بايدن ينتقد ترامب مع تصاعد حدة الحملات الانتخابية
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن خصمه "الخاسر" دونالد ترامب الأربعاء، في أول محطة لحملته الانتخابية في ولاية تحمل أهمية بالغة منذ ضمنا نيل ترشيح حزبيهما لانتخابات تعد بأن تكون من بين الأكثر شراسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وندد الرئيس الديموقراطي من ميلووكي في ولاية ويسكنسن المتأرجحة (أي التي تصوّت مرّة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين) بخصمه الجمهوري اليميني المتشدد لوصفه المهاجرين بـ"المتطفلين".
وتأتي عودة الحملات الانتخابية بعد يوم على نيل بايدن (81 عاما) وترامب (77 عاما) ما يكفي من أصوات المندوبين لضمان ترشيح حزبيهما لخوض مواجهة جديدة في نوفمبر.
وقال بايدن لأنصاره ومتطوعين في ميلووكي حيث سيعقد ترامب وحزبه "المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري" في يوليو "ساعدني العديد منكم في 2020 لنضمن بأن يكون الخاسر. وسنسعى لضمان تكرار الأمر، أليس كذلك؟".
عهد بايدن على وصف ترامب بالخاسر لعلمه بأن الأمر يزعج الرئيس السابق الذي ما زال يرفض الإقرار بهزيمته أمامه في الانتخابات قبل أربع سنوات.
وكانت كل من ويسكنسن وميشيغن التي سيزورها بايدن الخميس من بين الولايات الحاسمة التي انتزعها من ترامب في مواجهتهما عام 2020، ويتعيّن عليه الفوز فيهما مرة أخرى لضمان ولاية ثانية في البيت الأبيض.
انتقد بايدن خصمه في مسألة الهجرة تحديدا التي تعد قضية بالغة الأهمية في الانتخابات، مع تبني ترامب خطابا متشددا بشكل متزايد في إطار تنديده بالرئيس الديموقراطي على خلفية الأعداد القياسية للأشخاص الذين يعبرون الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة.
وقال بايدن في إشارة إلى تصريحات أدلى بها ترامب العام الماضي "نحن بلد مهاجرين. ليسوا متطفلين". وسبق لترامب أن اعتبر بأن المهاجرين "يسممون دم بلادنا".
تطرّق بايدن أيضا إلى إصلاح مرتبط بالماريجوانا سبق أن وصفه بأنه أولوية في خطابه بشأن حال الاتحاد الأسبوع الماضي علما بأن الديموقراطيين يولون القضية أهمية بالغة في إطار سعيهم لجذب الناخبين من فئة الشباب والأقليات العرقية.
"انتقام"
وكشف بايدن في وقت سابق في ميلووكي عن استثمارات تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار لمساعدة المناطق "المهملة" فيما يسعى للتسويق لما يصفه بـ"النهوض الأمريكي" للاقتصاد.
وقام بايدن أواخر الأسبوع الماضي بجولة في الولايات القادرة على حسم النتيجة بعدما مثّل خطابه الحماسي بشأن حال الاتحاد الذي هاجم خلاله ترامب أيضا، دفعة له.
سلّطت السجالات الضوء على مدى حدة المشهد السياسي الأميركي المرتقب في الأشهر الثمانية المقبلة، إذ لا يخفي المرشحان الأكبر سنا للانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة الأحقاد الشخصية بينهما.
وهما تبادلا الانتقادات بعدما ضمنا الترشيح الثلاثاء.
وصف ترامب خصمه بأنه "الرئيس الأسوأ والأقل كفاءة والأكثر فسادا وتدميرا في تاريخ الولايات المتحدة".
أما بايدن، فندد بحملة ترامب القائمة على "الحقد والانتقام" واصفا إياه بأنه يمثّل تهديدا للديموقراطية.
وفي حال إعادة انتخابه، تعهّد ترامب بأن يتقمّص دور "الدكتاتور" في أول يوم له في السلطة قائلا إنه سيغلق الحدود مع المكسيك ويأمر بالحفر للتنقيب عن النفط واستخراجه وإطلاق سراح أنصاره الذين سجنوا على خلفية هجوم السادس من يناير 2021 على الكابيتول.
في الأثناء، أحدثت الانقسامات في واشنطن شللا في السياسات الخارجية الأمريكية، ما أثار قلق الحلفاء حول العالم.
ويعرقل حلفاء ترامب الجمهوريون في الكونغرس طلب بايدن تخصيص مساعدات عسكرية ضرورية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
وشدد ترامب على أنه لن يقدّم "فلسا واحدا" كمساعدة عسكرية لأوكرانيا بينما حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مهاجمة أي دول في حلف شمال الأطلسي لا تفي بالتزاماتها المالية.
بقلم أوريليا إند مع داني كيمب في واشنطن
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بايدن مكبّل.. ماذا تعرف عن مرحلة البطة العرجاء في الولايات المتحدة؟
خلافا للتقاليد السائدة حول العالم، لن يتوجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد الكشف عن نتائج الانتخابات مباشرة، بل عليه أن ينتظر لمدة 11 أسبوعا قبل تولي مهام منصبه، وهي مدة تعرف اصطلاحا بالولايات المتحدة بمرحلة "البطة العرجاء".
وبالرغم من أن هذه المدة تبدو طويلة جدا بالنسبة لأغلب النظم المتبعة حول العالم، إلا أنها تعتبر الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة حيث كان على الرئيس الأمريكي المنتخب أن ينتظر مدة 4 أشهر لتولي مهام منصبه الجديد بعد انتخابه، في عملية انتقال بطيئة جدا.
لكن هذه المدة جرى تقليصها بموجب التشريع الذي تم التصديق عليه عام 1933، حيث أصبح تاريخ تنصيب الرئيس الجديد محددا في عشرين من شهر كانون الثاني /يناير، في حين بقيت الانتخابات تتم في تاريخها نفسه مطلع شهر تشرين الثاني /نوفمبر.
ويقول مدير مركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساذرن ميثوديست في ولاية تكساس، جيفري إيه. إنجل، "تستغرق عملية تشكيل الحكومة وأعلى مستوياتها وقتا".
ويضيف "كل مرة تدخل فيها إدارة جديدة، يجب أن يتم إضافة الكريمة على الكعكة. الكعكة هي البيروقراطية الدائمة، والكريمة هي المعينون الجدد وأعضاء مجلس الوزراء. كما يعرف أي خباز، يمكنك إضافة الكريمة في 30 ثانية، لكنها لن تبدو رائعة".
وتدخل الولايات المتحدة في المدة ما بين الانتخابات الرئاسية وتاريخ تنصيب الرئيس الجديد، بمرحلة تعرف اصطلاحا بـ"البطة العرجاء"، وهو مصطلح سياسي شائع في السياسة الأمريكية تتجاوز دلالته الفترة الزمنية المشار إليها، حيث يطلق كذلك على السياسي المنتخب الذي تنتهي ولايته، وذلك ينطبق على الرئيس الذي يخفق في الفوز بولاية رئاسية جديدة أو يكون في نهاية ولايته الثانية، الأمر الذي يحول دون بقائه في البيض الأبيض.
ويوصف الرؤساء في هذه الحالة بـ"البطة العرجاء"، في إشارة على قرب ولايتهم من الانتهاء وهو ما يلقي بظلاله على نفوذهم السياسي في ظل معرفة جميع الأطراف السياسية الفاعلة سواء في الداخل أو الخارج، بوجود رئيس جديد يتجهز مع فريقه للدخول إلى البيت الأبيض خلال 11 أسبوعا.
وعلى الرغم من شيوعه في الولايات المتحدة، إلا أن مصطلح "البطة العرجاء" يعود في أصوله إلى بريطانيا حيث كان سماسرة البورصة الذين يعجزون عن سداد ديونهم في القرن الثامن عشر يُوصفون بأنهم "بطة عرجاء"، حسب موقع مركز "برينان" (Brennan center).
وبدأ استخدام مصطلح "البطة العرجاء" على السياسيين المنتهية ولايتهم في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وكان أول تطبيق للمصطلح على رئيس للولايات المتحدة في عام 1926، وفقا للموقع ذاته.
وينطبق هذا الوصف على الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني /يناير 2025، مسلما السلطة إلى خلفه دونالد ترامب الذي حقق فوزا تاريخيا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
لكن تجدر الإشارة إلى أنه جرى تداول لقب "البطة العرجاء" في الأوساط السياسية أثناء الحديث عن بايدن حتى قبل الانتخابات التي جرت في الخامس من تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، وذلك إثر انسحابه من السباق الانتخابي لصالح نائبته هاريس بعد ضغوطات بسبب تقدمه في السن وحالته الصحية.
وبالرغم من تمحور مصطلح "البطة العرجاء" حول الإشارة إلى "مسؤول منتخب أو مجموعة تستمر في شغل منصب سياسي خلال الفترة بين الانتخاب وتنصيب خليفة له"، إلا أنه يشير أيضا إلى أي جلسة يعقدها مجلس الشيوخ أو النواب الأمريكيين بعد انتخابات تشرين الثاني /نوفمبر وقبل اليوم الأول من فترة الكونغرس الجديد.
وفي الغالب، تبدأ فترة "البطة العرجاء" بالنسبة للكونغرس الأمريكي بعد وقت قصير من الانتخابات في تشرين الثاني /نوفمبر، وتستمر لفترات متفاوتة زمنيا قد تنتهي في أواخر كانون الأول /ديسمبر أو مطلع كانون الثاني /يناير.
وتجدر الإشارة إلى أن انتخابات الكونغرس الأمريكي تجري كل عامين بخلاف الانتخابات الرئاسية التي تجري كل 4 أعوام. ويتم في انتخابات الكونغرس انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (100 مقعد) وكل مقاعد مجلس النواب (435 مقعدا).