عقد الجامع الأزهر اليوم الخميس فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة، تحت عنوان"تقوى القلوب"، بحضور هبة عوف، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وإيمان علي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى  الإلكترونية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.

ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يبين كيف تكون الحياة مع رحاب القرآن ملتقى رمضانيات بالجامع الأزهر يوضح الأعمال التي تجدد الإيمان في القلب

استهلت الدكتورة هبة عوف حديثها ببيان مفهوم التقوى، وأنها منبع الفضائل، ومستودع الشمائل، وأنه لا حياة ولا صلاح للإنسان إلا بها، هي خير زاد للآخرة، والتقوى من الاتقاء، وهو أن تجعل حاجزا بينك وبين ما تكره، وتقوى الله هى فعل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وأن التقوى الحقيقية هي تقوى القلوب لا تقوى الجوارح.

وبيّنت أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن للمتقين صفات عدة منها: ذكر الله كثيرا والإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل اللّه، مستعرضة ثمرات التقوى والتي منها: أنها منبع الفضائل، وسبب فى الرزق الوفير، وفي تيسير الأمور، والإكرام عند الله، وبها ينال العلم، وتنال البصيرة، و بالتقوى تحفظ أولادك في حياتك وبعد مماتك، كما أن بها قبول العمل، والبشرى في الآخرة، والنجاة من النار والفوز بالجنة، موضحة أنه لا تحصل التقوى إلا من خلال مراقبة الله تعالى وإصلاح النية ومحاسبة النفس.

علاقة وثيقة بين عبادة الصوم وتقوى القلوب

من جانبها أوضحت إيمان علي،  أن هناك علاقة وثيقة بين عبادة الصوم وبين تقوى القلوب؛ وإذا كانت تقوى الله عز وجل غاية ومقصد عام للتشريع في كل الطاعات والعبادات إلا أن للصوم في تحصيلها والفوز بها الأثر الأكبر، يقول الإمام ابن حجر رحمه الله: "وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات أما الصوم فإنما هو بالنية والعزم الصادق، وهو ما يخفى عن الناس والنية والعزم محلهم القلب".

وبيّنت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه من الخطأ قصر مفهوم التقوى على أداء العبادات فقط؛ بل هو مفهوم يتعدى ليشمل سلوك الإنسان وأفعاله وأخلاقه مع الناس، وهو ما أرشدنا إليه وبيَّنه لنا سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا» وَأشار صلى الله عليه وسلم  إِلَى قلبه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،  ومدح ربنا سبحانه وتعالى من سلمت سريرته وكان لقلبه أثر في صلاح عمل جوارحه  فقال سبحانه: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ ‌بِقَلْبٍ ‌سَلِيمٍ ﴾.

من جهتها بيّنت الدكتورة سناء السيد، أن التقوى هي شعار المؤمنين، وحِليَة المحسنين، وسلاح المجاهِدين، وسببٌ لطيب الحياة والفَلاح والسعادة في الدارَيْن، وهي زينة المؤمن في الدنيا، وخير زاد في السفر إلى الأخرى،  كما أن الله عزوجل ضَمِن لأهل التقوى المخرَج من الضِّيق، والرِّزق بأهون سبب، وتيسير العسير، وتكفير السيِّئات، ومغفرة الزلاّت، والأمن من الخوف، وعدم الحزن على فائت، وتَوالي البِشارات بأنواع المسرَّات، والفوز بالجنَّة والنَّجاة من النار، فما أجلَّها من عواقب، وما أطيبها من ثمرات للتقوى، فهنيئًا للمتَّقين.

وشددت الباحثة بالجامع الأزهر، أن المتقين لا يَأكُلون الرِّبا، ولا يستَحِلُّون الرِّشا، بل هم  يفشون السلام، ويُطعِمون الطعام، ويَصِلون الأرحام، ويُصَلُّون بالليل والنَّاس نِيام؛ طمعًا في دخول الجنَّة دار السلام، كما أنهم يأمرون بالمعروف وينهَوْن عن المنكر، ويُخلِصون النَّصِيحة، ويَتواصَون بالحق والمرحمة، ويُحِبُّون لإِخوانهم في الله من الخير ما يُحِبُّون لأنفسهم.

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر-  ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر رمضانيات نسائية علوم القرآن جامعة الأزهر الباحثة بالجامع الأزهر بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

طالب إسكندراني كفيف يؤم المصلين في صلاة التراويح بالجامع الأزهر

قام أحد طلاب الأزهر الشريف من أصحاب البصيرة، بإمامة المصلين في صلاة التراويح بالجامع الأزهر، ليلة التاسع من شهر رمضان 2025.

وذكرت منطقة الإسكندرية الأزهرية أن الطالب محمد أحمد حسن، الطالب بمعهد أبو قير الثانوي الأزهري، أدى الصلاة برواية قنبل عن ابن كثير المكي، في تاسع أيام شهر رمضان المبارك.

وأوضحت المنطقة أن القارئ محمد أحمد حسن نشأ في معاهد الأزهر وتلقى تدريبه في إدارة شؤون القرآن بالأزهر الشريف، حتى توّجت جهوده بالفوز بـمسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم لعام 2023.

وأضافت أن الطالب قدم أداءً يفيض خشوعًا وإتقانًا خلال إمامته للمصلين، ما يعكس مدى تميزه وإتقانه لأحكام التلاوة.

وتُعد رواية قنبل عن ابن كثير إحدى الروايات المعتمدة في قراءة القرآن الكريم. وقد رواها أبو عمرو قنبل محمد بن عبد الرحمن المخزومي (165 هـ - 291 هـ)، شيخ القراء بالحجاز، عن ابن كثير المكي، وهو الإمام عبد الله أبو معبد العطار الداري الفارسي الأصل، الذي كان إمام أهل مكة في القراءة.

من جهة أخرى، نظّمت منطقة الإسكندرية الأزهرية، يوم الخميس الماضي، احتفالية بمناسبة مرور 1085 عامًا هجريًا على إقامة أول صلاة جمعة في رحاب الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المبارك.

شهدت الاحتفالية، التي أقيمت برئاسة الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة، رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية، حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم: العميد محمد كشك، المستشار العسكري للمحافظة،رئيس نيابة ميناء الإسكندرية، ممثلون عن وزارات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والأوقاف، ممثل الكنيسة، وعدد من عمداء الكليات، ممثل المجلس القومي للمرأة، أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب نخبة من العلماء وقيادات الأزهر الشريف.

وتضمّنت الفعاليات فقرات متنوعة، استُهلت بالسلام الجمهوري وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض كلمة مسجلة لفضيلة الإمام الأكبر.

كما ألقى فضيلة الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة كلمة تناول فيها "دور المناهج الأزهرية في بناء الإنسان ونشر القيم الإنسانية".

وقدمت الدكتورة مؤمنة حمزة عبد الرحمن عون، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية لشؤون التعليم والطلاب، محاضرة حول "جهود جامعة الأزهر في ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية".

كما تحدث فضيلة الدكتور إبراهيم الجمل، مدير عام إدارة الوعظ وأمين عام بيت العائلة، عن "دور لجان المصالحات وفض المنازعات ووحدات لم الشمل في تحقيق السلام المجتمعي وتعزيز التعاون بين الأزهر والكنيسة".

واختتمت الأستاذة نجوى شبل، ممثلة واعظات الإسكندرية، الفعاليات بكلمة عن "دور المرأة في الحفاظ على الأسرة ومواجهة التحديات المعاصرة".

مقالات مشابهة

  • درس التراويح بالجامع الأزهر: «اغتنم خمسًا قبل خمس».. دعوة نبوية لإدراك قيمة الزمن
  • ملتقى رياض الصالحين يحذر من الغيبة والنميمة.. ويؤكد: الكلمة بناء للمجتمع
  • بث مباشر.. شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر
  • طالب إسكندراني كفيف يؤم المصلين في صلاة التراويح بالجامع الأزهر
  • رمضان والجنة
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
  • بث مباشر .. الآلاف يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر ليلة 9 رمضان
  • شهر رمضان ليس شهر الخمول، بل هو شهر الجهاد والعمل وتزكية النفوس
  • القرآن هو النور والهدى.. درس التراويح بالجامع الأزهر
  • بث مباشر .. الآلاف يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر في ليلة 8 رمضان