مزايا مقابل الدفع.. خطوة جديدة في أنظمة الهواتف
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
في يناير/كانون الثاني الماضي، خرجت سامسونغ لتعلن عن إطلاق هاتفها الرائد "غالاكسي إس 24 ألترا" (Galaxy S24 Ultra)، ومعه كشفت عن مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة التي أطلقت عليها "غالاكسي إيه آي" (Galaxy AI)، وهي مزايا موجهة حصرا لمستخدمي هواتف سامسونغ.
المزايا الجديدة لم تكن متنوعة وكثيرة، بل حصرت في مجموعة من التعديلات البسيطة على الصور وتحسين جودتها إلى جانب مزايا مساعد شخصي لتحسين الرسائل وترجمتها والتفاعل معها بشكل مباشر، وبحسب ما أعلنت عنه سامسونغ، فإنها تتوقع ضم المزيد من المزايا إليها في الشهور القادمة.
وبعد مضي أكثر من شهر على إطلاق المزايا في هاتف غالاكسي إس 24، كشفت سامسونغ عن تحديث جديد للجيل السابق من هواتفها غالاكسي إس 23 يجلب لها مزايا الذكاء الاصطناعي ذاتها، مع إضافتها أيضا إلى الهواتف القابلة للطي التي صدرت في الأعوام السابقة.
تصرف سامسونغ هذا أوحى إلى الجميع بأن الشركة تنوي مشاركة المزايا الجديدة مع جميع مستخدميها مهما كان عمر هواتفهم، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل، لماذا تضحي سامسونغ بأهم ميزة في هاتفها الرائد غالاكسي إس 24 وتجعلها متاحة في بقية الهواتف؟
الإجابة عن هذا السؤال جاءت في مؤتمر الإعلان عن غالاكسي إس 24 وغالاكسي إيه آي، إذ لمحت سامسونغ إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي تصبح مدفوعة بعد عام 2025، وأنها لن تكون متاحة مجانا للمستخدمين حتى وإن كانوا يمتلكون هاتف غالاكسي إس 24.
التحول إلى المزايا مقابل الدفعأثناء المؤتمر أضافت الشركة ملاحظة صغيرة في العرض التقديمي الذي تحدث عن مزايا الذكاء الاصطناعي الموجهة لهاتف غالاكسي إس 24، وفيها أكدت الشركة أن المزايا ستكون مجانية حتى عام 2025 على جميع الأجهزة المدعومة بدون أن توضح إن كانت تصبح بعد ذلك مدفوعة أم لا.
ورغم أن الملاحظة لم توضح مباشرة نية سامسونغ لتحويل مزايا الذكاء الاصطناعي إلى مزايا مدفوعة، إلا أنها أشارت بشكل مباشر إلى استعداد الشركة لذلك وفي أحسن الأحوال دراستها لهذا الأمر، إذ إن وجدت الشركة إقبالا واسعا على المزايا، فإنها قد تصبح مزايا مدفوعة.
توجد العديد من الأسباب التي قد تدفع شركة مثل سامسونغ لاتخاذ هذا الأسلوب مع المزايا في هاتفها الجديد الرائد، بداية من الطريقة التي تعمل بها هذه المزايا والاستضافة الخاصة بها سواء كانت تشكل حملا على خوادم الشركة أو كانت تستخدم خوادم خارجية وهو الأمر الذي يشكل تكلفة إضافية على الشركة، ولهذا قد تحتاج تحويلها إلى مزايا مدفوعة.
ولكن لا يمكن الجزم بأن هذا هو السبب الرئيسي، كون "غوغل" تقدم مزايا مماثلة في هواتف "بيكسل 8" وهي مزايا مجانية تأتي ملحقة مع الهاتف بدون وجود أي تلميحات حول تحول هذه المزايا إلى مزايا مدفوعة في الأجيال القادمة.
