قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجانى إلى مجنى عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين فى ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.

"الأفعى... والثعبان"

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا.

.

رجل من أسرة فقيرة حضر من صعيد مصر، إلى القاهرة، عمل فى ورشة رجل "مسن" ليس له أولاد فكان له بمثابة الأب، وكان هو ابن بار به، لدرجة أن الرجل المُسن كتب له ورشته باسمه، وصعدت روحه لربه بعدها، تزوج هو فتاة فقيرة ثم تفتحت له أبواب الرزق على مصراعيها وأنجب ثلاثة أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة.

ويروى الرجل قصته بصوت ملىء بالبكاء والحزن، "بصراحة أنا قتلـت مراتـى وانتابتـه نوبـة مـن الضـحك الهسـتيرى..واستطرد "وأنا مبسوط وفرحان إنى قتلتها"، موضحا أسرار وخبايا قصته:

قابلت زوجتى وملكت قلبى.. وتربعت على عرش فؤادى.. وكان لابد أن أتوج هذه العلاقة بإتمام نصف دينى.. وتزوجنا عن حـب مـلأ قلبنا على أن نضع يدينا ًمعـا ونقـتحم المسـتقبل وقد امتلأنا ًإصرارا وعزم سوى، ومضى بنا قطارالعمر، كانت نعم الزوجة المطيعة التى لاهم لها إلا الاهتمام ببيتها وإسعاد زوجها وأولادها.

شاء القدر أن يقطن شاب إحدى شقق العقـار المواجـه لفيلتـى وذاع بين أهل الحى أنه طبيب يعمل فى المنطقة ويسافر يوميًا إلى المستشفى، حتى أن الجميع اعجبوا به وباحاديثه وبأسلوبه المهذب والشيق.

مرضت زوجة الرجل فاستدعى الطبيب فكانت هذه الزيارة بمثابة الفتيل الذى أشعل النار فى بيته، حضر الطبيب إىل المنزل وقام بإجراء الكشـف عـلى الزوجة، وأعطاها العلاج الذى سكن ألامها وطلب منها المداومة عليه لمدة أسبوع، كان يتردد خلاله لمتابعة علاجها، وإعطائها الحقن العلاجية فى المواعيد المحددة، حتى كتب لها الشفاء واستعادت عافيتها مرة أخرى.

ويروى الرجل، بعد مرور 3 أشهر تقدم الطبيب لخطبة ابنتى وتمت الخطوبة فى جو رومانسى شاعرى حضره أفراد الأسرة والأقارب والأصحاب، ومرت الأيام وفجأ تبدلت أحاسيس ابنتى.. تغيرت إلى النفقيض باتت لا تطيق صورته وتنفر من لقائه وتتأذى لمجرد سماع اسمه، فواجهتها بهذا التحول فقررت أنها أصدرت قرارًا لا رجعة فيه بفسخ هذه الخطبة، وأنها اكتشفت أنه لن يكون الزوج المناسب لها وأنه مخادع وكاذب.

ويوواصل فوجئت بخطاب يصلنى على الورشة وبمجرد أن قرأت سطوره حتى أصبت بدوار من هول كلماته، وتماسكت حتى لا اسقط على الأرض من فرط ما جاء به.. "مراتك يا محترم على علاقة مع عريس ابنتك".. وقعت عيناى على صورة كانت مع هذا الخطاب لحرمى المصون وهى ترقص مع عريس ابنتى فى أحد الأندية الليلية.

بدأت أتحسس الأمر.. وعلمت من الحى أن حكايتها وسيرتها السيئة على لسان الجيران.. ومما زادنى ألمًا أنى أخر من يعلم بهذه العلاقة.

حاول الرجل إخفاء معالم تلك الجريمة التى صنعتها زوجتهن والسير بمركب الزوجية حرصًا على أطفاله، وانتقل للعيش بإحدى الشقق السكنية بالهرم من خوفًا من حديث الناس والأقاويل التى طالت أسرته دون أن يفصح لزوجته عن علمه بخيانتها، وفى بداية العام استقر الرجل على بدء حياة جديدة مع زوجته ونسيان ما مضى، فأحضر "تورتة" وذهب لزوجته املًا فى أن يبداء حياة جديدة، إلا أنها كانت الصدمة الثانية عثر على الدبلة الخاصة بزوجته منقوش عليها اسم الطبيب وليس اسمه، واجه الزوج اخيرًا زوجته بالخيانة، لترد ببرود ممزوج بالفجور " نعم أحبه.. لقد سكن قلبى واحتله كاملًا فما عاد مكان لغيره.. وجدت معه أنوثتى التى افتقدتها طيلة السنوات الماضية.. سمعت منه احلى وأعذب الكلمات.. وبصراحة لا أطيق البعد عنه ولو للحظة واحدة".

ويروى الرجل، "لحظتها لم أشعر بنفسى فقـدت وعـى.. لم أدرمـاذا أفعـل ولم أتمالـك نفسى وأنا أمسك بالسكين التى كنت أحضرتها من المطبخ لتقطيع «التورتـة»، فغرستها فى قلبها.. ذلك القلب الذى لم ّتهزه عشرة السـنين ولم تحركه غريزة الأمومة، وانطلق ً عابسًا تاركًا كل هذه القيم ً بحثا وراء لذة آثمة، ولم أتركها سوى جثة هامدة وسط بركة من الدماء وأغلقت عليها الباب".

تحريات المباحث أكدت خيانة الزوجة والعلاقة الآثمة التى ربطتها بالطبيب وكان آنذاك خطيب ابنتها، أحيل الرجل جراء ذلك إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد، وفى تلك الأثناء نودى على المتهم، وبسؤال رئيس المحكمة له، أصر على الاعتراف وأنه قتلها عندما فاجأته، وأعلنت له فى وقاحة وبلا استحياء أنها على علاقة آثمة بالطبيب.

وفى المرافعة جاء دور المحامى والفقيه الدستورى بهاء أبو شقه، الذى استهل الدفاع مرافعته قائلًا: «إن خير موارد العدل القياس على النفس»، وطرح سؤالًا يفرض نفسه فى منطق الدليل فى هذه القضية هو: «لو آيًا منا ساقه قدره الأليم وحظه العاثر فى أن يعيش فصول هذه المأساة التى عاشها المتهم.. فماذا هو فاعل؟».

«إن المجنى عليه الحقيقى وبحق فى الدعوى الماثلة هو هذا الزوج المسكين الذى تلقى طعنه غادرة فى شرفه.. وكيانه.. فى عرضه أمام نفسه.. أمام جيرانه.. أمام أولاده.. أمام الحى الذى عاش فيه.. كانت كفيله بأن تجهز عليه.. تحطمه.. تقضى عليه قضاء مبرمًا».

لم يتسرع الزوج بالقصاص منها أو من الطبيب رغم وجود الدليل الدامغ معه على خيانتها بعد أن تلقى خطابًا يفضح هذه العلاقة وبعد أن أصبحت سيرتها وفضيحتها على كل لسان فى الحي.. كان بوسعه أن يهدم المعبد على من فيه ويدفن الجميع تحت أنقاضه، ولكنه آثر أن يحافظ على هذا الصرح الذى تعب وجد وشقى حتى شيده صدق معسول قولها وأقنع نفسه بتصديق قولها علها تصحح من سلوكها المعوج.. ذكرها بأبنائها الذين يدرسون فى الجامعات وأنهم سيتخرجون فى الجامعة، وكيف أن سلوكها المعوج سيكون نقطة سوداء فى الرداء الأبيض الذى حرص دائما أن يكون ناصعا.. ترك الحى الذى عاش فيه والفيلا التى بناها بعرقه واستأجر شقة بمكان بعيد كى يبتعد بها أو يبعدها عن هذا الطبيب.. ولكنها لم ترتدع اصمت أذنيها واغلقت فكرها وداست على ضميرها وابتعدت عن النصيحة واختارت طريق إبليس- حسب المرافعة.

من هول ما كشفت عنه التحقيقات أنه لم يكن طبيبا.. كان أفاقا.. يبتز أموالها.. وكانت تعلم ذلك جيدًا وأدخلته البيت ليخطب ابنتها وهى تعلم جيدًا ليكون إلى جوارها عابثة غير عابئة حتى بعد أن تأكدت ابنتها من خيانتها.. لم تفق من غفلتها ولا أنانيتها.. لم تتحرك أمومتها وهى ترى أبنتها تتعذب.. تترك البيت حتى لا ترى الخيانة فى عيون أمها ليلًا ونهارًا.. ووصلت بها البجاحة والتدنى منتهاها عندما فاجأت الزوج معترفة بخيانتها- طبقا للمرافعة.

من جانبها حكمت المحكمة: «بحبس المتهم سنة مع الإيقاف عن تهمة قتل زوجته كان قد قضاها فى الحبس الاحتياطى وأوردت فى أسباب حكمها أنها طبقت عليه المادة 237 من قانون العقوبات وقاست حالته على حالة التلبس باعتبار أن القياس جائز فى المسائل الجنائية إذا كان لمصلحة المتهم».







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث

إقرأ أيضاً:

أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا

حقًا لقد أصبح المشهد الذى يظهر به الكثيرون من الفنانين الآن عندما يتوجهون لحضور حفلات المهرجانات سواء بالداخل او بالخارج عبثيًا ولا يليق بمقام أم الدنيا الحبيبة هوليوود العرب. وقبلة كل الفنانين العرب وهى من صنعتكم انتم وغيركم، لقد أصبح البعض يتصرف حسبما يتراءى له أوحسب أهوائه دون النظر لاية اعتبارات اخرى او انهم عندما يرتكبون اية افعال سيئة او تصريحات غير لائقة. ألا يعلم هؤلاء أن أى تصرف منهم يسيء إلى المصريين، فقد ترى عندما يقع البعض منهم فى اية زلات يشار اليه بأنه مصرى.

ألم يشاهدوا ما تسجله عدسات المصورين لما يفعلونه سواء فى الفضائيات أو «السوشال ميديا» او ما يدور ويذاع عنهم على القنوات الخارجية، وانتقاد ما تم فعله من بعضهم بصفة عامة فى مهرجانات عديدة وما يرتكبونه من افعال لا تليق بمقام مصر نهائيا، لتصل إلى حد الهزل. ووصل الحال بان تدخلت شرطة البلد المقام بها المهرجان هناك بسبب ما قامت به فنانة مصرية مشهورة وما ظهرت عليه مع مطرب خليجى أثناء المشاركة فى حفل توزيع جوائز هناك، وقبلها بفتح القاف أثناء مصافحته لها بشكل مطول وتبادلهما القبل والأحضانً المثيرة، بينما تواجد فنان كان يتوسطهما ويحاول الفصل بينهما ضاحكًا وهو يقول خلاص «قبلتين كفاية» مما جعل شرطة البلد المقام بها المهرجان ان تتدخل كما أثار مقطع فيديو القبلة هذه الذى تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى الجدل، وتناقلته جميع وسائل الاعلام المحلية والخارجية بل لاقى انتقادا لاذعا ولا تزال أصداء هذه الأزمة التى تمت فى بالمهرجان الخامس تتصاعد حتى الآن، فهذا المشهد أثار استياء عدد كبير من المتابعين الذين عبروا عن غضبهم من تصرفات الفنانة والفنان العربى، معتبرين أن مثل هذه الأفعال لا تتماشى مع عادات مجتماعاتنا.

لقد اصبح ما نراه ونسمعه ونشاهده الآن من انتقادات لما يفعله البعض من الفنانين، وما يدور ويفعله البعض منهم يقع فى مصاف الجحود فى حق مصر امام العالم ويساهم فى وأد النهضة الفنية التى صنعها نجوم وأساطين الفن المصرى السابقين عتاولة الفن بجد دون منافس لهم حتى الان، الذين تركوا أرثا فنيا يعيش عليه الجميع فى الداخل والخارج حتى الان، ويتفاخرون به وكأنه من صنعهم وعجبا يجرى ذلك امام الجميع ويذكرون الفنان فقط ويكرمونه دون ان ينسب الفضل لام الدنيا. بل يزدادون فخرا زائفا وكأنهم يعيدون تاريخ فنهم هم غير الموجود فى الوجود اساسا، ونعود لبداية الكلام وهو أن المشهد الفنى اصبح عبثيا، وايضا شاهدنا فى هذا المهرجان الذى اقيم فى احد البلدان ظهور الممثلة العجوز وهى تسير بمفردها ممسكة بمشط الشعر الكبير خارج حقيبة يدها وهى تسير فى الطريق المؤدى للمهرجان وكأنها لتوها خارجة من shower والادهى فستانها الذى اظهرها بإطلالة مثيرة للانتقاد حتى انتقدها احد مقدمى «التوك شو» بأن لكل عمر مقامًا بسبب فستانها المثير للجدل والمكشوف من جنب البطن ليظهر تجاعيد الجلد بسبب عامل العمر الذى تخطى لما بعد الثمانين رغم انها نجمة كبيرة وتاريخها كبير فقد كانت اطلالتها غير لائقة بسنها وببلدها وبتاريخ فنها فلكل مقام مقال ولكل عمر مقام وشكل وهندام وطريقة تناسبه وتجعله يرفع من قدره ويشرف بلده، هذا بخلاف ظهور فنانة كبيرة ايضا فى لقاء متلفز اجرى معها على هامش احد المهرجانات من حديثها تقول ان المصريين لما بيطلعوا يحجوا بيختاروا بلد الحرمين الشريفين ونقول لها عجبا وعجبا فهل تجرى مراسم الحج فى بلد آخر فأى ثقافة هذه.

وهل هذا فكر يليق بالفن وبمصر، بخلاف الممثلة التى اعربت بطريقة جعلتها مثارًا لانتقادها من القنوات الخارجية ومنصات التواصل الاجتماعى ووصفوها بأن استخدامها ليدها بالقفاز على وجهها اشبه بمن يكون فى حلبة قتال كما قالت احنا جينا لاننا مش اقل من اى حد جايين نحقق احلامنا هنا فى الفن واوجه لها سؤالًا اين فنك الآن واين ذكرك لفضل ام الدنيا فى حديثك بخلاف الفنانة صاحبة سجل حافل من الاخطاء اللفظية وصاحبة سيئة جارية. وظهور مطرب ببالطو قطيفة حريمى وعقد حريمى ابيض وحلق ياللهول وعجبى، فإلى متى تظل اخطاؤهم هذه وغيرها التى تثير الجدل حول ما يُعتبر مناسبًا أو غير مناسب فى سلوكيات الفنانين أثناء ظهورهم فى المناسبات العامة. فلك الله يا مصر.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • موظف يطالب بتطليقه من زوجته: أهملتنى بسبب المسلسلات التركية
  • ثمن الخيانة الزوجية.. حكاية مقتل سائق توك توك علي يد عشيقته بالوراق
  • زوجة تطالب بالتمكين من مسكن الزوجية بعد استيلاء حماتها عليه
  • جحيم خلف القضبان