صحيفة صدى:
2024-11-08@16:43:47 GMT

رمضان غيرني

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

رمضان غيرني

جميل جداً أن نسمع ممن بلغ هذا الشهر المبارك عبارة: (رمضان غيرني)، ‌‏فرمضان جاء ليعيد بناء أرواحنا وقلوبنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا، رمضان مَحطَّة إيمانية نروِّض وندرب أنفسنا فيها على الخير في القول والعمل، نتوجَّه إلى الله بجميع جوارحنا حتَّى إذا ما انتهى رمضان خرجنا منه أُناسًا عظماء.

رمضان يا كرام فرصة للتغيير الإيجابي نحو الأفضل، تغيير في العبادة، والسلوك، والأخلاق، والمعاملات، والجوارح، والعادات، كم نرى ونشاهد ممن يدرك رمضان ويدخل عليه الشهر وحياته كما هي لم تتغير للأفضل، بل بعضهم ربما تغيرت للأسوأ فازدادت سيئاته وذنوبه، نسأل الله العفو والعافية، يمر علينا رمضان أعوامًا عديدة، ليسأل كل واحد فينا نفسه، هل أثر فيه رمضان؟ هل غير من حياته نحو الأفضل؟ هل استفاد منه؟ ما أجمل أن يتغير المرء ويغير من حياته كلها، فيرجع المذنب إلى ربه، ويقترب البعيد، ويزداد الصالح صلاحًا، والمؤمن إيمانًا، كلنا يتمنى التغيير ولكن منا من يطلبه ويسعى إليه، ومنا من يتمناه ولكن دون عمل ولا فعل، يقول تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53]، فالتغيير يحتاج إلى إرادة وعزيمة وإصرار ومواصلة جادة وقوية.

غير قلبك في رمضان، وطهره من أمراض الشهوات والشبهات كالحسد، والحقد، والبغض، والرياء، والعجب، والكبر، لنطهر قلوبنا من هذه الآفات، ونملأه بالتقوى واليقين والخوف والرجاء والحب لله عز وجل، كم نسمع بمن حقد على أخيه المسلم فقطعه بسبب أمر دنيوي، شهورًا بل سنوات، يدخل عليه رمضان ويخرج وهو قاطع هاجر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ». رواه مسلم.

غير علاقتك بربك في رمضان، إن الهدف الأعظم من الصيام هو تحقيق التقوى، لنقترب من الله أكثر، بطاعته وعبادته، والبعد عن معصيته.

غير صلاتك في رمضان، صلي صلاة مختلفة في هذا الشهر، أقبل على صلاتك، وحافظ عليها في وقتها في المساجد، بخشوع وطمأنينة، وبكر إلى بيوت الله، واجلس فيها لتنل فضائل وأجورًا عظامًا، وأكثر من النوافل والسجود وتلذذ بهما، وصل صلاة مودع، ستجد أن للصلاة لذة وراحة وسعادة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان ينادي الصحابي بلال رضي الله عنه، ويقول له: «أرحنا بالصلاة يا بلال».

غير علاقتك مع القرآن، فرمضان شهر القرآن، كم ابتعد البعض منا عن القرآن، وهجره إما هجرًا لتلاوته، أو هجرًا لتدبره، أو هجرًا للعمل به، أو الاستشفاء به، أقبل على كتاب ربك بالإكثار من تلاوته، وتدبر آياته، حرك به قلبك كما تحرك به لسانك، اختمه عدة ختمات، نظم أوقات قراءتك بين الصلوات، وستجد أن الأمر سهل ويسير، وتذكر دائمًا أن القرآن تجارة رابحة، تفوز فيها بملايين الحسنات.

غير أخلاقك في رمضان، رمضان شهر الصبر، والحلم، والأناة، والعفو والصفح، فالصوم يهذب الأخلاق ويسمو بها، ويزكيها، قال صلى الله عليه وسلم: (فإن سابه أحدٌ فليقل: إني امرؤ صائم). رواه البخاري.

نعم فالصوم يمنعه من أن يرد على كل جاهل ومعتد وظالم.

وغيروا سلوككم وعاداتكم السيئة كالتدخين، وكثرة الأكل والشرب، وأذية الجيران، وأكل أموال الخدم والعمال وغيرها، واهتموا بالرياضة اليومية، والأكل الصحي المفيد، والإحسان إلى الجيران، وإعطاء الناس أجورهم.

غير حواسك وجوارحك في رمضان، لسانك وعيناك، وأذناك، ويداك ورجلاك، اجعل هذه الجوارح شاهدة لك لا عليك في هذا الشهر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، فلسانك اجعله رطبًا بذكر ربك بالأذكار والقرآن، وعيناك وأذناك لا تنظر بهما ولا تسمع إلا ما يرضي ربك.

غير تعاملك مع برامج التواصل الاجتماعي في رمضان، خفف وقلل منها وابتعد عنها قليلًا، اجعلها معينة لك على الطاعة والقرب من الله، اقرأ فيها وتصفح ما يفيدك ويزيد من إيمانك، كن داعيًا إلى الخير بنشر كل خير ومفيد، وغض بصرك وجوارحك عن كل معصية.

