في رسالة نشرتها وسائل الإعلام، نبه أكثر من 500 مسؤول أمني إسرائيلي سابق حكومة الحرب إلى الخطر الذي تمثله الأزمة الإنسانية في قطاع غزة على أمن إسرائيل وعلى علاقاتها مع شركائها الغربيين والعرب.

وفي الوقت الذي تثير فيه الفوضى الإنسانية والفشل في تحقيق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، قلقا دوليا عميقا، أرسل أكثر من 500 جنرال سابق من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات (الموساد والشاباك) والشرطة رسالة انتقادية بشكل خاص إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس وزرائه الحربي.

وتقول صحيفة لاكروا الفرنسية إن هذه الرسالة، التي نُشرت في العاشر من مارس/آذار الحالي، وبثت نسختها الإنجليزية في 12 مارس/آذار الحالي، تحذر "قادة أمن إسرائيل" من "المخاطر التراكمية" التي تهدد أمن البلد ومصالحه الإستراتيجية، الناجمة عن سياسة الحكومة بشأن المساعدات الإنسانية "لأكثر من مليونين من سكان غزة غير المقاتلين".

ووفقا لهذه المجموعة غير الحزبية، التي أنشئت في 2014 لتعزيز حل الدولتين وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإنه "بعيدا عن الجوانب الأخلاقية، تشكل الأزمة في قطاع غزة، التي هي على وشك أن تتحول إلى كارثة إنسانية، تهديدا للمصالح الوطنية الحيوية" لإسرائيل.

وتوصي هذه المجموعة، التي تضم 4 مديرين سابقين للموساد ورئيس سابق لجهاز الشاباك، بأن تقوم حكومة الحرب "بمراجعة نهجها" عبر "التوقف عن التنازع مع الأصدقاء وغيرهم حول كل عملية تسليم للمساعدات، وأن عليها زيادة كمية المساعدات بشكل كبير وكذلك وسائل النقل وعدد نقاط العبور المخصصة لهذه المساعدات، مع ضمان التوزيع الآمن لها على مليوني شخص من غير المقاتلين".

وعلقت الصحيفة على هذه التوصيات بالقول إنها لا تتفق مع الرأي العام الإسرائيلي الذي يظهر، بحسب استطلاع أجرته القناة 12 في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أن 72% من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن القطاع الفلسطيني لا ينبغي أن يتلقى مساعدات إنسانية، ما لم يطلق سراح المعتقلين الإسرائيليين هناك.

لكن الرسالة تحذر من أن كثافة الاحتجاجات العامة في الولايات المتحدة، وكذلك تأثير الوضع في غزة على تآكل الدعم لإسرائيل (خاصة بين الشباب) يجب أن تثير قلق جميع أولئك الذين يقدرون أهمية العامل الأميركي في حاضر إسرائيل ومستقبلها.

وبالنسبة لهذه المجموعة، التي تقدم توصياتها إلى البرلمان أو النواب كل أسبوع، فإن هذه السياسة، المرتبطة بـ"التصريحات الفاضحة لوزراء ونواب غير مسؤولين، تقوض أسس الدعم الأمني ​​والدبلوماسي" الذي يقدمه لإسرائيل حلفاؤها.

وعليه، فإن المجموعة أطلقت نداء عاجلا من أجل الحد من تجاوزات المتطرفين، وإعطاء الأولوية لمصالح إسرائيل الأمنية والإستراتيجية والقيام بشكل عاجل بجهود مساعدات إنسانية واسعة النطاق في غزة، قبل أن تتعرض علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة وشركاء السلام العرب وأوروبا والمجتمع الدولي لمخاطر لا يمكن جبرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

رئيس سابق للجنة أممية: إسرائيل تكذب وعليها الإقرار بارتكاب جريمة حرب

قال الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ويليام شاباس، إن إسرائيل "تكذب وتضلل" في تبرير استهدافها طواقم الإسعاف رفح جنوبي غزة، معتبرا أن ما وثقه الفيديو المنشور مؤخرا حول المجزرة يمثل "دليلا دامغا" على ارتكاب جريمة حرب.

وجاء تصريح شاباس تعقيبا على ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" من حصولها على تسجيل مصوّر من هاتف أحد المسعفين، يوثق لحظة قصف الاحتلال الإسرائيلي سيارات الإسعاف والدفاع المدني في رفح، رغم وضوح الإشارات الضوئية التي كانت تعمل لحظة الاستهداف.

