سلا – يتحلق متدربو مدرسة "أبي رقراق" للبستنة بمدينة سلا المغربية حول مدربهم مصطفى بلحرشة بينما يشرح لهم تقنية السقي بالجرة الفخارية.

ويعد هذا النظام من أقدم طرق السقي التقليدية المتبعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويعتمد على طمر جرة فخارية مملوءة بالماء داخل حفرة في الأرض، وتعمل الجرة على ترشيح المياه بطريقة طبيعية؛ وهو ما يؤدي إلى سقي النباتات بالتنقيط.

مدرسة البستنة هدفها توفير فرص عمل لشباب المنطقة التي ينتمون إليها (الجزيرة)

يقول بلحرشة للمتدربين إن هذه من الطرق الاقتصادية التي لا تستهلك المياه وتتناسب مع المناطق التي تعاني من شبح الجفاف مثل المغرب.

يتوزع المتدربون بعد ذلك على أنحاء المدرسة لتطبيق ما تعلموه، بعضهم يجز العشب وآخرون يزيلون النباتات الضارة بينما تقلب مجموعة أخرى السماد.

المتدربون يتوزعون على أنحاء المدرسة لتطبيق ما تعلموه (الجزيرة) بناء مدرسة البستنة

كان موقع المدرسة في الماضي عبارة عن مكب نفايات، قبل أن يعرف بين عامي 2005 و2007، برنامج تأهيل واسع النطاق من طرف وكالة تهيئة أبي رقراق، حيث تم بناء مدرسة البستنة في موقعه على مساحة تبلغ حوالي 8 هكتارات وفق مواصفات بيئية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4في نيجيريا.. منزل من البلاستيك للتخفيف من أضراره على البيئةlist 2 of 4حملة لاقتلاعها في قطر.. شجرة المسكيت تستحوذ على المياه وتضر البيئةlist 3 of 4وسط مخاوف خبراء الآثار ودعاة البيئة.. مصر تشق طريقين سريعين عبر هضبة الأهراماتlist 4 of 4زرع آلاف النباتات.. جندي عراقي يتطوع لنشر ثقافة التشجير ومقاومة التصحرend of list

وتعتبر هذه أول مدرسة بستنة في المغرب وتقع في منطقة الولجة بمدينة سلا ضواحي العاصمة الرباط، يتلقى فيها أبناء القرى المجاورة دورات تدريبية في تخصصات مختلفة مثل صيانة وتهيئة الحدائق والإنتاج النباتي والبستنة الإيكولوجية، ويحصلون في نهاية الدورات التدريبية التي تستمر 3 سنوات على شهادة صادرة عن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات تؤهلهم لدخول سوق العمل.

مدرسة البستنة هي الأولى من نوعها في المغرب وشمال أفريقيا (الجزيرة) ضمان التنمية المستدامة

توضح إينيس إليكسبورو، مديرة التواصل في مؤسسة الثقافة الإسلامية الإسبانية، للجزيرة نت أن المدرسة تأسست سنة 2018، وهي إحدى المشاريع التي أطلقتها المؤسسة بتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و"جهة الرباط سلا القنيطرة" ودعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.

وتشير إلى أن المدرسة هي الأولى من نوعها في المغرب وشمال أفريقيا، مضيفة: "لا يوجد تدريب مهني في مجال البستنة في المغرب، ولا يوجد مدربون متخصصون، لذلك تعمل المدرسة على نقل المعارف في هذا المجال، حيث يُكوّن مدربون إسبان نظراءهم المغاربة".

وتتراوح أعمار المتدربين ما بين 15 و30 سنة، لكن الغالبية أعمارهم بين 17 و18 سنة بينهم حوالي 25% فتيات، يتلقون تدريبا مجانيا، 20% منه نظري بينما 80% تطبيقي يتم داخل المدرسة وخارجها.

متدربون يزيلون النباتات الضارة بينما تقلب مجموعة أخرى السماد (الجزيرة)

وفق إينيس فإن هناك طلب كبير على خريجي المدرسة من طرف فنادق وحدائق ومنظمات دولية وأفراد.

وتقول إينيس إن المدرسة تنظم ورشات حول البستنة موجهة للعموم ودورات تدريبية لمهني القطاع، وتستقبل زيارات مدرسية وتقدم عروضا في الهواء الطلق، كما أن لديها مشتلا كبيرا لإنتاج النباتات الأصلية، ويشكل هذا الأخير عامل جذب للمهتمين بزراعة النباتات.

وحصلت مدرسة البستنة (أبي رقراق ميد أو ميد) على المرتبة الثانية ضمن "جائزة المهارات الخضراء" التي أطلقتها الأكاديمية الأوروبية للتكوين التابعة للاتحاد الأوربي، وتقول إينيس "إن المدرسة تنافست مع 600 مشروعا، تمثل 60 بلدا للحصول على الجائزة".

المدرب مصطفى بلحرشة يهتم بإنتاج النباتات الأصلية، وهذا يشكل عامل جذب للمهتمين بزراعة النباتات (الجزيرة) آمال كبيرة

يهدف هذا المشروع إلى تزويد الشباب بالقدرات الضرورية وتأهيلهم لكي يصبحوا بستانيين مهرة قادرين على إبداع المساحات الخضراء وصيانتها وفق معايير فنية، ولسد النقص الحاصل في المهارات التشغيلية في حرفة البستنة.

من هؤلاء المتدربين ضحى الإدريسي التي تدرس في السنة الأولى بالمدرسة، تقول للجزيرة نت إنها حصلت على شهادة البكالوريا العام الماضي، والتحقت بالكلية لكنها لم تقتنع بالمسار الجامعي الذي اختارته، فقررت بعد تفكير التسجيل لتعلم البستنة بعد نصيحة قدمها لها أحد المعارف.

وتشير إلى أنها اندمجت بسهولة في هذا الوسط الجديد بفضل المدربين والطاقم الإداري ووجدت فيها ما كانت تبحث عنه وتضيف: "والدي فلاح، لدينا أرض يزرعها، فأنا بنت الأرض وأحب الأشجار والطبيعة، لذلك وجدت في هذا التدريب ما أحتاجه وما كنت أبحث عنه".

تعليم المتدربين كيفية إدارة واقتصاد الماء وتدوير النفايات وتحويلها إلى سماد للتربة (الجزيرة)

أما عبد الصمد السفير (27 عاما) فهو في السنة الثالثة والأخيرة بالمدرسة، حصل هذا الشاب على شهادة البكالوريا ودرس القانون في كلية الحقوق بالرباط، لكنه توقف عن الدراسة، وزاول عددا من المهن المؤقتة إلى أن قرر استجابة لنصيحة صديق بالتسجيل في مدرسة البستنة.

يقول للجزيرة نت: "اخترت تعلم البستنة لأنني أعيش في الطبيعة، فأنا ابن إحدى قرى منطقة السهول بسلا، أردت تلقي تكوين في هذا المجال وتطوير معارفي لأفيد ذاتي وأفيد المنطقة التي أنتمي إليها". ويضيف: "لقد تعلمت الكثير خلال السنوات الماضية، لدي مهارات ومعلومات ورثتها من أسرتي التي تمارس الفلاحة لكنني الآن أمتلك معارف مؤطرة علميا".

البرنامج التكويني للمدرسة يتضمن دروسا نظرية كما يتضمن أنشطة تطبيقية (الجزيرة) فرصة ثانية

يقول مصطفى بلحرشة مدرب بمدرسة البستنة، "إن المدرسة بمثابة فرصة ثانية للشباب الذين تعثروا في مسارهم الدراسي أو يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة، إذ يتلقون تدريبا يمكنهم من الاندماج في سوق العمل.

مدرسة البستنة تدرب على أهمية تصميم الحدائق البيئية وصيانتها (الجزيرة)

وأضاف: "المتدربون من مستويات دراسية متنوعة لذلك نحرص على تبسيط المعلومات العلمية وتبليغها بأسهل الطرق".

ويعمل بلحرشة على ربط المتدربين والمستفيدين من الورشات المفتوحة بالمدرسة، بقضية التغيرات المناخية والتنمية المستدامة عبر التأكيد على أهمية تصميم الحدائق البيئية وصيانتها وتعليمهم كيفية إدارة واقتصاد الماء وتدوير النفايات وتحويلها إلى سماد للتربة.

مدرسة البستنة تجمع النباتات المحلية التي لها قيمة عالية في الزينة من المناطق البرية وتعمل على تكثيرها في مشتلها (الجزيرة) جمع النباتات من المناطق البرية

وفيما يتعلق بالإنتاج النباتي، تعمل المدرسة على جمع النباتات المحلية التي لها قيمة عالية في الزينة من المناطق البرية وتكثيرها في مشتل المدرسة من أجل تعويد الناس على زراعتها في حدائقهم مثل نبتة الدوم، إلى جانب تكثير بعض النباتات العطرية مثل: الخزامى، والشجيرات المحلية كالبلوط والأركان وتعليم الناس زراعتها في حدائقهم كونها مقاومة للحرارة وتستهلك كميات أقل من الماء.

وتأمل ضحى الإدريسي أن تجد في هذا التدريب الذي اختارته معرفة نافعة تمكنها من تأسيس مشروع خاص بها بعد التخرج مثل إنشاء مشتل للنباتات أو تعاونية زراعية.

أما عبد الصمد السفير الذي لم يعد يفصله عن التخرج سوى أشهر فإنه بدأ رفقة عدد من زملائه في المدرسة العمل على تأسيس مشروع خاص في مجال البستنة في قريته، ويقول للجزيرة نت إنهم يريدون استثمار ما تعلموه في إطلاق هذا المشروع، وتوفير فرص عمل لشباب المنطقة التي ينتمون إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات للجزیرة نت فی المغرب فی هذا

إقرأ أيضاً:

تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي

على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين، استضافت تونس "المؤتمر الدولي حول التراث العثماني" في المغرب العربي، والذي نظمه مركز الأبحاث حول التاريخ الإسلامي والفن والثقافة "إرسيكا" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، في منتجع الحمامات السياحي شمال شرق تونس. حيث اجتمع باحثون من الجزائر وتونس والمغرب لدراسة التراث العثماني والنظر في كيفية تثمينه والمحافظة عليه.

التراث طريق للمستقبل

تحدث رئيس قسم الأبحاث والمنشورات بمركز "إرسيكا"، جنكيز طومار، عن نشاطهم في تنظيم مؤتمرات وورشات عمل ومعارض وطباعة كتب عن كل المنطقة العربية وخاصة الأقطار المغربية.

مضيفا أن الفترة العثمانية كانت مهمة في مناطق المغرب العربي، ليس سياسيا فقط، بل من الناحية الإدارية والاقتصادية وأيضا العمارة والثقافة والتراث، والآثار العثمانية موجودة في الكتب والخرائط حول هذه المنطقة. وأن الأرشيف العثماني لدى تركيا يحتوي على كثير من الوثائق المرتبطة بهذه الفترة.

مستعرضا جهود المركز في هذا السياق، أشار طومار إلى دورهم في تنظيم كثير من المؤتمرات التي تجمع الأساتذة في المغرب العربي والأجانب والأتراك، موضحا جدوى تلك اللقاءات أنه غالبا لا يتم الاستفادة من أبحاث الأساتذة داخل أو خارج تركيا بسبب عدم اجتماعهم سويا، في حين أن تلك المؤتمرات والورشات تتيح ذلك التعاون وتقديم الأفكار والدراسات الجديدة بالنسبة للمستقبل، ونشر الكتب بالعربية والفرنسية والإنجليزية وبعدة لغات.

ويجمع المؤتمر الأساتذة المغاربة والأتراك للتشارك في دعم الآثار وبحث ودراسة تلك الفترة العثمانية، وبناء علاقات مستقبلية جيدة في العالم الإسلامي.

هذه هي المرة الثانية لإقامة هذا المؤتمر حول التراث العثماني في تونس، ويأمل طومار بتنظيمه في تركيا بالمرة القادمة.

جنكيز طومار: الفترة العثمانية كانت مهمة في مناطق المغرب العربي، ليس سياسيا فقط، بل من الناحية الإدارية والاقتصادية (الأناضول) الأتراك والعرب.. علاقات ودية

يؤكد طومار على ودية العلاقات بين تركيا والعالم العربي والمغرب العربي، موضحا أن التراث الموجود من الحقبة العثمانية ليس للأتراك وحدهم ولا للعرب وحدهم، بل هو تراث إسلامي وإنساني يفيد بأننا هنا منذ القِدم. مؤكدا أن ما يحدث الآن في بعض المناطق في سوريا والعراق وهدم بعض الآثار الإسلامية والعثمانية، يمحو وجود هذه الثقافة.

وشدد على أهمية العمارة والآثار للمستقبل وللأجيال القادمة، حتى ترى تلك الأجيال أن التاريخ مشترك بين الشعوب في العالم الإسلامي. ومؤكدا على أهميتها سياحيا، فتونس تمتلك تاريخا كبيرا من قرطاج إلى الرومان والإسلام والفترة العثمانية.

مشيرا إلى ثراء الفترة الإسلامية والعثمانية، وأن تراث تلك الفترة لا يقتصر على العمارة فقط، بل يمتد إلى التراث اليدوي والمعماري والفني.

قصور البايات في خطر

"التراث العثماني في تونس يتركز في العاصمة وضواحيها" هذا ما قاله "محمد العيدودي" المهندس وباحث التراث التونسي، في إطار دراسات قام بها لإنجاز رسالته للدكتوراه، التي اهتمت بقصور البايات في تونس. والبايات -وخاصة الحسينيين منهم (نسبة للباي حسين بن علي)- عثمانيون حكموا تونس من 1705 إلى 1956.

وأضاف العيدودي أن الدولة كانت الوريث الرئيسي لقصور البايات بعد خروج فرنسا (مارس/آذار 1956) وبلغ عددها -بحسب المؤرخين مثل المؤرخ الفرنسي جاك ريفو والمؤرخة التونسية بية العبيدي- حوالي 200 قصر تعود للفترة العثمانية، ولكن مع الأسف لم يبق منها سوى 35 قصرا، أحصى منها 15 قصرا، بين قصور متروكة، وقصور تم إعادة توظيفها لاستخدامها بصورة مختلفة كمراكز إدارات رسمية.

توظيف القصور العثمانية

وأشار العيدودي إلى أن غالبية القصور التي أعيد توظيفها استُخدمت في حاجات إدارية، مثل مقرّات إدارية وتعليمية، وبعضها استخدم متاحف، والبقية لا تتوفر بشأنها الدراسات اللازمة.

وباعتبارها إرثا عثمانيا يهم تونس، طالب العيدودي الدولة بتكثيف الاهتمام بها بإنجاز خارطة حولها وإيجاد مصادر لتمويل ذلك. ولفت إلى ضرورة استكمال مراجعة مجلة التراث، ليُسمح بتحويل هذه القصور ضمن المباني التراثية، لعدم إحاطة المجلة بالموضوع من كل جوانبه، مما يكبل عمليات إنقاذ التراث.

ولكي ترتب الدولة معلما أو تحميه لا بد أن تساهم في كلفة إعادة تهيئته، وفقا لمجلة التراث، ويطالب العيدودي بحل هذا على مستوى مجلة التراث، حتى يمكن استعادة الموجود وعدم تركه مهملا، فبعض القصور لا تزال مسكونة عشوائيا من قبل بعض العائلات، ولضعف الإمكانيات، لم تتمكن الدولة من إعادتها لتثمينها وإعادة الحياة لها من جديد.

ونبّه العيدودي إلى أن أول خطوة للحفاظ على هذا التراث هي الاعتراف به وجرده وإحصاؤه وإنجاز خريطة للمباني القديمة، فبعض المعالم قد نجت بالفعل، والدولة وجدت الإمكانيات للحفاظ عليها، ولكن البقية لم يتم ترتيبها أو حصرها وظلت مغمورة وسط بنايات أخرى.

وأكد العيدودي أن قصور البايات تعد تراثا مهما لحقبة تاريخية غنية في تونس، ويجب إعادة تثمينها وتوظيفها.

رشيدة الديماسي: المدرسة الصادقية هي معمار ثمين جدا وجميل ومشرف على العديد من الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة (الأناضول) معمار ثمين

من ناحيتها، أكدت الباحثة التونسية رشيدة الديماسي على أهمية المدارس في التراث العثماني بالمغرب العربي، وخاصة العمارة بتونس، بقولها إن "المدرسة الصادقية رمز ونموذج كبير للمدارس العثمانية من حيث العمارة المدرسية، فهي معمار ثمين جدا وجميل ومشرف على العديد من الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة، وهي بنايات عثمانية مثل مستشفى عزيزة عثمانة وساحة القصبة ودار الباي".

وتابعت الديماسي أن المدرسة مبنية في مكان مرتفع يسمى سنان باشا، فيه واجهتان، واحدة تفتح على ثكنة قديمة هدمت لبناء معلم جديد (قبالة وزارة الدفاع)، والثانية على شارع باب بنات (بالمدينة العتيقة) وهي بناية ضخمة زاد توسعها من الجانبين وبُنيت على الجانبين قبتان وصومعة. الصومعة رمز للتعليم الزيتوني التقليدي الذي يؤدى في الجوامع والمساجد وخاصة الجامع الكبير جامع الزيتونة الموجود في المدينة العتيقة، وهو معلم بارز.

وذكرت الديماسي أن خير الدين باشا (1820-1890) قد تولى رئاسة الوزراء بتونس قبل أن يغادرها لإسطنبول ليشغل منصب الصدر الأعظم العثماني، وهو المصلح الذي عينه محمد الصادق باي الذي أدخل تغييرات كبيرة في التعليم، ووقتها كانت فرنسا تستعد لدخول تونس وبدأت تتسرب.

وقالت إن تلك المدرسة الصادقية قد أنشئت في مطلع فبراير/شباط 1875 في ثكنة في نهج جامع الزيتونة (الرابط بين جامع الزيتونة وباب البحر)، وبعد زيارة خير الدين باشا فرنسا، أدخل نمطا أوروبيا على البناية الجديدة التي انتقلت إليها المدرسة فيما بعد (وهي فيها إلى اليوم).

لوحة للمصلح التونسي والوزير الأكبر خير الدين باشا وهي في معرض عهد الأمان بقصر سعيد في العاصمة تونس (الجزيرة) مدارس عثمانية عريقة

رصدت الديماسي وجود مشارب أخرى فنية أندلسية إسبانية وعربية في تلك المدارس، إلى جانب تدريس الكيمياء والفيزياء والجبر واللغات لحاجة الإدارة إلى مترجمين، وإلى جانب العربية، أدخل خير الدين عدة لغات أخرى للتدريس مثل اللغة الفرنسية والإنجليزية والتركية. ولبناء تلك المدرسة، تم جلب المرمر من مدينة كارارا في إيطاليا.

وأوضحت الديماسي أن المدارس العثمانية وجدت في تونس خلال القرن الـ17 والـ18 والـ19 وحتى القرن الـ20. وإلى جانب المدرسة الصادقية، هناك مدارس أخرى عديدة في مدينة تونس، منها المدرسة الطابعية (نسبة إلى الوزير يوسف صاحب الطابع 1765-1815)، والمدرسة الباشية، والمدرسة الأندلسية.

وأكدت أن المعهد الوطني للتراث والوكالة الوطنية لحماية التراث (الحكوميين)، يحمي التراث العثماني العمراني وغيره، وتم تسجيل المدرسة الصادقية بالمعالم التاريخية في اليونسكو عام 1995.

ووفق المصادر التاريخية، استمر الوجود العثماني بتونس من العام 1574 ميلادي، عندما حرر القائد سنان باشا تونس من السيطرة الإسبانية، إلى غاية عام 1881 عندما احتلت فرنسا تونس.

مقالات مشابهة

  • بعد مجزرة "الفجر" سقوط شهداء وجرحى فى قصف إسرائيلى على مدرسة بمدينة غزة
  • تيك توك يدرس فتح مكتب بالمغرب ووزير الشباب والتواصل يشدد على دور الأسرة في مراقبة أبنائها
  • الإتحاد الأوربي يمنح المغرب تمويلاً بـ190 مليون يورو لتأهيل و إعادة إعمار مناطق الكوارث
  • وزارة العمل تتابع تنفيذ دورات تدريبية لتأهيل الشباب بالجيزة
  • الأرصاد الجوية توضح بخصوص ارتفاع درجات الحرارة بالمغرب
  • خبير يطرح تساؤلات جادة حول الأسباب الكامنة وراء بطئ تطور صناعة الدواء بالمغرب
  • السفير الصيني لـRue20 : الرئيس شي جين بينغ هو الذي اختار التوقف بالمغرب
  • جلالة السلطان يزور مدرسة السُّلطان فيصل بن تركي بالعامرات
  • وفاة شخص أثناء تفقده مدرسة في منطقة الفيضانات الإسبانية
  • تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي