المناصب الحكومية في العراق.. لا زالت غنائم طائفية وقومية
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
14 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: في أحدث تطورات الساحة السياسية العراقية، تعكس محاولات التحالفات والمفاوضات السياسية تغييرات في القوى والتوازنات داخل البلاد. ومن بين المسائل التي تثير جدلاً واسعًا هو التعيينات في المناصب الحكومية والبرلمانية، حيث يظهر واضحًا تأثير المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية على هذه العملية.
تتجلى واحدة من أبرز هذه المسائل في رئاسة البرلمان، حيث ترى بعض القوى المكوناتية العراقية أن منصب رئاسة البرلمان يجب أن يكون استحقاقًا لمكون معين، وهو المكون السني، على غرار رئاسة الحكومة التي تعتبرها بعض الأطراف حقًا مشروعًا للمكون الشيعي. إلا أن هذا التفكير المحدود يعتبر تجاوزًا للدستور العراقي وللمبادئ الديمقراطية التي يجب أن تقوم عليها عملية اختيار المسؤولين.
وأقر رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، بعدم وجود عرف يمنح رئاسة البرلمان لأغلبية داخل المكون، مبينا انه لا يجوز المقارنة بين رئاستي البرلمان والوزراء، فيما كشف عن ابلاغه للحلبوسي بعدم ضرورة أن يكون رئيس مجلس النواب من تقدم.
وقال العبادي، إن “المحاصصة تضر التحالفات السياسية”، مشيرا الى أنه “لا يوجد عرف بمنح رئاسة البرلمان لأغلبية داخل المكون”.
وأضاف، أن “المقارنة لا تجوز بين رئاستي الوزراء والبرلمان”.
وأشار الى انه “أبلغ الحلبوسي بأن رئيس البرلمان ليس بالضرورة أن يكون من تقدم”، معتبرا أنه “لا مبرر لتأخير انتخاب رئيس البرلمان”.
و التفكير المحاصصي، يسهم في تأزيم الوضع السياسي في العراق، حيث تتحول المناصب إلى محاصصة طائفية وقومية ومذهبية، بدلًا من أن تكون منصة لخدمة الوطن والشعب بمساواة وعدالة. فالمحاصصة الطائفية تفتح الباب أمام تهميش بعض المكونات وتفضيل أخرى، مما يزيد من حدة التوتر والانقسامات في المجتمع العراقي.
والدستور العراقي لا ينص بالتحديد على منح أي منصب لمكون معين، بل يشدد على مبدأ المساواة والعدالة بين جميع المكونات العراقية. إلا أن الاتفاقيات السياسية غير المكتوبة، التي تبرز وتظهر بين الأحزاب والتيارات السياسية، هي التي تعمل على تحديد توزيع المناصب وفقًا لمصالح الأحزاب وليس مصالح الوطن والأمة.
و يبدو أن التحول نحو نظام سياسي يقوم على مبدأ المساواة والعدالة لا يزال بعيد المنال في العراق، حيث تظل المحاصصة والمصالح الحزبية هي السائدة. وحتى يتمكن العراق من التحرر من هذا الوضع، يتطلب ذلك جهودًا جادة وشاملة لإصلاح النظام السياسي وتعزيز مبادئ الديمقراطية والعدالة في كل مرفق ومؤسسة في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: رئاسة البرلمان
إقرأ أيضاً:
العراق أولاً لكن... الغلبة للحسابات السياسية والعلاقة مع سوريا مثالا - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
يثير تأخير الاتفاق بين العراق وسوريا تساؤلات حول أبعاده السياسية والاقتصادية ومدى تأثيره على مصالح العراق الإقليمية.
وفي هذا السياق، أكد السياسي الكردي لطيف الشيخ أن التأخير ليس في مصلحة العراق، داعيًا إلى تبني سياسة توازن تراعي المستجدات في المنطقة.
الملف السياسي وأهمية التوازن
قال لطيف الشيخ، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الحملة المقامة ضد الرئيس السوري للفترة الانتقالية والإدارة الجديدة في سوريا ليست في مصلحة العراق".
وأضاف أن "البلاد يجب أن تعتمد سياسة خارجية متوازنة، بعيدًا عن الاصطفافات، مع إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية".
وشدد الشيخ على ضرورة توحيد الرؤى بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، موضحًا أن "كل الدول تتعامل وفق مصالحها، وينبغي على العراق أن ينظر إلى المتغيرات بنفس المنطق".
أبعاد اقتصادية وعراقيل تجارية
يرى خبراء الاقتصاد أن العراق يعتمد على سوريا كممر تجاري مهم، وأن أي تأخير في الاتفاقات بين البلدين قد يؤثر على حركة التبادل التجاري.
ويقول الخبير الاقتصادي علي الجبوري في حديث صحفي، إن "التعاون الاقتصادي بين العراق وسوريا يواجه تحديات كبيرة، من بينها الإجراءات الحدودية غير المستقرة، وتأخير الاتفاق قد يؤدي إلى عرقلة تدفق البضائع".
وأشار الجبوري إلى أن تأمين طرق التجارة بين العراق وسوريا يمكن أن يعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد العراقي، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والصناعية، التي تتطلب استقرارًا في المعابر الحدودية.
أبعاد أمنية وتأثيرات محتملة
على الصعيد الأمني، يُنظر إلى التعاون مع سوريا على أنه عنصر مهم في منع تسلل الجماعات المسلحة، خاصة على الحدود المشتركة بين البلدين.
ويؤكد الخبير الأمني فاضل الربيعي في حديث صحفي، أن "التنسيق الأمني مع سوريا ضروري للحد من تحركات الجماعات الإرهابية، وتأخير أي اتفاق بهذا الشأن قد يترك فراغًا أمنيًا تستفيد منه التنظيمات المسلحة".
وأضاف الربيعي أن العراق يواجه تحديات أمنية تتطلب تنسيقًا مع الدول المجاورة، ولا يمكن التعامل مع الملف السوري بمعزل عن الاعتبارات الأمنية.
الملف الدبلوماسي وموقف العراق دوليًا
يجد العراق نفسه في موقف حساس بين المصالح الإقليمية والدولية، حيث يحاول الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف. ويرى المحلل السياسي أحمد السعدي في حديث صحفي، أن "التأخير في الاتفاق مع سوريا قد يكون نتيجة ضغوط خارجية، خصوصًا من بعض القوى التي لا ترغب في إعادة تأهيل النظام السوري".
وأوضح السعدي أن "العراق يسعى للحفاظ على استقلالية قراره، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يراعي التوازنات الدولية، خاصة في ظل علاقاته مع الدول الغربية ودول الجوار".
خطوة ضرورية لمصلحة العراق
من جانبه، يرى الباحث في الشؤون الإقليمية مصطفى الكناني، في حديث صحفي، أن تأخير الاتفاق مع سوريا قد يضر بالمصالح العراقية، مؤكدًا أن "التفاهمات مع دمشق يجب أن تكون قائمة على المصالح المشتركة وليس على المواقف السياسية المتغيرة".
وقال الكناني إن "العراق بحاجة إلى سياسة واضحة تجاه الملف السوري، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والأمنية، وليس فقط الضغوط السياسية".
ومع استمرار تأخير الاتفاق بين العراق وسوريا، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان العراق قادرًا على تحقيق التوازن بين مصالحه الوطنية والضغوط الخارجية. وفي ظل تعقيد المشهد الإقليمي، قد يكون الحل الأمثل هو تبني سياسة براغماتية تضمن استقرار البلاد وتعزز التعاون الإقليمي وفق رؤية تخدم مصالح العراق أولًا.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات