إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

سيعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في مقابلة على قناتي تي إف 1 وفرانس2، مضمون الاتفاقية الأمنية التي وقعتها بلاده مع أوكرانيا بمناسبة زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرنسا في 16 فبراير/شباط الماضي.

هذه الاتفاقية التي حظيت بمصادقة رمزية من قبل الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ هذا الأسبوع دخلت حيز التطبيق في شهر فبراير/شباط 2024.

وجدير بالذكر أن حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) امتنع عن التصويت عنها، فيما صوت حزب فرنسا الأبية  (أقصى اليسار) ضد.

وجاء التوقيع على هذه الاتفاقية بعد التصريح المثير للجدل الذي أدلى به ماكرون حول عدم استبعاد إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا.

لكن سرعان ما تراجع عن تصريحه بعد ثلاثة أيام من الإعلان. كما جاء أيضا بعد مرور سنتين على الحرب الروسية على أوكرانيا.  

اقرأ أيضافرنسا تعلن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا "تصل إلى 3 مليارات يورو"

هذا، وأثار تصريح ماكرون جدلا في بعض دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا التي أكدت أنها لن تحذو حذو باريس.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق العسكري الذي وقعته فرنسا مع أوكرانيا قد يفتح الباب لدول أوروبية أخرى للتوقيع على اتفاق مماثل. فمنذ بداية فبراير/شباط، وقعت كل من إيطاليا وكندا على اتفاقات عسكرية مماثلة مع كييف. فيما ينتظر أن تقوم دول أوروبية أخرى بنفس الخطوة.

ويدخل هذا الاتفاق في إطار الالتزامات التي تعهدت بها الدول السبع الغنية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، كندا، إيطاليا، اليابان والولايات المتحدة الأمريكية) خلال مؤتمر الحلف الأطلسي الذي نظم في مدينة فيلنيوس في ليتوانيا في شهر يوليو/تموز 2023 .

هذه التعهدات تقضي بدعم كييف لكي تنتصر على روسيا. فماذا يحتوي بالضبط هذا الاتفاق الذي صادق عليه ماكرون في 16 فبراير/شباط 2024.

دعم مالي لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات يورو خلال 2024

الاتفاق الذي وقعته باريس وكييف ينص أن "فرنسا ستقدم مساعدة مالية إضافية بقيمة 3 مليارات يورو خلال العام 2024 بعد تلك التي قدمتها في 2022 والتي بلغت 1.7 مليار يورو و2.1 مليار يورو في 2023.

هذه الأموال المقدمة تدخل في إطار الشراكة العسكرية والدفاعية التي وقعتها فرنسا مع أوكرانيا وتخص العتاد العسكري والتدريبات العسكرية لجنود أوكرانيين فضلا عن دعم الإصلاحات في مجال الدفاع وتأمين الحدود.

وبالإضافة إلى ذلك، وثيقة الاتفاق تنص أيضا على إمكانية التوقيع على شراكة ما بين المؤسسات العسكرية للبلدين من أجل إنتاج الأسلحة المتطورة، لا سيما الذخائر الأكبر حجما.

 تقديم الدعم في المجالين الأمني والمدني

إضافة إلى التعاون العسكري البحت، يتضمن الاتفاق مجالات أخرى، مثل التعاون في مجال الأمن السيبراني والاستخباراتي ومحاربة الجريمة المنظمة فضلا عن عمليات التجسس والتجسس المضاد. كما ستساعد باريس كييف على محاربة "المعلومات المزيفة إضافة إلى تقنيات أخرى للحد من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية".

اقرأ أيضافرنسا: ماكرون يدعو لتسريع الانتقال إلى "اقتصاد الحرب" استجابة لحاجيات أوكرانيا

أما في المجال المدني، ستواصل باريس تقديم الدعم الإنساني للشعب الأوكراني. كما ستشارك في إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد الأوكراني وتحديثه فضلا عن إعادة بناء ما هدمته الحرب. وينص الاتفاق أيضا على تقديم الدعم في مجال المواصلات كتحديث ميترو الأنفاق في كييف وفي مجال الطاقة والزراعة والمياه والسكن والصحة فضلا عن نزع الألغام التي غرسها الجيش الروسي عند مغادرته لأوكرانيا. بشكل عام، فرنسا ستساعد أوكرانيا على التكيف مع معايير الاتحاد الأوروبي تمهيدا لانضمام هذا البلد إلى هذا الفضاء.

