عربي21:
2024-07-03@16:57:18 GMT

مسلسل الحشاشين والعامية المصرية

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

تنشط الدراما المصرية في شهر رمضان تحديدا، ويكون موسما وفرصة لعرض الأعمال الدرامية والتاريخية، ومنذ فترة بعيدة لم تتناول القنوات المصرية أعمالا دينية، سواء متعلقة بالتاريخ العام، أو التاريخ الإسلامي، وهو ما كان ملاحظا منذ فترة، أن شهر رمضان الذي كانت فيه المسلسلات الدينية ثابتا من ثوابته، حتى أصبحت معدومة، ولا وجود لها تماما منذ سنوات تزيد عن العشر.



ولأن الإنتاج الفني في مصر أصبحت تحتكره شركة واحدة، تديرها المخابرات المصرية، كي يقع كل عمل فني تحت رقابتها، واختيارها، وهي شركة المتحدة، فأصبح رمضان لا يخلو من عمل فني، يخدم السلطة، ولو من باب الإسقاط، ومن ذلك ما قامت شركة المتحدة بإنتاجه وبثه في رمضان، لمسلسل يحمل عنوان: (الحشاشين)، وهو يتكلم عن فرقة الحشاشين المعروفة تاريخيا، وهي فرقة منبثقة عن الشيعة، وبخاصة الشيعة النزارية، ولها تاريخ معروف، حيث تنتمي للفكر الباطني.

حتى الآن في الحلقات التي تم عرضها، لم تبرز بوضوح أهم الإسقاطات التي تريدها السلطة على معارضيها، فأفكار الجماعة الباطنية: الحشاشين، كانت معروفة بعدائها لأهل السنة في زمانهم، وجرى بينهم وعلماء السنة نقاشات طويلة، كان على رأسهم: الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله، فكتب كتابه: فضائح الباطنية، عنهم وعمن يعتنقون أفكارهم، أو يقتربون منها.

لكن اللافت للنظر في هذه الدراما، أنها أتت بلغة غير لغة هذا الزمن، فجاءت بالعامية المصرية، وهو أمر ملاحظ ومستغرب، بل مستهجن، فهو لا يخلو من دلالة التحريف لما سيكون في العمل من حيث التاريخ، فإذا غير الكاتب ـ أو القائمون على العمل ـ أهم محور جوهري في الحدث، وهو لغته، إلى لغة تتعلق بالقطرية والمحلية الخاصة، فهو لا يخلو من غرض، يخرج به عن حقيقته.

ومهما كانت المبررات بأنه أقرب لفهم الجمهور، أو أي حجة أخرى، فهو كلام لا يصح علميا ولا تاريخيا، وهذه المخالفة أصبحت سمة في عدد من الأعمال السينيمائية في مصر، وبخاصة في أفلام يوسف شاهين، فرغم تناوله لأحداث تاريخية كانت لغتها الفصحى، إلا أنه حرف فيها تاريخيا، ولغويا.

فمن ذلك: فيلمه عن (الناصر صلاح الدين)، وصلاح الدين وزمنه، كان زمن اللغة العربية الفصحى، بدون أدنى شك، فإذ به يجعل الحوار بلغة عامية، وأحيانا بعض عبارات فصحى، وأحيانا كلمات مشكلة بين الفصحى والعامية، فيما يطلق عليه بعض المعاصرين: الفصعمية، أي: الجمع بين العامية والفصحى.

كان الانزعاج من دخول خط العامية على الدراما التاريخية والدينية، ليس فقط من باب تزييف التاريخ، ولا من طمس معالمه، ولا من تجريفه، بل لأن اللغة العربية هي المستهدف الرئيس وراء ذلكوأيضا عندما أنتج فيلما بعنوان: (المصير)، عن حياة الفيلسوف الأندلسي ابن رشد، وابن رشد كان قاضي القضاة، وأحد أهم شيوخ المذهب المالكي في زمانه، وأحد أشهر فلاسفة الإسلام، وصاحب أهم كتاب في الفقه المقارن، وفلسفة الفقه، والاختلاف الفقهي بين المذاهب الفقهية، أي: أن لغة الرجل الفصحى من أعلى درجات التمكن منها، فعندما يذهب يوسف شاهين لاعتماد العامية المصرية، رغم أن معظم الممثلين المشاركين في العمل، يمكنهم أداء الدور بالفصحى، فقد كان بطل الفيلم: الفنان نور الشريف، وهو فنان مسرحي كبير، عرفت عنه أدوار مهمة بالفصحى، سواء دينية، أو تراثية.