سامسونغ لمحت إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي ستصبح مدفوعة بعد عام 2025 (رويترز) سياسة الدفع مقابل الاستخداملا تعد سياسة الدفع مقابل الاستخدام جديدة على شركات الهواتف المحمولة أو الشركات التقنية بشكل عام، إذ إن الكثير من الشركات تعتمد على هذه الطريقة من أجل تحقيق دخل إضافي لا يتطلب تطوير منتجات جديدة، إذ يوجد الكثير من الأمثلة التي تتبع السياسة ذاتها مثل مساحات التخزين الإضافية في الخدمات السحابية التابعة لمطوري الهواتف أو في بعض المزايا الإضافية في برمجيات الهاتف.
الاستخدام الأوضح لهذه السياسة يظهر في عالم ألعاب الهواتف المحمولة، إذ تجبر بعض الألعاب المستخدمين على شراء نقاط مقابل أموال حقيقية يتم إنفاقها داخل اللعبة من أجل الحصول على مزايا إضافية، وهو ما يجعل قطاع ألعاب الهواتف المحمولة يحقق الكثير من الأرباح سنويا مقارنةً مع قطاعات الألعاب الأخرى.
في الوقت الحالي، لا توجد أي معلومات واضحة من سامسونغ إن كانت تنوي جعل مزايا الذكاء الاصطناعي جزءا من المزايا المدفوعة في هواتفها أم لا، ورغم أن وجود المزايا المدفوعة في الهواتف ليس أمرا غريبا، إلا أنه يتسبب في انتقاد مباشر للشركة، لأنها أعلنت في البداية عن المزايا كنقطة ترويجية لهاتف غالاكسي إس 24 ولم توضح للمستخدمين نيّتها في التحول إلى مزايا مدفوعة.
تحول مزايا الذكاء الاصطناعي إلى مزايا مدفوعة يمثل نقطة ضعف كبيرة في الخطة التسويقية لهاتف غالاكسي إس 24، ويجعلها تتحول إلى نقطة ضعف أيضا في الهاتف، إذ يصبح من الأفضل اقتناء هاتف يقدم مثل هذه المزايا بشكل مجاني بدلا من الحاجة إلى شرائها من سامسونغ ودفع تكلفة إضافية فوق تكلفة الهاتف التي تصل إلى 1300 دولار.
توسع سياسة المزايا مقابل الدفعالتخوف الأكبر من استخدام مثل هذه السياسة مع مزايا أنظمة الهواتف المحمولة لا يأتي من مزايا الذكاء الاصطناعي فقط، إذ قد تتخذ الشركات من هذا الأسلوب سياسة جديدة للمزايا التي كانت أساسية في الأنظمة مثل جودة الكاميرا أو مساحات التخزين الكبير أو حتى عدد المكالمات والرسائل.
وتحول أنظمة الهواتف المحمولة إلى بوابة دفع كبيرة تروج لمجموعة متفرقة من المزايا لن يكون في صالح المستخدمين في أي حال من الأحوال، والنماذج التي يمكن أن يطبق بها هذا الأمر عديدة، بداية من إخفاء بعض مزايا التصوير الاحترافية مقابل اشتراك إضافي يدفع شهريا أو حتى إضافة مزايا أكثر لمشتركي الخدمات المدفوعة من شركات الهواتف المحمولة.
ورغم كون هذا السيناريو غير متوقع إلا أن العديد من الشركات تلجأ لمثل هذه التصرفات من أجل تحقيق أرباح ودخل إضافي، وربما كان عرض شاومي للإعلانات في أنظمتها المثال الأوضح على استعداد شركات الهواتف المحمولة لتحقيق الدخل الإضافي والربح عبر هواتفها.
وفي النهاية، ربما نرى غياب الإصدارات السنوية العديدة من الهواتف المحمولة، لتصبح الإضافات الجديدة في كل هاتف عبارة عن مجموعة من المزايا التي تحتاج إلى شرائها من نظام الشركة، خاصة مع غياب القفزات التقنية الكبيرة بين الهواتف المتتابعة، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في هاتف غالاكسي إس 24 الذي لا يقدم اختلافا واضحا عن غالاكسي إس 23 إلا في مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات مزایا الذکاء الاصطناعی الهواتف المحمولة من المزایا فی هاتف
إقرأ أيضاً:
"الذكاء الاصطناعي تحدٍ جديد" في معرض القاهرة الدولي للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقيمت اليوم؛ الإثنين، الجلسة الرابعة من مؤتمر "مستقبل الملكية الفكرية- التشريعات- التحديات- الفرص"، بقاعة "الصالون الثقافي"، وجاءت بعنوان "الذكاء الاصطناعي: التحدي الجديد"، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وشارك في الجلسة المستشار أحمد مختار، عضو لجنة حماية حقوق الملكية الفكرية بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور محمد زهران، أستاذ هندسة الحاسب بجامعة نيويورك، وأدارها الدكتور محمد خليف.
