اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي أن "ذكرى 14 آذار هي إثبات تاريخي على قدرة الشعب اللبناني على الاجتماع حول قضايا وطنية، إذ حضرت غالبية المكونات وعدد كبير من الأحزاب السياسية، كرسالة واضحة أن الجزء الأكبر من اللبنانيين متفق على سيادة الدولة ونهائية الكيان"، معتبراً أن "ما حصل حينها هو إنجاز تاريخي، إذ احتشد اللبنانيون في لحظة مفصلية من تاريخ البلاد".



وبالنسبة إلى ثورة 17 تشرين الأول 2019، أشار الجميل في حديث إلى "اندبندنت عربية" إلى أن "تلك الثورة التي خرجت من رحم معاناة الشعب ضد سلطة نهبت ثرواته وقوّضت سيادة البلاد، كانت ثورة محقة وتحظى أيضاً بإجماع شعبي يضم جميع الفئات الاجتماعية، إلا أنها تعرضت للوحشية والاعتداءات من تحالف "المافيا والميليشيات"، الذين تصدوا بكل الأدوات المتاحة".

وقال:"لو كنا في بلد طبيعي حصلت داخله ثورة مماثلة على الفساد والأداء السيء لكانت نجحت وحققت أهدافها"، لافتاً الى أن من يحمي "المنظومة الحاكمة هو حزب الله الذي استخدم العنف والتظاهرات المضادة والاعتداء على المتظاهرين وتهديدهم باستعمال السلاح وافتعال مشكلات طائفية"، معتبرًا أن "الحزب مستعد لضرب أي ثورة تهدد المنظومة لأنها واجهة سياسية يتحكم بها وتؤمن له الحماية والسيطرة على الدولة".

كما أوضح أنه "لا يمكن معالجة الأمور الاقتصادية والقضاء على الفساد في ظل سيطرة حزب الله وسلاحه على القرار في البلاد"، مشددا على "وجود تحالف وثيق بين المافيا والميليشيات، إذ تحمي الميليشيات بسلاحها المافيا، التي تغطي بدورها الميليشيات، متخوفًا من أن تصبح لاحقًا الدولة وأجهزتها أدوات للحزب يستخدمها لتقمع اللبنانيين كما كانت في سنوات وجود الجيش السوري في لبنان".

واعتبر أن" تغيير الواقع يبدأ بوضع خريطة طريق لتحالف معارض عريض يتجاوز المعارضة البرلمانية، ويضم شخصيات سياسية وقادة رأي وناشطين وصحافيين يتوافقون على رؤية مشتركة لمستقبل البلاد"، ورأى أن "الهدف الأساسي من تلك الجبهة خلق التوازن في وجه حزب الله لتغيير هذا الواقع، وذلك عبر إعادة علاقات لبنان مع المجتمع الدولي واستعادة الدولة"، مشدداً على أن "قيام هذه الجبهة يتطلب من جميع الفرقاء التخلي عن الأنانيات والمصالح السلطوية".

وفي ما يتعلق بإمكان تغيير الواقع عبر انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات صلاحية وسيادة بدل إنشاء جبهة سياسية، أشار إلى أن "حزب الله يجهض كل المحاولات منذ عام ونصف العام، ولا سيما أنه متحكم بورقة التعطيل من خلال الثلث المعطل في البرلمان"، وقال: "في منطق الحزب هو من يختار الرئيس للبنانيين أو يمنع الانتخاب. إن المعارضة قامت بجهد كبير لمنع الحزب من إيصال مرشحه إلى الرئاسة، وحتى الآن ما زالت القوى السياسية نفسها التي تقاطعت على انتخاب المرشح جهاد أزعور على موقفها. إن المعارضة أبدت مرونة بانسحاب مرشحها النائب ميشال معوض لصالح مرشح يحظى بتأييد أوسع، في حين ما زال "الثنائي الشيعي" متمسكاً بالخيار الأول سليمان فرنجيه ولا يبدي أي انفتاح تجاه الآخرين".

