محمد نجم الدين يكتب: الفضاء الإلكتروني والجزر المنعزلة
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
يقول ”بريان سوليس" وهو أحد الخبراء المعروفين في قيادة الفكر والتحول الرقمي إن “وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بعلم الاجتماع وعلم النفس أكثر من تعلقها بالتقنية والتكنولوجيا”.
ومن البديهي أن زيادة التواصل بين البشر يتبعه زيادةً في الأُلفةِ والمودةِ فيما بينهمن إلا أن الواقع نجده على خلاف ذلك، حيث أسهمت وسائل التواصل الحديثة في تعميق الخلافات وغرس بذور الفُرقَةِ وجعل أفراد الأسرة الواحدة يعيشون في جزرٍ منعزلة لا يفصل بينهم بحور وإنما يفصلهم عن بعضهم البعض تلك الجدران الباردة من الفضاء الإليكتروني.
حتى إن بعض الجلسات والتجمعات العائلية نجد فيها أغلب الحضور منشغل بهاتفه المحمول لمتابعة مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصا موقع (فيس بوك) المنتشر استخدامه بشدة في مصر وموقع (إكس-تويتر سابقا) المنتشر أكثر في دول الخليج العربي، وهذا لا شك سلوك دخيل على مجتمعاتنا العربية التي كانت الألفة والمحبة تظللها منذ عقود معدودة وكانت تلك التجمعات العائلية فرصة سانحة لتبادل الأخبار وتجاذب أطراف الحديث ونقل الخبرات الحياتية من الكبار إلى الصغار مما يعمق أواصر المحبة بين الأهل ويقوي روابط الأخوة إلى حد بعيد.
ذلك إضافةً إلى الكثير من الأضرار النفسية والإجتماعية التي تؤثر بشكل خطير على الفرد والمجتمع جراء إستخدام تلك المواقع والتطبيقات بشكل مفرط على سبيل المثال لا الحصر مشكلة تعرض العديد من المستخدمين وخصوصا في فترة المراهقة للتحرش الجنسي والعنف الإليكتروني وكثيرا ما يترتب على ذلك تراكم للضغوط التي تؤثر سلبيا بشكل كبير على الصحة النفسية لهؤلاء المراهقين.
وهناك أيضا مشكلة كبيرة يعاني منها أغلب مستخدمي مواقع وتطبيقات التواصل الإجتماعي ألا وهي انتهاك الخصوصية وتسريب البيانات والمعلومات الخاصة ؛ فبعض الافراد ينشر أدق تفاصيل حياته وجولاتها السياحية ولا يتخيل ان البعض قد يستخدم ذلك للإيقاع به كفريسة لمحاولات النصب أو الابتزاز كما أن البعض الآخر قد يستخدم بيانات المستخدمين المتاحة على تلك المواقع في أغراض تجارية كتطفل الكثير من مروجي السلع والخدمات علينا تليفونيا بمكالمات بيعية لا تقع نهائيا في نطاق اهتمامنا بما يمثل إزعاج صريح وخصوصا مع تكرار تلك المكالمات.
ومع ذلك نجد ان لهذه المواقع والتطبيقات العديد من الإيجابيات والاستخدامات النافعة ومن المهم أن نستفيد بتلك المزايا العصرية ونتجنب سلبياتها القاتلة حتى لا تساهم في زيادة الفجوة النفسية والاجتماعية داخل الأسرة العربية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد نجم الدين الفضاء الإلكتروني التحول الرقمي
إقرأ أيضاً:
محمد عثام يكتب: رئيس الوزراء ورجال الأعمال.. وطن يسع الجميع
استمع وشاهد الجميع لقاء دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي مع رجال الأعمال المصريين...
اللقاء جاء ضمن سلسلة لقاءات دورية يجريها باستمرار الدكتور مصطفي مدبولي مع كافة أطياف وفئات المجتمع بدأ من البيان الأسبوعي الموجه للمواطن البسيط في الشارع، والذي يشرح له أهم القرارات الحكومية، ليضعه أمام الصورة الحقيقة؛ لموقف البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى لا يترك عقله لقمة صائغة للإعلام المعادي...
ومرورا باجتماعاته مع طبقة المثقفة من كتاب وصحفيين ونخبة سياسية؛ ليستمع لي آرائهم فيما يمر به الوطن من تحديات.
والأمس تجدد لقاءات مدبولي هذه المرة برجال الأعمال المصريين، في وقت يعلم فيه الجميع بحجم التحديات الاقتصادية الملقاة على الاقتصاد المصري، وأنه لا رفاهية لإضاعة الوقت في عمليات الإصلاح وإعادة الهيكلة.
ولست هنا بصدد أن أناقش ما دار في اجتماع رئيس الوزراء مع رجال الأعمال وما أثير خلاله من أفكار ومقترحات لإعادة بناء الاقتصاد المصري واستعادة معدلات نموه المرتفعة مرة أخرى، ومعظمها كانت مناقشات مثمرة …وهذا لا يمنع أن هناك بعض ما تم طرحه يحتاج الوقوف أمامه ومراجعة جيدا قبل اتخاذ أي قرار فيه.
وكل ما يهمني في هذا اللقاء أو ما قبلها من لقاءات أخرى.
أن الوطن أصبح يسع الجميع بمختلف فئاتهم واطيافهم وطبقاتهم ويتقبل أفكارهم، وينصت ويستمع ويحلل لما يدور في أذهانهم بلا يراجع نفسه في كثير من الأحيان إذ تطلب الأمر المراجعة.
فالجميع غرضه البناء والتعمير، والدولة بتلك اللقاءات أرست مبدأ كان غائبا عنها منذ سنوات "اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية".
وما يعجبني في تلك اللقاءات.. اتساع صدر رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي؛ واستماعه فيه لجميع الآراء، وتقبله بصدر رحب الانتقادات التي توجه للحكومة، وحتى وإن كانت مبنية على معلومات وبيانات خاطئة فهو يصححها بكل بساطة دون ثور أو غضب.
في النهاية نشكر الدكتور مصطفي مدبولي، على تلك اللافتة الطبية، ولكن يبقى الأهم أن تسفر تلك اللقاءات عن نتائج حقيقية وتغيرات ملموسة على أرض الواقع يشعر بها المواطن.
فما يهم المواطن ليس أن تسمع الحكومة لما يدور في ذهنه فقط.. ولكن أن تسمع وأن تتغير معا.
حفظ الله مصر ووقاها شر الفتن.