استثمار الذكاء الاصطناعي
حيث تناول الدكتور محمد خليف؛ أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد محركات التنمية العالمية، مشيرًا إلى الطفرة الهائلة التي أحدثها هذا المجال على مستوى الاقتصاد العالمي، بما يشمل قطاعات مثل: "الزراعة، التعليم، النقل"؛ وأوضح أن هناك فجوة تكنولوجية بين الدول الكبرى؛ مثل الولايات المتحدة؛ والصين، بينما تملك مصر الأفكار والتطبيقات؛ لكنها بحاجة إلى دعم وتشجيع استخدامها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة الفقر؛ كما أشار إلى أهمية وجود قوانين تنظيمية تحفز الابتكار بدلًا من إعاقته.
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وأكد الدكتور محمد زهران، أن الذكاء الاصطناعي شهد تطورات كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث يعتمد اليوم على تقنيات المحاكاة المتقدمة؛ لكنه أشار إلى ضرورة وضع قواعد أخلاقية للاستخدام تشمل سرية البيانات، اكتمال المعلومات، وعدم التحيز في البيانات المُدخلة.
وأوضح زهران؛ أن مصر تهدف إلى أن تكون ضمن أول 20 دولة؛ عالميًا؛ في استخدام الذكاء الاصطناعي؛ بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب تطوير البنية التحتية، والاستثمار في الحوسبة فائقة السرعة، مع تأكيد ضرورة تدريب الكوادر البشرية لمواكبة التغيرات.
أهمية البيانات والتوعية
وشدد زهران؛ على أن البيانات هي "بترول القرن الحادي والعشرين"، حيث تُمثل أساسًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أهمية توعية الجمهور بأهمية الذكاء الاصطناعي من خلال ورش عمل وبرامج تدريبية، مع تعزيز الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية لتوطين هذه التقنية في مصر.
مستقبل العمل والاقتصاد
كما ناقشت الندوة؛ تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، حيث قد تختفي بعض الوظائف التقليدية، لكن ستظهر أخرى تتطلب مهارات جديدة؛ مع التأكيد على أن التعليم والتدريب المهني سيشكلان حجر الزاوية في مواكبة هذه التحولات.
الإطار القانوني والتشريعات
حيث تحدث المستشار أحمد مختار؛ عن أهمية تطوير البيئة التشريعية؛ لاستيعاب التطورات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي، منوهًا بأن وزارة العدل والمحاكم الاقتصادية تعملان على إدخال الذكاء الاصطناعي في النظام القضائي لضمان عدالة ناجزة؛ وتقليل زمن التقاضي؛ وأشار إلى أن هناك جهود لتدريب القضاة على التعامل مع قضايا الذكاء الاصطناعي؛ وحماية حقوق الملكية الفكرية؛ وأكد أن العالم لايزال يواجه تحديات تشريعية تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في الاختراعات والملكية الفكرية، حيث لا يمكن حتى الآن اعتماد منتجات الذكاء الاصطناعي كاختراعات؛ إلا بعد وضع إطار قانوني ينظم ذلك.
الذكاء الاصطناعي في الإبداع والثقافة
وتناولت الندوة أيضًا؛ تأثير الذكاء الاصطناعي على المجالات الإبداعية، حيث أُشير خلالها إلى إمكانية استخدامه في تأليف الروايات والموسيقى، لكن مع التأكيد على أن العمل الإبداعي الحقيقي لا يزال يحتاج إلى العنصر البشري؛ وأكدت الندوة أن مصر تملك إمكانات كبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي، ولكن ذلك يتطلب تضافر الجهود بين الحكومة؛ والقطاع الخاص، إلى جانب وضع تشريعات متطورة تواكب هذا المجال الواعد.