رمضان خميس: معركة غزة تؤكد أن النصر يكون بالفعل وليس بالوعظ
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
يقول الدكتور رمضان خميس -أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة جامعة قطر- إن آيات النصر تكررت أكثر من 100 مرة في القرآن، مشيرا إلى أن معركة غزة الحالية تؤكد أن النصر يكون بالتوكل على الله -بعد الأخذ بالأسباب- وليس بالتواكل عليه.
وتحدث خميس في حلقة (14-03-2024) من برنامج "الشريعة والحياة" التي تناولت مفهوم النصر في القرآن الكريم عن أن النصر إما أن يكون بمعنى المعونة أو المساعدة أو التأييد والمظاهرة أو بمعنى الانتصار العسكري كما ورد في قوله تعالى "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل".
وفيما يتعلق بالنصر العام -الذي هو انتصار الأمة- فقد تكفل الله -عز وجل- به في قوله "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"، بحسب خميس الذي أكد أن المتتبع لآيات النصر في القرآن الكريم كله سيجده مقرونا بالله تعالى، كما في قوله تعالى "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وقوله "وما النصر إلا من عند الله"، وآيات أخرى كثيرة.
أما التمكين -الذي هو غاية النصر كما يقول أستاذ الشريعة وعلوم القرآن- فقد ورد في كتاب الله 18 مرة لم يسند في أي منها للعباد، وفي هذا إشارة إلى أن العبد ما عليه إلا العمل وترك الأسباب على الله عز وجل.
كما أن كل الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم بشأن النصر جاءت مسندة إلى الله سبحانه، وفي هذا تأكيد منه (عز وجل) على مسألة الأخذ بالأسباب وترك النتيجة على الله، وفق خميس.
الأخذ بالأسباب ضرورة للنصر
واستدل خميس على هذه النصوص بما يجري حاليا في قطاع غزة الذي قال عنه إن فيه أمة تجاهد بدمائها لتحقيق النصر، ويعطون البشرية كلها درسا في الأخذ بالأسباب، والتأكيد على أن تحرير فلسطين لن يكون إلا بالجهاد.
وقال إن من أبرز مميزات الإسلام أنه حض على التوازن في كل شيء، ومن ذلك أن يأخذ العبد بأسباب النصر واقعا عمليا لا أن يسنده إلى الله -عز وجل- بصورة اتكالية أو وعظية، ثم ينتظر نزول النصر عليه.
وفي هذا المعنى تحديدا، يقول خميس إن الأمر ينصرف على كل مناحي حياة المسلم الذي يجب عليه أن يربط ما بين الحراك الإدراك، أي أن يتحرك أخذا بالأسباب في كل أمر مع إدراكه الكامل بأن التوفيق أو النصر إنما هو من الله عز وجل.
ويقوم النصر على سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير حتى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يقول خميس مؤكدا أن الله -سبحانه وتعالى- لا يحابي ولا يجامل أحدا حتى لو كان رسول الله ما لم يأخذ بكل ما يمكنه الأخذ به من أسباب.
وأكد أن قوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، تضمنت "ما" المُنَكَّرة، التي تعني أن أسباب القوة مختلفة في كل عصر عن غيره، وأن على كل جيل أن يأخذ بأسباب قوته.
وعن أثر العقيدة في تحقيق النصر، قال خميس إن حسن إعداد الإنسان المسلم يجعله صالحا لسياسة أمر العباد وتحقيق شرع الله في أرضه، مشيرا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ ببناء أصحابه عقائديا، ولم يدعهم إلى قتال المشركين في أول البعثة.
وخلص خميس إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطانا درسا في أهمية بناء العقيدة عندنا ظل 13 عاما يربي أصحابه عليها قبل أن ينادي فيهم بالجهاد، مؤكدا أن معاني النصر لا يمكن أن تسري على ألسنة ولا في نفوس أجيال لم تربَّ تربية دينية حقيقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأخذ بالأسباب فی القرآن أن النصر إلى أن عز وجل
إقرأ أيضاً:
من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
تأتي العبر والدروس من عجائب القصص، ومن بينها قصة قتل جالوت، التي تكثُر حولها الأسئلة عن النبي الذي قتله، ومن هو؟، فهناك العديد من النقاط التي نجيب عنها في هذا التقرير، استنادا إلى كتب العلماء وفي المقدمة تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله).
من هو جالوت؟من الأسئلة الشائعة في قصة جالوت، «من هو جالوت؟ وما هي علاقته بـ«طالوت» ملك بني إسرائيل، وبالفعل جاء اسم جالوت مرتبطا باسم الملك طالوت ملك بني إسرائيل، ولكن لم يكن هذا الارتباط نتيجة لمحبة أو علاقة طيبة، بل كانت بسبب عداوة شديدة بينهما وحروب دامت لفترات طويلة.
سبب صراع جالوت وطالوتتناول كتاب «الهداية إلى بلوغ النهاية»، لـ«مكي بن أبي طالب القيسي أبو محمد»، صراع جالوت وطالوت، حيث ارجع الصراع لكونهما من الملوك الذين ارتبط اسمهما ببني إسرائيل؛ فطالوت هو من سِبط ابن يامين بن نبي الله يعقوب -عليه السلام-. وقد بعثه الله -تعالى- ملكًا في بني إسرائيل، وكانوا قد استنكروا ذلك ورأوا أنّهم أحق منه في المُلك؛ لكونه من سِبط ابن يامين، وهم من سِبط يهوذا.
ذكر الله، في كتابه العزيز- عن قصة طالوت: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
وهي الآيات التي تشير إلى خروج طالوت وجنوده للقاء جالوت، فابتلاهم الله -تعالى- بنهر ليُميّز الكاذب من الصادق، بعدما أصابهم التعب والعطش، وقد سُمح لهم أن يشربوا غرفة واحدة من النهر، فمن شرب الغرفة الواحدة عبره بسلام.
أما من شرب أكثر فأصابه التعب ولن يقوى على عبور النهر. ولمّا عبروا النهر قالوا لطالوت إنهم لا يقدرون على قتال جالوت، إلّا فئةً قليلة ثبتت مع طالوت قالوا بأنّ الله -تعالى- قادر على نصرهم بإذنه.
ثمّ قال الله -تعالى-: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
وعندما التقى جيش طالوت بـ«جيش جالوت» دعوا الله أن يرزقهم الصّبر والنصر، ويُثبتهم في أرض القتال، فاستجاب سبحانه وتعالى لدُعائِهم ونَصرهم بإذنه.
من النبي الذي قتل جالوت؟ويأتي سؤال من النبي الذي قتل جالوت؟، من الأسئلة المهمة في تلك القصة، وبالذهاب إلى تفسير الشيخ الشعراوي، للآية الكريمة (251) من سورة البقرة: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
واوضح الشعراوي، في تفسيره، أنّ المعركة دارت بين جيشي جالوت وطالوت فخرج جالوت من بين صفوف جيشه طالباً المبارزة فلم يخرج أحدٌ من صفوف جيش طالوت لعلمهم بقوة جالوت وطغيانه، فنادى مرةً أخرى فلم يخرج أحدٌ لمبارزته،و هنا تدخل الملك الصالح طالوت فقال لجيشه من يبارز جالوت ويقتله، زوجته ابنتي، وجعلته قائداً للجيش، فخرج من بين الصفوف شاب صغير السن وكان هذا الشاب هو " داوود عليه السلام" فاستغرب جنود طالوت كيف يستطيع هذا الشاب مبارزة جالوت، إلا أنّ داوود كان معتمداً على قوة إيمانه فقتله، لتنتهي المعركة بسقوط جالوت وهزيمة جيشه، ليصبح داوود عليه السلام، ملكاً على بني إسرائيل.