كم نحن بحاجة إلى استشعار أن الجنان فتحت في رمضان، والنيران غلقت، والرحمات والخيرات تتنزل، والحسنات في رمضان مضاعفات، وفي مكة خاصة تضاعف كذلك، والذنب في رمضان وفي مكة يعظم، فمن استشعر ذلك ازداد قربًا وإيمانًا، ويقينًا بما عند مولاه، ومن غاب عن ذهنه ذلك، فحياته في رمضان كما هي لن تتغير كثيرًا.

وقفة:
يقول الأديب الرافعي رحمه الله: (رمضان ما هو إلا فترة راحة وهدوء، يعبر المؤمن من خلالها إلى مرافئ الصعود في درجات الإيمان، فمن استفاد من هذه الفترة في إصلاح حاله، وتجديد إيمانه، ومراجعة نفسه، فقد وجد للتغيير طريقاً).

وتذكروا أن شهر رمضان أيامه قليلة، وستنقضي بسرعة {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٤]، فغيروا أنفسكم للأفضل والأحسن.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: فی رمضان

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: مقاطع القرآن الكريم المصحوبة بالموسيقى من أشد الكبائر

شددت دار الإفتاء المصرية أن القيام بعمل مقاطع لآيات من القرآن الكريم مصحوبة بأي نوع من أنواع الموسيقى أو الاستماع إليها أو الترويج لها أو الإسهام في نشرها من أشد الكبائر المقطوع بحرمتها شرعًا.

حكم حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حفظه بعد الإساءة إلى القرآن.. الإفتاء توضح حكم تلحين القرآن وتصويره فنيًا قراءة القرآن مصحوبا بموسيقى الروك آند رول ، البوب ، الفانك ، التكنو

وتابعت الإفتاء أن الله تعالى قد نفى  الهزل عن القرآن ونزهه عنه بقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ۝ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [الطارق: 13، 14]، واللهو مرادف الهزل، فيجب تنزيه القرآن عنه.

 

حكم تلحين القرآن الكريم تلحينًا موسيقيًّا 

 

كان في الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من يُحْكِم القراءة على أحسن وجوهها ويؤديها بأفصح مخرج؛ فكأنما يسمع منه القرآن غضًّا طريًّا لفصاحته وعذوبة منطقه وانتظام نبراته، وهو لحن اللغة نفسها في طبيعتها لا لحن القراءة في الصناعة، على أن كثيرًا من العرب كانوا يقرؤون القرآن ولا يعفون ألسنتهم مما اعتادته في هيئة إنشاد الشعر مما لا "يخل" بالأداء، ولكنه يعطي القراءة شبهًا من الإنشاد تقريبًا؛ لتمكن ذلك منهم وانطباع الأوزان في الفطرة، حتى قيل في بعضهم: إنه يقرأ القرآن كأنه رجز الأعراب، وهذا عندنا هو الأصل فيما فشا بعد ذلك من الخروج عن هيئة الإنشاد إلى هيئة التلحين، وخاصة بعد أن ابتدع الزنادقة في إنشاء الشعر هذا النوع الذي يسمونه التغبير، ولم يكن معروفًا من إنشاد الشعر قبل ذلك؛ وهو أنهم يتناشدون الشعر بالألحان؛ فيطربون ويرقصون ويهرجون، ويقال لمن يفعلون ذلك المغبرة، وعن الشافعي رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن.

 

وتسألت دار الإفتاء عن مدى الفائدة التي يُكن أن يحصل عليها المسلمون من الاجتراء على كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد! فليتق الله كل من يفكر في إباحة تصوير المصحف فإن المسلمين بخير ما حافظوا على كتاب الله، وهم على شر حال إذا ما تهاونوا في المحافظة عليه، ولذلك كله نرى أنه لا يجوز بحال أن يطبع المصحف وفيه أي تغيير في رسمه أو إضافة أية صورة إليه.

مقالات مشابهة

  • آيات طرد الجن من الإنسان.. كيف يساعد القرآن الكريم في تحصين النفس؟
  • معنى "روح القدس" الوارد في آيات القرآن الكريم
  • القرآن وتأثيرُه على النفس والوجدان
  • سر تكرار «فبأي آلاء ربكما تكذبان» في سورة الرحمن؟
  • الإفتاء: مقاطع القرآن الكريم المصحوبة بالموسيقى من أشد الكبائر
  • ما حكم قراءة القرآن في المسجد قبل صلاة الفجر؟
  • حكم وضع رجل على رجل أثناء الاستغفار وذكر الله
  • كيفية الرُّقية الشرعية من آيات القرآن الكريم
  • حكم قراءة القرآن مصحوبا بالموسيقى.. دار الإفتاء تجيب
  • امرأة غريبة تُرعب صاحب بقالة في صنعاء.. دخلت عليه قبل الفجر وطلبت إغلاق صوت القرآن ومدت يدها نحوه ”فيديو”