شبكة انباء العراق:
2025-04-07@18:26:05 GMT

ناس يفهمونها وهي طايرة

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ليس بالضرورة ان تكون متخصصا في علوم السياسية والاجتماع حتى تفهم الامور كما ينبغي. فغالبا ما تسعفك حواسك ومشاعرك وإنسانيتك في ملامسة سقوف الاستنتاج أو الاستقراء أو الاستنباط. ولكل إنسان فلسفته الخاصة في الحياة. .
قبل بضعة أيام تعرفت على سائق باص (من اصل فلسطيني) لم يكمل تعليمه التمهيدي.

كنت اسمعه يستعرض اسماء الزعماء الذين ماتوا ورحلوا منذ عقود إلى العالم الآخر. أراه تارة يترحم عليهم، وتارة يلعنهم. فسألته: لماذا تترحم عليهم رغم انك تنعتهم بالطغيان والفساد ؟. .
فقال : ذلك لأن طغاة اليوم ساروا على نهج طغاة الامس، وربما تفوقوا عليهم في تطوير أساليب البطش والظلم والتعسف. .
سألته: وهل يشعر الطغاة بالضعف والخذلان ؟. .
فأجاب: نعم. ولكن بعد تماديهم في ارتكاب المجازر والفواحش والاعتداءات السافرة. وبعد ان تتخلى عنهم القوى الداعمة لهم. إنظر إلى عزلة نتنياهو الآن، لقد تضاءل تعداد الحكومات الاوربية المؤيدة له، وتغيرت مواقفها في التعامل معه. .
سألته: وهل اختفت أصوات العدالة الإنسانية ؟. لأنه من غير المعقول ان يتناسل الطغاة ويتعاقبوا على الحكم الواحد بعد الآخر من دون ان يقاومهم احد ؟. .
قال: هذا صحيح، ولكن أتى على اهل الحق زمن ظنوا فيه انهم مجانين، وذلك من فرط الوقاحة والثقة التي يتحدث بها اهل الباطل. .
ثم سألته عن جدوى المساعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة بالمظلات الى سكان غزة ؟. .
فقال لي: هذه تمثيلية ساخرة. كلنا نتساءل عن الغاية وراء إسقاطها بعض الصناديق بالمظلات، وهي التي مدت جسورها الجوية المباشرة مع مطارات الارض المحتلة لنقل السلاح والمؤن والذخيرة. .
تعجبت من فطنته وسرعة بديهيته، وإجاباته الدقيقة المختصرة. فطلبت منه ان يتحملني قليلا، ويجيب على سؤال الأخير: ما هي علامات النصر باعتقادك ؟. .
قال: عندما ترى الداعمون للظالم يتذمرون من ظلمه، وينتقدون طغيانه، فأعلم ان نهايته اقتربت. .
ودعته على أمل اللقاء ثانية. وكنت احدث نفسي في طريق العودة عن ذلك المغفل الذي منح نفسه درجة خبير في علوم البحار والانهار وفي ترسيم الحدود وترويض القرود. وهو لا يعرف كوعه من بوعه. وتنطبق عليه نظرية احدهم في إعداد الانسان الجحش، حين قال: (هات أي مغفل، ثم اسبغ عليه الألقاب، وامنحه النياشين والأوسمة، وارفعه إلى اعلى درجات السلم الوظيفي. ثم انظر بعد ذلك إلى أعماله وافعاله). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

المليشيا مارست ابشع ما يمكن تصوره من فظائع وعنف، ولكن صمد الأهالي

من يستحقون التكريم الحقيقي هم تلك الاسر التي صمدت في الاحياء واحتملت انتهاكات المليشيا وكانت حائط صد أمام تحقيق أهدافها باحتلال البيوت وتحقيق التغيير الديمغرافي ..
خلال جولتي أيام العيد ، زرت اقاربي في حي امتداد ناصر ، وجدتهم في هزال شديد ، يعانون ضغوط نفسية بسبب الاهوال التي عايشوها..

مارست المليشيا ابشع ما يمكن تصوره من فظائع وعنف ، ولكن صمد الأهالي وكانوا “سموراي” عظيم للأجهزة الاستخباراتية ساعدت سلاح الجو في دحر المليشيات حتى تحررت العاصمة ..

يحتفي السكان بكل قادم جديد إلى المناطق المحررة ، يعانقون الجنود بعرفان شديد ..
نعم اختفت المليشيات ولكن ما زال الجوع حاضراً ،بسبب تدمير الأسواق وايضاً الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها القيادة العسكرية في العاصمة ،والتي تهدف الى بسط الأمن، محاربة المتفلتين والقبض على عصابات النهب المسلحة والمتعاونين، ولكنها تنعكس بشكل قاسي على سكان المناطق المحررة .
رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد فؤاد: منتخب مصر يسير بخطوات ثابتة نحو المونديال ولكن!
  • حسني بي: من يطالبون بالإصلاحات عليهم التوقف عن السرقة
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يعترف: الحوثيون ذراع عسكرية لنا ونُشرف عليهم ميدانياً في البحر الأحمر
  • جنرال إسرائيلي: حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!
  • تقرير بريطاني: ليبيا موقع استراتيجي واحتياطات ضخمة.. ولكن أين الاستقرار المطلوب للاستثمار؟
  • أستاذ إحصاء: معدلات الزيادة السكانية تتناقص.. ولكن عدد المواليد ما زال مرتفعًا
  • تحذير من مايكروسوفت.. 240 مليون مستخدم لـ ويندوز يجب عليهم التوقف عن استخدام أجهزتهم
  • المليشيا مارست ابشع ما يمكن تصوره من فظائع وعنف، ولكن صمد الأهالي
  • المكسيك تتنفس الصعداء بعد نجاتها من الرسوم الأمريكية الأخيرة... ولكن القلق الاقتصادي لا يزال حاضرًا
  • وراء القضبان.. كيف يقضي المحكوم عليهم بالإعدام أيامهم الأخيرة؟