قالت لويز بيشيه، رئيسة قسم الشرق الأوسط لمنظمة "أطباء حول العالم" -في حوار بصحيفة ليبراسيون الفرنسية أجراه الصحفي لوك ماثيو- إن عمليات إسقاط المساعدات جوا، مثل عمليات التسليم البحري، غير ذات أهمية نظرا لحجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.
وذكر الكاتب أن بيشيه -العائدة من رفح (جنوب غزة)- ذكرت أن الحل الوحيد يكمن في وقف إطلاق النار إلى جانب المساعدات الإنسانية الضخمة.
والتالي الحوار:
ما الوضع الإنساني في غزة؟لقد كنا ننحدر إلى الجحيم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تم وصف الوضع بأنه مثير للقلق، وبأنه كارثي ومأساوي. وما الكلمة التي يجب أن نستخدمها اليوم؟ من الصعب العثور على صفات أقوى في كل مرة: إنه الجحيم بالفعل.
هل سبق لك أن رأيت وضعا مماثلا بمكان آخر؟لا، فإحدى الخصائص الكبيرة لما يحدث هناك هي حالة الحصار شبه الكاملة على هذا العدد الكبير من السكان الذي يصل إلى حوالي 2.3 مليون شخص.
هل لا تزال هناك تحركات سكانية؟
يحاول بعض سكان غزة التوجه شمالا من رفح، لكنها حركة فوضوية للغاية وغير منظمة، فأحيانا يصعدون، ثم ينزلون، حسب الضربات وأي الممرات مفتوحة. ولقد حاول أحد زملائنا التواصل مع زميل آخر عالق في الشمال ويعاني من الجوع، والذي فقد 20 كيلوغراما من وزنه. لكنه لم يتمكن من الذهاب إلى هذا الحد، وكان عليه التوقف عند وادي غزة (الذي يقسم القطاع إلى قسمين) قبل العودة إلى رفح.
ظهرت حالات المجاعة بالشمال. فهل يوجد حالات أيضا بالجنوب؟تخبرنا فرقنا التي أنشأت نقاطا طبية في رفح أن لديها مرضى يعانون من سوء التغذية. كما يرى الأطباء والممرضات الأطفال والأمهات المرضعات الذين يعانون من نقص التغذية. وهذا ليس مفاجئا، فالوجبات، في حالة وجودها، تتكون أساسا من الأرز أو الفول أو الخبز، ولا يوجد بها خضراوات.
ماذا عن نقص الدواء؟الأدوية توزن بالذهب اليوم في غزة حيث نرى الآن أشخاصا يموتون بسبب أمراض شائعة جدا، مثل الإنفلونزا، لأنهم لا يحصلون على الرعاية المناسبة. لقد فقد أحد زملائنا للتو عمه الذي توفي بسبب عدوى كان من المفترض أن تظل خفيفة في العادة. وهناك أمراض المعدة التي يمكن علاجها بسهولة، والتي لا يمكن علاجها، ولا يتم احتساب هذه الوفيات.
ما حجم المساعدات الإنسانية المطلوبة لغزة اليوم؟سوف تحتاج غزة ما بين ألف و1500 شاحنة تعبر الحدود كل يوم، حيث كانت تعبر الحدود بالفعل 500 شاحنة قبل هذه الحرب. وهناك طابور من المركبات يبلغ طوله عدة كيلومترات ينتظر على الجانب المصري. وبموجب القانون الدولي، فإن إسرائيل ملزمة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية. في الواقع، يعد إحضار شاحنة أمرا معقدا للغاية، حيث يتعين عليك أحيانا الانتظار لمدة 3 أسابيع.
ويمكن لإسرائيل أن تفتح نقاط عبور على حدودها ومنطقة لمياه الشرب والأدوية والمعدات الطبية وغيرها.
هل الإسقاط الجوي هو الحل؟
بالتأكيد لا. ومن حيث الحجم، فهذا لا يمثل شيئا. انظر فقط كيف قتلت عملية إنزال جوي 5 أشخاص قبل بضعة أيام لأن المظلة لم تعمل.
وعن طريق البحر؟مرة أخرى، قد لا يمثل هذا سوى جزء صغير مما هو مطلوب. والمطلوب قبل كل شيء الحل السياسي ووقف إطلاق النار، صحيح أن المساعدات الإنسانية ضرورية بالطبع، ولكن يجب علينا أيضا أن نتوقف عن إطلاق النار على المدنيين، وقصف المرافق الصحية وسيارات الإسعاف، وقتل الأطباء والممرضات.. إنها الطريقة الوحيدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات المساعدات الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
يموت بعد يومين من إصابته بالتهاب في الحلق
توفي خمسيني بريطاني من مانشستر بعد يومين من إصابته بالتهاب في الحلق. وأصبحت عائلته مدمرة بسبب موته الفجائي، مؤكدة أنه كان بصحة جيدة ولم يشكو سابقاً من مشكلات صحية خطيرة.
ذكرت صحيفة "ذا صن" أن الشرطة البريطانية فتحت تحقيقاً حول وفاته المفاجئة.
وكان جاي ديجنام (50 عاماً) قد أصيب بالتهاب الحلق، وفارق الحياة بعد يومين من ظهور الأعراض عليه، تاركاً وراءه ابنتين ميلي (18 عاماً) وسكارليت (10 أعوام).
وأطلق أفضل صديق له حملة لجمع التبرعات للمساعدة في دعم عائلة جاي. كتب ماثيو لارجي: "هدفي هو جمع أكبر قدر ممكن من المال لتقديمه لابنتيه، للمساعدة في دعمهما خلال هذا الوقت المفجع حقاً".
صدمة حقيقيةمن جهتها، روت إيما دان (34 عاماً) تفاصيل اليومين الأخيرين لشقيقها الأكبر، قائلة: "اتصل بي ليشكو من معاناته من التهاب في الحلق ولا شيء غير ذلك". وأضافت: "لقد كان الأمر بمثابة صدمة حقيقية".
وأكدت أنها واجهت صعوبة كبيرة بإخبار بناته وأصدقائه بخبر وفاته. وأشادت بصفاته الحميدة بالقول: "كان معروفاً في جميع أنحاء مانشستر الكبرى بحبه للدراجات النارية وقدرته على إصلاح أي شيء تقريباً".