إغلاق الطرقات الرئيسية وتحويل مؤسسات الدولة إلى ثكنات عسكرية.. من يحاصر تعز؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
وإضافةً إلى الانفلات الأمني المتزايد، تشدّد فصائل المرتزِقة القيودَ على المواطنين أثناء تنقلهم من المحافظة إلى محافظات يمنية أُخرى، أَو أثناء التنقل خلال مديريات المحافظة؛ مما أَدَّى إلى عزل مركز الخدمات في مديريات مدينة تعز عن بقية المديريات، وحرمان أهلها منها بعد تحويلها إلى ثكنات عسكرية؛ لتكون بذلك في عزلة تامة، لا يستطيع المواطنون الدخول إليها أَو الخروج منها.
يضطرُّ سكانُ المدينة إلى المرور من طرق وعرة وطويلة وفرعية، وخلال هذا المسلك يخضعُ المسافرون للابتزاز، ويُجبَرون على دفع إتاوات وجبايات لرفد جبهات المرتزِقة، وبهذا تكون المدينة معزولةً تماماً عن بقية تعز، التي هي الأُخرى مقسَّمة إلى مربعات بين أطراف العدوان المتصارعة، وعن بقية المحافظات اليمنية؛ لتكون تعز نموذجاً مصغراً لمخطّط التقسيم الأكبر لليمن.
وأمام هذا الواقع الذي تعيشه تعز، يعمل المرتزِقة بشكل دؤوب على محاولة تحريف الحقيقة، وإلصاق تهمة حصار تعز بحكومة تصريف الأعمال بصنعاء، حَيثُ ازداد الحديثُ عن هذا الجانب مع العمليات اليمنية المتصاعدة؛ نُصرةً لإخواننا في قطاع غزة.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس السياسي الأعلى بصنعاء لفتح الطرقات في محافظة تعز وغيرها، وآخرها المبادرة من طرف واحد بفتح عدة طرقات بتعز، إلا أن المرتزِقة لا يزالون يتجاهلون هذه الخطوة وليس في بالهم فتح الطرقات التي أغلقوها لسنوات عديدة.
وتقع محافظة تعز جنوبي غربي اليمن، وهي من المحافظات اليمنية ذات الأهميّة الاستراتيجية؛ كونها تطل على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي تتصلُ بمحافظات شمالية إب والحديدة، وجنوبية لحج والضالع.
وتتكون المحافظة من (23) مديرية، تقع بعضُها تحت سيطرة مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ من مليشيا حزب "الإصلاح"، أَو القوى المرتزِقة التابعة للخائن طارق عفاش، فيما يقع عدد منها تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء.
ووفقاً لخارطة المحافظة تدير صنعاء ما يقارب 50 % من مساحة تعز ذات الكثافة السكانية؛ بسَببِ حالة النزوح إليها من مناطق سيطرة أدوات العدوان، وقبح مشروعهم وحالة الانفلات الأمني، وتدني العملة، وغلاء المعيشة، وتوسع البطالة، ومن أهم المديريات الواقعة كليًّا تحت سلطة صنعاء، هي: "مديرية التعزية، ماوية، دمنة خدير، حيفان، سامع، شرعب السلام، شرعب الرونة، مقبنة".
أما المديريات التي تقع تحت سيطرة صنعاء والمرتزِقة، فهي: (صالة تسيطر الدولة على أكثر من نصفها، وأجزاء من مديرية المظفر، وثلث من مديرية صبر الموادم، وَأجزاء من مديرية المسراخ، وأجزاء من مديرية جبل حبشي، وأجزاء من مديرية الصلو).
وهناك مديريات تقع تحت سيطرة مليشيا حزب "الإصلاح" وهي: "معظم مديرية المظفر، مديرية القاهرة، أجزاء من مديرية صالة، مديرية مشرعة وحدنان، مديريات الحجرية، المعافر، الشيمايتين، المواسط".
وتسيطر قوات الخائن طارق عفاش على عدة مديريات بمحافظة تعز، وهي: (ذو باب؛ أي "باب المندب"، المخاء، موزع، الوازعية"، وهي ذات تعداد سكاني قليل ومساحة جغرافية نوعاً ما واسعة، وتتميز هذه المديريات بإطلالتها المباشرة على مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وفيها ميناء المخاء، من أشهر الموانئ اليمنية بعدَ ميناء عدن والحديدة.
حرمان من الخدمات:
وبخصوص مدينة تعز الحضرية، يقع ما يقارب ثلثَي مساحتها تحت سيطرة صنعاء، وهي ما تمثله مديرية التعزية التي تفوق بمساحتها المديريات الثلاث التي تمثل نواة تعز القديمة.
