فرص مبادرة "الحزام والطريق" في المنطقة العربية
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
د. محمد زريق **
تهدف مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين في عام 2013، إلى ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال شبكة من الطرق البرية والبحرية، وبالتالي تعزيز التجارة العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي. وتلعب المنطقة العربية، التي تقع في موقع استراتيجي على مفترق الطرق بين هذه القارات، دورا حاسما في هذا المشروع الضخم.
نظرة عامة على مبادرة الحزام والطريق في المنطقة العربية
تعود جذور مبادرة الحزام والطريق في المنطقة العربية إلى استراتيجية التعاون “1+2+3” التي اقترحتها الصين في عام 2014، والتي تركز على الطاقة وتطوير البنية التحتية وتسهيل التجارة. الهدف الأساسي هو إنشاء منطقة اقتصادية متماسكة من خلال تعزيز الاتصال وإقامة علاقات أوثق، وبالتالي تحقيق المنفعة المتبادلة لكل من الصين والدول العربية. ولتحقيق هذه الأهداف، تم توجيه استثمارات كبيرة نحو المشاريع الرئيسية. على سبيل المثال، اجتذبت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر مليارات الدولارات، بهدف تحويل المنطقة إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي.
وبالمثل.. كانت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات في ميناء خليفة والمنطقة الحرة في جبل علي. علاوة على ذلك، تعد المملكة العربية السعودية مشاركًا رئيسيًا آخر في مشاريع مثل مدينة جيزان الاقتصادية، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة. وتشمل الدول المشاركة الأخرى عُمان والكويت والأردن، ولكل منها مشاريع محددة تتراوح بين تطوير الموانئ ومحطات الطاقة المتجددة. وترمز هذه المشاريع مجتمعة إلى شراكة استراتيجية تساهم في تطوير البنية التحتية والتنويع الاقتصادي وخلق فرص العمل في المنطقة العربية.
مصر: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
تعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس (SCZone) واحدة من أهم المشاريع ضمن تعاون مصر مع مبادرة الحزام والطريق. تهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى التطور لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا ومركزًا للمعالجة الصناعية على مستوى عالمي. حصل المشروع على التزام استثماري بحوالي 40 مليار دولار من شركة TEDA الصينية وحدها. وتهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تضم 4 مناطق صناعية و6 موانئ، إلى زيادة إيرادات مصر السنوية من قناة السويس من 5.3 مليار دولار في عام 2014 إلى 13.2 مليار دولار بحلول عام 2023.
وتوظِّف المنطقة أكثر من 30 ألف شخص وتهدف إلى خلق مليون فرصة عمل على المدى الطويل. ولا تشير هذه الأرقام إلى التنمية الاقتصادية فحسب؛ بل تشير أيضًا إلى التقدم الاجتماعي، من خلال توفير فرص العمل لبلد يبلغ معدل البطالة فيه 7.3% اعتبارًا من عام 2021 (بيانات البنك الدولي).
المملكة العربية السعودية: مدينة جيزان الاقتصادية
وتعد مدينة جيزان الاقتصادية في المملكة العربية السعودية مشروعًا رئيسيًا آخر في إطار مبادرة الحزام والطريق. تتمتع مدينة جدة الاقتصادية بموقع استراتيجي بالقرب من البحر الأحمر، وهي جزء من خطة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتنويع اقتصادها. وباستثمارات متوقعة تبلغ 27 مليار دولار، تم تصميم المدينة الاقتصادية لتشمل منطقة صناعية وميناء ومناطق سكنية. وتعد المصفاة التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا، والتي تديرها شركة أرامكو السعودية، حجر الزاوية في المشروع.
ووفقًا لوزارة الاستثمار السعودية، من المتوقع أن يوفر المشروع 500 ألف فرصة عمل. يمكن أن تؤثر فرص العمل هذه بشكل كبير على بلد يعاني من معدل بطالة بين الشباب يبلغ 36.5% بين السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا، اعتبارًا من عام 2019 (الهيئة العامة للإحصاء، المملكة العربية السعودية).
