موقع النيلين:
2025-03-18@21:16:47 GMT

اقتصاديات شهر رمضان

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT


يعيش هذا الشهر كافة المسلمين على وجه الأرض، أيام فضيلة ومباركة في شهر عظيم، وهو شهر رمضان المبارك، الذي يصادف الشهر التاسع بالتقويم الهجري من كل عام، والذي يمارس فيه المسلمين متطلبات وفرائض دينية عظيمة، منها الصيام والقيام وتأدية صلاة التراويح وتلاوة القرآن، طلباً في المغفرة من الله عز وجل.

كما أن الشهر الفضيل يتميز بشهر الصدقات وإخراج الزكاة والإحسان للفقراء وللمساكين، حيث في هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتُضاعف وتُغفر السيئات بأمر الله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”.

ولشهر رمضان فوائد اجتماعية وأسرية وعائلية عظيمة، حيث يتيح الشهر الفرصة للأسر وللعوائل وحتى الأصدقاء الاجتماع والتقارب فيما بينهم على مائدتي الأفطار والسحور، مما يضاعف من الترابط الأسري والعائلي والاجتماعي.

كما أن لشهر الصوم فوائد صحية وطيبة عظيمة بجانب الفوائد الدينية، حيث أنه وسيلة فاعلة يعمل كمنظم لوجبات الغذاء اليومية، وبالتالي فهو محدد جيد لنمط معين لتناول الوجبات الغذائية، ويفصل فيما بين تناولهما بطريقة ذكية، تسمح للجهاز الهضمي وللقولون العمل بطريقة منتظمة، بخلاف ما هو واقع الأمر في أيام الأفطار، التي مسموح فيها للإنسان الأكل بأي وقت على مدار الساعة، مما يتسبب في إصابة الجهاز الهضمي بمشاكل صحية عديدة بما في ذلك القولون، وبالذات حين تناول وجبات غذائية دسمة قبل النوم مباشرة.

صيام شهر رمضان أثُبت بأنه عامل مساعد على تحسين وظائف الجسم واستعادته لحيويته ولطاقته، كونه يعود بفوائد عظيمة على القلب والشرايين والكبد، بتخفيفه لمستويات الكوليسترول الضار في الدم والخلايا، الذي يتسبب في انسداد الشرايين.

كما أن للصيام فوائد تنعكس على العظام والمفاصل والجهاز المناعي للجسم، وفي تخفيف الوزن في حال التزام الإنسان بنظام غذائي معين بعيداً عن الإفراط في أكل الوجبات الدسمة المشبعة بالدهون، بما في ذلك اللحوم الحمراء.

أخيراً وليس آخراً، للصوم فوائد عظيمة على المدخنين، كونه يحد من قدرتهم على التدخين لساعات طويلة خلال اليوم، مما ينعكس إيجاباً على الرئتين والأسنان وبقية أعضاء الجسم، وبالتالي فإن الصيام يساعد على تخليص الجسم من السموم بشكل تلقائي، وذلك من خلال إراحة الجسم من عبء العادات السيئة كالتدخين وغيرها كشرب المنبهات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكافيين.

كما ويفترض لشهر الصوم أن يكون منظم لساعات النوم لينعم جسم الإنسان وأعضائه بالراحة وبالتالي التخفيف من ارتفاع ضغط الدم ومن حدة الأمراض المرتبطة بقلة النوم والقلق.

رغم الفوائد العظيمة والجليلة للشهر الفضيل، إلا أنه وللأسف الشديد تكثر فيه الممارسات الصحية الخاطئة، بما في ذلك الاستهلاكية، بسبب الإقبال الشره على الأكل والمشرب، وكأن الشهر، هو شهر خصص للأكل والمشرب وليس للعبادة الخالصة لله والتقرب منه عبر الدعاء الصالح وقراءة القرآن الكريم والتصدق على الفقراء وإخراج الزكاة للمستحقين.

فمن بين الممارسات والسلوكيات الخاطئة بالشهر الفضيل الإقبال على شراء المواد والسلع الغذائية والتموينية بطريقة غير مدروسة وغير مرشدة، حيث تشير المعلومات إلى أن إنفاق الأسر والأفراد على المواد الغذائية بالشهر الفضيل يعادل إنفاق ثلاثة أشهر من العام، بنسبة تتراوح ما بين 150 إلى 200%، مما ينتهي الأمر بالتخلص بالطعام بطريقة غير لائقة، كرميه والتخلص منه بصناديق النفايات، وحدوث هدر غذائي كبير جداً.