وفيما يتعلق بالطرف المسؤول عن اندلاع الحرب، اتفقت كل من فرنسا وأوكرانيا على أن "روسيا هي التي ستدفع ثمن إعادة بناء كل ما دمرته على المدى البعيد". كما يذكر الاتفاق بمسؤولية روسيا في الحرب التي فرضتها على أوكرانيا إضافة إلى استمرار فرنسا في فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو في إطار استراتيجية أوروبية مشتركة وتجميد الأصول الروسية الموجودة في فرنسا.

 الاتفاق سيكون على مدار عشر سنوات

كل الالتزامات التي قطعتها فرنسا وأوكرانيا ستكون فعالة خلال عشر سنوات ابتداء من تاريخ التوقيع على الاتفاق. فيما سيبقى هذا الاتفاق ساري المفعول لغاية الانضمام المحتمل لإوكرانيا إلى حلف الناتو. ففي حال انضمت كييف إلى هذه المنظمة العسكرية في 16 فبراير/شباط 2034، فالطرفان (فرنسا وأوكرانيا) سيقرران حينها عما إذا كانا سيستمران في التعامل بهذا الاتفاق أو توقيفه.

كما يمكن أيضا لكل من فرنسا وأوكرانيا فسخ الاتفاق شرط أن يبلغ الطرف الذي يريد ذلك الطرف الآخر وبشكل كتابي. لكن صلاحية الاتفاق لن تنتهي إلا بعد مرور ستة أشهر. كما يمكن أيضا إثراء أو تعديل الاتفاق وفق الضرورة ومصالح كل عضو.

هذا، وصوت كل من نواب الجمعية الوطنية وأعضاء مجلس الشيوخ بشكل رمزي على هذا الاتفاق، فيما عارضه حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) وامتنع عن التصويت حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف).

وانتقد بعض النواب تصريح إيمانويل ماكرون إرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد عليهم بالقول "أولادكم لن يموتوا لصالح أوكرانيا".

وأضاف في حوار مع قناة "بي إف إم" طالما أوكرانيا تقف بالمرصاد أمام روسيا، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى في بلاده، لكن في حال هاجمت روسيا بلدا أوروبيا آخر في الناتو، ففي ذلك الوقت دول حلف شمال الأطلسي هي التي ستقرر فيما إذا كانت سترسل جيوشا غربية أم لا للمشاركة في الحرب على أرض البلد المهاجم".

وسيقدم إيمانويل ماكرون توضيحات أكثر حول هذا الموضوع في الحوار الذي يجريه مساء الخميس مع عدة قنوات تلفزيونية فرنسية. وستنقل فرانس24 المقابلة هي أيضا.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي كييف روسيا الجيش الروسي موسكو أوكرانيا فرنسا إيمانويل ماكرون دفاع الحرب في أوكرانيا أخبار كاذبة روسيا فولوديمير زيلينسكي تسلح الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة للمزيد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فرنسا وأوکرانیا فبرایر شباط هذا الاتفاق فضلا عن فی مجال

إقرأ أيضاً:

من هو الرجل الذي أرسلته كوريا الشمالية لقيادة قواتها في معارك أوكرانيا؟

نشرت كوريا الشمالية آلاف الجنود في روسيا لدعم العمليات العسكرية لقوات الكرملين ضد أوكرانيا، وذلك بقيادة الجنرال كيم يونغ بوك، الذي كان يشغل منصب قائد القوات الخاصة في الجيش الكوري الشمالي. 

ويأتي هذا التطور بعد تقارير أكدت إرسال أكثر من 11,000 جندي كوري شمالي إلى روسيا، مع توقعات بزيادة العدد إلى 100ألف عنصر، وفقاً لتصريحات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

ويتولى الجنرال كيم يونغ بوك، الذي كان معروفاً بعمله السري على مدى عقود، "مهمة دمج القوات الكورية الشمالية مع الوحدات الروسية، إضافة إلى تدريب الجنود الكوريين الشماليين على تكتيكات حديثة تشمل استخدام المدفعية والطائرات المسيرة وعمليات القتال في الخنادق"، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية. 

وأكدت تقارير أوكرانية وكورية جنوبية أن الجنود الكوريين الشماليين "يتحركون بزي القوات الروسية وبهوية مزيفة لإخفاء هويتهم".

تقييم استخباراتي: كوريا الشمالية زودت روسيا بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة مدفعية كشف تقييم استخباراتي أوكراني أن بيونغ يانغ زودت روسيا بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة مدفعية، ونُقل بعضها إلى منطقة كورسك الروسية التي تشهد عمليات قتالية يشارك فيها جنود من كوريا الشمالية.

