أسماء المدير تعرض فيلمها كذب أبيض أمام الجمهور السويسري
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
قدمت المخرجة المغربية أسماء المدير، أول أمس، فيلمها الطويل “كذب أبيض”، بمدينة بولي (ضاحية لوزان)، أمام جمهور سويسري من مختلف الشرائح، بدا شغوفا لاكتشاف تجربة سينمائية فريدة ومن خلالها، نسيجا اجتماعيا وثقافيا مغايرا.
محطة أخرى في مسار فيلم قدر له أن يسافر في رحلة عابرة للقارات، مسابقا صدى تتويجه الوطني والدولي، ومراكما زخما متجددا على مستوى التلقي في تفاعل مع حساسيات مختلفة وإن توحدت المشاعر الإنسانية تجاه لغة القلب التي تجعل العمل الفني الحقيقي ابتهالا كونيا.
وجاء عرض “كذب أبيض” في إطار برمجة باقة مختارة من الأعمال التي حققت نجاحا متميزا، خصوصا خلال الدورة السابقة لمهرجان كان، يتاح للجمهور السويسري مشاهدتها خلال الشهر الجاري في أفق اكتشاف محكيات سينمائية مختلفة الروافد، وضمنها أفلام عربية من قبيل “إن شاء الله ولد” للأردني أمجد الرشيد و”وداعا جوليا” للسوداني محمد كردفاني.
فيلم حميم وشخصي. حفريات دؤوبة في الذاكرة الشخصية والعائلية للمخرجة تسائل طفولتها في حي شعبي بالدار البيضاء، لكنها تتواشج وتحيل إلى سياق مجتمعي وسياسي أشمل لمغرب الثمانينات. بدا الفيلم في مزيجه الوثائقي/المتخيل أشبه بورشة لتحرير الكلام في بيت فرضت عليه الجدة قانون الصمت.
طموح فني وتقني كبير أن تسعى أسماء المدير إلى إعادة تشكيل حيها من خلال ماكيت تدب فيه الحياة عبر مجسمات مصغرة للبيوت وتماثيل منمنمة للساكنة، يصنعها يدويا والد أسماء بمساعدة باقي أفراد الأسرة والجوار. تقول هذه التماثيل أحيانا ما لا تستطيع الشخصيات الحقيقية الإفصاح عنه من محظور يجثم على القلوب منذ أحداث 1981 التي قضت فيها الشابة فاطمة وصولا إلى إقامة مقابر فردية للضحايا في إطار عمل هيأة الانصاف والمصالحة. ولأن أبطال الفيلم هم أصحاب الحكاية الحقيقيون من عائلة أسماء المدير، كان على هذه الأخيرة أن ترفع تحدي إدارة فنية من نوع خاص، صبورة ومتربصة لاقتناص ما يخدم البنية الدرامية بدرجة أعلى من الصدقية والتلقائية.
سيكون على الجدة أن تنفلت من رهاب الصمت وتجازف بالحديث وتنصت للآخرين أيضا وهم يتحدثون بعد أن ظلت تطارد الصور في البيت وتمنع أي وصل بالذاكرة. على مدى عشر سنوات من مشروع سينمائي كبير في فضاء درامي/مختبر من أمتار معدودة، أدارت أسماء المدير بحرفية ودقة لعبة خطرة وهشة للتذكر والبوح والمكاشفة من أجل تصفية حساب ناعمة مع الماضي دون تفجير البنية الأسرية التي يضمها حب غير مصرح به.
في “كذب أبيض” تترسخ بصمات من رؤية فنية شديدة الحساسية والاحتفاء بالتفاصيل الحميمية كانت قد تفتقت في تعاقب بعض أفلامها القصيرة مثل “ألوان الصمت” و”دوار السوليما” و”جمعة مباركة”. تنجذب أسماء أساسا إلى المواضيع القريبة منها، من منطلق تجربة وجدانية مباشرة. وقد كشفت أن مشروعها القادم الذي يوجد قيد الكتابة لن يخرج عن هذا الإطار. سيكون فيلما روائيا عن واقع تعرفه.
