أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

عقدت المنظمة المغربية لحماية المال العام، السبت الماضي، الاجتماع الأول لمكتبها التنفيذي، المنبثق عن مؤتمرها الوطني الاستثنائي، المنعقد ببوزنيقة في فبراير الماضي، تحت شعار "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، الرهانات والتحديات".

وتضمن جدول الأعمال المخصص لهذا الاجتماع، جملة من النقاط والقضايا، في طليعتها توزيع المهام بين أعضاء المكتب التنفيذي طبقا لمقتضيات القانون الأساسي للمنظمة، والبث في اللجان الموضوعاتية وحصرها داخل المنظمة، فضلا عن طرح مجموعة من الملفات المتصلة بتبديد الأموال العمومية، على أنظار أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة للنقاش والتداول والدراسة، بهدف مباشرة الإجراءات القانونية بشأنها.

وفي هذا السياق، أكد الأستاذ "محمد بنساسي" المحامي بهيئة المحامين بالرباط، ونائب رئيس المنظمة المغربية لحماية المال العام، عبر تصريح خص به موقع "أخبارنا"، على أن اجتماع المكتب التنفيذي للمنظمة، عرف نقاشاً عميقاً وجاداً ومسؤولاً، مستحضرا السياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تمر منه بلادنا، فضلا عن الرهانات والتحديات الكبرى تنتظر المملكة.

وتابع ذات المتحدث موضحا أن الاجتماع المذكور خلص إلى إرساء استراتيجية عمل متكاملة، تزاوج بين العمل التكويني والتأطيري الذي تعتزم المنظمة الانطلاق في ترجمته بداية من الشهر الجاري، وبين دورها الترافعي، عبر انتصابها كطرف مدني في كافة القضايا المتصلة بتبديد واختلاس الأموال العمومية. 

كما أشار "بنساسي" إلى أن المنظمة أخذت على عاتقها "تحدي" الرفع من منسوب الوعي لدى المجتمع، بأهمية المال العام، وضرورة المحافظة عليه وحمايته من التبديد والاختلاس، وذلك من خلال إعداد برنامج تكويني شامل ومتنوع على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، يروم تعزيز فكرة الحفاظ على المال العام داخل المجتمع، وتمكين المستفيدين من هذا البرنامج التكويني، من آليات الترافع على حرمة المال العام، وذلك من خلال تنظيم ندوات فكرية وأيام دراسية ودورات تكوينية لفائدة الشباب والطلبة والمهنيين، بشراكة مع كافة الهيئات والمنظمات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك، تتناول بالدرس والتحليل مختلف الإشكالات والموضوعات المتصلة بالمال العام، سواء في بعده النظري والمفاهيمي من جهة، أو باعتباره أداة في يد المدبر العمومي موجهة لتحقيق المصلحة العامة.

وشدد ذات المتحدث على أن المنظمة عازمة على الانخراط في مواجهة مختلف مظاهر الفساد الإداري والمالي الذي يعتري بعض المؤسسات العمومية، ويحيد بها عن تحقيق الأهداف والغايات المحدثة من أجلها، وذلك عبر الانتصاب كطرف مدني في كافة القضايا المتصلة بتبديد واختلاس الأموال العمومية، مستطرداً أن المنظمة بعد عقد مؤتمرها الوطني الاستثنائي الأخير، تعززت صفوفها وهياكلها بمجموعة من المحامين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والجدية، قادرين على التواجد في كافة المحاكم الوطنية للدفاع والترافع عن حرمة المال العام باسم المنظمة.

كما اعتبر "بنساسي" أن عمل المنظمة يأتي تجسيدا للإرادة الملكية السامية المنصرفة لمكافحة الفساد بمختلف أنواعه واشكاله داخل المرافق العمومية، بحيث ما فتئ جلالة الملك يؤكد في أكثر من مناسبة على معضلة تفشي ظاهرة الفساد، وضرورة العمل على مكافحتها، عبر تخليق الحياة العامة، وتقوية منظومة الرقابة على المال العام، وتنويع آلياتها وتجويد أدواتها وتحديث مناهجها، بما يخدم مسلسل التنمية في بلادنا، ويسعف على ترجمة الأهداف التنموية الكبرى الواردة في النموذج التنموي الجديد في أبعاده المختلفة.

وتابع ذات المتحدث مؤكدا أن التقارير الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات، كمحاكم مالية مركزية وترابية معنية بتكريس قيم الشفافية والنزاهة، وتدعيم مبادئ الحكامة المالية في التدبير والتسيير، سواء في بعده المركزي أو الترابي، على أهميتها البالغة، غير أن مضمونها والأهداف المتوخاة منها، ولا سيما على مستوى الجانب المرتبط بالاختلالات والتجاوزات التي تعتري الوحدات الترابية والمؤسسات الإدارية الخاضعة للتدقيق والافتحاص من لدنها، لا تصل بالشكل الصحيح إلى الرأي العام الوطني، باعتباره أحد أنواع الرقابة المفروضة على المال العام، بالنظر لطبيعة هذه التقارير الموسومة بالتعقيد وأحيانا باللبس في كثير من جوانبها.

لأجل ذلك، قال "بنساسي": "دورنا كمنظمة مدنية حقوقية معنية بحماية المال العام، مسنودة بمقتضيات دستورية واضحة وصريحة، ارتقت بأدوار المجتمع المدني الجاد والمسؤول إلى مصاف شريك للمؤسسات العمومية في صنع القرار، يملي علينا تقريب مضامين هذه التقارير إلى الرأي العام، ورفع الغموض عن الجوانب المتسمة بالتعقيد، ليس من باب المزايدة أو التشهير، ولكن بهدف جعل المواطن جزء من منظومة الرقابة على المال العام، والدفع ما أمكن في اتجاه تطوير وتحسين عمل وأداء هذه المؤسسات والرفع من جودة خدماتها، بالشكل الذي يعود بالنفع على المواطن".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: على المال العام

إقرأ أيضاً:

«مصر للطيران» تفتتح جلسات الجمعية العمومية 56 لاتحاد شركات الطيران الإفريقية AFRAA

افتتح عبد الرحمن بيرثي السكرتير العام للاتحاد الإفريقي والمهندس يحيي زكريا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران ورئيس الجمعية لهذا العام الجلسات الرسمية لأعمال الجمعية العمومية رقم 56 لاتحاد شركات الطيران الأفريقية(AFRAA) والتى تستمر حتى 19 نوفمبر الجارى، وذلك بحضور الطيار منتصر مناع نائب وزير الطيران المدنى والطيار عمرو الشرقاوى رئيس سلطة الطيران المدنى والطيار محمد عليان رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية والمهندس ابراهيم فتحى رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية وبمشاركة اكثر من ٥٠٠ شخص وعدد ٢٠ من رؤساء شركات الطيران الأفريقية الأعضاء لأول مرة بالاضافه لممثلي المنظمات والهيئات الدوليه وسلطات الطيران المدنى والمطارات الإفريقية ومصنعي الطائرات، وموردي قطع الغيار والخدمات.

وفى كلمته أوضح المهندس يحيي زكريا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران أن صناعة الطيران مرت بالعديد من التحديات التي خلال السنوات الأخيرة - سواء بسبب التحولات الاقتصادية العالمية، أو تأثير الوباء، أو ارتفاع تكاليف الوقود واستطعنا كشركات افريقية الصمود ومع ذلك، فقد وفرت لنا هذه التحديات أيضًا فرصًا فريدة للابتكار والتعاون والنمو، ومع ذلك، فإن العودة إلى الوضع الطبيعي تجلب تحديات جديدة، وأضاف أن تكاليف التشغيل المتزايدة وانقطاعات سلسلة التوريد تضغط بشكل كبير علي تكلفة التشغيل. بالإضافة إلى ذلك، تظل الاستدامة البيئية هي مصدر القلق الذى سيقع على تكاليف تشغيل شركات الطيران، مما يؤثر على أسعار التذاكر وأسعار الشحن ويفرض تحديات طويلة الأجل على صناعتنا.

وتابع زكريا أن ما يميز القارة الأفريقية عن الأسواق الناشئة الأخرى هى الإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها أفريقيا، وثقافاتها المتنوعة ومناظرها الطبيعية الشاسعة، مما يجعلها فرصة فريدة لربط الناس وتحفيز النمو الاقتصادي من خلال الطيران، وأضاف أننا فى مصر ندرك أن الطيران المدني هو محرك أساسي للنمو الاقتصادي حيث تم ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية وتحديث المطارات وتوسيع أنظمة إدارة الحركة الجوية، كما شهد مطار القاهرة الدولي فى عام 2023زيادة بنسبة 31٪ في حركة الركاب، مما يعكس الطلب المتزايد على السفر الجوي في المنطقة.

