوما.

وذكر البند الثالث أن سيواصل الجانبان الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، ووقف العمليات العسكرية، والإيقاف المؤقت للطيران، استمرار عمل الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها الأخرى، وإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات ومتطلبات إيواء النازحين.



وينص البند الرابع، على أن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يضمنون استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويؤكد الجانبان عزمهم على تحقيق هذه الغاية.

كما حصلت "عربي21" على النص الكامل للرد الذي سلمته حركة حماس على هذه المسودة، والذي أكد على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار استنادا إلى الاتفاق الذي تم يوم 17/01/2025.

وذكرت حماس في تعديلاتها، أن البند الأول ينص على قيام الحركة بالإفراج عن الأسير (إيدان ألكسندر)، بالإضافة إلى أربعة جثامين مزدوجي الجنسية، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليهم.

وطالبت "حماس" في البند الثاني، بالبدء في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين بتنفيذ شروط المرحلة الثانية، وذلك في اليوم الذي يتم فيه الإفراج عن الأسرى من الطرفين، إلى جانب الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والانسحاب الكامل من القطاع، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين، بمقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال مدة 50 يوما.

وأضافت حركة حماس بندا ضمن صيغتها المقترحة، يتعلق بفتح المعابر ودخول المساعدات والإغاثة والتجارة فور الاتفاق على هذا المرفق.



وفي البند الرابع، طالبت "حماس" باستمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود. ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران، واستمرار عمل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى. وإعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء، الماء، الصرف الصحي، الاتصالات، الطرق) في جميع مناطق القطاع، وإدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء السكان الذين فقدوا بيتوهم خلال الحرب (ليس أقل من 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة)، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز. وإدخال المعدات المدنية لإزالة الركام، والسماح لسكان القطاع بالسفر والعودة من الخارج إلى قطاع غزة عبر معبر رفح دون أي قيود، وعودة حركة البضائع والتجارة، والانسحاب الكامل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وإلغاء نقطة الفحص على شارع صلاح الدين (محور نتساريم)، والانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار للبيوت والمنشآت والبنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب، ودعم الفئات المتضررة من الحرب.

وقالت "حماس" في البند الخامس: "يضمن الوسطاء الضامنون استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويؤكد الجانبان عزمهم على تحقيق هذه الغاية".

وختمت حماس صيغتها المقترحة: "يعتبر هذا المرفق جزءا لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والذي تم التوقيع عليه في الدوحة يوم 17/01/2025".

مقالات مشابهة

  • حركة الفصائل الفلسطينية: تهديدات المبعوث الأمريكي تعقد الأمور وتزيد التوتر بشأن اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس تدعو واشنطن لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • قيادات حزبية: تقرير واشنطن بوست بشأن الخطة العربية لغزة انتصار لرؤية مصر
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • واشنطن بوست: إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات إغاثة الفلسطينيين
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • "واشنطن بوست": إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات الإغاثة بفلسطين
  • عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح الوسطاء ورد حركة حماس (طالع)
  • «ترامب»: بايدن هو من سمح باندلاع الحرب في أوكرانيا لكننا سنتوصل إلى اتفاق.. فيديو