ووصف الجميل تعطيل انتخاب رئيس للبلاد والإصرار على تسيير شؤون الدولة عبر حكومة تصريف أعمال "تخطياً فاضحاً للدستور والقوانين وتهميشاً لدور المسيحيين واختصاراً للطائفة السنية، وبالانقلاب الموصوف على الدولة، إذ تم تعطيل العملية الديموقراطية والدستور ومنع إعادة انبثاق السلطة". وأكد "ضرورة مواجهة الانقلاب الذي يقوم به الحزب، بتوحيد الجهود وخلق جبهة عريضة تواجهه وتخلق معادلة جديدة تضعه أمام خيار القبول بالشراكة الوطنية أو الانفصال"، مشيراً إلى أن "الديموقراطية كانت تقتضي أن يذهب كل فريق بمرشحه إلى المجلس النيابي ويفوز من يأخذ أكثرية الأصوات، إلا أن ما وصلنا إليه محاولة ديكتاتورية من الحزب لفرض رئيس على بقية اللبنانيين، لهذا السبب لسنا بصدد انتخابات، إنما بصدد مواجهة سياسية كبيرة لتحديد هوية لبنان".

وناشد الجميل "الدول العربية الوقوف إلى جانب لبنان وتأمين مظلة حماية عربية ودولية"، معتبرًا أن "لبنان دولة مخطوفة يجب تحريرها"، وقال: "صحيح أن الجهد الأكبر على عاتق اللبنانيين لكن هناك غياباً للتوازن في ظل حضور إيران عبر الحزب"، مشيراً إلى أن "واقعية الأمور تستوجب أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي والعربي بمساعدة الشعب اللبناني لتحريره عبر الضغط على إيران".

ولفت إلى أن "طهران تبعث مختلف أنواع الأسلحة والأموال والدعم الإقليمي لمساعدة حزب الله بالسيطرة على البلاد، فيما اللبنانيون وحدهم لا يستطيعون مواجهة الحزب المرتبط بإيران، الذي جعل من المسألة اللبنانية مسألة دولية وإقليمية، والقضية لم تعد شأناً إقليمياً داخلياً، ولا سيما أن حزب الله أسهم في تقويض استقرار الدول العربية".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان

بيروت- يشهد محيط مطار بيروت الدولي منذ مساء الخميس الماضي احتجاجات غاضبة وقطع طرق بالإطارات المشتعلة من قبل مناصرين لحزب الله، وذلك عقب منع طائرتين إيرانيتين تقلان ركابا لبنانيين من الهبوط في المطار.

واندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الذين اعتصموا أمام الطريق المؤدي إلى المطار، استجابة لدعوة حزب الله للتظاهر ضد ما وصفه بـ"التدخل الإسرائيلي والإملاءات الخارجية التي تمس السيادة الوطنية".

وفي تصريح له، أمس السبت، شدد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي على رفض لبنان أن يكون تحت الاحتلال الأميركي، وأضاف من موقع الاعتصام في طريق المطار أن "الدولة اللبنانية لا تزال تعاني من إملاءات أميركية، ونحن لا نقبل أن يكون لبنان تحت السيطرة الأميركية والإسرائيلية".

وفي تطور للأحداث، تعرضت قافلة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أول أمس الجمعة، لهجوم أثناء توجهها إلى مطار بيروت حيث تم إحراق إحدى مركباتها.

وأعلن بيان رسمي صادر عن اليونيفيل "أن الهجوم أسفر عن إصابة نائب قائد قواتها المنتهية ولايته الذي كان في طريقه لمغادرة لبنان بعد انتهاء مهمته"، مطالبا السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

إعلان ردود وإجراءات

وتوالت ردود الفعل الرسمية عقب الحادث، حيث أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيان له، أمس السبت، الهجوم على موكب اليونيفيل، مؤكدا أن المعتدين لن يفلتوا من العقاب.

وشدد وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع أمني طارئ، على جدية التحقيقات الجارية، مؤكدا أن "هذا لا يعني بالضرورة أن الموقوفين هم منفذو الاعتداء، لكن التحقيقات ستكشف عن الجناة الحقيقيين".

