بين الأنقاض والدمار.. غزيون يكافحون للعثور على أماكن للصلاة خلال رمضان
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
تسبب القصف الإسرائيلي في هدم مئات المساجد في قطاع غزة، مما جعل الكثير من الفلسطينيين يبحثون عن أماكن تتيح لهم الصلاة جماعة في شهر رمضان، وسط انقطاع الماء والكهرباء واستمرار العمليات العسكرية.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن "ما لا يقل عن ألف مسجد من أصل 1200، ومن بينهم مواقع أثرية، تم تدميرها جزئيا أو كليا حتى شهر فبراير الماضي".
كما أشارت الوزارة إلى أن الضربات الإسرائيلية "تسببت في مقتل أكثر من 100 داعية فلسطينيين" في القطاع.
ولفت تقرير "سي إن إن" إلى أن صعوبة الوصول إلى المياه، تصعّب عملية الوضوء قبل الصلاة على الكثيرين. وأضاف نقلا عن سكان، أنهم لا يستطيعون العثور على مساحة كافية لأداء صلاة التراويح ليلا، بسبب الدمار الذي حل بأماكن العبادة.
وأكد مواطنون للشبكة الأميركية، تصميمهم على أداء الطقوس الدينية اليومية. وقال عامل صحي نازح في رفح، يدعى محمد حمودة: "نصلي بجوار المساجد المدمرة. ونقول الله أكبر حينما نخرج النازحين من تحت الأنقاض".
وتابع: "هذه هي أساسيات معتقدنا: الصلاة ومساعدة الآخرين وبذل أقصى جهد".
من جانبها، ذكرت وكالة فرانس برس، الإثنين، أن "نحو 500 مصل أدوا أول صلاة تراويح خلال شهر رمضان مساء الأحد، في مسجد العودة الأكبر في رفح، وصلى نحو 100 آخرين قرب مسجد الهدى المدمر بمنطقة الشابورة".
وأضافت الوكالة: "لم يتم توزيع الماء والتمور عليهم كما جرت العادة. ولم تتم إضاءة فانوس رمضان لانقطاع الكهرباء. واعتمد المصلون على هواتفهم وسط الظلام".
وبجوار ركام مسجد الفاروق في مخيم رفح الذي استهدفته غارة إسرائيلية قبل أسبوعين، مد متطوعون، الإثنين، حصائر تمهيدا لصلاة التراويح.
ونقلت فرانس برس عن وزارة الأوقاف في القطاع، أن "مئات الآلاف من المصلين لن يتمكنوا من أداء صلاة التراويح في مساجد القطاع، بعدما صار المئات منها ركاما وأكوام دمار، أو لحقت بها أضرار جراء القصف الإسرائيلي".
ولا تدخل المساعدات الدولية التي تشرف إسرائيل على نقلها، سوى بكميات قليلة جدا إلى قطاع غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون، مهددون بالمجاعة، حسب "فرانس برس".
وطالما اتهمت إسرائيل حركة حماس الفلسطينية باستخدام المساجد والمدارس والمستشفيات "لغرض تخزين الوسائل القتالية، ونقاط الدخول إلى فتحات أنفاق، وأماكن تجمع العناصر وغيرها". وتنفي حماس ذلك.
ونزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب، ويتجمع القسم الأكبر منهم في رفح قرب الحدود مع مصر، المهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل.
ويزداد الوضع خطورة شمالي قطاع غزة، حيث أصبح إيصال المساعدات لحوالي 300 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة، شبه مستحيل، في ظلّ عمليات النهب والقتال والتدمير.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، تسببت بمقتل أكثر من 31 ألف شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 72 ألفا، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن جهود المفاوضات للوصول إلى هدنة في غزة "مستمرة وتتكثف"، بحلول شهر رمضان بهدف التوصل إلى اتفاق.
وأضاف الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن "قطر تعمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وليس هدنة قصيرة تستمر لبضعة أيام"، مضيفا: "لسنا قريبين من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكننا لا نزال متفائلين".