وقد جرت الدعوة للعامية بديلا عن الفصحى في مصر، في القرن العشرين، وزادت نغمة الدعوة إليها، في الوقت الذي كانت تنطلق دعوات مماثلة، تدعو لعودة اللغة القبطية، والتي اندثرت من مصر ولم يبق منها إلا التقويم القبطي المرتبط بالزراعة في مصر، وخرجت دعوات أخرى مماثلة عن العودة للفرعونية، في مخطط لا يخفى أهدافه، من حصار لغة القرآن الكريم وإضعافها.

ورأينا ذلك في رموز الأرثوذكسية في مصر، كالبابا شنودة، والبابا تواضروس، ففي خطاباتهم العامة والخاصة، يجري الحديث بالعامية، وكان ذلك يجري عن عمد من شنودة، رغم قدرته على الحديث بالفصحى، فكثيرا ما أعلن عن نفسه، بأنه يقرض الشعر، ويحفظ ألفي بيت من الشعر، ومع ذلك نراه مصرا على الحديث بالعامية، في دلالة كانت تلاحظ من الكثيرين من الراصدين لحركة انتشار العامية.

وهو أمر ملاحظ كذلك عندما تجري المقارنة بين رموز المسيحية ومثقفيها في مصر، ورموزها ومثقفيها في الشام مثلا، ستجد أن الأرثوذوكس المصريين في القرن العشرين ـ إلا قليلا منهم ـ لم يقدموا خدمات للغة العربية وتراثها كما قدم الشوام، إلا في حالات محدودة.

وما نراه من العامية التي تقحم في مجال الدراما الدينية والتاريخية، ليس إلا سيرا على هذه الخطى، التي نراها تؤتي أثرها وأكلها السيء في ثقافتنا في مصر، فنرى ضعفا بارزا وواضحا في الإلمام باللغة، وذلك على مستويات عدة، بدأ من التركيز على المدارس الدولية، والتي تكون فيها اللغة العربية لغة هامشية، لا قيمة لها، ونرى طلاب هذه المدارس في ثقافتهم، وقراءتهم ـ لمن يقرأ ـ جلها محصورة في اللغة الإنجليزية، أو اللغات الأجنبية بوجه عام.

ولذا كان الانزعاج من دخول خط العامية على الدراما التاريخية والدينية، ليس فقط من باب تزييف التاريخ، ولا من طمس معالمه، ولا من تجريفه، بل لأن اللغة العربية هي المستهدف الرئيس وراء ذلك، وبالنظر لكل هذه المراحل من التهميش لهذه اللغة وإضعافها، لا ينظر بحال من الأحوال لهذا التعمد لفرض العامية بديلا عن الفصحى في أعمال كان واقعها الفصحى، سوى خطوة تكمل الخطوات السابقة في استهداف لغة العرب.

فإن فصل الناس عن لغتهم التي نزل بها القرآن، هو فصل بالتدريج عن فهمه، وعن استيعابه، وخروج أجيال غريبة عن القرآن والسنة ولغتهما، فضلا عن التراث العربي، في بلد فيه مجمع لغوي من أقدم مجامع اللغة العربية، وأنشطها على مستوى بلاد العرب، والناطقين بها.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الدراما المصرية رمضان مصر رأي دراما رمضان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللغة العربیة فی مصر ولا من

إقرأ أيضاً:

منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مصر قلب الأرض كما قال المقريزي؛ وثورتهم الحديثة هي قلب الثورات كما علق المواطن المصري البسيط، ولذلك كانت هذه الثورة ملهمة لكل الثورات في كل دول العالم وبخاصة العالم العربي.
ثورة 30 يونيو عبرت عن خصائص وسمات الشخصية المصرية؛ فعلى قدر ما نجحت الثورة في تجسيد هذه السمات، على قدر ما نجحت هذه السمات أيضًا في صناعة ثورة المصريين الملهمة.
شخصية مصر تبدو أكثر وضوحًا في أبناء الوطن، صحيح الوطن ليس مجرد أحجار مرتبة في مبني فخم، وليست شوارع تاريخية مهما ارتبط النّاس بها، ولكنّ هذه الروح تسير بداخلها روح وليدة يُمثلها عرق ودماء أبناء هذا الوطن.
هؤلاء هم الذين دافعوا عنه قبل سبعة آلاف عام، هي عمر التاريخ المصري في مراحله السابقة، وهم الذين دافعوا عن الوطن أيضًا ضد مغتصبيه قبل أحد عشر عامًا، هي عمر الثورة المصرية ضد جماعات العنف والتطرف.
ثورة المصريين جاءت بعد صبر وجلد وقوة وقدرة على التحمل، وكلها ملامح تميز الشخصية المصرية، التي حطمت القيود والأغلال عندما أرادت التحرر في لحظة حبس الجميع فيها أنفاسهم، فأخرج المصريون أفضل ما لديهم.