وفي السياق ذاته، أكد قائد الجيش اللبناني بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، خلال اتصال مع قائد بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو، رفض المؤسسة العسكرية لأي اعتداء على القوات الأممية، مشددا على أن الجيش "سيلاحق المسؤولين عن الهجوم ويقدمهم للعدالة".

كما أدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام -في اتصال هاتفي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان هينيس بلاسخارت والجنرال لازارو- "الاعتداء الإجرامي".

وفي ظل تصاعد التوتر، أعلنت إيران، أمس السبت، استعدادها لإجراء "محادثات بناءة" مع السلطات اللبنانية بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني بحثا هاتفيا سبل حل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين.

ويأتي هذا التطور بعد رفض إيران منح إذن هبوط للطائرات اللبنانية على أراضيها، الأمر الذي حال دون إعادة لبنانيين عالقين هناك، وجاء القرار الإيراني ردا على إبلاغ السلطات اللبنانية لشركة "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران إلى بيروت، مما فجر أزمة في لبنان.

واقع جديد

ويرى الكاتب السياسي أسعد بشارة أن هذه الاحتجاجات تمثل محاولة لإعادة تكريس واقع سابق كان فيه حزب الله يفرض سيطرته على مؤسسات الدولة كافة، متجاوزا القوانين ومتصرفا كأنه الجهة الحاكمة المطلقة.

إعلان

ويقول بشارة للجزيرة نت إن المرحلة الحالية تفرض واقعا جديدا ينبغي فيه ترسيخ أسس دولة المؤسسات بما يشمل استعادة مطار بيروت لسلطة الدولة بشكل كامل.

ويؤكد الكاتب السياسي أن استعادة المطار "تعني وضعه فعليا تحت رقابة الدولة ومنع استخدامه في تهريب الأموال أو الممنوعات أو أي أنشطة غير قانونية كما كان يحدث في السابق".

ويضيف "إن ما نشهده اليوم هو محاولة من حزب الله للانتفاض ضد مشروع الدولة أو الدفع ببيئته إلى مواجهة هذا المشروع".

وبرأيه لم يعد ذلك ممكنا، إذ إن ما قام به الحزب لم يكن سوى "بروفة فاشلة"، لجأ فيها إلى الترهيب والفوضى، لكنه أثبت أنه بات معزولا داخليا، والدليل على ذلك، وفق بشارة، موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عارض ما جرى، مما يعكس تراجع نفوذ الحزب.

احتجاج ورسالة

من جهته، يعتبر المحلل السياسي قاسم قصير، في حديثه للجزيرة نت، أن ما حدث هو رد فعل شعبي ورسالة واضحة من بيئة المقاومة بأن الضغط عليها -خاصة عبر منع وصول المساعدات الإيرانية- سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.

ويشير قصير إلى أنه "في العادة عندما تنطلق تحركات شعبية تتدخل أطراف متعددة لاستغلال الموقف، مما قد يؤدي إلى وقوع أحداث أمنية لا يُعرف على وجه الدقة من يقف وراءها".

مقالات مشابهة

  • صليبا: الهجوم على قافلة اليونيفيل ليس حدثاً عفوياً
  • حزب الله يطالب الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الايرانية من الهبوط في مطار بيروت    
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالا من رئيس الحكومة اللبنانية
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان
  • فيديو.. فوضى في اعتصام موالين لحزب الله في طريق مطار بيروت
  • ما جديد الوضع على طريق المطار؟ هذا آخر خبر
  • الصين: إجمالي عدد آبار النفط البحرية يتجاوز 1000 بئر
  • حزب إرادة جيل يبدأ في تجهيز "هدية رمضان" لتوزيعها على غير القادرين
  • هكذا اتفقوا في سوريا على إنهاء الحريري!
  • حزب الله يستنكر التهديدات الإسرائيلية ويطالب الحكومة اللبنانية بحماية سيادة البلاد