في تصريحها للصحافة، لا تخفي آن ديلسيت، المبرمجة السينمائية، التي قدمت الفيلم للجمهور السويسري، بعد تجربة سابقة مع الفيلم الوثائقي “بطاقة بريدية” لنفس المخرجة، أن “كذب أبيض” شكل صدمة جمالية بالنسبة لها، وهي التي تابعت مسار تطوير المشروع وصولا إلى تتويجه في مهرجانات دولية، بما فيها مهرجان مراكش وكان، وتأهله للقائمة القصيرة في مسابقة الأوسكار.
تقول آن التي تعمل في مجال البرمجة لدى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ومهرجان “رؤى من الواقع” بمدينة نيون السويسرية أن الفيلم ينطوي على “قوة هائلة تنبعث من الشكل والمضمون على حد سواء. نسيج درامي مزدوج يتناغم فيه التاريخ الشخصي والعام”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: أسماء المدیر کذب أبیض
إقرأ أيضاً:
جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
أكد النائب في البرلمان السويسري كارلو سوماروجا على ضرورة كسر جدار الصمت الذي يلف العالم حول ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى جلسة مرتقبة للبرلمان، للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني.
وقال سوماروجا في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين:" إن اللوبي الإسرائيلي له تأثير على البرلمان السويسري، إلا أن المؤيدين والداعمين للقضية الفلسطينية في البرلمان يطالبون الحكومة دائماً بضرورة احترام القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى الدعوات المتكررة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس ، موضحا أن أعضاء البرلمان ينتقدون بشدة ما تقوم به إسرائيل، ويطالبون الحكومة السويسرية بضرورة التحرك ضد سلوكها.
وأكد ضرورة انسجام النظام السياسي في سويسرا مع موقف شعبها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سبب موضوعي يمنع اعتراف سويسرا بالدولة الفلسطينية، وأن هذا الموقف يحظى بدعم شعبي كبير.
ولفت إلى أنهم يضغطون على الحكومة لتتخذ موقفًا واضحًا ضد ما تتعرض له المؤسسات الأممية، مثل وكالة غوث وتشغيل " الأونروا "، التي يعد وجودها حاجة ضرورية في حياة المواطن الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وفي المخيمات خارج فلسطين.
وأوضح أن إسرائيل تتعمد محاربة الوكالة، ومنع عملها للقضاء على الحقوق الفلسطينية، وإلغاء حق اللاجئين بالعودة، وفي ذلك انتهاك واضح للقيم القانونية الدولية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن ما تقوم به إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين هو قتل متعمد وانتهاك للقانون، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك عقوبات تفرضها الدول الأوروبية على اسرائيل بسبب جرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال:" إن العالم كله سيتخذ مواقف مختلفة لو حدث ذلك في مكان آخر غير فلسطين".
وأوضح أن ما يحدث في الضفة وغزة والقدس هو نكبة مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنهم يطالبون بشكل مستمر الحكومة السويسرية للعمل من أجل الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان، إضافة للتواصل المستمر مع أعضاء البرلمانات في أوروبا، لتكوين ائتلاف وحوار مستمر لدعم القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن إسرائيل تتعمد فرض قيودا على مدينة القدس، وهذا مخالف للقيم الدينية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حقوق المواطنين في الوصول إلى المواقع الدينية وأداء طقوسهم الدينية بحرية مطلقة.
وشدد على وجوب ضغط المسيحيين في العالم على إسرائيل لرفع الحصار عن مدينة القدس، وضمان حرية العبادة للجميع".
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول السيطرة على مدينة القدس بالكامل، وما يشكل انتهاكا للاتفاقات السياسية وللشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن القدس هي بوابة الحل السلمي القائم على حل الدولتين.
وأعرب سوماروجا عن دعمه لدعوة الرئيس محمود عباس بضرورة التوجه إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة حظيت بصدى كبير في سويسرا.
وفي السياق، أكد النائب السويسري أن قرصنة الأموال الفلسطينية من قبل الحكومة الاسرائيلية أمر مرفوض ، ومن الضروري إعادة هذه الأموال إلى السلطة الفلسطينية، لتقديم الخدمات للمواطنين، وتفادي حدوث حالة من الانهيار، في حال استمرت اسرائيل في قرصنتها.
المصدر : وكالة سوا