ناسا تكشف عن الرسالة الفضائية التي ستوجهها إلى المشتري
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
أخيرا كشفت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن مضمون الرسالة التي تخطط أن ترسلها نحو أحد أقمار كوكب المشتري الضخم، وتحتوي على أكثر من 2.6 مليون اسم من حول العالم.
ويجري ذلك ضمن العرف الذي تتبعه وكالة الفضاء في إرسال بعض الرسائل الملهمة إلى الفضاء والتي تُعرّف بكوكب الأرض والبشر، طمعا في أن تعثر عليها حضارة ذكية ما.
وتمثّل الرسالة لوحة معدنية ثلاثية الشكل، منقوشٌ عليها باللغة الإنجليزية قصيدة للشاعرة الأميركية آدا ليمون بعنوان "في مدح الغموض.. قصيدة ليوروبا"، بالإضافة إلى وجود رقاقة صغيرة من السيليكون تشبه شرائح الحاسوب الدقيقة، وتحتوي على أكثر من 2.6 مليون اسم من جميع أنحاء العالم.
(قصيدة يوروبا المرسلة إلى قمر المشتري)
مواصفات الرسالة الفضائيةوتعرض الرسالة الفضائية عناصر مرئية على كلا جانبيها، وهي مصنوعة من معدن التانتالوم المعروف بمقاومته للتآكل، مما يعني قدرته على الصمود لملايين السنوات في ظل الإشعاعات الكونية الشديدة.
كما تبلغ قياسات الرسالة نحو 18 × 28 سم. وجمع العلماء تسجيلات لكلمة "ماء" في 103 لغات مختلفة، ومُثِّلت الأصوات على هيئة موجات صوتية ونُقشت على أحد الجانبين. (استمع إلى الأصوات بالضغط على الرابط).
وتعد هذه الفكرة مستوحاة من رسالة "لوحة فوياغر الذهبية" الشهيرة التي أُطلقت في السبعينيات على متن مركبة فوياغر الفضائية، والتي حملت أصواتا وصورا عدّة تتعلّق بكوكب الأرض، وتعد أول رسالة يرسلها البشر بهذا النمط إلى الفضاء.
وتقول لوري غليز مديرة قسم علوم الكواكب في ناسا: كلا التصميم والمحتوى لرسالة يوروبا كيبلر يحملان العديد من المعاني، وتجمع هذه اللوحة الفنية أبرز السمات التقنية التي وصلت إليها حضارة البشر اليوم من علوم وتكنولوجيا وفن ورياضيات. كما أن ذكر كلمة "ماء" يحمل دلالة رمزية على الارتباط الوثيق والضروري لتشكّل الحياة المعروفة، وهو دافع لاستكشاف المحيط المتجمّد الغامض على سطح قمر يوروبا.
وتحتوي اللوحة كذلك على معادلة دريك منقوشة عليها، وهي معادلة طوّرها عالم الفلك فرانك دريك في عام 1961 لتقدير عدد الحضارات الذكية التي يمكن أن تكون في الفضاء. وأخيرا، تتضمن اللوحة صورة لأحد مؤسسي علم الكواكب، وهو رون غريلي الذي وُضعت جهوده المبكرة لتطوير مهمة البحث عن حياة على سطح قمر يوروبا قبل عقدين.
يقول العالم روبرت بابالاردو من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "لقد استلهمنا الكثير من الأفكار في تصميم هذه اللوحة، واستغرق الأمر عقودا من الزمن لتجهيز رحلة الاستكشاف هذه، ولا يمكننا الانتظار لنرى ما ستظهره لنا مركبة يوروبا كليبر".
رحلة فضاء طويلة الأمدوستقطع مركبة الفضاء يوروبا كليبر مسافة 2.6 مليار كيلومتر بعد أن تقلع بواسطة صاروخ سبيس إكس فالكون الثقيل في شهر أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، وستصل بحول عام 2030 كوكب المشتري، ثمّ تتوجّه نحو قمر يوروبا وتحلّق حوله 49 رحلة جويّة قريبة من سطحه.
وتستهدف المركبة الفضائية تقييم ظروف قمر المشتري وقدرته على احتضان الحياة، ومراقبة المحيط المائي بحالته السائلة تحت سطحه، ودراسة قشرته الجليدية وغلافه الجوّي الرقيق.
وبمجرد الانتهاء من تجميع وتركيب مركبة الفضاء يوروبا كليبر في مختبر الدفع النفاث، ستُشحن المركبة إلى مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا استعدادا لإطلاقها في أكتوبر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
آخر رسالة قبل غرق التايتانك تباع بنحو 400 ألف دولار في مزاد
شهدت دار "هنري ألدرج آند سون" للمزادات في بريطانيا، بيع رسالة نادرة كتبها، أحد ركاب سفينة "تيتانيك"، قبل أيام من غرقها المأساوي.
وحققت الرسالة سعرا قياسيا بلغ نحو 400 ألف دولار، متجاوزة التقديرات الأولية التي تراوحت حول 60 ألف جنيه إسترليني، وتم شراؤها من قبل شخص لم يتم الكشف عن هويته.
ووصفت الرسالة التي كتبها الكولونيل آرتشيبالد غرايسي بأنها "تنبؤية"، إذ كتب إلى أحد معارفه معبرا عن رغبته في "انتظار نهاية الرحلة" قبل إصدار حكمه على "السفينة الرائعة".
وتم توقيع الرسالة بتاريخ 10 نيسان/أبريل 1912، وهو اليوم الذي صعد فيه غرايسي إلى متن "تيتانيك" في ميناء ساوثهامبتون، قبل خمسة أيام فقط من غرقها عقب اصطدامها بجبل جليدي أثناء رحلتها المتجهة إلى نيويورك.
وكان غرايسي واحدا من نحو 2200 راكب وعضو طاقم نجوا من الكارثة، التي قضى أكثر من 1500 منهم في الكارثة.
وحرر غرايسي، وهو من ركاب الدرجة الأولى، الرسالة من مقصورته رقم C51، وأرسلها لاحقا من ميناء كوينزتاون في إيرلندا يوم 11 من الشهر ذاته، وحملت الرسالة ختم لندن البريدي بتاريخ 12 أبريل.
وأكد المسؤولون عن المزاد أن هذه الرسالة أصبحت أغلى مراسلة معروفة تم كتابتها على متن "تيتانيك".
يُشار إلى أن شهادة الكولونيل غرايسي حول حادثة الغرق تعد من بين أبرز الروايات التي وثقت الكارثة. وقد نشرت تفاصيل تجربته في كتابه الشهير "الحقيقة حول تيتانيك".
وقد نجا غرايسي من الغرق بعد أن تمكن من تسلق قارب نجاة مقلوب وسط المياه المتجمدة، إلا أن كثيرين ممن وصلوا إلى القارب توفوا لاحقا بسبب شدة البرودة والإرهاق.
ورغم نجاته من الحادث، عانى غرايسي من تدهور شديد في صحته نتيجة مضاعفات انخفاض حرارة جسده وإصاباته الخطيرة، ودخل في غيبوبة في الثاني من كانون أول/ديسمبر 1912، وتوفي بعد يومين بسبب مضاعفات مرتبطة بمرض السكري.