صدى البلد:
2025-02-08@05:59:30 GMT

حكم ترك الصيام لفوات السحور

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه:"ما حكم تَركُ الصيام لفوات السُّحُور؟ فقد سمعتُ أنه يجوزُ تَرْك الصيام في رمضان بعد نيته مِن الليل في حالةِ فوات السُّحُور؛ لعدم الاستيقاظ ليلًا، فهل هذا صحيحٌ؟".

لترد دار الإفتاء موضحة: أن تركُ السُّحُور في حَد ذاته غير مبيحٍ للفِطْر في رمضان، علمًا بأنَّ تَحمُّل مشقة الصيام مِن أعظم القُرُبات التي اختص الله الجزاء بها، فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسَلَّم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْم، فَإنَّه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.

وفي واقعة السؤال: لا يجوزُ ترك الصوم تحت مبرر فوَاتِ السُّحُور، ومَن تعَدَّى بفطره في صومٍ واجبٍ بغير عذرٍ مُبيحٍ للفطرِ كان آثمًا، ووجبَ عليه القضاء.

احذر.. فعل يضيع ثواب صومك دون أن تدري فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه دعاء النبي في صلاة الفجر في رمضان.. ردده طوال الشهر يجبر الله بخاطرك سر استجابة دعاء الصائم عند الإفطار .. انتهز الفرصة

 

تفسير معنى البركة في السحور وبيان حكمه
السُّحُورُ سُنَّةٌ مندوبٌ إليهِ، ومَرغُوبٌ فيهِ، وقد أخبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ سَبَبٌ لحُصُولِ البركة للصَّائم؛ فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أخرجه الشيخان.

والبَرَكةُ في السُّحُور -كما يُفَسِّرها العَلَّامة تقي الدِّين ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (2/ 9، ط. مطبعة السنة المحمدية):- [يجوز أن تعودَ إلى الأُمُورِ الأُخرَويَّة، فإِنَّ إقامةَ السُّنَّة تُوجِبُ الأَجر وزِيَادَتَهُ، ويُحتَملُ أن تعودَ إلى الأُمُورِ الدُّنيَوية؛ لقوةِ البدنِ على الصومِ، وتيسِيرِهِ مِن غيرِ إجحَافٍ بِهِ] اهـ.

لو اتعزمت فى رمضان.. 9 كلمات رددهم بعد الإفطار أكلة في رمضان تجعل الله والملائكة يصلون عليك.. لا تتركها نهائيا

حكم ترك الصيام لفوات السحور
مع كون السُّحُورِ من المستحبات إلَّا أنَّ الصومَ لا يُترَكُ بفوَاتِهِ، إلَّا إذا لَحِقَت بالمكلَّف مَشَقَّةٌ لا يتحمَّلُها، بحيث يَشُقُّ عليه الصوم، ويُؤثِّر فيه تأثيرًا شديدًا يضر جسدَه بشكل يصعب عليه احتمالُه، أو قد يَهلك ويَلْحَقُه شديدُ أذًى، أو يكون صومه سببًا في حصول المرض له، فحينئذٍ يكون الفِطْرُ رخصةً في حَقِّه؛ لحصولِ المشقَّةِ، لا بسببِ فَوَاتِ السُّحُورِ؛ لأنَّهُ لا يجوزُ تَركُ الصومِ الواجبِ بعدَ دُخولِ وقتِهِ والشروعِ فيهِ إلَّا بعُذرٍ مُبيحٍ للفطرِ.

أفضل صيغة استغفار في رمضان .. داوم عليها تغفر ذنوبك كلها دعاء واحد قاله سيدنا النبي قبل أن يصلي.. ردده طول رمضان مفاجأة عظيمة من الله في رمضان لجميع خلقه إلا 4 أشخاص فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه

نصوص الفقهاء في هذه المسالة
هذا ما تواردت عليه عبارات الفقهاء، حيث نَصُّوا على أَنَّهُ لا يجوزُ الخروج مِن الصومِ الواجبِ بعدَ عقدِ النيَّةِ عليه والشروعِ فيهِ إلَّا بعذرٍ، وأَنَّ مَن تعدَّى بفطرهِ كان آثِمًا، ووجب عليه القضاء، وزاد بعضهم الكفارة.

قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 77، ط. دار الكتب العلمية): [وأجمَعَتِ الأُمةُ ونَقَلَتِ الكافةُ فيمَن لم يَصُم رمضانَ عامدًا وهو مؤمنٌ بفرضِهِ وإنَّما تركهُ أَشَرًا وبَطَرًا، تَعَمَّدَ ذلك، ثُمَّ تاب عنه: أَنَّ عليه قَضَاءَهُ] اهـ.

