وسط حالة من الضبابية السياسية.. الفوز غير الحاسم لليمين في إسبانيا يشجع انفصاليي كتالونيا
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
اعتبر الحزب الانفصالي الكتالوني الفوز غير الحاسم للحزب الشعبي اليميني في الانتخابات النيابية الإسبانية فرصة لتحقيق استقلال كتالونيا، وسط حالة من الضبابية السياسية تخيم على إسبانيا وتحمل في طياتها احتمال إجراء دورة اقتراع جديدة.
وقال الأمين العام للحزب الانفصالي الكتالوني "معا لأجل كتالونيا" جوردي تورول اليوم الاثنين، إن الحزب سيسعى لاستغلال "الفرصة" التي أتاحتها الانتخابات العامة في إسبانيا لتحقيق استقلال كتالونيا.
وأضاف في مقابلة مع محطة الإذاعة المحلية "آر إيه سي1" أن إجراء استفتاء في كتالونيا وصدور عفو سياسي أمران رئيسيان لحل الصراع السياسي هناك.
ويمكن أن يكون لحزب "معا لأجل كتالونيا" دور محوري في إتاحة الفرصة لرئيس وزراء إسبانيا الاشتراكي بيدرو سانشيث لتشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا أنه استبعد تأييد الحزب الشعبي اليميني الذي جاء في المقدمة في الانتخابات التي جرت أمس الأحد.
وبدأ كل سانشيث وخصمه المحافظ ألبرتو نونييس فيخو مداولات اليوم الاثنين لتشكيل تحالفات تتيح لأحدهما تولي السلطة وتجنّب اقتراع جديد.
واستطاع سانشيث أن يحد من مكاسب المعارضة اليمينية وأن يحتفظ، خلافا لكل التوقعات، بفرصة للبقاء في السلطة قد توفرها له لعبة التحالفات.
وحصد الحزب 122 مقعدا، مقابل 31 لحليفه حزب سومر من أقصى اليسار.
ونال الحزب الشعبي بزعامة نونييس فيخو 136 مقعدا، بينما نال حزب "فوكس" اليميني المتطرف، حليفه الوحيد المحتمل في أي ائتلاف حكومي، 33 مقعدا. وبذلك، جمع الحزبان 169 مقعدا برلمانيا، أي أقل من الغالبية المطلقة (176 من أصل إجمالي المقاعد البالغ 350).
ومع خروجه متفوقا نسبيا في انتخابات الأحد، شدد فيخو على أحقية اليمين بتشكيل الحكومة المقبلة، وقال أمام مقر الحزب في مدريد، إن الحزب الشعبي "فاز في الانتخابات وبصفتي مرشح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات، أعتقد أن من واجبي" محاولة "تشكيل حكومة".
وأكد فيخو أنه سيشرع "في حوار" مع القوى الممثلة في البرلمان من أجل "تشكيل حكومة"، داعيا الاشتراكيين الى عدم عرقلة جهوده. وقال "سنتحدث كثيرا خلال الأيام والأسابيع المقبلة"، مشددا في الوقت عينه على أن المرحلة "لن تكون سهلة".
على الجانب الآخر تجمع ناشطون اشتراكيون الليلة الماضية أمام مقر الحزب مرددين شعار "لن يمرّوا" المناهض للفاشيين وعرف في حقبة الحرب الأهلية (1936-1939). وأكد سانشيث أمامهم قدرته على الاستمرار في تولّي السلطة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني إن "الكتلة الرجعية للحزب الشعبي ولحزب فوكس هُزمت"، وأضاف "نحن الذين نريد أن تواصِل إسبانيا التقدم، عددنا أكبر بكثير".
ومع نيله 153 مقعدا برلمانيا، سيحتاج تحالف الحزب الاشتراكي وحزب سومر إلى دعم تشكيلات إقليمية مختلفة مثل "إي آر سي" الكتالونية، أو "بيلدو" الباسكية التي تعد بمثابة وريثة الواجهة السياسية لتنظيم "إيتا".
وفي حال توافرت كل العناصر، يمكن لسانشيث أن يحصل على 172 نائبا مواليا له في البرلمان، أي أكثر مما سيتوفر لزعيم الحزب الشعبي، مما سيكون كافيا في دورة ثانية من التصويت على تسمية رئيس الحكومة، إذ تكفيه غالبية بسيطة للخروج فائزا.
وفي حال لم يتم ذلك، ستجد إسبانيا نفسها بعد إجرائها 4 انتخابات عامة بين عامي 2015 و2019، أمام أزمة انسداد في الأفق السياسي، ويرجح أن تكون مرغمة على الدعوة إلى دورة اقتراع جديدة من أجل الخروج من الأزمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحزب الشعبی
إقرأ أيضاً:
إسبانيا: لن نسمح بتنفيذ مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين
قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إن بلاده تعارض مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي قطاع غزة، وأنها لن تسمح بتنفيذه.
جاء ذلك في كلمة له، اليوم السبت، خلال فعالية لحزبه "العمال الاشتراكي"، بمدينة سان سباستيان شمالي إسبانيا.
ودعا سانشيز إلى "احترام القانون الدولي في غزة، كما هو الحال في أنحاء العالم"، وأكد على ضرورة أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون "ضمن أجواء من السلام والانسجام والأمان".
وتابع "لن تستطيع أي عملية عقارية أن تغطي هذا الشر والعار والجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها غزة خلال السنوات الأخيرة"، مشددا على ضرورة عدم سماح العالم بتنفيذ خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة، وقال "إسبانيا لن تسمح بذلك".
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 4 فبراير/ شباط 2025، كشف ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
إعلانولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
حل الدولتينوفي سياق متصل قال وزير التنمية الدولية النرويجي هايكي آيدسفول هولموس للجزيرة إن حل الدولتين هو وحده الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش بسلام، مشددا على أن بلاده على استعداد للعمل مع كل الأطراف الراغبة في تحقيق ذلك.
وشدد الوزير النرويجي على أن من الجيد التوصل لوقف إطلاق النار بغزة وهذا أمر مهم بعد شهور من القتال، مشيرا إلى أن الاحتياجات ضخمة في غزة والعمل الأساسي هو إزالة الركام الناتج عن القصف