بعد قيود إسلام آباد.. التجارة بين أفغانستان وباكستان تهوي 70%
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
تراجع حجم تجارة أفغانستان مع جارتها باكستان نحو 70% بسبب القيود التي فرضتها الأخيرة على البضائع الأفغانية عبر موانئها، مما دفع رجال الأعمال الأفغان والتجار إلى إيران ودول آسيا الوسطى، وفق غرفة التجارة والصناعة الأفغانية.
تتاجر أفغانستان عادة مع جيرانها، وتعتبر باكستان شريكها الرئيسي في التجارة، إذ تستقبل إلى جانب الهند نحو 75% من الصادرات الأفغانية، تليها الإمارات والصين وتركيا.
وبلغت قيمة التجارة بين باكستان وأفغانستان 1.513 مليار دولار خلال العام الماضي.
ضريبة إضافيةويقول خان الكوزي نائب غرف التجارة الأفغانية للجزيرة نت "فرضت باكستان ضريبة إضافية بنسبة 10% على أكثر من 200 نوع من بضائع التي تستوردها أفغانستان عبر باكستان، ولا يحق لأحد أن يفرض ضرائب على بضائع الترانزيت، وهذا الأمر ليس له أي أساس في المعاملات التجارية".
وتقول مصادر في وزارة التجارية الأفغانية للجزيرة نت إنه بعد فرض إجراءات جديدة على السلع التي تستوردها أفغانستان عبر الموانئ الباكستانية قرر رجال الأعمال البحث عن بدائل وطرق جديدة، وأثر القرار في الوضع المعيشي على السكان الذين يعيشون على طرفي خط ديورند الفاصل بين أفغانستان وباكستان، حيث خسر العديد منهم أعمالهم وتوقفت شركات النقل.
وأضافت المصادر أن 47% من الشاحنات التي تعمل بين البلدين توقفت بسبب الإجراءات الباكستانية الأخيرة.
وثمة تساؤلات عن توقيت القرار، خاصة أن القيود المفروضة على استيراد بعض هذه البضائع قد تم تخفيفها منذ فترة، وأن القرار جاء بالنتيجة العكسية، إذ تتعامل الحكومة الأفغانية بالمثل ولا تسمح للشاحنات الباكستانية بالعبور من أراضيها إلى أسواق وسط آسيا، مع وجود نحو 18 نقطة تجارية على طول الخط الفاصل بين أفغانستان وباكستان، ومن أهمها معبر طورخم شرق أفغانستان وسبين بولدك جنوبها، وقد أغلقت السلطات الباكستانية معبر سبين بولدك منذ 5 أشهر.
بدوره، يقول الكاتب والباحث في الشؤون التجارية رفيع جبارخيل للجزيرة نت "هذه القرارات والإجراءات سياسية، ولا تمت إلى الاقتصاد بصلة، كلما تفشل السلطات الباكستانية في الضغط على كابل بغض النظر عمن يحكمها تلجأ إلى استخدام الموانئ والمعابر كورقة الضغط ولكنها غير مجدية في تغيّر موقف كابل".
ويقول رجال أعمال أفغان إنهم عانوا من التوترات السياسية بين كابل وإسلام آباد التي شكلت ضغوطا عليهم وعلى الذين يعملون في قطاع المواصلات والجمارك، مضيفين أنهم توجهوا إلى الموانئ الإيرانية رغم بعدها وقلة إمكانياتها.
من جهته، يقول رجل الأعمال الأفغاني صالح الكوزي -الذي يعمل في ولاية قندهار ويصدر الفواكه المجففة- للجزيرة نت "منذ 4 أشهر قررت تصدير البضائع من موانئ إيران ودول آسيا الوسطى بدلا من باكستان"، لأن المعابر الباكستانية تتأثر بالمواقف السياسية بين كابل وإسلام آباد، مشيرا إلى أنه صدّر 156 طنا من الفواكه المجففة عبر ميناء بندر عباس في إيران و50 طنا عبر أوزبكستان إلى الصين رغم أن المسافة طويلة ومكلفة ولكن البضاعة لا تنتظر على الحدود.
وتؤكد مصادر في وزارة التجارة الأفغانية على تراجع حجم التجارة مع باكستان في الأشهر الماضية، وعزوف رجال الأعمال الأفغان عن استخدام الأراضي الباكستانية كترانزيت رغم قرب ورخص خدمات ميناء كراتشي الباكستاني، لكن المشاكل التي تسببها باكستان أجبرت التجار على البحث عن بدائل.