أشار خبراء في وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى أن شهر رمضان الكريم يشهد سنويًا زيادة في معدلات هدر الطعام؛ ليكون مصيره مقالب القمامة والمخلفات، وأن ما يهدره الفرد يتجاوز 184 كيلوجرامًا من الغذاء سنويًا وبما يعادل 4 ملايين طن، وتبلغ نسبة الهدر الغذائي 18.9% سنويًا بقيمة تتجاوز 40 مليار ريال، مشيرين إلى أن تراجع مستوى الوعي لدى المجتمع بالهدر الغذائي من الأسباب الرئيسة في ارتفاع تكلفته.

وقدم الخبراء عددا من النصائح لترشيد الاستهلاك الغذائي وتقليل الهدر، والتي شملت التخطيط لشراء المنتجات الغذائية التي تتماشى مع عدد الأسرة واحتياجاتها، وعدم الإكثار من الأصناف في الوجبة الواحدة لتجنب الهدر الغذائي، وابتكار وصفات من بقايا الأطعمة، والتعامل مع الإعلانات التجارية بوعي وعدم الانصياع لشراء منتجات لا حاجة لها، إضافة إلى تغليف الفائض من الطعام وإعادة استخدامه أو توزيعه على المحتاجين.​

أخلص القول؛ أن شهر رمضان شهر عبادة وتقرب من الله عز وجل وليس شهر الإفراط في المأكل والمشرب، مما يتطلب مننا جميعاً التقنين والترشيد في المأكل والمشرب وعدم الإسراف لقوله تعالى (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين)) سورة الأعراف الآية 31.

طلعت حافظ – صحيفة الرياض

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

رمضان ماليزيا.. روحانية لا تنسى نصيبها من الدنيا

كوالالمبور- تهبّ نسائم شهر رمضان الكريم على المسلمين في ماليزيا كما على إخوانهم في كل مكان، تسمو أشواقهم لتستقبل نفحاته الروحانية، وتسعى نفوسهم للترقي في مدارج المؤمنين السائرين في طاعة ربهم.

تحلّ مواسم الخير والبهجة والتواصل طوال أيام هذا الشهر الفضيل، وتمتزج روح الإسلام الحنيف بالعادات والتقاليد المالايوية الأصيلة، ويحرص الماليزيون على إظهار فرحهم بالحفاظ على طقوس دينية متوارثة جيلا بعد جيل.

تبدأ التحضيرات لرمضان منذ آخر ليلة في شهر شعبان، وتقام ولائم العشاء وتجتمع العائلات معا، ويبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء أن يبلّغهم صيام رمضان وحسن العبادة فيه، وتتزين الشوارع وتضاء احتفاء بالشهر المبارك.

مسجد ولاية في العاصمة كوالالمبور وتظهر فيه صفوف المصلين من الرجال والنساء (الجزيرة) للمساجد دورها

في رمضان ماليزيا، تأخذ المساجد دورها وتتحول إلى أماكن لتجمع العائلات في المدن والقرى، وينتظم الجميع صغارا وكبارا في فعاليات رمضانية لا يكاد يخلو منها يوم من أيام الشهر الكريم.

تنطلق الرحلة الإيمانية في وقت العصر، وتجتمع العائلات الماليزية في المساجد، وتبدأ التحضيرات لتناول وجبة الإفطار، وتمتلئ ساحات المساجد بمجموعات كبيرة من الصائمين، ويرحبون بأي زائر أو عابر سبيل ليكون ضيفهم على المائدة الرمضانية.

بعد الإفطار وصلاة المغرب يواصل معظم الحاضرين المكوث في المساجد حتى صلاة العشاء ثم التراويح، وفي العشر الأواخر يواصل كثير منهم المكوث لصلاة القيام والاعتكاف حتى صلاة الفجر.

إعلان

وتوفر إدارات المساجد في المدن والقرى تسهيلات خاصة بهذا الشهر لتشجع العائلات على الاجتماع، فهناك ترتيب للإفطارات الجماعية، وأماكن خاصة لرعاية الأطفال والاهتمام بهم خلال انشغال الآباء في الصلاة، وتتوفر فيها الألعاب والمسابقات والفعاليات المسلية، ويشرف عليها موظفون متخصصون.

جلسات تدارس القرآن خلال الاحتفال بمناسبة نزول القرآن (الجزيرة-أرشيف) القيام والقرآن

تولي السلطات الدينية في ماليزيا اهتماما بالغا بصلاة التراويح وقيام الليل في شهر رمضان المبارك، باعتبارها واحدة من أهم مشاعر الشهر الكريم.

ويتم اختيار الأئمة والقرّاء لأداء هذه السُّنة في معظم المساجد الرئيسة في البلاد، كما تستضيف الحكومة والجمعيات الخيرية عشرات الأئمة من خارج البلاد ويوزعون على المساجد في العاصمة وفي الولايات المختلفة لترغيب الناس بصلاة التراويح وابتكار أساليب جديدة في مجال الدعوة للإسلام.

وتؤدى صلاة التراويح في معظم المساجد 20 ركعة ويحرص بعض الأئمة على ختم القرآن فيها خلال الشهر، وتتخللها جولات من الأذكار والتسابيح والصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والدعاء في فترات الاستراحة بين الركعات، كما يقدم بعض الأئمة فقرة ابتهالات دينية عقب انتهاء الصلاة.

ولا تغيب أصوات المقرئين الكبار عن مساجد ماليزيا، ويعدّ تقليد القراء سمة بارزة للأئمة في مساجد ماليزيا، ويستمتع المصلون بأصوات أئمة الحرمين المكي والمدني، والقراء القدامى كعبد الباسط والمنشاوي والحصري وغيرهم، ويصلي بعض الأئمة كل ركعتين مقلدا أحد القراء الكبار.

وقبل البدء بصلاة التراويح تخصص لجان المساجد فقرة للإعلان عن الفعاليات التي ستقام في المسجد كالاحتفالات والإفطارات والدروس والمحاضرات وضيوف المسجد، وأحيانا يعلن عن حجم التبرعات التي قدمت لرعاية شؤون المسجد، كما يعلن في بعض الحالات عن طلب الدعاء للموتى.

إعلان

ويحتفل الماليزيون في ليلة 17 رمضان بمناسبة نزول القرآن، وتنظم في هذه المناسبة احتفالات كبيرة على مستوى البلاد بمشاركة الملك ورئيس الوزراء والمسؤولين في جميع الولايات.

ويعدّ يوم 17 رمضان يوم عطلة في أغلب الولايات الماليزية، إذ يحتفل الماليزيون في ليلته بمناسبة نزول القرآن، وتنظم في هذه المناسبة احتفالات كبيرة على مستوى البلاد بمشاركة الملك ورئيس الوزراء والمسؤولين في جميع الولايات، كما يحتفل في إحدى ليالي العشر الأخيرة بختم القرآن.

زاوية بازار رمضان في أحد أسواق العاصمة كوالالمبور (الجزيرة) البازارات الرمضانية

تعدّ الأسواق الرمضانية من أبرز مظاهر شهر رمضان في ماليزيا وتكتسب بعدا سياحيا، وتقيم وزارة السياحة حفلا رسميا لتدشين افتتاحها كل عام، وتعمل على توفير أجواء رمضانية سياحية فيها.

وتنتشر "بازارات رمضان" في معظم مناطق ماليزيا ويمتد وقت معظمها إلى السحور، كما تعمل بعض مراكز التسوق الكبيرة على تخصيص زوايا فيها لهذه الأسواق.

وتشجع الحكومة على إقامة أسواق رمضان لأنها تقدم فرصا للمواطنين المعنيين بتحسين عائداتهم المالية بسبب الإقبال المغري على هذه الأسواق، كما يخصص جزء منها لمشاريع إفطار الصائم، ليمتزج العمل والتجارة بالعبادة والإحسان.

بعض شوارع العاصمة تتزين في رمضان (الجزيرة)

وتحتوي الأسواق الرمضانية على المصنوعات اليدوية والتحف التقليدية والملابس، كما تضم أسواق الطعام والحلويات الخاصة برمضان واستقبال العيد، ويقصدها الماليزيون كنوع من الاحتفاء بهذا الشهر إضافة إلى قربها وسهولة الوصول إليها، وتوفر معظم ما يحتاجون إليه بأسعار مناسبة.

وتقام في بعض هذه الأسواق عدد من المهرجانات والفعاليات الرمضانية التي تستهدف السياح والمواطنين كجلسات الابتهالات والمدائح وعروض الموسيقى والرقص التقليدي.

ولا يجد السائح صعوبة في الحصول على إفطاره لتعدد المذاقات وتنوعها، كما لا يجد الصائم حرجا في الحصول على طعامه في أي مكان لشيوع ثقافة الطعام الحلال.

إعلان

وخلال الشهر الفضيل تقام مهرجانات ضخمة للتسوق، استعدادا لاستقبال العيد الذي يعد من أكبر مواسم التسوق عند الماليزيين، وترتبط هذه الأسواق بشبكة حديثة ومتطورة من القطارات ووسائل المواصلات الأخرى المتوفرة بأسعار تناسب الجميع.

مذاقات متنوعة في البازار الرمضاني (الجزيرة) تقاليد الطعام

وكما هو الحال في كثير من البلدان، فإن لشهر رمضان وجباته الخاصة ومذاقاته التقليدية المميزة، وفي ماليزيا يتجاوز ذلك لتصبح وجبات الطعام أشبه بالطقوس التي تتوارثها الأجيال.

حساء البوبر لامبوك أحد هذه الأطعمة؛ حساء كثيف مكون من الأرز وحليب جوز الهند واللحم والروبيان المجفف والثوم والبهارات.

وتعدّ قدور كبيرة منه، ويقوم السكان بتحضيره في البيوت لتوزيعه، كما يتم إعداده وطبخه في كثير من المساجد ليوزع على المصلين في وجبة الإفطار.

ويبدأ التحضير لطهوه منذ الصباح ويوزع على الناس عصرا ليكون طعامهم على الإفطار، ويحضر منه في بعض المساجد عدد من البراميل لتوزيعها على الصائمين.

 

أما طبق الليمانغ، المكون من الأرز وحليب جوز الهند والبهارات، فيطهى بالطريقة التقليدية على الحطب، في الخيزران وأوراق شجر الموز.

وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور وغيرها من المدن تنتشر بسطات الطعام المتنوعة التي تعرض موائد الطعام على شكل بسطة تحت مظلة، وغالبا ما تحضر وجبات الطعام المتنوعة في هذه البسطات في البيوت.

وتنتشر في أماكن ازدحام الناس كمحطات القطار والأسواق والمجمعات السكنية، ويلجأ إليها من تفرض عليهم طبيعة أعمالهم التأخر في أيام رمضان لتأمين وجبات متكاملة من الغذاء وبأسعار رخيصة نسبيا.

وتعرض الوجبات بشكل مفتوح (بوفيه) فيتيح ذلك للمستهلك أن يختار ما يشتهي من الأطباق المعروضة، وبالكمية التي يريد، وكل بسطة تعرض أصنافا متنوعة من الوجبات.

فأطباق الخضار على حدة والطعام المطبوخ له بسطته، وكذلك بقية المأكولات الأخرى كالشواء والحساء والعصائر والحلويات، حيث توزع هذه الوجبات -فيما يبدو أنه اتفاق- بين البائعين في المنطقة الواحدة وحسب التخصص.

بسطات الطعام ملاذ للصائمين (الجزيرة)

وتتربع حلوى بوتو بيرنغ على قمة قائمة الحلويات المفضلة عند الماليزيين في رمضان، وهي عبارة عن جوز هند وقليل من الدقيق والسكر تحشى بالمكسرات.

إعلان

توضع المكونات في قالب قمعي الشكل وتلف بالقماش وتوضع على خزان مستدير له فتحات في سطحه مخروطية الشكل يتصاعد منها البخار، ويتم إنضاجها على بخار الماء المتصاعد.

أما العصائر فمتنوعة حسب طبيعة الفواكه الموجودة في جزر الأرخبيل المالاوي، غير أن أكثرها انتشارا هو عصير جوز الهند الذي يتناول طازجا من ثمرته، وقصب السكر الذي يروي ظمأ الصائمين.

مقالات مشابهة

  • 19 رمضان.. موعد السحور وأذان الفجر
  • بالفيديو.. محمد مختار جمعة: يوم بدر به دروس عظيمة ورمضان شهر النصر
  • أكثر الأبراج سعيًا للخير في رمضان.. ما هي؟
  • المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية
  • روحانيات الشهر الكريم
  • رمضان ماليزيا.. روحانية لا تنسى نصيبها من الدنيا
  • إسلام فوزي يسخر من برنامج محمد رمضان بطريقة كوميدية
  • شبابنا وأطفالنا في شهر رمضان
  • موعد السحور وأذان الفجر الاثنين 17 رمضان
  • وقفة.. اقتراح لتيسير الدراسة هذا العام في غزة