الثورة والهوية المصرية
صحيح تعرضت الشخصية المصرية لمحاولات التآكل والتلاشي ولكنها ظلت محتفظة بقوتها؛ فرغم حجم التعدي عليها من الهكسوس والمغول والتتار والصليبيين والعثمانيين والنزاع العربي الفارسي والمصري الإسرائيلي ونهاية بمحور أهل الشر في العصر الحديث، لكن ذهب هؤلاء إلى الجحيم وبقيت الشخصية المصرية بكل ثرائها دون أنّ تتغير أو تتبدل كما بقيت الذاكرة المصرية تحتفظ بكل هذا.
عظمة الثورة المصرية في أنه لا يمكن حصر دورها في التخلص من نظام سياسي كان تابعًا لجماعة الإخوان المسلمين بكل ما يحمله من أفكار تحض على الكراهية وتدعو إلى ممارسة العنف بكل صوره وأشكاله، ولا لسلوكها الداعم لهذا التوجه، على مدار عام كامل.
ولكن عظمة الثورة الحقيقية في أنها حافظت على الهوية المصرية والتي تمثل الرديف الحقيقي للشخصية المصرية من الانجراف والذوبان؛ واجه الشعب المصري عندما استشعر الخطر، فتحرك المصريون بدون دعوة  أو طلب، ولم يعودوا إلى منازلهم إلا بعد أنّ أطمأنوا على وطنهم، وإنّ شئنا أنّ نقول: بعد أنّ استردوا هذا الوطن.
لم ينخدع الشعب المصري يومًا في الإخوان ولا غيرها من جماعات العنف والتطرف، بل انخدعت هذه التنظيمات في هذا الشعب، واعتقدوا خطأءً بأنهم قادرون على احتلاله ومحو هويته الوطنية، فكان الرد سريعًا ومفاجئًا، وبدا صاعقًا للتنظيم.
وهنا أعادت الثورة الوطن إلى حضن مواطنيه، كما أنها عززت دور وأهمية الهوية في وجدان المصريين؛ فالهوية المصرية التي يُحاول أهل الشر الاعتداء عليها هي سر الثورة الحقيقي!

حقيقة الثورة على أعداء الوطن
وفي الحقيقة ثورة المصريين لم تكن ضد جماعة الإخوان في مصر، وإّنّ كانت كذلك، ولكن كانت ضد الحركة في كل مكان، فمصر كانت بلد المنشأ ومركز قيادة التنظيم على مدار أكثر من تسعين عامًا، ولذلك اختارت الثورة أنّ تتخلص من هذه الأفكار أو إنّ شئنا أنّ نقول تفكيكها.
ودلالة ذلك يظهر في تعاقب سقوط الإخوان في عدد من الدول العربية بعد إسقاط الثورة الجماعة في مصر، بدأت بالمغرب وانتهت بتونس وما بينهما، وما زالت انتكاسات التنظيم وهزائمه قائمة وحاضرة.
ثورة المصريين لم يكن هدفها إسقاط التنظيم وفقط، ولكنها أسقطت الأفكار المؤسسة وفككتها أيضًا، وهنا تبدو عظمة وقوة وحكمة هذه الثورة والذين قاموا بها، فكل الذين واجهوا التنظيم من قبل لم يلتفتوا ولم يروا أهمية في تفكيك أفكاره رغم أنها الأهم والأخطر.
صحيح تحرك الثوار ضد حكم الإخوان والذي استمر عامًا كاملًا، ولكن الهدف كان تفكيك الأفكار المؤسسة لهذا التنظيم، وهو ما بدا واضحًا فيما آل إليه الوضع التنظيمي، فنحن لم نعد نتحدث عن تنظيم واحد وإنما عن عدة تنظيمات، كل تنظيم له مرشد ومكتب إرشاد!
مر أحد عشر عامًا على الثورة وما زال ظلها يعيش في وجدان الشعب المصري، لأنها ثورة وطنية، لم يكن هدفها التخلص من الحكم الفاسد فقط، ولكن التخلص من الأفكار الفاسدة أيضًا، فالأفكار تبدو أخطر من الوجود التنظيمي، ولذلك كان هدف المصريين واضحًا وكانت إرادتهم في التخلص من الجماعة واجبة.
المصريون لا يتهاونون في هوية بلادهم، ولذلك يقفون دائمًا ضد المحتل سواء كان محتلًا خارجيًا أو داخليًا؛ فرغم محاولات الاحتلال وكسر إرادة الوطن والعنف أو التهديد به الذي مارسه كل المحتلين على مر العصور، إلا أنّ الكلمة بقيت في النهاية للشعب المصري وإرادته القوية.
هوية المصريين خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا يُفرطون فيه، ويُضحون من أجله بالغالي والثمين، ذهب الإخوان وبقي الشعب المصري بهويته الثقافية والوطنية وتاريخه الذي كتبه الأجداد وخطه الواقع عندما قرر الأبناء التخلص من كل الأفكار المتطرفة التي تحض على الكراهية.
كان هدفهم في أنّ يصلوا إلى الحكم، ولأن الفشل حليفهم فإنّ الواقع والمستقبل رسما سيناريو هذا السقوط سريعًا؛ وهذا ما يُترجم فكرة أنّ الثورة لم تكن على حكم الجماعة فقط ولكن كانت على أفكارها المؤسسة كما أشرنا من قبل.
وهو ما يُفسر مصرية الثورة وعربية التوجه الذي حملته عندما وضعت المسمار الأول في نعش أهل الشر، الثورة رغم أنها مصرية ولكنها أسقطت التنظيم بكل فروعه في كثير من دول العالم، وحتى التي ما زالت متشبثة ببعض الحكم، فإنها غير فاعلة، وهذا معنى سقوط الفكرة وتفكيكها.

