واشنطن – رأي اليوم – خاص يبدو واضحا للمراقبين السياسيين في واشنطن بان عزل السلطة الفلسطينية ورموزها ومؤسساتها عن حوار يتفاعل على المستوى الأمني والدفاعي أمريكيا واسرائيليا هذه المرة لا يجد ما يوازنه من غيرة رسمية فلسطينية . او حتى من محاولات الجلوس على الطاولة وسط الإعتقاد بان سلسلة الاجتماعات التي تنسق الان في واشنطن هدفها حسم ملف بقاء او عدم بقاء السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي على الاقل .
مصادر في الحزب الديمقراطي الحاكم أكدت لمراسل رأي اليوم في واشنطن بان تلك الحوارات لا تشهد اي تمثيل او حضور فلسطيني ولا حتى عربي بإستثناء افصاحات وإبلاغات خفيفة يتم وضع الاردن ومصر بصورتها وتتضمن عبارات محفزة ومشجعة فكرتها ان خطة أكثر شمولية توضع الان على صعيد ثنائي مع الإسرائيليين تحت عنوان وضع خطوات تنفيذية لاستعادة الهدوء وخفض التوتر . يسأل مراقبون بالجملة عن إنخراط الأمريكيين في حوار مع الاسرائيليين وحدهم في هذا السياق لكن مسؤولي الخارجية الامريكية يبلغون من يستفسرون من العواصم العربية بالترقب والانتظار على اساس القناعة بان خطة واضحة الملامح- توضع الان وتطهى على نار عميقة وهادئة وبان تلك الخطة هدفها خفض التوتر وبقاء كيان السلطة الفلسطينية لكن دون ان تبقى في شكلها الحالي . لا احد يعرف بصورة محددة ما الذي يعنيه ذلك . لكن الحوار بين وزارتي الدفاع في اسرائيل والولايات المتحدة وليس عبر الخارجية او الاستخبارات الامريكية يتفاعل في جلسات مغلقة لليوم الرابع على التوالي وهو تفاعل تترقبه كل من سلطات مصر والاردن التي وضعت مع الفلسطينيين على الانتظار . تناقش التفاصيل المرتبطة بأوضاع الضفة الغربية حصرا بسرية تامة وبتكتم وبين الاسرائيلي والامريكي فقط حتى الان . والاعتقاد سائد حسب مصادر مطلعة جدا حسب بعض التفاصيل بان الادارة الأمريكية لديها مقترحات محددة على طاولة وزارة الدفاع الإسرائيلية وهدفها إنقاذ هيبة السلطة الفلسطينية والحرص على بقاء كياناتها ثم اجبارها بنفس التوقيت والتلازم على القيام بالواجبات الموكلة اليها تحت عنوان سقف أولوية أمريكية واضحة الملامح هي توفير ضمانات اكثر لأمن اسرائيل . لا تناقش التفاصيل مع السلطة التي تراقب وتنتظر مثل القاهرة وعمان . وأطراف في رام الله تبذل جهدا مع شخصيات أمريكية للبحث عن معلومات وتقديرات . والانطباع المتشكل حسب تقارير دبلوماسية عميقة حتى الان اطلعت على بعض مضامينها رأي اليوم ” هو ان الادارة الامريكية لديها هدف هو بقاء السلطة الفلسطينية لحماية ما يسمى بالوضع القانوني القائم في الاراضي المحتلة لكن مع تغييرات هيكلية بنيوية جديدة تطال السلطة ورموزها واذرعها ، الامر الذي يجعل النهايات مفتوحة على كل السيناريوهات والاحتمالات . لا يوجد معلومات محددة في السياق لكن مصدر دبلوماسي الماني تحديدا وصف اجتماعات واشنطن بانها مهمة للغاية وستؤدي الى مشروع لإعادة انتاج السلطة الفلسطينية ودورها وواجبها لكن بحلة جديدة وعلى اساس مشهد يغيب فيه الرئيس الحالي محمود عباس عن الواجهة ويتم عبره الحفاظ على حركة فتح تحديدا باعتبارها المكون الاساسي في الاجهزة الامنية الفلسطينية. وهي حوارات يقول الغربيون لأول مرة تماما تناقش على الطاولة وثنائيا فقط ملف شائك هو خلافة الرئيس الفلسطيني وطبيعة المشهد وتركيبته في ظل المستجدات الحالية اذا ما غاب عن الواجهة لأي سبب وعلى اساس قناعة الامريكيين بان اي بروتوكولات ستنفذ ينبغي ان يكون هدفها تحسين معيشة الفلسطينيين وخفض التوتر مقابل قيام الاجهزة الامنية الفلسطينية بواجبها في حماية أمن اسرائيل. اللافت جدا ان هذه الحوارات تجري بعيدا عن المستوى السياسي والدبلوماسي وعبر المؤسسات العسكرية العميقة في الجانبين وبدون ليس مشاركة الفلسطينيين فقط ولكن ايضا بدون مشاركة ممثلين للائتلاف اليميني الحاكم فجبهة نتنياهو الحكومية مع السلطة ورموزها هما الغائبان الأكبر عن حوارات العسكر في واشنطن
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
جويل روبين: تفاعلات سياسية جديدة في واشنطن حول وقف إطلاق النار
قال جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقًا، إلى وجود مفاوضات مستمرة بين إسرائيل وحماس حول شروط إطلاق المحتجزين والإعلان عن التفاصيل، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات تمثل نافذة إيجابية رغم التوترات المصاحبة.
وأوضح روبين، خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على قناة القاهرة الإخبارية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه ملتزمون بدعم هذه العملية، لكن ترامب معروف بتغيير مواقفه فجأة، حيث يفكر أحيانًا في مراجعة اتفاقيات إبراهام وإشراك السعودية وإسرائيل لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.
كشف روبين أن ترامب أجرى اتصالًا مع الأمير محمد بن سلمان لدفع الجهود نحو استقرار الشرق الأوسط، مما يعكس رغبة أمريكية في تخفيف حدة التوترات الإقليمية.
اختتم روبين حديثه بالتأكيد على أن الهدف العام للإدارة الأمريكية هو نجاح المفاوضات ودعم استقرار المنطقة، رغم احتمالية تغيير المواقف بناءً على الظروف السياسية.