“لابد أن تعيش لكي تحيا” هكذا لخصها اللعين وهو يحك عثنونه الأبيض، بطاقة بريدية تتراصف داخلها صور لأوشاز غائرة وشجيرات البطوم والعرعر وكثبان من الزعتر البري تكاد تخفيها على منحدر صاخب التضاريس، بعض الغراء على أسفل البطاقة يصلها بالظرف التقليدي مخطط الحواف، جزر من الخطوط العرضية، أزرق و أحمر وما بينهما الأبيض المشرق، على الطريق العام يلتقي بكرسي لا ظهر له قرب الإشارة الضوئية، لا مسند إذ لن يطيل الانهماك ، كلا سيتسرب الزمن سريعا ولن يشعر ، خدر لطيف سيغمره ، نشوة تنشر مصابيح ناعسة تطل ونسمات مبردة تمسح النفس وتنزاح بها من كادر الشمس الكنود إلى نعيم بلا مرساة .
أطل المنديل الأحمر من جيب بنطاله بينما حاول أن يجعل الخشب والمعدن وثيرا لوهلة، تصيره الصلادة نزقا ولكن عقله غائم، تائه في جوف انحناءات حرف ممتد كألف في سماء الغياب ” لابد أن تعيش لكي تحيا ” وتابع لا أريدك أن تقرأ شيئا مما أرسل لك، أرغب أن تستمع للنصوص فحسب:
“عندما تمر بجانب الأشجار البعيدة؛
انظر إلى الأرض، لربما تجد نظراتي القديمة التي بعثرتها هناك، ربما ترجعها لتدفن في سمائي الشاردة، لأهيل عليها المطر وأحدث الصلاة عن نواياي الجيدة خمسة مرات في العشق، عن الظبي الذي أكل كبدي اثنتى عشر مرة وأعود لأطعمه كلما جاع.
أخيرا شعر ببعض المرارة في حلقه، فطعنني لكي لا يأكل، قتلني عقب أن أيقظته ليزور جثة تتعفن تحت رعايتي.
لم تعد تروقه نكهة الشواء، لم أفهم، لم يقل شيئا، لم أدرك شيئا مما قاله، لم يكن قادرا على التماسك، و في أحسن الظروف سأكون غبيا يتحدث عن قسوة الفطام والعجوز الخرف الذي يعوي في أذن المسافة كشيطان دبق.
أرحل غاضبا من القصيدة وهي تربي مخالبها للذبح، ساخطا على السكين وهو يشطر العالم إلى موتين، على الحب الذي لا تستحقه الأغصان المتهدلة، على الفرق بين الأوهام الجميلة والعقاب بذيله الطويل، عن شمعتي وهي تنير للحطب عنق الفأس.
أظنني بعثرتها هناك أيضا بتلة مثلها، عندما تمر راقب العشب، أرجوك من أجلي، ستتحرك أعرف أنها مازالت تنبض، سأقدم وجبة أخيرة و أمضي إن إستطعت إلى الحزن الذي يمد دموعه لإنقاذ عش العطش، إلى صناعة الملح من السبخة كأشباه النخبة.
غابت العصافير المهاجرة منذ الليلة التي هجمت فيها الحمى على الماء، لا أحد، أقصد لا أحد عاقلا فعلا ينسى مهارة الغزلان في التسلل بصمت.
مرتان، أنت وأساطيرك الحمقاء عن الصفح، أنت وضوؤها القاحل.
كانت عذبة حتى ابتكرت خطة لإحراق كوكبها المتعب.
كوني بورد و غبطة.
سأكون بوجع مزمن.
المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف
إقرأ أيضاً:
"الجنيبي" لـ"الرؤية": مصنع "أملاح الدقم" يغطي 45% من احتياجات السوق المحلية.. وخطط مستقبلية للتوسع في الصناعات التحويلية
◄ المصنع هو الأول من نوعه في عمان لتلبية احتياجات الشركات العاملة في حقول النفط
◄ 12 مليون ريال إجمالي الاستثمارات بالمشروع بقدرة إنتاجية 135 ألف طن سنويا
◄ التخطيط لرفع القدرة الإنتاجية إلى مليون طن سنويا
◄ درجة نقاء منتج مصنع أملاح الدقم تصل إلى 99.99%
◄ المشروع يُعزز حضور المنتج العماني في الأسواق المحلية والعالمية
الرؤية-ريم الحامدية
قال خالد بن علي الجنيبي الرئيس التنفيذي للشركة العالمية المتكاملة للهندسة، إن فكرة إنشاء مصنع أملاح الدقم جاءت استجابة للطلب المتزايد على الملح الصناعي من شركات النفط، والذي تستخدمه في عمليات حفر الآبار، إذ يُعدّ الملح عنصرًا أساسيًا في سوائل الحفر التي تضمن استقرار الأجزاء المحفورة وتمنع انهيارها، إلى جانب الحفاظ على مستوى الضغط داخل البئر، مشيرا إلى دور الملح في تحلية المياه المستخدمة لإنتاج البخار الذي يُحقن في مكامن النفط الثقيل لتعزيز الإنتاج، وفق تقنية تُعرف علميًا بـ"الاستخلاص المُعزز للنفط".
وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن مصنع أملاح الدقم يقع في شاطئ بنتوت بولاية محوت على بُعد حوالي 80 كم من ميناء الدقم، ويُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان لإنتاج الملح الخام والصناعي المخصص للشركات العاملة في حقول النفط، مبيناً أن المصنع قادر على إنتاج 135 ألف طن سنويًا، مع نسبة نقاء عالية تصل إلى 99.99%.
وبيّن الرئيس التنفيذي للشركة العالمية المتكاملة للهندسة، أنَّ مثل هذه المشاريع الاستراتيجية تعتبر ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، لأنها تُعزز حضور المنتج العماني في الأسواق المحلية والعالمية، ولذلك فإن دعم المصنع من خلال تشجيع الشركات المستهلكة الحكومية والخاصة على شراء منتجاته أولوية مقارنة بالملح المستورد، مؤكدا وجود خطط مستقبلية لتوسيع أنشطة المصنع، وإضافة منتجات جديدة لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير العالمي.
وأوضح خالد بن علي بن سليم الجنيبي أن اختيار ولاية محوت بمحافظة الوسطى لإقامة المصنع جاء نتيجة قربها من ميناء الدقم والمشروعات الاقتصادية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بالإضافة إلى العوامل البيئية والجغرافية الملائمة لتكثيف الملح البحري، لافتاً إلى قرب المصنع من حقول النفط التي تُعد المستهلك الأول لمنتجاته.
وأشار الجنيبي إلى أنَّ الشركة استثمرت نحو 12 مليون ريال عُماني في المشروع الذي يمتد على مساحة مليون و700 ألف متر مربع وينتج 135 ألف طن من الملح الصناعي سنويًا، مع القدرة على رفع الإنتاج إلى مليون طن سنويًا عند زيادة مناوبات التشغيل وتوسعة بعض مرافق المصنع، مضيفاً أن الشركة تسعى إلى التوسع في الصناعات التحويلية من خلال الاستفادة من المعادن المصاحبة لإنتاج الملح، مثل عنصر البرومين ومركب بروميد الصوديوم، بالإضافة إلى الصناعات التي تعتمد على الملح الخام مثل الكلورين والمركبات القلوية.
وحول الجدوى الاقتصادية للمشروع، أكد الرئيس التنفيذي للشركة العالمية المتكاملة للهندسة، أن منتج الملح الصناعي كان يُستورد سابقًا من عدة دول بكميات تجاوزت 90 مليون طن سنويًا، ويُستهلك بكميات كبيرة محليًا، لافتاً إلى أن المصنع يغطي حاليًا 45% من احتياجات السوق المحلية، مع إمكانية رفع هذه النسبة حسب احتياجات حقول النفط، وإن منتج المصنع يتميز بجودة عالية ودرجة نقاء تصل إلى 99.99%، وهي المواصفات المطلوبة من الشركات النفطية.
وعن منتجات المصنع، قال الجنيبي إن عملية إنتاج الملح تعتمد على التبخر الطبيعي باستخدام أشعة الشمس في أحواض تجفيف المياه المالحة (البحرية والجوفية)، ويُكثف الملح تدريجيًا عبر هذه الأحواض بناءً على الظروف البيئية، ليتم في المرحلة الأخيرة حصاد الملح الخام وتنقيته من الشوائب مثل الرمال والغبار، كما أن المصنع يستخدم تقنية حديثة تضمن إنتاج الملح وفق المواصفات العالمية، حيث يمر المنتج بمراحل متعددة تشمل التصفية، التكسير، الغربلة، ثم التعبئة والتوزيع. وأوضح أن المصنع يُصدّر الملح الصناعي حاليًا إلى ثلاث شركات نفطية رئيسية وهي شركة تنمية نفط عُمان، وشركة أوكسيدنتال عُمان، وشركة هاليبرتون، مع خطط مستقبلية للتوسع في الصناعات التحويلية.
وأكد خالد بن علي الجنيبي أن مصنع أملاح الدقم يعزز الحركة الاقتصادية في سلطنة عمان نتيجة لدوره في تشجيع إقامة الكثير من المشروعات المرتبطة به نظرًا لتوفر المادة الأولية المطلوبة لهذه المشروعات، إذ إن وجود مثل هذه الصناعات محليًّا يعزز القيمة المضافة داخل السوق المحلي من حيث إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين والاستعانة بمواد التصنيع والخدمات المحلية.
ولفت إلى أن عدد العمال بالمصنع وصل بنهاية العام 2024 إلى 25 عاملًا منهم 14 عاملًا عُمانيًّا، وهناك نية لتوظيف عدد من الشباب العُماني خلال الفترة المقبلة عند بدء خطة التوسع المتوقع تنفيذها في عام 2025، مبيناً أن الشركة العالمية المتكاملة للهندسة لديها مبادرات مجتمعية متعددة، ومنها دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة من خلال إبرام عدد من العقود معها، والحرص على توظيف عدد من أبناء المناطق المجاورة للمصنع، وتنفيذ الحملات التطوعية المتعلقة بالبيئة وتنظيف الشواطئ، وغيرها.