وتتكون مدينة تعز الحضرية جغرافياً من أربع مديريات، هي: (المظفر-القاهرة -صالة -التعزية)، وتعتبر التعزية أكبر مديريات مدينة تعز من حَيثُ المساحة.
وتقع كامل مديرية التعزية وثلثا مديرية صالة وأجزاء من مديرية المظفر وتباب الدفاع الجوي ضمن إدارة الدولة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، فيما يسيطر المرتزِقة الموالون لتحالف الغزو والعدوان على تعز القديمة ومحيطها، ومعظم مديرية القاهرة، والمظفّر وأجزاء من مديرية صالة؛ بمعنى أكثرَ فَــإنَّ ثلثَي مساحة مدينة تعز تقع تحت إدارة الدولة -حكومة تصريف الأعمال، وأقل من ثلث مساحة مدينة تعز "مدينة تعز القديمة" تحت سيطرة أدوات العدوان الأمريكي السعوديّ.
وتتركز مواقعُ الخدمات الأَسَاسية في مدينة تعز القديمة ومحيطها الواقعة تحت سيطرة أدوات العدوان مثل جامعة تعز التي تقع في مديرية المظفر غرب المدينة، وكلية الطب، وكذلك المستشفيات الحكومية الخمسة (المستشفى الجمهوري "الملكي" سابقًا، مستشفى الثورة الصيني سابقًا، المستشفى العسكري "الروسي"، مستشفى المظفر، مستشفى التعاون)، وجميع هذه المستشفيات تقع ضمن مناطق سيطرة أدوات العدوان في تعز القديمة.
هذا يعني أن أكثرَ من عشرة آلاف طالب جامعي في مناطق سلطة صنعاء في شرق وشمال مدينة تعز ومديريات المحافظة الحرة محرومون من الدراسة في الجامعة؛ بسَببِ سيطرة المليشيات التكفيرية عليها، وكذلك؛ بسَببِ رفض مرتزِقة العدوان لمبادرة فتح الطرق الرئيسية كممرات إنسانية وفق آلية عمل تضمن سلامة تنقل الطرفَينِ من غرب المدينة إلى شرقها.
كما أن آلافَ المرضى من أبناء مدينة تعز ومديرياتها الخاضعة لسلطة الدولة لا يستطيعون الوصولَ للعلاج في المستشفيات الحكومية الخاضعة لسيطرة المرتزِقة؛ وهذا الأمر يمثّل جريمةً ضد الإنسانية، ويكلِّفُ الطلابَ والمرضى أعباءً كبيرةً في التنقل للدراسة والعلاج في المحافظات الحرة في إب وذمار وصنعاء، ويكشفُ الوجهَ الحقيقي لمن يحاصر تعز، ويحرمُ أبناءَها من الخدمات الصحية والتعليمية وحق التنقل عبر الطرقات الموفرة للجهد والوقت؛ وبمعنى آخر تعز المحاصرة واقعاً هي الواقعة ضمن سلطة الدولة، وتتقاسم مع الشعب اليمني في المحافظات الحرة صنوف المعاناة من جراء الحصار والعدوان الأمريكي السعوديّ.
يتضح مما سبق أن حديث المرتزِقة وأبواقهم الإعلامية عن حصار تعز هو عكس الحقيقة؛ إذ إنهم يتاجرون بقضية الحصار لأهداف سياسية وعسكرية بحتة، لكن في واقع الأمر؛ يتسببون في معاناة كبيرة للآلاف من سكان مدينة تعز، لا سِـيَّـما أن الخدمات الأَسَاسية تقع تحت سيطرتهم، كما أسلفنا.
عسكرة المؤسّسات العامة والخَاصَّة:
وإضافة إلى قيام مرتزِقة العدوان بحرمان سكان مدينة تعز من الخدمات، فَــإنَّهم قد حوَّلوا المدارِسَ والمنشآت العامة والخَاصَّة إلى ثكنات عسكرية.
من هذه المنشآت الهامة التي تحوَّلت إلى ثكنات عسكرية ما يلي:
مبنى المعهد الفني في الحصب -مقر قيادة ما يسمى الشرطة العسكرية.
مدرسة سبأ في شارع جمال المسبح -قيادة ما يسمى محور تعز.
كلية الطب جامعة تعز -مقر ما يسمى اللواء الرابع حماية رئاسية بقيادة التكفيري عدنان رزيق.
وكالة مرسيديس في الحصب -مقر لما يسمى اللواء 17.
نادي الصقر الرياضي -مقر ما يسمى قيادة النجدة بقيادة محمد مهيوب.
مدرسة ناصر -مقر ما يسمى لواء العصبة "أنصار الشريعة.
مجمع هائل سعيد حوض الأشراف تقاطع النقطة الرابع -قيادة التنظيمات التكفيرية "القاعدة" وأخواتها.
نادي تعز السياحي جوار مستشفى التعاون -مقر لما يسمى اللواء 22.
صادق سرحان وبعض مجاميعه نقلت صبر الأعروس ومدرسة سبأ بالمسبح مؤخراً.
نادي الضباط في العرضي -مقر الشرطة العسكرية "إصلاح".
فندق الجند تحت النقطة الرابع بالعرضي -كتيبة ما يسمى لواء الصعاليك احتياط ومقر ما يسمى لواء الصعاليك في الجهوري بالمسبح.
مؤسّسة السعيد للثقافة والفنون -مقر قيادة ما يسمى كتائب النصرة.
لقد أصبح المشهد واضحًا، وبات الآن معروفاً من الطرف الذي يحاصر محافظة تعز!
طبيعة الأوضاع:
وإذا ما تأملنا إلى طبيعة الأوضاع في المناطق الواقعة تحت سيطرة صنعاء، أَو تلك الواقعة تحت سيطرة مرتزِقة العدوان الأمريكية السعوديّ الإماراتي سنجد فرقاً شاسعاً.
تشتهر المديريات التي يسطر عليها مرتزِقة العدوان بالانفلات الأمني غير المسبوق، وبنهب المال العام والخاص، والقتل، والتصفيات، والاغتيالات اليومية، وظاهرة الاغتصابات، وقطع الطرقات، وفرض الجبايات، والإتاوات على المسافرين، ورجال المال والأعمال، تحت ذرائع متعددة.
كما تشتهر بغلاء المعيشة، والانهيار المُستمرّ للعملة الوطنية، وتوقف الحركة التجارية، وتعطل معظم الخدمات الأَسَاسية، وهذا النموذج يكشف حقيقة قبح مشروع الغزاة الذي يستهدف اليمن ومنها محافظة تعز.
أما المديريات الواقعة تحت سيطرة صنعاء، فالواقع يتحدث عن نفسه؛ فهناك أمن واستقرار معيشي، ونهضة عمرانية واسعة؛ بسَببِ حالة النزوح الكبير للمواطنين ورأس المال من مناطق سيطرة الموالين للعدوان إلى المناطق الخاضعة لإدارة الدولة، كذلك تحَرّكت عجلة التنمية، وتم إنجاز برنامج التخطيط العمراني، شق شبكة الطرقات، توسيع شبكة خدمات المياه، والصرف الصحي، والاتصالات والكهرباء... إلخ.
وحازت على إثرها قيادة المحافظة المرتبة الأولى بعدد المشاريع الخدمية المنفذة للعام 2021 على مستوى الجمهورية، واستحقت شهادة تقدير من القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط.
طرق تعز الرئيسية تكشف زيف الادِّعاء:
وللتوضيح أكثر حول المتسبب الرئيس لحصار تعز، سنوضح هنا أهم الطرق الرئيسية في المحافظة ومن الذي يغلقها:
طريق الراهدة كرش الرابط بمدينة عدن (مغلق من قبل مرتزِقة العدوان).
طريق تعز الحديدة (مغلق من قبل مرتزِقة العدوان).
طريق تعز ميناء المخاء (مغلق من قبل المرتزِقة).
طريق الشمايتين هيجة العبد -عدن (مفتوح للموالين لتحالف العدوان فقط).
في المقابل نجد أن المجلس السياسي الأعلى قد أقدم على خطوات شجاعة، ومنها:
فتح طريق الستين –الخمسين.
فتح طريق شارع الـ24 الذي يتقاطع مع شارع الخمسين ويتقاطع مع شارع الـ30 الذي يؤدي إلى خط المطار القديم -بير باشا، وينتهي بمدينة النور -الحصب -وسط المدينة، وهو شارع معبد مسفلت رئيسي خطين طلوعًا ونزولًا، يختصر المسافة بين شرق وشمال مدينة تعز مع غرب وجنوب مدينة تعز إلى نصف ساعة.
وهذا الطريق الرئيسي تم فتحه من طرف الدولة من جانب واحد في عيد الأضحى العام الفائت، والطرف الموالي للعدوان رفض فتحه من جانبه؛ سعياً منه للمتاجرة بمعاناة المواطنين.
