أجمل مشهد فلكي في 2023.. أين ومتى يمكن أن ترى شهب البرشاويات في دولتك؟
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
منذ عدة أعوام وهواة الفلك في العالم العربي ينتظرون قدوم 2023 حيث سيتمكنون من رصد زخة شهب البرشاويات بدرجة من النقاء لم يتوفر في الأعوام الماضية، حيث تصادف وجود ضوء القمر الساطع مع ليالي تساقط الشهب.
أما في الليلة الواقعة بين 12 و13 أغسطس/آب المقبل، فإن القمر سيكون هلالا رفيعا يشرق قرب الفجر، مما سيترك الكثير من مساحة الليل مفتوحة لرصد الشهب.
في كل ليلة يمكن لك أن ترى شهابا أو اثنين في السماء، لكن في ليال محددة كل عام تزداد كثافة الشهب بحيث تصل إلى المئات، تلك هي الزخات الشهابية (Meteor Shower).
ولفهم السبب في تساقط تلك الزخات بمعدلات كبرى، تخيل أنك تقود سيارتك على طريق سريع، ثم مررت بسحابة دخان تسببت فيها نار اشتعلت على جانب الطريق. هذا هو ما تفعله الأرض، فبينما تدور حول الشمس، يمكن أن تمر ببقايا بعض المذنبات أو الكويكبات التي تعترض خط سيرها، فتدخل تلك البقايا الصخرية إلى الغلاف الجوي بسرعات شديدة ومع احتكاكها به تحترق محدثة ظاهرة الشهب.
لهذا السبب، فإن زخات الشهب لها مواعيد محددة كل عام تتفق ولقاء الأرض مع تلك البقايا، وتبدأ شهب البرشاويات تحديدا من 17 يوليو/تموز وتنتهي في 24 أغسطس/آب من كل عام، وخلال تلك الليالي يمكن أن ترى عددا من الشهب، حيث تلتقي الأرض ببقايا المذنب "109 بي/ سويفت-تتل".
لكن في أوج تلك الزخة، أي لحظة مرور الأرض في أكبر كم من بقايا المذنب، يمكن رصد حوالي 90-100 شهاب كل ساعة، ويحدث ذلك في الليلة الواقعة بين 12 و13 أغسطس/آب المقبل. وكلما اقتربنا من الصباح كانت معدلات الشهب أكبر، ويجري ذلك على كل دول الوطن العربي، كل حسب توقيته المحلي.
وقد سميت زخة شهب البرشاويات (Perseid Meteor Shower) بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي تبدو الشهب وكأنها تنطلق منه في السماء (مركز الزخة)، وهو كوكبة برشاوس (Perseus constellation).
كيف أرصد شهب البرشاويات؟تعد زخات الشهب من الظواهر التي لا تتطلب أي أدوات فلكية، فكل ما تحتاجه هو الاسترخاء والتمدد على الأرض ورفع رأسك إلى السماء فوقك تماما ثم الاستمتاع بتأمل الشهب، ومع الرفقة وبعض السمر تكون متابعة الحدث أكثر إمتاعا.
وعادة ما يكون سطح المنزل مكانا مناسبا للرصد، لكن للأسف فإن أضواء المدن تعمينا عن رصد الكثير من الشهب، وفي مدينة مفعمة بالنور قد لا ترى أكثر من 5 شهب كل ساعة. أما في الأماكن النائية، مثل الصحراء أو القرى البعيدة عن المدن، فيمكن لك بسهولة أن ترى الحد الأقصى من شهب البرشاويات لكل ساعة، وهو حوالي 100 شهاب.
وتعد البرشاويات الزخة الأكثر أهمية في الوطن العربي، حيث تكون ضمن أشهر العطلة الصيفية ويتوافق أوجها مع الليل في سماء الوطن العربي، ولذلك ينتظرها محبو السماء من المحيط إلى الخليج ليتمتعوا ببريقها اللامع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
احرصوا على سجل الذكريات
الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).