وحث رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران فى نهاية كلمته على التركيز على التعاون المشترك مؤكًدا أن تعزيز الشراكة أمر ضروري وذلك من خلال العمل معًا، ومشاركة الموارد، ومواءمة استراتيجياتنا، حيث يمكننا ذلك من تعزيز الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، وتوسيع شبكاتنا، مما يسمح لنا بخدمة عملائنا بشكل أفضل.

وفى كلمته أكد عبد الرحمن بيرثي السكرتير العام للاتحاد الإفريقي (AFRAA) أن شركات الطيران الإفريقية فى عام 2024 واصلت رحلتها نحو التعافي والنمو وسط العديد من التحديات العالمية والاضطرابات الناجمة عن الوباء وحققت نموًا كبيرًا، حيث تجاوزت العديد من شركات الطيران الأفريقية مستويات التشغيل قبل الوباء، وأضاف برثى أننا نسعى نحو تعزيز الاتصال عبر أفريقيا من خلال تبنى مبادرات منها انشاء سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد لتحقيق التكامل الإقليمي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة نحو إزالة الكربون، والاستثمار في طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتحسين عمليات الطيران للحد من استهلاك الوقود، واستكشاف وقود الطيران المستدام، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في التركيز علي الابتكار والتعاون لضمان أن تلعب صناعة الطيران في إفريقيا دورًا رائدًا في أجندة الاستدامة العالمية، وينعكس هذا النمو في توسع الشبكات، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وفى نهاية كلمته حرص السكرتير العام للاتحاد الأفريقي على ضروة رفع جهودنا الجماعية لضمان أن يظل الطيران ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، والاتصال، وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.

كما أوضح ولى والش الأمين العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) أن إفريقيا تمثل 18% من إجمالى سكان العالم و 3% من الناتج القومى العالمى، المنظمة ترتكز على دعم اعضائها بشكل فعال ودعت شركات الطيران الغير أعضاء الانضمام إلى المنظمة لضمان أعلى معيار من الأمان العالمى وتبادل البيانات بشكل كبير لتعزيز الامن، وأن إفريقيا قامت بالكثير لزيادة معدلات الأمان فى مجال الطيران المدنى منذ عام 2020، وتابع الأمين العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) اننا نسعى إلى الوصول إلى صفر كربون بحلول عام 2050 وهو ما يعد قضية مهمة لمستقبل الكوكب، مؤكدا ان الاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) سيساهم بنسبة 60% فى انخفاض الكربون فى إفريقيا، ودعا قادة الطيران فى إفريقيا لضرورة التواصل معًا لتوصيل القارات بعضها ببعض ومواجهة التحديات العالمية فى صناعة النقل الجوى من ارتفاع أسعار الوقود والضرائب مؤكدا أن إفريقيا لديها قدرات هائلة تمكنها من التغلب على التحديات وتحقيق المزيد من التقدم في صناعة النقل الجوى.

مقالات مشابهة

  • حماة المال العام يحذرون من سماسرة الأحكام القضائية
  • تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية
  • «مصر للطيران» تفتتح جلسات الجمعية العمومية 56 لاتحاد شركات الطيران الإفريقية AFRAA
  • نقيب الصحفيين يوجّه رسالة للجمعية العمومية بمناسبة المؤتمر العام السادس
  • "مصر للطيران تفتتح جلسات الجمعية العمومية 56 لاتحاد شركات الطيران الأفريقية AFRAA "
  • “مصر للطيران تفتتح جلسات الجمعية العمومية 56 لاتحاد شركات الطيران الأفريقية AFRAA “
  • المهندسين تعقد جمعيتها العمومية .. وهذه أبرز الموضوعات
  • الاحتلال والأمم المتحدة.. ما الذي تخسره دولة تطرد من المنظمة الدولية؟
  • عرض فيلم" العام الجديد الذي لم يأت أبدًا" في مهرجان القاهرة 45.. اليوم
  • ركله حيوان.. جراحة ناجحة لرفع كسر منخسف بجمجمة طفل بمستشفى مطروح العام