بدوره، يقول رجل الأعمال الأفغاني هاشم أكبري للجزيرة نت "تأخرت نحو 4 آلاف حاوية تحمل بضائع رجال الأعمال الأفغان في ميناء كراتشي أكثر من 4 أشهر حتى اضطر بعض التجار لنقل بضائعهم المعلقة من ميناء كراتشي إلى ميناء عباس الإيراني عبر السفن، كما غيّر بعضهم وجهة السفن التي تحمل بضائعهم من ميناء كراتشي إلى بندر عباس".
من جهة أخرى، تصف غرف التجارة والصناعة الباكستانية أفغانستان بالطريق الذهبي للتجارة بين باكستان ودول آسيا الوسطى، لكن إغلاق المعابر مع أفغانستان أدى إلى تكدس آلاف الشاحنات المحملة بالبضائع التجارية على جانبي معبر طورخم بين البلدين.
ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني، لأن جزءا كبيرا من الأعمال والتجارة في الإقليم يعتمد على التبادل التجاري مع أفغانستان.
ويقول منسق الغرف التجارية الأفغانية الباكستانية المشتركة ضياء سرحدي للجزيرة نت "70% من التجار الأفغان لجؤوا إلى استخدام الموانئ الإيرانية، وإضافة إلى ذلك تراجعت كمية الصادرات من باكستان إلى أفغانستان ودول آسيا الوسطى وخسر آلاف الناس عملهم وتوقفت بعض المصانع وتوقفت عملية الاستيراد والتصدير إلى آسيا الوسطى، تعود ما بين 150 إلى 200 حاوية فارغة يوميا من الحدود مع أفغانستان".
ولتقليل الاعتماد على الموانئ الباكستانية ركزت الأنظمة الأفغانية -بما في ذلك الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني وحتى بعده الحكومة التي تقودها حركة طالبان– على الطرق البديلة واختارت ميناء تشابهار الإيراني الذي يبعد 172.2 كلم عن ميناء غوادر الباكستاني، وهكذا حاولت أفغانستان لأسباب أمنية وسياسية إستراتيجية خاصة بها زيادة اعتمادها على إيران من أجل الحد من اعتمادها على باكستان، لأنه في حسابات كابل فإن الاعتماد على باكستان يمنح إسلام آباد نفوذا إستراتيجيا في أفغانستان.
وطالبت حركة طالبان بـ"إنشاء مكتب تمثيلي" في ميناء تشابهار الإيراني للتجارة الحرة، ويقول وزير التجارة الأفغاني نور الدين عزيزي للجزيرة نت "بلغ حجم تجارتنا مع إيران ملياري دولار، ونريد زيادتها إلى 10 مليارات دولار سنويا، وهذه القدرة موجودة في كلا البلدين".
وحاليا، تعد باكستان أكبر شريك تجاري لأفغانستان، في حين أن أفغانستان هي ثاني أكبر سوق لصادرات باكستان.
ومن المتوقع أن تواجه كل من باكستان وأفغانستان تحديات كبيرة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية على مدى السنوات المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات ودول آسیا الوسطى رجال الأعمال مع أفغانستان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
قيود جديدة في "ألبوفيرا" البرتغالية: التجول بملابس السباحة قد يكلفك غرامة مالية تصل إلى 1,800 يورو
تتجه مدينة ألبوفيرا، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في البرتغال، إلى فرض قيود جديدة على ملابس السياح، وقد يواجه الزوار بموجب هذه القيود غرامات مالية في حال تجولهم بملابس "غير لائقة" خارج الشواطئ والمرافق المخصصة للسباحة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مدونة سلوك سياحية مقترحة من قبل مجلس المدينة، بهدف "الحد من ظاهرة ارتداء ملابس السباحة في الشوارع والأماكن العامة".
وإنّ مدينة ألبوفيرا التي تشتهر بأنها وجهة مفضلة للعائلات لما تتمتع به من شواطئ خلابة، متنزهات مائية، وملاعب جولف، فإنها معروفة أيضًا بثقافة شرب الخمر خلال العطلات، وحياة ليلية صاخبة، حيث يبرز شارع "ذا ستريب" كمركز للحفلات المليء بالنوادي الليلية والحانات التي تجذب السياح من مختلف أنحاء أوروبا.
وفي العام الماضي، شهدت المدينة حادثة أثارت الجدل، حيث تم ضبط ثمانية سياح بريطانيين يرقصون عراة فوق إحدى الحانات خلال النهار، مما دفع السلطات إلى البحث عن حلول صارمة للحد من مثل هذه الظواهر.