طريق حيفان طور الباحة لحج عدن الأسفلتي الذي أعلن عن افتتاحه سيختصر على المسافرين ما يزيد عن خمسة كيلومترات كان يقطعها المسافرون في مجرى السيول، ويمتد عبر أودية وعرة يصعب المرور منها، خَاصَّة في موسم الأمطار والسيول إن لم ينقطع مقارنة بالخط الأسفلتي الذي يشكل فتحه نقلة نوعية لأصحاب الناقلات على وجه الخصوص ليكسبوا وقتاً يقدر من ساعة ونصف إلى أقل من عشر دقائق.
خط الخمسين الستين مدينة النور، وُصُـولاً إلى مدينة تعز، سيقلص مسافة كبيرة كان يقطعها المسافرون من بير باشا، مُرورًا بالضباب ونجد قسيم والمسراخ إلى الأحكوم، وُصُـولاً إلى الحوبان بما يزيد عن 70 كم.. كُـلّ هذه المسافة سيقلّصها الفتحُ الجديدُ إلى 20 متراً، أما عن المدة الزمنية فسيتمكّن المسافرون من الوصول في غضون 20 إلى 30 دقيقة، بعد أن كان المسافر مضطراً ليقطعَ طرقًا التفافية ووعرة لمدة أربع ساعات، وما يترتب على ذلك من تكاليفَ مادية ومتاعبَ على المسافرين.
وتكشفُ الخرائطُ الميدانية ومبادرات فتح الطرقات مؤخّراً من الذي يحاصر تعز، كما تبيّن صدقَ النوايا لصنعاء وتحَرّكها الفاعل في تقديم الخدمات، واقتلاع كُـلّ أقنعة الكذب والتدليس والتضليل لقنوات وأبواق العدوان الأمريكي السعوديّ، وتؤكّـد أمام العالم أجمع جهوزيتَها لفتح كافة الطرقات من جهتها منذ عام ونصف عام، وتوفير الضمانات والالتزام بها، فيما الطرفُ الآخر لا يملك قرارَه، وهو غيرُ قادر على تقديم أية ضمانات لأمن وسلامة المسافرين من وإلى تعز، أَو المارِّين بها بين شمال اليمن وجنوبه، ومختلف المحافظات المجاورة لها.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض بفعل العدوان الإسرائيلي.. تدمير 70% من المباني
من مهد انتفاضة الحجارة عام 1987 إلى مدينة إطلال يسكنها الدمار والموت، جباليا تلك المدينة المحاصرة في شمال قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي باتت الآن شاهدة على كل أشكال الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على القطاع، لا سيما الحصار الأخير على الشمال الذي بدأ في أكتوبر الماضي، وهو ما جاء في تقرير تلفزيونيًا عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، بعنوان: «بعد أن كانت الأكثر ازدحاما بالسكان.. جباليا تتحول إلى مدينة أنقاض وأشباح بفعل العدوان الإسرائيلي».
تدمير 70% من المباني بجبالياما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية وتدمير وانتهاكات في شمال غزة لم يعد خافيا حتى على الإعلام الإسرائيلي، فقد وصف عاموس هاريل المحلل العسكري الإسرائيلي جباليا في مقال نشرته صحيفته «هارتس» بأنها مدينة أشباح بعد أن كانت قبل الحرب أحد أكثر الأماكن ازدحاما.
الكاتب الإسرائيلي كشف أن الجيش الإسرائيلي دمر 70% من المنازل والمباني في مخيم جباليا نتيجة القصف الإسرائيلي وعملية التجريف لأراضي المدينة، حتى المباني القليلة المتبقية تضررت وتشوك على السقوط.
تدمير البنية التحتية للكهرباءنشرت صحيفة «هارتس» في تفاصيل مقال وصفها لجباليا، أن مخيم المدينة لم يعد صالح للعيش نهائيًا بعد أن أقدم الاحتلال ليس فقط على تدمير المنازل بل كذلك البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي كما أعدم كل مقدرات الحياة ونسف أبراجا سكينة كانت تضم عشرات الوحدات السكنية.
وبحسب صحيفة «هارتس» أجبر الاحتلال نحو 69 ألف فلسطيني على النزوح قسريًا من مخيم جباليا تحت تهديد الدبابات وقصف المدفعية.
وفي الشمال من جباليا تحديدا في بيت لاهيا تقف مستشفى كمال عدوان هناك صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفها بشكل يومي كهدف عسكري، ورغم أن المستشفى تعد آخر ملاذ للمصابين والمرضى في قطاع شمال قطاع غزة، إلا أن الاحتلال طالب بإخلاء المستشفى في ظل عجز الطاقم الطبي عن نقل المرضى والجرحى.