قام مجلس مدينة الاقصر برئاسة اللواء دكتور علي الشرابي رئيس المدينة بتنفيذ أعمال تزيين عدد من الشوارع الرئيسية والميادين بمجسمات من الفوانيس والنجوم والأَهِلَّة، تكسوها أنوار الليد الملونة، وذلك في إطار توجيهات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، للأجهزة التنفيذية بضرورة المشاركة والتواجد الميداني في الأعياد والمناسبات الدينية.

وأوضح الدكتور علي الشرابي، إن هذه المجسمات نفذتها رئاسة مجلس مدينة الأقصر بناءً على تعليمات محافظ الاقصر المستشار مصطفى ألهم كنوع من أنواع المشاركة المجتمعية، مؤكدا أن  تزيين الميادين والشوارع الرئيسية بمثل هذه الأعمال لحرص المحافظة مشاركة المواطنين فرحتهم في الابتهاج باستقبال شهر رمضان المبارك، وبإبراز مظاهر البهجة بالمحافظة، وتزيين شوارعها وميادينها.


إستهدفت أعمال التزيين عدد من المناطق داخل المدينة وهي كالآتي:
كورنيش النيل وميدان مرحبا وميدان المحطة وميدان سيدي ابو الحجاج وميدان الإبروتيل وأمام بوابة ميناء الأقصر الجوي  ، وتتم أعمال التزيين بصورة سنوية حيث أن شكل الديكورات الخاصة بتزيين الميادين تتطور وتتجدد بشكل ملحوظ كل عام قبل حلول الشهر الكريم.

الأقصر تزيين الشوارع والميادين بمجسمات من الفوانيس والنجوم والأَهِلَّة b362691d-cd90-456f-9624-cd723c8e786f f14ed1d6-be1c-4a8c-a3c7-4354877a74ad 0f87e484-f7a4-4a41-b436-109930e1a161 47b1188c-2e1c-4577-bbf6-eeb921f5cd3d 98d5bd4c-d9c9-4af5-a950-61729cf48bf0 3a2b0f26-8f57-40d7-860c-484fe209ac58 01b175ab-a581-40f4-93f0-297e72225d05 df589f19-379e-4a9b-8b1f-a39c84e062ca e756de03-b1fa-44ce-8397-485ab088dc11 be806cc3-f609-46f6-a3a6-d7aaeae63c7c 2d1c882f-20a5-4ee2-95de-0ee8dfea9ee8

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قصر الاقصر مستشار محافظ الأقصر الشهر الكريم مدينة الأقصر شهر رمضان الشوارع والميادين المشاركة كورنيش النيل المشاركة المجتمعية الشوارع الرئيسية التواجد الميداني شهر رمضان المبارك استقبال شهر رمضان المبارك استقبال شهر رمضان مشاركة المواطن مجلس مدينة الاقصر

إقرأ أيضاً:

التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة

 

 

د. صالح الفهدي

حُصِرَ مفهوم التقدُّم على الماديِّ الملموس، متغلِّبًا بذلك على المفهوم الحقيقي لتقدُّمِ الأُمم وهو الإِنسانيِّ، ومرجعُ ذلك إلى الثقافة الرأسمالية، يقول المُفكِّر الأمريكي نعومي تشومسكي في كتابه "الربح قبل الناس" (1999) إن "الرأسمالية المتوحشة تعزِّز الَّلاتكافؤ الاجتماعي؛ فهي لا تهدف إلى تحقيق العدالة؛ بل إلى تعظيم الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب الإنسان وحقوقه الأساسية"، ويؤكِّد على مقولته عالِم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان في كتابه "الحياة الاستهلاكية" (2007) بالقول إن: "المجتمع الرأسمالي يحوِّل الإنسان إلى كائن استهلاكي بامتياز، لا تتحقق قيمته إلا بقدر ما يستهلك، مما يجعله عالقًا في دوامة لا تنتهي من الرغبات المُصطنعة".

من هذه المعايير الرأسمالية أخذت مجتمعاتنا مفهوم "التقدُّم" ليكون معيارًا تُقاسُ به حركة الأُمم والحضارات، في حينَ أن تقدُّم الإنسان ذاته لم يعد ذا بالٍ في المعايير الدولية التي تقودها مؤسسات رأسمالية، وقد أوقفني كلامٌ دقيقٍ ولافت قاله المفكِّر القطري د. نايف بن نهار في لقاءٍ له، يقولُ فيه (بتصرُّف) : "ما يُخيفني في النموذج الخليجي هو أني أشعرُ بأنَّ هناك محاولة لإنتاج الإنسان الاقتصادي، بمعنى أنَّ نموذج الإنسان في الخليج المحدَّد الأساس له هو المحدَّد الاقتصادي؛ حيث تشعر بأنَّ كلَّ شيءٍ يَصُبُّ في إطار تشبيع الإنسان بالقيم المادية؛ كلُّ شيءٍ يتحدَّث عن المادة، المادة، المادة فقط. أما إن سألتَ عن ماهية التقدم، فإنَّ الإجابة هي: الثروات الهائلة في الصناديق الاستثمارية، أو زيادة الدخل الفرد، أو مساحات الأبراج الموجودة، أو المناطق السياحية، وهذا ليس هو التقدم، هذه مؤشرات للغنى وليست مؤشرات للتقدم. لا يوجد انطلاق من الإنسان، وإنما انطلاق من مؤشرات مادية فقط. على أساس أنها هي التقدم، وهي ليست التقدم. إذا كنا نعتقد أن التقدم هو فقط الجانب المادي، فهذا جانب خطير لأنَّ هذا يخلق لك إنسان الغنيمة؛ فهو لا يتحرك إلا وفقًا لمنطقة الغنيمة والمادة؛ فهو يحبُّ الوطن مدام الوطن غنيمة، ويُناصر الوطن مدام الوطن غنيمة ينتفع منه ويكتسب، لكن بمجرد أن يشعر أن الوطن له كلفة سيتهرَّب منه. حينما تغذِّيني بالقيم المادية ماذا تتوقع مني أن أُنتج؟ سأكون بهذه الطريقة، حينما تُغيِّبُ مني الروح الاجتماعية والروح الثقافية، تغيِّب مني أصالتي وعمقي التاريخي في هذه الأرض، أنت تفقدني أصالتي. العالم لا ينقصه الدول الغنية، الدول الغنية كثيرة، ولكن ينقصه الدول الأصيلة، دول فيها أصالة، فيها عمق، تشعر بروحك. الإنسان ينتمي للأصالة، لا ينتمي لحالة البهرجة التي يعيش فيها العالم ويندفع إليها".

حينما نتأمل هذا الطرح نجدهُ يُعبِّر عن قلق عميق لأحد أبناء الخليج العربي من تحوِّل النموذج الخليجي إلى نموذج مادي بحت؛ حيثُ ينتقلُ تعريف التقدم من أصالةِ الإنسان إلى الثراء الاقتصادي، وتلك إشارة إلى أن التركيز المفرط على المؤشرات المادية مثل "الدخل الفردي، والاستثمارات، والمباني العالية، والمشاريع السياحية"؛ باعتبارها معايير للتقدم دون اعتبارٍ لعناصر الأصالة التي ترسِّخ عناصر إنسانية الإنسان مثل القيم، والهوية، والروح الاجتماعية.

وإذا كان إنتاج "الإنسان الاقتصادي" الذي يتحرَّك فقط وفق منطق الغنيمة والمصلحة المادية فإنَّه يشكِّلُ خطرًا كبيرًا؛ لأنه يخلق مجتمعًا هشًَّا في قيمه؛ حيث الولاء للوطن مرتبط بالمنافع وليس بالهوية والانتماء الحقيقي. بمعنى آخر، حينما يصبح الوطن مجرد فرصة اقتصادية، فإن الأفراد قد يتخلُّون عنه إذا أصبح عبئًا أو لم يعد يحقق لهم المكاسب المادية التي اعتادوا عليها.

كما إن الإنسان وفقًا للمفهوم المادي قد أصبح يوزن بحسبِ ما لديه من مال "عندك قرش تسوى قِرش"!، وهذا مناقض للبناء المعياري الإنساني "إن جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه" و"فاظفر بذات الدِّين تربت يداك" كما جاءَ في الحديث الشريف، ومناقضٌ لمفهوم الإنسان الحُرَّ الذي يُعلي مروءته وكرامته فوق الاعتبار المادي، كما يقول أبو فراس الحمداني:

إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ

ولو أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ

وما قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي:

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ

وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ

وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ

وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ

إنَّ المفهوم الحقيقي للتقدُّم لا يقاس فقط بالثروة؛ بل بالأصالة، والهُوِّية العميقة، والروح المجتمعية، والقدرة على بناء مجتمعات متماسكة الوشائج، نبيلة القيم، أصيلة المبادئ، إنسانية العلاقات، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا قوية في جوهرها، وذلك فيما يتمثَّلُ من قوة العلاقات الاجتماعية العامرة فيها، ورصانة عاداته، وتجذُّر قيمها، وأصالة عاداتها، ورفعة إنسانيتها، وسماكة روابطها العائلية، وحيوية تواصلها الاجتماعي، والتفافها، وحنوِّها، وتعاطفها على بعضها، وهذه الصورة التي عبَّر عنها الحديث الشريف على صاحبه أزكى صلاة وتسليم: "مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى".

إن مؤشَّر مجتمعاتنا الأصيل لهو ما يتعلَّق بهويِّتنا، وفي ذلك يقول المفكِّر د. محمد عمارة: "فالهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم، هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة، التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعًا تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية الأخرى"، ما يعني أنَّ التقدُّم المادي لا يُميِّزُ أحدًا في شيءٍ، ولكن الهوية هي التي تميِّزُ أُمَّةً عن غيرها، وعلى ذلك فإنَّ على مجتمعاتنا أن تُعيد البوصلة إلى وجهتها الحقيقية ليكون التقدُّم في مفهومها مرتبطًا بالأصالة بما فيها من قيم، وتاريخ، وعادات، وعلائق إنسانية، ومعتقدات إيمانية، وكل ما يتعلق برقي الإنسان الذي يرتكزُ إعمار الأرض بقدرِ ما لديه من قيم عظيمة وليس بقدرِ ما يملكُ من مال وفير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بالصور.. نائب محافظ مطروح يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات من الشوارع
  • محافظ سوهاج في جولة ميدانية لمتابعة الوضع العام بعدد من الشوارع والميادين.. صور
  • غلق شوارع وسط البلد وتخصيص بعضها للمشاة.. ما القصة؟
  • زيادة الحملات اليومية لرفع المخلفات من الشوارع والميادين الرئيسية بالجيزة
  • التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة
  • محافظ الأقصر يبحث تعظيم الموارد من خلال حصر أصول الدولة
  • “حماس” تدعو للنزول إلى الشوارع والميادين رفضا لاستئناف حرب إبادة غزة
  • حماس تدعو للنزول إلى الشوارع والميادين رفضا لاستئناف حرب إبادة غزة
  • حماس تدعو أحرار العالم للنزول إلى الشوارع والميادين رفضا لاستئناف حرب إبادة غزة
  • بتكلفة 3.5 مليون جنيه.. متابعة أعمال رصف وتركيب بلاط الإنترلوك بشوارع إيتاي البارود