عربي21:
2025-04-29@05:27:51 GMT

في انكشاف الصهيونية العربية

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

في انكشاف الصهيونية العربية

الصهاينة العرب كيان ماديّ حقيقي ولم يعد شكلا من أشكال التحقير أو التصنيف الشعبي والسياسي. الصهاينة العرب والصهيونية العربية "بألف لام التعريف" كيان مادي سياسي إعلامي واقتصادي ضارب بعمق في قلب المنطقة ينهض بأخطر أدوار الإسناد المادي والمعنوي كما رأينا ذلك واضحا جليا في محرقة غزة الأخيرة.

مدّت الصهيونية العربية جسرا بريا وجويا وبحريا لإنقاذ الصهيونية الإسرائيلية وإمداداها بالماء والغذاء واللباس والدواء والسلاح منذ قرابة ستة أشهر.

كما أفردت الصهيونية العربية أذرعها الإعلامية ومنصاتها التواصلية لشيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما حدث في قطاع غزة من مجازر ومحارق.

الصهيونية العربية بنيةٌ ووظيفةٌ ومنهجٌ وتاريخ بل يمكن اعتبار ولادتها سابقة على نشأة الكيان المحتل لأنها خرجت من رحم الاحتلال العسكري البريطاني والقوى العربية المسلمة المنضوية تحت لوائه.

في حدّ الصهيونية العربية

هي عبارة عن جهاز حركيّ مركّب يكوّن بنيتها الداخلية والخارجية فهي لست فكرة بل مجموعة من الأدوات التنفيذية القادرة على الإسناد العسكري والحرب النفسية والدعاية الإعلامية والإمداد اللوجستي والاختراق الاستخباراتي والتجنيد وحتى الاغتيال. وهي قادرة كذلك على الدعم الدبلوماسي والسياسي وحشد التحالفات ومنع اجتماع الصوت العربي وتشتيت كل القوى الحية القادرة على تهديد المصالح الصهيونية الإسرائيلية.

انتصارات غزة لا يمكن حصرها مهما كانت تكلفة المعركة ثقيلة ورغم الدماء والشهداء والتضحيات لأنها أنارت الطريق أمام الأجيال القادمة حتى لا يبقى لها من عذر التعلل بأنها لم تكن تعلم وأنها لم تتبيّن عدوّها الحقيقي الذي فاق إجرامه كل جرائم صهيون.لا يمكن تحديد النشأة الحقيقية لهذا الكيان الموازي لكن تاريخ الصراع مع الكيان الأم يؤكد أن الصهيونية العربية قد نشأت في نفس الظروف والشروط التي نشأ فيها الورم الأكبر. لأن سجلات النشأة والحروب التي مكنت المحتل من بسط سيطرته على مساحات واسعة من القرى والمدن الفلسطينية تؤكد أن التواطؤ والتخادم العربي كان محوريا في إنجاح عمليات الاستيطان وتثبيتها.

صحيح أن القصف الإعلامي المكثف الذي مارسته الأبواق العربية وخاصة القومية منها في مصر وسوريا والأردن بشكل خاص قد أعمى العقل العربي عن الدور المحوري الذي لعبته الصهيونية العربية في حسم الصراع لصالح الكيان الأمّ لكنّ الأحداث الأخيرة كشفت بجلاء حجم التزييف والتغطية على دور الصهاينة العرب في سقوط فلسطين.

لم تكن ولادةُ الكيان القيصرية ضامنةً لبقائه وحيدا دون إنشاء حزام صلب حوله يمنع سقوطه ويمدّه بكل أسباب الحياة ممثلا في أنظمة دول الطوق في الخليج ولبنان والأردن ومصر وسوريا بشكل خاص. وهي الكيانات التي حافظت على خطوط تماس هادئة تضمن تمدد الكيان الوليد وتمنع عنه زحف الجماهير لدعم المقاومة الفلسطينية.

أما آخر أطوار الانكشاف التي عرّت القسم الأكبر من جسد الصهيونية العربية فقد برزت مؤخرا مع ارتفاع سرعة قطار التطبيع الذي أبان عن جهاز أخطبوطي عميق ومتشعب صار يجاهر بالذود عن الكيان الأم ولو كلفه ذلك حياته هو. إن استبسال النظام المصري والأردني والاماراتي والسعودي والبحريني مثلا في شيطنة المقاومة وفي مطالبة المحتل العلنية بالقضاء على غزة وعلى خلايا الصمود فيها يمثل آخر أقنعة الاستبداد العربي.

الوظيفة والمدى

لا يمكن اليوم إغفال النشاط القوي لهذا الجهاز الاستثنائي سواء عبر الهجمات الإعلامية الكبيرة التي تتعرض لها المقاومة في غزة أو عبر شيطنة عملية طوفان الأقصى وصولا إلى تكفير فصائل المقاومة واتهامها بالعمالة لإيران مثلا. منصات إعلامية رسمية وغير رسمية تقذف يوميا وابلا من المقالات واللقاءات التلفزيونية والبرامج الإذاعية والتغريدات والمقاطع القصيرة من أجل منع طوفان الأقصى من كسر الجدار السميك الذي يحصّن الصهيونيتين اليهودية والعربية.