وأكد شاباس، في حديثه للجزيرة، أن الرواية الإسرائيلية بشأن استهداف المسعفين "غير صادقة ومضللة"، مشددا على أن هذا التسجيل، في حال التحقق من صحته، لا يترك مجالا للشك في مسؤولية إسرائيل الجنائية عن هذه المجزرة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد اعتبر أن الفيديو "يفضح كذب جيش الاحتلال"، ويثبت أن المسعفين قُتلوا عمدا رغم وجود إشارات طوارئ واضحة على مركباتهم، مطالبا بفتح تحقيق دولي ومستقل في الجريمة.

وأشار شاباس إلى أن إسرائيل، بدلا من الاعتراف بالجريمة، لجأت إلى تبريرها بأكاذيب مكشوفة، قائلا إن مثل هذا السلوك يعكس "إصرارا على التهرب من القانون"، ويكشف كيف يتم توظيف الدعاية لتضليل الرأي العام الدولي.

إعلان

إسرائيل تفاجأت

وتعليقا على تأثير هذا الكشف الإعلامي، أوضح شاباس أن "الفيديو فاجأ إسرائيل"، وأجبرها على مواجهة حقيقة أنها قدمت روايات غير صحيحة، مضيفا أن "الصور الموثقة ستؤثر في مواقف بعض الدول الصديقة لها التي لا تزال ترى فيها نموذجا إيجابيا".

ويظهر في الفيديو الذي نشرته نيويورك تايمز، وجود سيارات إسعاف ودفاع مدني عليها شارات واضحة ومصابيح طوارئ مضاءة، وهو ما يتناقض مع تصريح الجيش الإسرائيلي الذي زعم أن المركبات لم تكن تحمل أي إشارات.

وفي هذا السياق، أشار شاباس إلى أن مسؤولية تطبيق القانون الدولي لا تقع فقط على إسرائيل، بل أيضا على عاتق الدول الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة، التي لا تزال تواصل دعمها غير المشروط لتل أبيب، على حد وصفه.

وكان الأمين العام لاتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، قد صرّح بأن ما جرى في رفح "مذبحة شنيعة"، مضيفا أن المسعفين الذين قُتلوا كانوا يعتقدون بأن علامات الهلال الأحمر على مركباتهم ستمنحهم الحماية وفق القانون الدولي الإنساني.

وتابع شاباس أن الصعوبة تكمن ليس فقط في غياب العدالة، بل أيضا في ضعف الإرادة الدولية لتفعيلها، مؤكدا أن "مرتكبي الجرائم في غزة لا يُقدمون للعدالة، رغم أن العالم كله يرى أن جرائم حرب ترتكب أمام أعين الجميع".

وأشار إلى أن إسرائيل، رغم تقديمها التبريرات، لا يمكن اعتبارها "فوق القانون"، لكن تطبيق القانون الدولي ضدها يظل معطلا بسبب غياب الإرادة السياسية لدى القوى الدولية الفاعلة، قائلا إن الحل يبدأ بمحاسبة الجناة.

وشدد شاباس على أن تقديم المسؤولين عن الجرائم للمحاكمة يتطلب "عزيمة حقيقية من الدول الأكثر نفوذا في المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن هذا الشرط، للأسف، لا يزال غائبا حتى الآن، وهو ما يفسر استمرار إفلات إسرائيل من العقاب.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رئيس سابق للجنة أممية: إسرائيل تكذب وعليها الإقرار بارتكاب جريمة حرب
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • برلماني سابق يستعيد مقعده بمجلس النواب بعد وفاة زميله التي تنازل لفائدته مرغما في انتخابات 2021
  • من بين أكثر 5 دول تضررا.. ما جهود الحكومة العراقية لمواجهة الجفاف؟
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا
  • خبير دولي: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد الاستقرار الإقليمي وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • خبير: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد الاستقرار الإقليمي وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • هجوم إسرائيلي على مقر اللواء 75 بريف دمشق
  • عشية يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف طفل يتيم بغزة
  • مفوض الأونروا: 9 أطفال قتلوا بقصف إسرائيلي على منشأتنا بغزة