قراءة في المجموعة الفائزة بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري
في البداية نؤكد أنّ الخبر طازج، فمنذ أيام فازت مجموعة الكاتب المصري سمير الفيل (دُمًى حزينة) بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية لعام 2024 بالكويت، وقد تنافست في الأمتار الأخيرة ضمن خمسة مجموعات ونالت المرتبة الأولى، ونحن نبارك لسمر الفيل هذا التتويج، نستأذنه في جولة خاطفة داخل هذا المتن المتربّع على عرش القصة القصيرة العربية، حتّى نعرّف به سريعا ونقطف منه بعض النصوص والفقرات التي نمرّ بها.
أستهلّ القراءة من القصة الأولى وهي بعنوان “تلك الحواجز”، وهي تشبه في بدايتها حلما مزعجا، فالراوي عليه أن يركض في نفق معتّم، فإن اجتاز كلّ الحواجز الموجودة أمامه ووصل سالما (مع العلم أنّه المتسابق الوحيد) سيُسمح له بالعيش في واحة خضراء مع تسع من حور العين، ويمرّ بحواجز عديدة منها قرد وذئب وتمساح وبحيرة تعترض سيره أو ركضه، خلاصة القول يؤجل الإفصاح عن لغز هذا الجري المحموم إلى بعد النهاية، إذ يقول:
“أرجوكم أن تجلسوا على الدكة الخشبية التي صنعها جدّي من خشب الجميز، في آخر السباق، وليحمل أحدكم قلّة فخارية كي أرتوي ، فحلقي يوشك أن يتحجّر”
القصة الموالية التي وقع عليها اختياري، عنوانها: القنفذ، وسبب اختياري لها الدفاع المستميت عن المواطن العالمي (يتقمّص دوره بإتقان سمير الفيل)، ويجبره في النهاية على التحوّل إلى قنفذ له نفس الخصال والأسلحة للدفاع على النفس ضدّ مديريه في العمل وزميله الواشي وصعاليك القطار الذين يسرقون راتبه الهزيل، وزوجته التي تمعن في تعنيفه، حقيقة نحن قنافذ يا سمير الفيل:
“لذلك تحمّلت كلّ ألوان القهر، تجمّدت في مكاني ،أخذتني سِنة من النوم ، تصوّرت نفسي قنفذا يحمي نفسه من الأخطار، دخلت في نفسي، وأحاطني الحسك من كلّ جانب، تداخلت حتّى صرت قنفذا حقيقيا..”
أمّا قصة (دمى حزينة) التي أهدت للمجموعة عنوانها، فتتطرّق إلى بنت لا تتجاوز السادسة من العمر، تمرّرها أمّها إلى بيت “الراوي” وتهب لبيع الفول، وتدور أحداث القصة حول دمى تقليدية من قطن وصوف ..تضعها البيت بجانبها عند العتبة وتعتني بها، وهي تردّ على السؤال الحارق عن والدها: “ذهب ليشتغل في مكة جنب النبي”، أهمّ ما لفت انتباهي تصوير دقيق بلا جعجعة أو شعارات للفقر والألم والكذب البريء حول علاقتها بأبيها، لكنّها في نهاية القصة تنفجر بالبكاء الشديد:
“قالت لي وعيناها مخضلتان بالدموع: أبي لم يعد من سفره.
سمعتها أمّي فقالت لنفسها وهي بالمطبخ : الدنيا من يومها فيها خلل كبير.
أحضرت العروس الكبيرة حاولت تقريبها للبنت، أبعدتها بمنتهى القوة ، ثمّ انخرطت في بكاء مرير”
في نهاية هذا الاحتفال بسمير الفيل ودمى حزينة، ما رأيكم لو أترككم مع مقطع أجّلته منذ النصّ الأوّل لشدّة ضحكي وقهقهتي، اضحكوا فليست الحياة سوى ممرّ للألم والضحك:
“في أحد المنحنيات الأخرى برز لي ذئب، أنا أعرف الكلاب منذ طفولتي، تدربت على التعامل معها، مرّة بالودّ والتلميس على شعرها الناعم، ومرّة بالتهديد بالعصا، لم تكن معي عصا، وأجهل لغة الذئاب”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس
إقرأ أيضاً:
أحد الفرق الفائزة في FinTech يحصد المركز الأول في "العرب للتكنولوجيا المالية"
تمكن أحد الفرق الفائزة بالتصفيات النهائية للنسخة الثانية من مسابقة "كوادر التكنولوجيا المالية FinTech Got Talent"، التي نظمتها "فينتك إيجيبت" التابعة للبنك المركزي المصري، للعام الثاني على التوالي، من حصد المركز الأول في مسابقة "العرب للتكنولوجيا المالية" التي انعقدت مؤخرًا بدبي ضمن فعاليات معرض جايتكس GITEX North Star 2024.