وقال شمس الأئمة السَّرَخْسِي الحنفي في "المبسوط" (3/ 69، ط. دار المعرفة) في كلامه على مَن أفسد صومَهُ بعد الشروعِ فيه: [لأَنَّه بالشروعِ تعيَّن هذا اليومُ لأَداءِ الصومِ المشروعِ فيه... والإفساد في ذلكَ الزمان يوجب القضاء، فهذا مِثلُه... وهذه المسأَلَةُ تُبنَى على أصلٍ وهو: أنَّ بعدَ الشروعِ لا يُباحُ له الإفطار بغيرِ عُذرٍ عندنا] اهـ.

وقال العَلَّامة ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (2/ 390، ط. دار الكتب العلمية): [أمَّا في الفرضِ والواجبِ لا يَحِلُّ الإفطارُ إلَّا بعُذرٍ] اهـ.

وقال العَلَّامة أبو عبد الله الخَرَشي المالكي في "شرحه على مختصر خليل" (2/ 262، ط. دار الفكر): [مَن أفطَرَ في رمضان أو نافلةٍ عمدًا بأكلٍ أو نحوه فإِنَّهُ يَلزَمُهُ القضاءُ، والكفارةُ إن كانَ في رمضان] اهـ.

وقال الإمام الشافعي في "الأم" (1/ 324، ط. دار المعرفة): [مَن دَخَل في صومٍ واجبٍ عليهِ مِن شهرِ رمضانَ أو قضاءٍ أو صوم نذرٍ أو كفارةٍ من وجهٍ من الوجوهِ، أو صلَّى مكتوبةً في وقتها أو قضاها، أو صلاةً نَذَرهَا، أو صلاةَ طوافٍ، لم يكن له أن يخرُجَ من صومٍ ولا صلاةٍ ما كان مُطيقًا للصومِ، والصلاةِ على طهارةٍ في الصلاة، وإن خَرَجَ من واحدٍ منهما بلا عذرٍ مما وصفت أو ما أشبَهَهُ عامدًا، كان مُفسدًا آثمًا عندنا] اهـ.

وقال العَلَّامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 160- 161، ط. مكتبة القاهرة): [ومَن دَخَل في واجبٍ، كقضاءِ رمضانَ، أو نذرٍ معينٍ أو مطلقٍ، أو صيام كفارةٍ؛ لم يَجُز له الخروجُ منهُ؛ لأَنَّ المُتَعَيِّن وجب عليه الدخولُ فيه، وغيرَ المُتَعَيِّن تَعَيَّنَ بدخولهِ فيه، فصار بمنزِلَةِ الفرضِ المُتَعَيِّن، وليس في هذا خلافٌ بحمد الله] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اهـ وقال فی رمضان

إقرأ أيضاً:

الشيخ السليمان يوضح حكم تأخير قضاء الصيام إلى شعبان .. فيديو

الرياض

أجاب الشيخ عبدالسلام السليمان، عضو هيئة كبار العلماء، على سؤال جاء فيه : “ما توجيه الشرع لمن عليه قضاء صيام وأخره إلى شهر شعبان؟ .

وقال السليمان خلال استضافته عبر قناة «الرسالة» : “المسلم لو أن عليه قضاء من رمضان وأخره عليه أن يبادر بالصيام قبل شهر رمضان القادم، ولابد أن يحرص على أداء العبادات التي سيسأل عنها.

كما أكد على أن تأخير قضاء صيام رمضان حتى شهر شعبان جائز، مستشهدًا بما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

وأوضح السليمان أن المسلم مطالب بقضاء ما عليه من أيام قبل حلول رمضان الجديد، مشددًا على ضرورة المسارعة في أداء هذه العبادات تفاديًا لأي عوائق مثل السفر أو المرض.

وأشار إلى أنه في حال دخول رمضان قبل قضاء الأيام المتبقية، فعلى المسلم صيامها بعد رمضان مع إخراج كفارة، وهي إطعام مسكين عن كل يوم لم يُقضَ في وقته.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Video-2025-02-06-at-5.24.22-PM.mp4

مقالات مشابهة

  • الشيخ السليمان يوضح حكم تأخير قضاء الصيام إلى شعبان .. فيديو
  • مبطلات الصيام ومكروهاته .. احترس من 6 أمور تفسد الصوم
  • هل يجوز تذوق الطعام أثناء الصيام دون بلعه؟ دار الإفتاء تجيب
  • فضل الصيام في شعبان.. اغتنم ليلة النصف ولا تهملها
  • روشتة صحية لمرضى السكري لصيام رمضان بدون تعب.. ابدأها الآن
  • التخطيط الناجح في رمضان.. كيف تدرس بفعالية أثناء الصيام؟
  • يتزامن مع شهر رمضان.. تعرف على موعد بدء الصوم الكبير لدى الأقباط الأرثوذكس
  • الصيام وفقر الدم: نصائح غذائية للحفاظ على الصحة خلال رمضان
  • امساكية شهر رمضان 2025 | مواعيد الإفطار والسحور وعدد ساعات الصيام ومواقيت الصلاة
  • إفطار رمضان لأجل الامتحانات.. دار الإفتاء: لا يجوز إلا عند الضرورة القصوى