وكانت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية قد قالت خلال اجتماع مغلق للجنة الاستخبارات البرلمانية، الأربعاء، إنها توصلت إلى تقييم يفيد بأن القوات الكورية الشمالية المنتشرة في روسيا "انضمت للواء المحمول جوا ومشاة البحرية على الأرض في موسكو، وقد انخرط بعضها بالفعل في القتال"، وفقا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وأضافت وكالة الاستخبارات:"توصل التقييم إلى أن حوالي 11,000 جندي كوري شمالي أكملوا تدريبات التأقلم في المناطق الشمالية الشرقية من روسيا، وتم نقلهم إلى كورسك في أواخر أكتوبر".

وأكدت وكالة الاستخبارات أيضًا "تصدير كوريا الشمالية مقذوفات بعيدة المدى إلى روسيا، بما في ذلك مدافع هاوتزر ذاتية الدفع عيار 170 ملم، وقاذفات صواريخ متعددة عيار 240 ملم".

وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، ذكرت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية، أن الدولة صدقت على معاهدة للدفاع المشترك مع روسيا، وقعها زعيما البلدين في يونيو، وتدعو كل جانب إلى مساعدة الجانب الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح.

وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وقّع مرسوما للتصديق على الاتفاق، وإنه يدخل حيز التنفيذ عندما يتبادل الجانبان صكوك التصديق. فيما وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المعاهدة لتصبح قانونا.

وتنص المعاهدة على أن البلدين يجب أن "يقدما على الفور المساعدة العسكرية وغيرها باستخدام كل الوسائل المتاحة" إذا كان أي من الجانبين في حالة حرب.

وفي هذا الصدد، قال ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، وهو باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، في تصريحات سابقة لقناة "الحرة"، إن الاتفاق بين موسكو وبيونغ يانغ ستكون له "تبعات خطيرة" ليس فقط على أوكرانيا، بل وحتى على دول المنطقة في آسيا وأوروبا.

بايدن يحذر من "التعاون الخطير" بين روسيا وكوريا الشمالية "التعاون الخطير المزعزع للاستقرار" هكذا وصف الرئيس الأميركي، جو بايدن التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا، خلال لقائه برئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في ليما عاصمة البيرو.

وأوضح أن إرسال قوات كورية شمالية "هو تطور جديد يتطلب من دول المنطقة، سيما اليابان وكوريا الجنوبية، أن تتخذ خطوات لحماية مصالحها".

وتابع: "لا نعرف حتى الآن موقف الصين من هذه الخطوة، لكننا نعرف أنها لم تكن سعيدة بحسب تصريح للرئيس الصيني على هامش أعمال قمة بركس التي انعقدت في موسكو مؤخرا، حيث حذر الزعيم الصيني (شي جين بينغ) من دخول أطراف ثالثة في الحرب في أوكرانيا" على حد تعبيره.

وهذا التحالف يمنح كوريا الشمالية مزيدًا من النفوذ، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها. كما أن روسيا قد تستخدم نفوذها في الأمم المتحدة للتخفيف من العقوبات ضد كوريا الشمالية، مما يسمح لها بمواصلة تطوير برامجها العسكرية والتقنية دون قيود كبيرة​، كما يرى تقرير نشره موقع "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS)، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن.

والثلاثاء، أكدمفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن على أوروبا "ألا تنتظر ما سيقرره" الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن "تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر".

وأضاف بوريل: "لا يمكننا الانتظار لنرى ما سيقرره ترامب. يجب أن يستمر دعمنا لأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. لا نعرف ما الذي سيحدث، ولكن في الوقت الحالي، اليوم وغداً وبعد غدٍ، الناس يقاتلون في أوكرانيا ويموتون في ساحة المعركة".

وتحتل القوات الروسية نحو خمس أراضي أوكرانيا، وتقول موسكو إن الحرب لن تنتهي إلا بالاعتراف بضمها للأراضي التي تدعي حقا فيها، وهو ما ترفضه أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • فرنسا وبريطانيا: لن ندع بوتين يحقق أهدافه في أوكرانيا
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • بعد وصفه بـعابر للقارات.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُطلق على أوكرانيا الخميس
  • إلى التي تجسد كرامة هذه المنطقة... هكذا عايد ماكرون السيدة فيروز في عيدها
  • ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
  • من هو الرجل الذي أرسلته كوريا الشمالية لقيادة قواتها في معارك أوكرانيا؟
  • تسريب مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ماذا كشفت التفاصيل؟
  • خصائص صاروخ أتاكمز الأميركي الذي قصفت به أوكرانيا روسيا
  • أزمة بين فرنسا وأذربيجان بسبب "الاستعمار" و"جرائم ماكرون"
  • ماكرون يندد بموقف روسيا “التصعيدي” إزاء أوكرانيا ويدعو بوتين “للتعقّل”