يأتي ذلك استمرارًا لجهود البنك المركزي المصري في دعم ورعاية كوادر التكنولوجيا المالية من الشباب، حيث تم تأهيل ودعم الفرق الفائزة بالمركزين الأول والثاني بمسابقة " كوادر التكنولوجيا المالية FinTech Got Talent" لتمثيل مصر في المسابقة العربية، ونجح فريق كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بعد منافسة قوية مع عدد من الجامعات العربية، من حصد المركز الأول عن مشروع "ازرع لي EZRAALI"، والذي يهدف إلى ربط موردي المدخلات والمزارعين والتجار من خلال تطبيق إلكتروني واحد.
وبهذه المناسبة، صرح المهندس أيمن حسين وكيل أول محافظ البنك المركزي لقطاع تكنولوجيا المعلومات بأن فوز الفريق المصري بالمركز الأول بمسابقة العرب للتكنولوجيا المالية للعام الثاني على التوالي يعد تتويجًا لجهود البنك في دعم ورعاية كوادر التكنولوجيا المالية من الشباب تحت مظلة مبادرة "FinYology"، كما يؤكد أن السوق المصري غني بالمواهب الشابة في مجال التكنولوجيا المالية، وأن البنك المركزي لا يدخر جهدًا في سبيل تأهيل وتنمية هذه المواهب خاصة طلاب الجامعات، بما يتوافق مع إستراتيجيته للتكنولوجيا المالية والابتكار التي تم إطلاقها في 2019.
وقامت " فينتك إيجيبت " بإطلاق النسخة الثانية من مسابقة " كوادر التكنولوجيا المالية FinTech Got Talent"، الشهر الماضي بالتعاون مع المعهد المصرفي المصري وعدد من الجامعات والبنوك، وتم اختيار أفضل ثلاثة مشاريع ضمن 10 جامعات حكومية وأهلية وخاصة تم تأهيلها للتصفيات النهائية ، حيث جاء في المرتبة الأولى المشروع المقدم من الفريق الممثل لكلية إدارة الأعمال بجامعة النيل الأهلية، وفي المرتبة الثانية الفريق الممثل لكلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بينما في المرتبة الثالثة فريق كلية إدارة الأعمال لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، على أن تقوم حاضنة الأعمال “MINT Incubator” باحتضان الفرق العشرة المؤهلة في التصفيات النهائية لمدة ثلاثة أشهر من خلال تقديم برنامج دعم فني متكامل للوصول بأفكار تلك المشاريع إلى التطبيق الفعلي.
وجدير بالذكر أنه تم إطلاق مسابقة " كوادر التكنولوجيا المالية " العام الماضي تحت مظلة مبادرة FinYology التابعة لـ “فينتك إيجيبت"، وتهدف إلى تقديم الدعم لشباب الجامعات لتعزيز قدراتهم على ابتكار حلول وتطبيقات رقمية تلبي احتياجات السوق المالي والمصرفي، كما تجدر الإشارة إلى أن مبادرة "FinYology" بالشراكة مع المعهد المصرفي المصري وعدد من البنوك والمؤسسات المالية المصرية، تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة منذ إطلاقها في فبراير 2020 حتى الآن، حيث بلغ عدد الجامعات المشاركة فيها نحو 30 جامعة حكومية وأهلية وخاصة، كما وصل عدد المشروعات التي قام الطلاب بتنفيذها إلى 600 مشروع في مجال التكنولوجيا المالية بمشاركة حوالي 7,400 طالب.