إن خروج الأذرع العربية إلى ساحة المعركة اليوم عارية منكشفة من كل غطاء يؤكد أن الحلف الصهيوني العربي قد دفع بكل جنوده إلى ساحة المعركة بسبب ما يعانيه من نزيف قاتل. لأن خسارة هذه الجولة المصيرية سيشكل منعرجا حاسما يُنهي طور العلوّ الكبير ويؤذن ببداية نهاية حلف المحتل وحزامه الصلب.

ترنّح الصهيونيتين يكشفه كذلك الفزع الغربي الكبير من مسارات المذبحة الكبرى التي صدّعت جدار سردية الصهيونية العالمية من جهة وفضحت حجم التواطؤ الرسمي العربي مع المحتل وأحرقت إسطوانات حقوق الإنسان. هنا فقط تكمن دلائل هزيمة المحتل في المعركة الأخيرة وهي الهزيمة التي تتجاوز في قيمتها وتأثيرها المستقبلي أعداد الضحايا وحجم الخسائر المادية. إنها هزيمة الرواية برمتها.

لم تكن ولادةُ الكيان القيصرية ضامنةً لبقائه وحيدا دون إنشاء حزام صلب حوله يمنع سقوطه ويمدّه بكل أسباب الحياة ممثلا في أنظمة دول الطوق في الخليج ولبنان والأردن ومصر وسوريا بشكل خاص. وهي الكيانات التي حافظت على خطوط تماس هادئة تضمن تمدد الكيان الوليد وتمنع عنه زحف الجماهير لدعم المقاومة الفلسطينية.اليوم وقد كشرت الصهيونية العربية عن كامل أنيابها ومخالبها فإنها لن تستطيع العودة إلى ما قبل المذبحة مهما اجتهدت في ذلك بل إنها ستواصل الهروب إلى الأمام إمعانا في التطبيع بعد أن استقلت نهائيا نفس القاطرة مع المحتل.

هذا الوضع هو الذي يؤكد قناعة سابقة مفادها أن تحرير الأرض من الكيان المحتل لن يكون ممكنا قبل التحرر من الصهيونية العربية التي هي أخطر خناجر الاحتلال. فهي التي أحكمت حصار غزة وكبلت أهلها حتى الموت جوعا ليسهل قنصهم من قبل عصابات المحتل وهي التي منعت عن شعبها الماء والسلاح والغذاء والدواء وصولا إلى المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية على الأرض.

لم يخفف شهر رمضان من نشاط الصهاينة العرب بل حوّلوا المناسبة الدينية إلى فرصة جديدة تستثمر فيها أبواقهم النصّ الديني لنسف شرعية المقاومة من جهة وإطراء الأمن والأمان وأكاذيب التعايش والسلام مع القتلة والمجرمين. عطّلوا كل الروافع الدينية القادرة على ترجيح كفة المقاومة وسطوا على منطوق النص والحديث خدمة لمشروع الاحتلال واستثمارا للعطب الذي أصاب الوعي العقائدي العربي منذ قرون.

انتصارات غزة لا يمكن حصرها مهما كانت تكلفة المعركة ثقيلة ورغم الدماء والشهداء والتضحيات لأنها أنارت الطريق أمام الأجيال القادمة حتى لا يبقى لها من عذر التعلل بأنها لم تكن تعلم وأنها لم تتبيّن عدوّها الحقيقي الذي فاق إجرامه كل جرائم صهيون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطينية احتلال فلسطين غزة رأي حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة العربیة الصهاینة العرب لا یمکن لم تکن

إقرأ أيضاً:

قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية

يمانيون/ تقارير أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم السبت، قصف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الصهيونية، في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، في استهداف ليس الأول خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها اليمن نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية أمريكية في غزة.

وتكرر اسم هذه القاعدة خلال الأشهر الماضية، بالتوازي مع استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية، ففي الثاني والعشرين من شهر نوفمبر2024م أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن استهداف هذه “نيفاتيم” بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2، ثم عاودت استهدافها في سبت الـ 28 ديسمبر 2024 بصاروخ فرط صوتي من ذات الطراز.

ويأتي استهداف القاعدة فجر اليوم السبت، غداة وصول تعزيزات عسكرية أمريكية، حيث أعلن المتحدث باسم قوات العدو الصهيوني، أمس الجمعة عن هبوط ثلاث طائرات حربية من طراز F-35 “أدير” في قاعدة نيفاتيم الجوية الخميس، موضحا أن هذه الطائرات – المنتجة من قبل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية – ستنضم إلى صفوف سلاح الجو الصهيوني، وتحديدا ضمن السرب 140.

كما يأتي توقيت استهداف القاعدة بعد ثلاثة أيام من استهداف القوة الصاروخية اليمنية لهدف حيوي في حيفا شمال فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي لم يكشف عن نوعه، ما يشير إلى أن الضربات الصاروخية اليمنية باتت تشمل جميع جغرافيا فلسطين المحتلة في التوقيت الذي تريده اليمن.

قاعدة “نيفاتيم” أكثر من قاعدة جوية

وقاعدة “نيفاتيم” هي واحدة من أهم القواعد الجوية الاستراتيجية في لكيان العدو في فلسطين المحتلة، وتضم مقر القيادة الجوية الصهيونية، كما تحتوي على أسراب الطائرات المتقدمة مثل طائرات إف-35 وأخرى متخصصة في النقل والمراقبة.

وتقع القاعدة المعروفة أيضا بقاعدة سلاح الجو الصهيوني 28 في صحراء النقب جنوب شرقي بئر السبع بالقرب من مستوطنة “نيفاتيم” والخط الأخضر، وتحوي القاعدة 4 مدارج يبلغ إجمالي طولها 30 ألفا و722 قدما.

تاريخ القاعدة

في البداية بُنيت القاعدة عام 1947 وكانت عبارة عن مدرج لهبوط الطائرات التابع للعصابات الصهيونية المعروفة بالهاغاناه، وفي أعقاب توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وكيان العدو وإخلاء سلاح الجو الصهيوني قواعده في سيناء مولت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1983 إنشاء القاعدة الجوية في موقع المدرج ذاته.

وفي أوائل عام 2000 وظفت قوات العدو مئات الطيارين والفنيين لبناء حظائر للطائرات ومخابئ للذخيرة وعشرات الوحدات السكنية للطاقم العامل وورش للصيانة.

أما في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 فقد تم توسيع القاعدة لتشمل مدرجا ثالثا بهدف استيعاب الأنشطة العسكرية التي كانت تُجرى في مطار بن غوريون.

مهام ونشاط ومحتويات القاعدة

تضم القاعدة مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الصهيوني تحت الأرض، كما تعد المهبط الرئيسي للطائرة قادة كيان العدو “جناح صهيون”، وكذلك أسراب طائرات “إف-35”.

وتتمركز كذلك في نيفاتيم مقاتلات أخرى، مثل طائرات الشبح والنقل العسكري وطائرات المراقبة والإنقاذ الجوي.

وفي القاعدة 3 أسراب من طراز “إف-35” وهي أسود الجنوب 116 والطائرة الأولى 117 والنسر الذهبي 140، وتضم كذلك سرب طائرات “ناخشون 122” وسربين للنقل من نوع “هيركيلوس”، إضافة إلى وحدات أخرى وأجهزة محاكاة متطورة لتدريب الطيارين.

وإلى جانب تنفيذ المهام القتالية تعد “نيفاتيم” قاعدة إستراتيجية لاستضافة الفرق والطائرات من الخارج لإجراء تدريبات ومناورات مشتركة.

ونشرت الولايات المتحدة عام 2008 رادارا متطورا في القاعدة يعمل على الموجة “إكس” لحماية كيان العدو من كل التهديدات في المنطقتين القريبة والبعيدة، حسب مسؤول عسكري أميركي.

وتسلم كيان العدو أواخر عام 2016 أولى دفعات مقاتلات الشبح الأمريكية “إف-35” التي حطت في قاعدة نيفاتيم، وبموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وكيان العدو تقرر أن تحصل الأخيرة على 50 مقاتلة من الطراز ذاته بحلول عام 2022.

وفي أبريل 2024 كشفت صحف صهيونية عن إطلاق جسر جوي وبحري أمريكي لمد كيان العدو بالعتاد دعما لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، وقد وصلت إلى قاعدة نيفاتيم عشرات الطائرات من طراز “سي-17” التابعة لسلاح الجو الأمريكي.

 

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • شاهد | صراع عميق في الكيان المؤقت .. وجيش العدو يفقد الروح القتالية
  • للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.. إلغاء مسيرة العودة السنوية بالداخل الفلسطيني المحتل (شاهد)
  • 7مايو توزيع جوائز الإبداع في خدمة العربية بالبرلمان العربي
  • وسيم السيسي: الحقائق تهدم الخرافات الصهيونية حول ربط الأهرام بتابوت العهد
  • الصحة في غزة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الصهيونية إلى 169882 شهيداً وجريحاً
  • يافا وحيفا تحت النيران.. اليمن يزلزل الكيان الصهيوني
  • الخطة الصهيونية المُعلنة لإبادة غزة أمام القضاء الدولي
  • قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية
  • الكيان يخشى الفشل المُدوّي بحرب العصابات كفرنسا بالجزائر وأمريكا بفيتنام .. تفاصيل
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 40 لتجدد حرب الإبادة الصهيونية على غزة