"واشنطن بوست": حركة احتجاجية تتحدى بايدن بشأن غزة.. هل تنجح فى إنهاء تدمير إسرائيل القطاع؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
أصبحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أقل دعمًا للأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، معربة عن شكوكها بشأن غزو بري محتمل لرفح وتستخدم بشكل متزايد مصطلح "وقف إطلاق النار".
ورأى الكاتب بيري بيكون في تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التفسير الأكثر أهمية لهذا التحول هو أن القتل العشوائي الذي تقوم به إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين لعدة أشهر متواصلة هو أمر مقيت أخلاقيًا ويصعب على الإدارة الدفاع عنه.
ورأى الكاتب "بيكون" أن هناك عاملًا آخر يؤثر على تصرفات الرئيس بايدن، وهو الناشطون في الولايات المتحدة الذين يدعون بايدن إلى إعادة النظر في سياساته الإسرائيلية الفلسطينية ويديرون حركة احتجاجية ذكية للغاية، ويستخدمون تكتيكات تعمل على بناء الزخم لقضيتهم وزيادة عدم الرضا عن تعامل البيت الأبيض مع هذه القضية.
وأضاف التحليل أن الحملة الرامية إلى إنهاء تدمير إسرائيل لغزة، أو على الأقل دعم الولايات المتحدة لها، لا يقودها بشكل رسمي فرد واحد أو مجموعة واحدة، وإنما هناك منظمات مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام" منخرطة بعمق في هذا الأمر، ولكن الأمر كذلك بالنسبة للأفراد الذين يعملون بمفردهم. هذا المزيج من البنية واللاهيكلية ليس بالأمر غير المعتاد؛ هذا ما حدث خلال حركة حرية السود في القرن العشرين وحياة السود مهمة خلال العقد الماضي.
لقد اتخذ هؤلاء النشطاء، بشكل جماعي وفردي، ثلاثة قرارات ذكية بشكل خاص؛ وهي:
الدعوة إلى وقف إطلاق النار واستحضار كلمة "إبادة جماعية"
أولًا: كانت اختياراتهم اللغوية حكيمة، ففي وقت مبكر، تجمعت الحركة حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وكان ذلك مهما لعدد من الأسباب، وكان للناشطين مطلب واحد واضح، لقد كانوا يقولون ذلك في انسجام تام، باستمرار.
ورغم أن العديد من الأميركيين ربما لم يفهموا في البداية بشكل كامل العواقب السياسية المترتبة على وقف إطلاق النار، فإن الكلمة نفسها لها معنى واضح، و"وقف إطلاق النار" يحمل دلالة أكثر إيجابية من "وقف التمويل" على سبيل المثال؛ لذا فإن إقناع السياسيين بدعم وقف إطلاق النار أسهل بكثير من وقف تمويل الشرطة.
ومن العلامات الواضحة على نجاح مصطلح "وقف إطلاق النار" هو أن بايدن وفريقه يحاولون استغلاله بالقول إنهم أيضًا يدعمون وقف إطلاق النار. وكان استحضار الناشطين لكلمة "إبادة جماعية" أمرًا مهمًا أيضًا.
ثانيًا: يظهر النشطاء باستمرار في فعاليات المسؤولين الديمقراطيين ويقاطعونها لمهاجمة سياسة الولايات المتحدة في غزة.
ووفقًا لتحليل "واشنطن بوست"، فإن هذا الشكل من الاحتجاج يضمن التغطية الإعلامية؛ لأن الصحفيين يتواجدون في هذه الأحداث، وكان من المفترض أن يكون ظهور بايدن في كنيسة الأم إيمانويل AME في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، في يناير، بمثابة البداية غير الرسمية لجهوده لجذب الناخبين السود، الذين لا يدعمونه حاليًا بالأعداد التي يحتاجها للفوز بإعادة انتخابه، لكن كل ما يتذكره أي شخص من ذلك اليوم هو أن المتظاهرين قاطعوا الرئيس ودعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما انتشرت على نطاق واسع مواجهات بين الناشطين ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، والسيناتور كيرستن جيليبراند (ديمقراطية من ولاية نيويورك).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستمر بعرقلة شاحنات مساعدات غزة وتؤجل سفر المرضى
تسببت قيود قوات الاحتلال الإسرائيلي في دخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خلافا لما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، كما عرقلت سفر دفعة جديدة من المرضى لمتابعة العلاج خارج القطاع.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع خلال اليومين الماضيين لم يتجاوز 30% من العدد المفترض.
وقال مراسل الجزيرة إن عملية دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم شهدت تباطؤا كبيرا أمس الأحد، مما يعكس مماطلة إسرائيلية في تنفيذ التفاهمات التي تنص على دخول 500 شاحنة يوميا.
والخميس، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، للأناضول، إن إسرائيل تتنصل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانب آخر، أفاد مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية بإرجاء سفر الدفعة الـ15 من مرضى وجرحى قطاع غزة، عبر معبر رفح نتيجة تأخر وصول كشوف الموافقة من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف المصدر في تصريحات للجزيرة أن الجانب الإسرائيلي يتعمد تأخير إرسال كشوفات الموافقة لعرقلة عمليات إجلاء المرضى والجرحى.
إعلان نقص الأكسجينوأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المستشفيات في قطاع غزة تعاني نقصا حادا في كميات الأكسجين، خاصة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرق ودمّر خلال عدوانه على القطاع المحطات المركزية للأكسجين، لا سيما في مستشفيات الرنتيسي والدرة والإندونيسي ومجمعي الشفاء الطبي والنصر ومحطة عيادة الشيخ رضوان.
وذكرت الوزارة في بيان أن المحطات المدمرة -عددها 10- كانت تلبي احتياجات الأقسام الحيوية من الأكسجين، كالعمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال، إضافة إلى احتياجات المرضى في المنازل.
وأشارت إلى أن عددا من المستشفيات غير الحكومية، التي تساند الوزارة في تقديم الخدمة للمرضى لا تستطيع توفير احتياجها من الأكسجين، محذرة من أن منع الاحتلال إدخال محطات الأكسجين لمستشفيات القطاع سيفاقم الأزمة إلى مستويات تهدد حياة المرضى، وناشدت المؤسسات الدولية والجهات المعنية ضرورة توفير وإدخال محطات للأكسجين إلى القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، حسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
ويوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل، أنهى نحو 15 شهرا من إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة وخلفت أكثر 160 ألف شهيد وجريح.