الإمارات العربية المتحدة: ميناء خليفة
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة لاعبًا رئيسيًا في مبادرة الحزام والطريق من خلال مشاريع البنية التحتية الرئيسية مثل ميناء خليفة. ويعد ميناء خليفة، الذي يقع في العاصمة أبوظبي، أحد أسرع الموانئ نموًا في العالم باستثمارات تبلغ حوالي 7.2 مليار دولار. وتهدف إلى زيادة قدرتها على المناولة من 2.5 مليون حاوية نمطية (وحدات مكافئة لعشرين قدمًا) إلى 8.5 مليون حاوية نمطية بحلول عام 2030.
يستضيف الميناء محطة الحاويات لموانئ الشحن COSCO، باستثمارات إجمالية قدرها 300 مليون دولار. ويعزز هذا الاستثمار ربط الميناء بدول مبادرة الحزام والطريق الأخرى، وقد أدى بالفعل إلى زيادة حجم التجارة بين الإمارات العربية المتحدة والصين بنسبة 14.7% على أساس سنوي في عام 2020، ليصل إلى 49 مليار دولار (المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء في الإمارات العربية المتحدة).
وتمثل دراسات الحالة هذه علاقة تكافلية بين المنطقة العربية ومبادرة الحزام والطريق الصينية. وتهدف المشاريع واسعة النطاق، المدعومة باستثمارات كبيرة، إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وخلق فرص العمل، والتقدم الاجتماعي في الدول العربية المشاركة. وتؤكد البيانات التجريبية، التي تشير إلى قيم الاستثمار والنتائج المتوقعة من حيث فرص العمل وحجم التجارة، الإمكانات التحويلية للمبادرة في المنطقة العربية.
بعض االتحديات التي يمكن أن تواجه مبادرة الحزام والطريق:
عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية
أحد التحديات الرئيسية التي تواجه مبادرة الحزام والطريق في المنطقة العربية هو عدم الاستقرار السياسي. في بلدان مثل ليبيا واليمن وسوريا، يمكن أن تؤدي الصراعات المستمرة وغياب الحوكمة إلى تعريض الاستثمارات ونتائج المشاريع طويلة الأجل للخطر. ولا يؤدي هذا التقلب إلى زيادة مخاطر هذه المشاريع فحسب، بل يثبط أيضًا الاستثمارات الجديدة المحتملة.
الاستدامة الاقتصادية
وهناك شاغل آخر يتمثل في الاستدامة الاقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بمستويات ديون البلدان المشاركة. غالبًا ما تتطلب المشاريع في إطار مبادرة الحزام والطريق نفقات رأسمالية كبيرة، مما يستلزم الاقتراض. وتعاني دول مثل الأردن ولبنان من ارتفاع معدلات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي؛ حيث تبلغ 97% و174% على التوالي اعتبارًا من عام 2021 (بيانات البنك الدولي). وهناك خطر يلوح في الأفق من احتمال وقوع البلدان في “فخ الديون”، مما يعرض سيادتها المالية واستقرارها الاقتصادي للخطر.
العوامل الاجتماعية والثقافية
ومن الممكن أن تشكل الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين الصين والدول العربية تحديات أيضًا. ظهرت قضايا حقوق العمال والمخاوف البيئية في العديد من مشاريع مبادرة الحزام والطريق، مما أثار ردود فعل عامة عنيفة وأدى في بعض الأحيان إلى التأخير. علاوة على ذلك، كان نشر العمالة الصينية في هذه المشاريع- كما رأينا في حالة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس- سببًا في إثارة السخط المحلي إزاء فرص العمل التي يحتكرها العمال الأجانب.
التوترات الجيوسياسية
وأخيرًا، تزيد التوترات الجيوسياسية في المنطقة من تعقيد عمليات مبادرة الحزام والطريق. إن المنطقة العربية عبارة عن نسيج معقد من المنافسات والتحالفات، سواء داخل الدول المُكوِّنة لها أو مع قوى خارجية مثل الولايات المتحدة وروسيا.
الآفاق المستقبلية والتوصيات
تقدم مبادرة الحزام والطريق فرصًا كبيرة لتعزيز التعاون بين الصين والمنطقة العربية. ولا تزال قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية الأساسية الرقمية والرعاية الصحية غير مستغلة إلى حد كبير ويمكن أن تستفيد من استثمارات مبادرة الحزام والطريق. على سبيل المثال، توفر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة في المنطقة العربية أوجه تآزرٍ محتملة مع الخبرة الصينية المتنامية في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة. وتشكل البنية التحتية الرقمية سبيلًا واعدًا آخر، نظرًا لتزايد أعداد الشباب في العالم العربي وزيادة معدلات انتشار الإنترنت.
ومع ذلك، فإن تعظيم هذه الفرص يتطلب اتخاذ إجراءات سياسية مستهدفة. وتتمثل إحدى التوصيات في إنشاء إطار سياسي عربي صيني مشترك يهدف إلى تحديد القطاعات ذات الأولوية للاستثمارات المستقبلية، وبالتالي تبسيط الأهداف وتقليل التكرار. علاوة على ذلك، ومن أجل معالجة المخاوف المتعلقة بالاستدامة الاقتصادية، من الضروري اعتماد ممارسات إقراض شفافة والتأكد من أن المشاريع مجدية اقتصاديا على المدى الطويل. ويمكن أن يشمل ذلك إجراء دراسات جدوى مشتركة بين خبراء عرب وصينيين لتقييم مدى استدامة ديون المشاريع المقترحة.
وتتمثل إحدى التوصيات الرئيسية الأخرى في إنشاء منتديات متعددة الأطراف لا تشمل الحكومات الصينية والحكومات العربية فحسب؛ بل وأيضًا أصحاب المصلحة المحليين، بما في ذلك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. ويمكن لهذه المنتديات أن تكون بمثابة منصات للحوار، وتعزيز المزيد من التفاهم وحل القضايا الاجتماعية والثقافية والمتعلقة بالعمل. ومن خلال اعتماد هذه التدابير السياسية، من الممكن التخفيف من التحديات القائمة وفتح الإمكانات الهائلة لمبادرة الحزام والطريق في المنطقة العربية.
** أستاذ جامعي وباحث في الشؤون الصينية
************
ننشر المقال بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في بيروت- لبنان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مدبولي يرأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية
كتب - محمد سامي:
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس، اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية؛ حيث استعرض عددًا من الملفات الاقتصادية المُهمة، وذلك بحضور حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وياسر صبحي، نائب وزير المالية، ورامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة مستمرة في العمل على جميع الملفات التي من شأنها الارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادي، وخلق اقتصاد قوي جاذب للاستثمارات، مُشيدًا بالجهود الكبيرة المبذولة من قِبل وزراء المجموعة الاقتصادية في هذا الصدد.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بارتفاع معدلات تحويلات المصريين في الخارج، التي جاءت في الأساس بفضل وجود سعر صرف مرن، مثمنًا في الوقت نفسه المبادرات المحفزة لزيادة هذه التحويلات مثل مبادرة بيت الوطن ومبادرة سيارات العاملين بالخارج.
وقال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن الاجتماع ناقش آخر مستجدات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة بالتعاون مع "صندوق النقد الدولي"، حيث استعرض في هذا الصدد كل من محافظ البنك المركزى ووزير المالية آخر هذه المستجدات، وكذا تطورات معدل التضخم حيث تم التأكيد على استمرار الحكومة، بالتعاون مع البنك المركزي، في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاستمرار المسار النزولي لمعدل التضخم خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء أن الاجتماع استعرض مسار الإصلاحات الضريبية، وفي غضون ذلك تمت الإشارة إلى أن صندوق النقد الدولي أشاد بحزمة التسهيلات الضريبية التي أعلنتها الحكومة خلال الفترة الماضية، لما لهذه الحزمة من أهمية كبيرة من حيث إدخال المزيد من التسهيلات على المناخ الاستثماري، وقدرتها على توليد حصيلة إضافية من خلال توسيع القاعدة الضريبية.
وتابع: استعرض الاجتماع ما تم التوافق عليه مع صندوق النقد الدولي بشأن زيادة الانفاق الاجتماعي، حيث تمت الإشارة إلى أن هذه الزيادة ستوجه إلى الانفاق على برنامج تكافل وكرامة وقطاعات الصحة والتعليم أو أى برامج أخرى للحماية الاجتماعية وعلى مستوى مختلف أبواب الموازنة.
وخلال الاجتماع، تم استعراض رؤية وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية لمضاعفة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، وفقًا لمستهدفات رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة.
وفي غضون ذلك، تم التأكيد أن تحقيق هذه المستهدفات يتطلب تكثيف الجهود لخلق مناخ استثماري جاذب وأكثر تنافسية على المستويين الإقليمي والدولي، وأن تحقيق ذلك يتطلب استقرار ووضوح السياسات الاقتصادية الكلية من سياسات نقدية ومالية، وتخفيف الأعباء الإجرائية والمالية غير الضريبية على المستثمر، وانتهاج سياسات تجارية منفتحة على العالم تُساهم في زيادة الصادرات، فضلًا عن تعزيز دور القطاع الخاص وتحول دور الدولة الي الرقيب والمنظم لضمان بيئة استثمارية عادلة.
واستعرض وزير الاستثمار والتجارة الخارجية عددًا من الإجراءات التي تم اتخاذها لتخفيف الأعباء المالية غير الضريبية على الشركات، وكذا إجراءات تخفيف الأعباء الإجرائية عن كاهل المستثمر والتي تشمل توحيد جهة التعامل مع المستثمر، وإنشاء منصة موحدة للتراخيص، مُشيرًا إلى أنه جار العمل على ذلك.
كما عرض الوزير، خلال الاجتماع، رؤية وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية لتطوير منظومة التجارة الخارجية، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تستهدف رفع تصنيف مصر في مؤشرات التجارة العالمية، وتحقيق قفزة نوعية في الصادرات.
وأوضح "الخطيب" أن رؤية الوزارة تعتمد على عدد من المحاور هي: تسهيل الإجراءات وخفض التكاليف، وإطلاق برنامج جديد لرد أعباء الصادرات، وتعميق الصناعة المحلية، واستغلال الاتفاقيات التجارية القائمة، لفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري مع التركيز على الأسواق ذات الأولوية.
كما استعرض الوزير جهود تطوير منظومة الإفراج الجمركي، مشيرًا إلى أنه تم تقليل زمن الإفراج الجمركي من 8 أيام إلى 6 أيام كمرحلة أولى، وتم استمرار عمل الخدمات الجمركية بالعطلات الرسمية وأيام الجمعة، كما تمت إتاحة إمكانية سداد الرسوم بعد انتهاء ساعات العمل بالبنوك (مد ٣ ساعات) وأيام الإجازات والعطلات الرسمية بالتنسيق مع البنك المركزي.
كما عرض "الخطيب" محاور المرحلة الثانية لتطوير منظومة الإفراج الجمركي، والتي سيتم فيها خفض زمن الإفراج الجمركي من 6 أيام إلى يومين، موضحًا الإجراءات التي سيتم اتخاذها للوصول إلى مستهدفات المرحلة الثانية.
واستعرض الوزير رؤية وزارة الاستثمار لتنظيم سوق السيارات خلال عام 2025، بما يُسهم في القضاء على أي تشوهات أو ممارسات ضارة تؤثر على كفاءة السوق، و تعزيز المنافسة العادلة بين جميع الأطراف في السوق (منتج-موزع-وكيل)، وتوفير سيارات مطابقة للمواصفات مع ضمان مراكز خدمة وقطع غيار أصلية وبأسعار عادلة للمستهلك.
وخلال الاجتماع، استعرضت الدكتورة/ رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تطورات الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام المالي 2024-2025.
وأشارت الوزيرة في هذا السياق إلى أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المصري سجل 3.5% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، مقارنة بمعدل نمو بلغ 2.7% خلال الفترة المماثلة من العام المالي الماضي.
وأضافت: استمرت عِدّة قطاعات اقتصادية في تحقيق معدلات نمو موجبة خلال الربع الأول، حيث سجّل نشاط الاتصالات وتكنولوجيا الـمعلومات نموًا بنسبة 12.2%، والسياحة (ممثلة في نشاط المطاعم والفنادق) بنسبة 8.2%، والكهرباء بنسبة 7.4%، والنقل والتخزين نموًا بنسبة 15.6%، والخدمات الاجتماعيّة والتي تشمل الصحّة والتّعليم لتُسجّل نسبة 4.5%، والزراعة بنسبة 2.65%، وهو ما يتوافق مع رؤية الدولة الـمصريّة نحو التنويع الهيكلي للاقتصاد الـمصري ودفع مُعدّلات التّنمية، سواء في قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا الـمعلومات، أو تلك القطاعات الـمعنيّة بالتنمية البشريّة والاجتماعيّة.
وفي هذا الصدد، قالت المشاط: يرجع هذا النمو إلى السياسات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز حوكمة الاستثمارات العامة، وكذلك إلى التحسّن الملحوظ في بعض الأنشطة الاقتصادية الرئيسة، لا سيما الصناعة التحويلية، وذلك على الرغم من استمرار تراجع نشاط قناة السويس على خلفية التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضحت أن مؤشر الإنتاج الصناعي (باستثناء تكرير البترول) سجل نمواً موجباً بنسبة 6% في المتوسط خلال الربع الأول من العام المالي 2024/2025، مقارنة بمعدل انكماش قدره 7.7% في الربع المماثل من العام المالي السابق.
وفي إطار جهود الحكومة لدعم القطاع الخاص عن طريق تطبيق حوكمة صارمة على الاستثمارات العامة، حققت الاستثمارات الخاصة نموًا بنسبة 30% لتبلغ 133.1 مليار جنيه بالأسعار الثابتة مقارنةً بحوالي 102.3 مليار جنيه في الربع المماثل من العام السابق، فيما حققت الاستثمارات العامة تراجعًا بمعدل انكماش بلغ 60.5% لتسجل 57.0 مليار جنيه بالأسعار الثابتة مقارنةً بحوالي 144.4 مليار جنيه في الربع المناظر من العام المالي 2023/2024.
وأكدت الوزيرة أن المؤشرات الدورية تؤكد تحسن النشاط الاقتصادي، حيث سجّل مؤشر مديري المشتريات ارتفاعًا طفيفًا في نوفمبر 2024 ليصل إلى 49,2 نقطة، مُقارنة بحوالي 49 نقطة في شهر أكتوبر، وهو ما يزال قريبًا من المستوى المُحايد (50 نقطة) للشهر الثالث على التوالي، مدفوعًا في المقام الأول بالتوسع في أنشطة التصنيع، كما استمر ارتفاع تدفقات طلبات التصدير الجديدة الأجنبية لسبعة شهور على التوالي وهو مؤشر إيجابي لتعافي نشاط التصدير.
وأضافت: تتسق تلك المؤشرات مع التوقعات الصادرة عن عدة مؤسسات دولية، وكذلك توقعات وزارة التخطيط بنمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% في العام المالي الجاري 2024/2025، مدعومًا بالجهود الحالية لتعزيز دور القطاع الخاص في الدفع بعجلة الانتاج، مع اتخاذ تدابير لصقل السياسات النقدية والمالية لدعم التعافي الاقتصادي بشكل أفضل.
اقرأ أيضا:
من "منزلي" لـ"تجاري".. تعرف على خطوات تغيير نوع النشاط المتعاقد عليه بـ"الكهرباء"
أمطار رعدية وشبورة وبرودة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
"التعليم" تُعلن طرق سداد مصروفات المدارس المصرية اليابانية 2026
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء البنك المركزي
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة مدبولي: التوسع في دعم الأسر الأكثر احتياجا بالتعاون مع "التحالف الوطني" أخبار كتاتيب وأئمة.. ما تفاصيل اجتماع الرئيس السيسي مع وزير الأوقاف؟ أخبار الحكومة: 50 ألف شقة للشباب.. و5 آلاف أخرى للمصريين بالخارج أخبار الحكومة: التوقيع على عقد أرض مصنع جديد لتصنيع سيارات "إم جي" في مصر أخبار أخبار مصر الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أجواء شتوية وأمطار رعدية متفاوتة منذ 12 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الشئون النيابية ورئيس "الوطنية للإعلام" يتفقان على تعزيز التعاون منذ 28 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر ميناء دمياط: استمرار العمل بصورة طبيعية رغم سوء الأحوال الجوية منذ 40 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أمطار رعدية وشبورة وبرودة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 31-12-2024 منذ 4 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر من "منزلي" لـ"تجاري".. تعرف على خطوات تغيير نوع النشاط المتعاقد عليه منذ 4 ساعات قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارمدبولي يرأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 19القاهرة - مصر
19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك