دمشق-سانا

دراسة فكرية سياسية حول الحكومات التي تمارس الاحتلال والسطو ونهب خيرات الشعوب الأخرى، وتسعى للتدخل في شؤونها الداخلية، ورسم مسارات حياتها بما يتوافق مع مصالحها الذاتية يقدمها الباحث نبيل فوزات نوفل في كتابه الجديد الذي حمل عنوان “حكومات الخراب.. هل من سبيل للمواجهة؟”.

ويحمل الكتاب الصادر ضمن سلسلة دراسات عن اتحاد الكتاب العرب في 207 صفحات من القطع المتوسط جملة من التحليلات والأفكار التي ترصد دور حكومات الخراب في منع تطور بعض الدول والشعوب، وتؤسس دولاً وكيلة لها في أماكن مختلفة لتسخرها في خدمة مشاريعها، فتمارس القهر والاستغلال وتخريب الثقافة والاقتصاد، ونشر الفكر المتخلف والإرهاب التكفيري.

وأشار نوفل في كتابه إلى أن الحروب التي تشنها حكومات الخراب لتحقيق أهدافها في الدول الأخرى تعتمد في تكاليفها على وكلائها، فمن خلالهم استهدفت أمتنا العربية كما استخدمت الإعلام بأنواعه سلاحاً لتحقيق مطامعها، ورعت الفكر التكفيري وتجهيل العقل العربي.

ولفت نوفل إلى استخدام حكومات الخراب الكيان الصهيوني وتركيا في مواجهة من استهدفتهم، وذلك لتنفيذ مشاريع الغرب الاستعمارية، وما يخطط له من مطامع في الوطن العربي، مؤكداً ضرورة وجود رؤى للحداثة تتناسب مع واقعنا العربي وثقافتنا وقيمنا تعطي الأولوية للعقل ورفع الفكر العربي والاهتمام بالكفاءات الشابة، وعدم استنزافها وتهجيرها، ورفع مستوى التعليم والبحث العلمي.

وأكد نوفل في كتابه أهمية مواجهة الأحزاب في الوطن العربي بكامله مشاريع حكومات الخراب وتحصين المجتمع من مظاهر الخلل والفساد والهدر، والعمل على نهوض المجتمع وحماية الهوية والانتماء، والعمل على تحصين الأمن القومي للأمة العربية، داعياً إلى وجود دعم للإعلام العربي لمواجهة آلة الإعلام المعادية التي تخترق الحدود، وتهد السدود، وترسم الجغرافيا، وتحدد ما يشاء المخربون لأن دعم الإعلام العربي وتطويره يسهم في إيجاد سبل لتحصين وتعزيز الوحدة الوطنية.

يشار إلى أن الباحث نوفل عضو جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب وأمين تحرير مجلة الفكر السياسي، ومن مؤلفاته دراسات في الفكر السياسي، والمثقفون في الوطن العربي، والمياه العربية التحديات والمستقبل، والمحرقة والخلاص، والإرهاب الدولي، ووعي اللغة العربية وغيرها، وشارك في العديد من الندوات والأنشطة الثقافية والإعلامية.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد

في إطار فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت قاعة "فكر وإبداع" في بلازا 1، ندوة متميزة لمناقشة كتاب "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" للكاتب الصحفي محمود عوض، والذي صدر عن سلسلة "كتاب أخبار اليوم" في طبعته الخامسة، يقدم رؤية جديدة للسيدة أم كلثوم، ويكشف تفاصيل غير معروفة عن حياتها ومسيرتها الفنية والشخصية، وشارك في الندوة: شقيق الكاتب، طه عوض، والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، فيما أدار الندوة الروائي والقاص الدكتور شريف صالح.

 في بداية الندوة، أعرب الدكتور شريف صالح، عن سعادته بالحضور لمناقشة الكتاب، مؤكدًا أن هذا الحدث يأتي في سياق الاحتفاء بذكرى مرور خمسين عامًا على وفاة الفنانة الراحلة أم كلثوم، التي لا تزال حاضرة في وجدان العالم بأسره.، وأوضح أن الكتاب يمثل أيضًا تكريمًا للكاتب الصحفي الكبير محمود عوض، الذي قدم صورة إنسانية جديدة عن أم كلثوم.

وأشار صالح، إلى أنه رغم مرور نصف قرن على رحيل أم كلثوم، إلا أن صوتها وأغانيها ما زالت تُلهب القلوب وتغني للأجيال الجديدة، وذكر صالح أنه شخصيًا كان متيمًا بأم كلثوم منذ سن الـ13، حيث كان يستمع إلى أغانيها ويشعر بأن هناك "قصة بين اثنين يحبان بعضهما البعض"، مؤكّدًا أن أغانيها كانت تأسر قلبه من صغره، وأوضح أيضًا أن لديه رواية عن أم كلثوم بعنوان "مجانين أم كلثوم"، والتي صدرت حديثًا ضمن إصدارات معرض الكتاب، وأكد في حديثه عن الكتاب، أن محمود عوض ينتمي إلى مدرسة "أخبار اليوم"، ويعد من الصحفيين الوطنيين الكبار، وأن فكرة الكتاب نشأت عندما كانت أم كلثوم صديقة مقربة من الصحفي الراحل مصطفى أمين، حيث طلبت منه أن يكتب سيرتها الذاتية، وعندما اعتذر مصطفى أمين، أشار لها إلى محمود عوض كبديل، ليكتب سيرتها بشكل موضوعي وعميق، وقد جاء الكتاب بأسلوب سهل وعفوي، ويُعد منصفًا للفنانة الراحلة، كما خصص عوض فصلاً مهمًا لتوثيق البيئة والعصر الذي نشأت فيه أم كلثوم، مما أضاف بُعدًا تاريخيًا واجتماعيًا للكتاب.

من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي عبد الله السناوي عن سعادته لحضور مناقشة الكتاب، مؤكدًا أن عنوان الكتاب "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" يثير العديد من الأسئلة حول جوانب جديدة يتناولها الكاتب محمود عوض، وذكر السناوي أن الكتاب يحمل جوانب مثيرة ومتنوعة، وأنه ينجح في المزج بين رأي الكاتب الشخصي والشهادات الحية من أم كلثوم، مما أضفى على الكتاب طابعًا فريدًاد وأضاف السناوي أن لغة الكتاب "سلسة جدًا" ويعكس أسلوب الكاتب الشبيه بالسيناريو، ما يتيح للقارئ أن يعيش التجربة بشكل سينمائي.

وأشاد السناوي، بالنزعة الفنية لدى محمود عوض، كونه فنانًا يكتب عن فنانة، قائلًا: "في الحقيقة هو يتغزل فيها لأنه أمام ظاهرة فريدة ويريد إعطائها حقها"، واختتم السناوي حديثه بالتأكيد على أهمية أن يظل الفيلم الذي يتناول سيرة أم كلثوم بعيدًا عن "النميمة"، وأن يركز على القضية الرئيسة التي تجسدها شخصيتها.

ومن جانبه، تحدث طه عوض، شقيق الكاتب محمود عوض، عن سعادته لمناقشة الكتاب في معرض الكتاب، مؤكدًا أن الكتاب لا يقتصر على دراسة الفن الذي قدمته أم كلثوم، بل يتناول شخصيتها بشكل أعمق، مُبرزًا صلابتها وقدرتها على التكيف في مسيرتها الفنية، وأشار إلى أن الكتاب يسلط الضوء على أم كلثوم كرمز للمرأة المصرية في كافة جوانب حياتها، كما تطرق عوض، إلى التحديات التي واجهها في إعادة طباعة أعمال شقيقه الراحل، موضحًا أن الجو العام لم يكن داعمًا لهذا النوع من الإصدارات في فترة من الفترات، ومع ذلك، قرر التنازل عن حقوقه في سبيل نشر كتب محمود عوض لمنح القارئ الاستفادة من أعماله القيمة.

مقالات مشابهة

  • أمين عام البرلمان العربي يشارك في الاجتماع الـ 45 لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • «العربي الناصري»: الإعلام الإسرائيلي فشل في تشويه موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • الإعلام التنموي وبناء الشخصية المصرية.. ندوة بمعرض الكتاب - صور
  • رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية
  • وزير الإعلام يفتتح "الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار" بالبريمي.. الأحد
  • التوحيد العربي: لإحترام حرية الإعلام والتعبير
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"|صور
  • العربية للتنمية الإدارية تنظم الملتقى العربي الرابع حول التطوير المؤسسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد