انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن خصمه "الخاسر" دونالد ترامب الأربعاء، في أول محطة لحملته الانتخابية في ولاية تحمل أهمية بالغة منذ ضمنا نيل ترشيح حزبيهما لانتخابات تعد بأن تكون من بين الأكثر شراسة في تاريخ الولايات المتحدة.

وندد الرئيس الديموقراطي من ميلووكي في ولاية ويسكنسن المتأرجحة (أي التي تصوّت مرّة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين) بخصمه الجمهوري اليميني المتشدد لوصفه المهاجرين بـ"المتطفلين".

وتأتي عودة الحملات الانتخابية بعد يوم على نيل بايدن (81 عاما) وترامب (77 عاما) ما يكفي من أصوات المندوبين لضمان ترشيح حزبيهما لخوض مواجهة جديدة في نوفمبر.

وقال بايدن لأنصاره ومتطوعين في ميلووكي حيث سيعقد ترامب وحزبه "المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري" في يوليو "ساعدني العديد منكم في 2020 لنضمن بأن يكون الخاسر. وسنسعى لضمان تكرار الأمر، أليس كذلك؟".

عهد بايدن على وصف ترامب بالخاسر لعلمه بأن الأمر يزعج الرئيس السابق الذي ما زال يرفض الإقرار بهزيمته أمامه في الانتخابات قبل أربع سنوات.

وكانت كل من ويسكنسن وميشيغن التي سيزورها بايدن الخميس من بين الولايات الحاسمة التي انتزعها من ترامب في مواجهتهما عام 2020، ويتعيّن عليه الفوز فيهما مرة أخرى لضمان ولاية ثانية في البيت الأبيض.

انتقد بايدن خصمه في مسألة الهجرة تحديدا التي تعد قضية بالغة الأهمية في الانتخابات، مع تبني ترامب خطابا متشددا بشكل متزايد في إطار تنديده بالرئيس الديموقراطي على خلفية الأعداد القياسية للأشخاص الذين يعبرون الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة.

وقال بايدن في إشارة إلى تصريحات أدلى بها ترامب العام الماضي "نحن بلد مهاجرين. ليسوا متطفلين". وسبق لترامب أن اعتبر بأن المهاجرين "يسممون دم بلادنا".

تطرّق بايدن أيضا إلى إصلاح مرتبط بالماريجوانا سبق أن وصفه بأنه أولوية في خطابه بشأن حال الاتحاد الأسبوع الماضي علما بأن الديموقراطيين يولون القضية أهمية بالغة في إطار سعيهم لجذب الناخبين من فئة الشباب والأقليات العرقية.

"انتقام"

وكشف بايدن في وقت سابق في ميلووكي عن استثمارات تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار لمساعدة المناطق "المهملة" فيما يسعى للتسويق لما يصفه بـ"النهوض الأمريكي" للاقتصاد.

وقام بايدن أواخر الأسبوع الماضي بجولة في الولايات القادرة على حسم النتيجة بعدما مثّل خطابه الحماسي بشأن حال الاتحاد الذي هاجم خلاله ترامب أيضا، دفعة له.

سلّطت السجالات الضوء على مدى حدة المشهد السياسي الأميركي المرتقب في الأشهر الثمانية المقبلة، إذ لا يخفي المرشحان الأكبر سنا للانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة الأحقاد الشخصية بينهما.

وهما تبادلا الانتقادات بعدما ضمنا الترشيح الثلاثاء.

وصف ترامب خصمه بأنه "الرئيس الأسوأ والأقل كفاءة والأكثر فسادا وتدميرا في تاريخ الولايات المتحدة".

أما بايدن، فندد بحملة ترامب القائمة على "الحقد والانتقام" واصفا إياه بأنه يمثّل تهديدا للديموقراطية.

وفي حال إعادة انتخابه، تعهّد ترامب بأن يتقمّص دور "الدكتاتور" في أول يوم له في السلطة قائلا إنه سيغلق الحدود مع المكسيك ويأمر بالحفر للتنقيب عن النفط واستخراجه وإطلاق سراح أنصاره الذين سجنوا على خلفية هجوم السادس من يناير 2021 على الكابيتول.

في الأثناء، أحدثت الانقسامات في واشنطن شللا في السياسات الخارجية الأمريكية، ما أثار قلق الحلفاء حول العالم.

ويعرقل حلفاء ترامب الجمهوريون في الكونغرس طلب بايدن تخصيص مساعدات عسكرية ضرورية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وشدد ترامب على أنه لن يقدّم "فلسا واحدا" كمساعدة عسكرية لأوكرانيا بينما حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مهاجمة أي دول في حلف شمال الأطلسي لا تفي بالتزاماتها المالية.

بقلم أوريليا إند مع داني كيمب في واشنطن

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

المفوض الأممي لحقوق الإنسان يندد بصعود "خطاب الكراهية والتمييز" خلال الحملات الانتخابية

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه إزاء خطابات الكراهية والتصريحات المهينة بحق المهاجرين خلال الحملات الانتخابية العديدة هذا العام في أوروبا وغيرها.

وقال تورك أمام صحافيين في جنيف "أدق ناقوس الخطر"، ودون أن يذكر انتخابات محددة مثل تلك الجارية حاليا في المملكة المتحدة وفرنسا، ندد بـ "صعود خطابات الكراهية والتمييز" في أوروبا.

وأشار إلى انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو والتي أسفرت عن مكاسب كبيرة لأحزاب اليمين المتطرف، بالإضافة إلى الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة والهند.

وأضاف: "أشعر دائما بالقلق حين أسمع تعليقات تشوّه سمعة الآخرين أو تجرّدهم من إنسانيتهم أو تجعل من المهاجرين أو اللاجئين أو طالبي اللجوء أو الأقليات كبش فداء".

وأكد فولكر تورك: "علينا أن نكون يقظين جدا، لأن التاريخ يعلمنا خصوصا في أوروبا أن التشهير وتشويه سمعة الآخرين هما نذير الأسوأ". داعيا من يتولون السلطة إلى "عدم التسامح مطلقا مع أي خطاب يحض على الكراهية"، والناخبين إلى التحقق مما إذا كانت كل البرامج السياسية تحترم حقوق "الجميع".

كما اعتبر تورك أن "الأحزاب التقليدية تتحمل جزءا من المسؤولية في ظاهرة صعود الشعبوية".

مقالات مشابهة

  • "لا أحد يدفعني للانسحاب".. بايدن يتعهد بالبقاء في السباق بعد تصاعد الشكوك حول أهليته
  • المفوض الأممي لحقوق الإنسان يندد بصعود "خطاب الكراهية والتمييز" خلال الحملات الانتخابية
  • هاريس تتهرب من الإجابة على سؤال حول استعدادها لقيادة الولايات المتحدة بدلا من بايدن
  • صحفي أمريكي شهير: جو بايدن يستعد للانسحاب من السباق الرئاسي
  • مارك رافالو: الولايات المتحدة تتجه إلى الديكتاتورية.. ما علاقة ترامب؟
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • بايدن ينتقد قرار المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية لترامب
  • بايدن ينتقد قرار المحكمة العليا بحصانة ترامب: سابقة خطيرة تضعف سلطة القانون
  • بايدن يجتمع بعائلته لحسم قراره بشأن مستقبل حملته الانتخابية
  • بعد أدائه الضعيف.. هل فات الأوان على استبدال بايدن؟