"حظر البكيني": قواعد جديدة لضبط المظهر العامبموجب القواعد المقترحة، قد يُلزم السائحون بدفع غرامات تتجاوز 1,500 يورو إذا تجولوا في أنحاء المنتجع بملابس السباحة. وفي حال ارتداء ملابس سباحة "فاضحة" أو التجول عراة تمامًا، قد تصل العقوبة إلى 1,800 يورو. وهذه الإجراءات تجعل ألبوفيرا أحدث مدينة أوروبية تعتمد ما يُعرف بـ"حظر البكيني"، الذي يهدف إلى الحد من السلوكيات السياحية التي تؤثر على الطابع العام للمدينة.
تقع المدينة على ساحل الغارف الجنوبي، حيث اعتاد الزوار التجول في الشوارع بملابس السباحة بعد قضاء يوم على الشاطئ، وهو ما اعتبرته السلطات أمرًا يؤثر على صورة المدينة كوجهة سياحية مناسبة للعائلات.
وسيظل مسموحًا بارتداء البكيني وسراويل السباحة على الشواطئ، وفي الأماكن الخارجية المخصصة لذلك، مثل المسابح التابعة للفنادق، إلا أن ارتداء ملابس السباحة في الشوارع أو الأماكن العامة قد يعرّض المخالفين لغرامات صارمة.
إلى جانب قواعد اللباس، ستفرض قيود جديدة على سلوكيات أخرى، بما في ذلك حظر شرب الكحول في الشوارع، والتبول والتغوط في الأماكن العامة، والبصق، والأفعال الجنسية العلنية.
وتشمل القواعد أيضًا الحد من الأفعال غير اللائقة التي تحدث داخل المحلات التجارية أو في الشرفات المفتوحة للمطاعم والحانات المطلة على الشوارع العامة.
وتأمل السلطات أن تساهم الغرامات في ردع التصرفات المسيئة، وتعزيز صورة المدينة كوجهة سياحية أكثر انضباطًا.
Relatedلمواجهة السياحة المفرطة.. سكان جزر الكناري يوجهون رسالة إلى الزوار: رجاء قليلا من الاحترام سياحة لا تخضع لتوقعك المالي.. 5 بلدان تجعلك تعيش متعة حقيقية.. لكنك ستدفع أكثر من ميزانيتك المرصودةهل ستزور إسبانيا قريبا؟ قانون جديد يلزم السياح بتقديم 100 معلومة شخصية عنهم وخشيةٌ من تأثر السياحة"حظر البكيني" يتزايد في أنحاء أوروباألبوفيرا ليست المدينة الأوروبية الوحيدة التي تتخذ إجراءات مماثلة بشأن قواعد اللباس. فقد فرضت عدة مدن سياحية قوانين مشابهة، مثل برشلونة ومايوركا في إسبانيا، حيث يُمنع التجول بملابس السباحة في المتاجر والمطاعم، مع فرض غرامات تصل إلى 300 يورو.
في ملقة، وُضعت لافتات باللغة الإنجليزية لتذكير الزوار بالقوانين المحلية بشأن إلقاء القمامة، والتعري، والتسكع، والاستخدام المتهور للدراجات الكهربائية.
أما في المدن الساحلية الكرواتية مثل سبليت، دوبروفنيك، وهفار، فقد تم فرض عقوبات على الأشخاص الذين يتجولون بملابس السباحة أو عراة الصدر، مع غرامات تصل إلى 150 يورو، وقد ترتفع إلى 4,000 يورو لمن يُضبطون في حالة سكر علني في الأماكن العامة.
وفي مدينة نيس الفرنسية، يمكن تغريم أي شخص، سواء من السياح أو السكان المحليين، يرتدي ملابس السباحة خارج الشواطئ بـ 35 يورو على الفور، أو 38 يورو إذا استحم في أماكن محظورة. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه الغرامات محدود، حيث أشارت السلطات المحلية إلى أن نحو 5% فقط من المخالفات تؤدي إلى غرامات فعلية.
وكانت إيطاليا من أوائل الدول التي سنت قوانين صارمة في هذا الشأن، حيث فرضت بلدية سورينتو على ساحل أمالفي عام 2022 غرامة قدرها 500 يورو على أي شخص يتجول بملابس سباحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وطوابير تمتد لـ30 ساعة عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانات غطت شوارع بلدة ساحلية لمواجهة السياحة المفرطة.. سكان جزر الكناري يوجهون رسالة إلى الزوار: رجاء قليلا من الاحترام غرامة ماليةسباحةسياحةبريطانياأوروباالبرتغال