وتابع الأنصاري: "نعول على دور الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل في المفاوضات"، مشيرا إلى أن قطر "لا تمارس أي نوع من الضغط بوصفها وسيطاً في هذه المفاوضات".
وأورد المتحدث ذاته، أن بلاده ستمول مع دول أخرى دخول المساعدات عبر الميناء الأميركي المزمع إقامته إلى قطاع غزة، غير أنه أشار إلى أنها لا تعتبره "بديلا عن الممرات البرية التي ما زلنا ننادي بضرورة فتحها".
وتأتي تعليقات المسؤول القطري، في أعقاب لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، بباربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، التي تزور قطر.
وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين دولة قطر والولايات المتحدة، وبحث آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة شهر رمضان فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تمنع الأسرى المحررين وتقيّد المصلين في الأقصى خلال رمضان
فبراير 24, 2025آخر تحديث: فبراير 24, 2025
المستقلة/- مع اقتراب شهر رمضان، تتصاعد التوترات في القدس الشرقية مع إعلان إسرائيل فرض قيود جديدة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، في خطوة تثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذه الإجراءات وانعكاساتها على الأوضاع في المنطقة.
قيود مشددة على المصلين
بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الشرطة الإسرائيلية تخطط لمنع الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم في إطار اتفاق تبادل الأسرى الأخير من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. كما تسعى السلطات إلى فرض قيود صارمة على أعداد المصلين المسموح لهم بالدخول، حيث أوصت الجهات الأمنية بمنح 10,000 تصريح فقط للفلسطينيين من الضفة الغربية، على أن تقتصر هذه التصاريح على الرجال فوق سن 55 عامًا والنساء فوق سن 50 عامًا.
ولتنفيذ هذه الإجراءات، ستنشر الشرطة الإسرائيلية 3000 عنصر أمني يوميًا عند الحواجز المؤدية إلى القدس الشرقية والمسجد الأقصى، مما يعني تشديد الرقابة ومنع دخول آلاف الفلسطينيين الذين اعتادوا أداء الصلوات في الحرم القدسي خلال الشهر الفضيل.
قرار أمني أم حسابات سياسية؟
تأتي هذه التوصيات الأمنية في سياق مشاورات بين وزارة الدفاع والشرطة والشاباك ومصلحة السجون الإسرائيلية، حيث ستُعرض قريبًا على حكومة بنيامين نتنياهو لاتخاذ القرار النهائي. ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن “التوصية تهدف إلى تقليل عدد المصلين في الأقصى إلى بضعة آلاف فقط”، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بدلًا من تهدئتها.
تصاعد التوترات والقيود السنوية
لطالما شكل شهر رمضان محطة تصعيد سنوية في القدس، حيث يواجه الفلسطينيون إجراءات مشددة تحد من وصولهم إلى المسجد الأقصى، وسط تزايد الاحتكاكات بين قوات الاحتلال والمصلين. ويزداد التوتر هذا العام مع استمرار تداعيات الحرب على غزة، وما تبعها من صفقات تبادل الأسرى التي أفرجت بموجبها إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل إفراج المقاومة عن أسرى إسرائيليين.
انعكاسات القرار على الوضع الميداني
قد تؤدي هذه الخطوات إلى احتقان أكبر في القدس الشرقية، حيث يعتبر الفلسطينيون أن التضييق على وصولهم إلى المسجد الأقصى جزء من محاولات تهويد المدينة وتقليص الوجود الفلسطيني فيها. كما أن منع الأسرى المحررين من دخول الحرم القدسي قد يفاقم الغضب الشعبي، خاصة مع تصاعد الدعوات إلى الاحتشاد في الأقصى رغم الإجراءات الإسرائيلية.
في ظل هذه التطورات، يترقب الجميع قرارات حكومة نتنياهو، وسط مخاوف من أن تؤدي السياسات التقييدية إلى اندلاع موجة جديدة من المواجهات في القدس والضفة الغربية، مما قد يجر المنطقة إلى مزيد من التوتر خلال الشهر الفضيل.