أسرار نجاح الثورة
الهوية المصرية هي سر قوة المصريين وسر نجاح ثورتهم، كما أنها سر هذه الثورة التي كسرت إرادة أعتى التنظيمات المتطرفة، ولذلك الثورة كانت نتيجة الوعي الذي اكتسبه المصريون على مدار عقود وقرون مضت، وقد ورثوه عن الأجداد، وهنا يحتار النّاس أيهما كان الأسبق من الآخر، وعي المصريين أم هويتهم التي دفعتهم للثورة على المحتل الداخلي؟
الثورة كانت حركة تصحيحية بعدما استهدف الإخوان وباقي جماعات العنف والتطرف قلب هذا الوطن، ولذلك كتب المصريون النجاح لثورتهم بوعي وإدراك بخطورة من تصدروا المشهد، فالقرار كان نهائيًا والتغيير كان حتميًا والمواجهة كانت واجبة، ولذلك انتصرت الثورة وبقيت هوية الوطن بينما اندثرت أفكار التنظيم وتلاشت بالأقل على الأرض المصرية.
انكسر التنظيم وانهزمت إرادته ولكنه ما زال موجودًا، فالمواجهة لم تنته بعد ولن تنتهي وسوف تظل حتى لا يبقى من التنظيم شيء، وإذا بقي فسوف يكون عبارة عن سطر في كتب التاريخ يحكي تاريخ فرقة ضالة لا تختلف كثيرًا عن فرق ضالة عبر التاريخ مثل الخوارج أو غيرها من الفرق الضالة الأخرى.
ما زالت الثورة تبحث لها عن مكان في قلوب وعقول أبنائها، فهي تُدرك أهمية نفسها، فلا يمكن أنّ تُبنى الأوطان بدون ماضٍ يدفع للمستقبل، ولا يمكن أنّ يكون هناك حاضر دون أنّ نحكي عن ثورة لم تكن في الماضي البعيد ولكنها كانت قريبة إلى المصريين في بُعدها الزمني والبنيوي.

مقالات مشابهة

  • من بطولتها.. ركين سعد تبدأ تصوير فيلمها الجديد "بومة"
  • أسرة كانت ومازالت نموذج لما نتمناه في مجتمعنا.. محمد صبحي يستعيد ذكريات مسلسل "يوميات ونيس"
  • أستاذ علوم سياسية: بيان 3 يوليو أنقذ الدولة المصرية من خطر داهم
  • سوسن بدر الهاربة من المتحف لقلوب جمهورها (تقرير)
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد والضياع بسبب الحرب
  • مسلسلات وثقت ثورة 30 يونيو للأجيال الجديدة
  • منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد بعيدًا عن عائلتي
  • «dmc» تحتفي بثورة 30 يونيو.. مروة مرسي: الحدث دليل على قوة وصلابة المصريين
  • الجمهور يشيد بحفل مدحت صالح في الأوبرا: «حافلة رائعة مع فنان راقي»