أكد سفير مصر السابق لدى تل أبيب، السفير حازم خيرت، أن أي محاولة إسرائيلية لشن عملية عسكرية برية على مدينة رفح الفلسطينية، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، يعني انزلاق الأوضاع في القطاع إلى منحنى أكثر خطورة مما هو عليه الآن.


وقال السفير حازم خيرت - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس - "إن اعتزام إسرائيل اجتياح رفح سيترتب عليه سقوط أعداد مهولة من الفلسطينيين الذين لا يجدون مأوى داخل القطاع بأكمله إلا في تلك المدينة التي باتت تؤوي ما يزيد على مليون ونصف المليون إنسان، الأمر الذي قد يسبب حالة كبيرة من الفوضى".


وأضاف خيرت أن إسرائيل تسيطر على قطاع غزة برا وبحرا وجوا بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، منوها إلى أن مسئولية حماية أرواح سكان القطاع تقع على عاتق حكومة تل أبيب بحكم القانون الدولي.


ونبه بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض مخطط لجعل الحياة داخل القطاع أمرا مستحيلا، بضرب البنى التحتية وتسوية المباني بالأرض، بل تخطى الأمر إلى استهداف وكالات الإغاثة الأممية، بما يتنافى مع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، مشددا على أن وقف إطلاق النار داخل القطاع شرط أساسي لاحتواء الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.


ولفت إلى تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من المخطط الإسرائيلي الساعي لتنفيذ عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، ومن أن ممارسات إسرائيل تهدد حياة ما يزيد على واحد ونصف مليون نازح تتحمل إسرائيل مسئولية حمايتهم وفقا لقواعد القانون الدولي.


وأعرب السفير حازم خيرت، في هذا الصدد، عن اعتقاده بأن اسرائيل لا تريد مواجهة مع مصر؛ لأنها تعلم جيدا مدى قوة الدولة المصرية، وماذا تعني الخطوط الحمراء التي تضعها القاهرة في تعاملها مع كافة الأزمات التي تمس أمنها القومي بشكل مباشر.


واعتبر إعلان واشنطن عن أن "أي عملية عسكرية إسرائيلية على رفح دون حماية المدنيين أمر لن يحظى بدعم الرئيس جو بايدن"، جاء نظرا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم تماما أنها المسئولة عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهل القطاع وعن المجاعة التي تفتك بأطفال غزة؛ بعد أن قدمت دعما لا محدود لحكومة تل أبيب في تلك الحرب، كما أنها عرقلت كافة قرارات وقف إطلاق النار بمجلس الأمن الدولي، لذا تسعى اليوم لإدخال المساعدات الإنسانية في محاولة لإنقاذ صورتها أمام العالم.


ورأى السفير حازم خيرت أنه بعد نحو 5 أشهر من الحرب فإن المجتمع الدولي لم يتحرك ويضغط بشكل كاف على إسرائيل، وأنه لولا الجهود المصرية لما دخلت مساعدات إغاثية بهذا الكم إلى قطاع غزة، مشيرا، في هذا الشأن، إلى أن نحو 80% من المساعدات الإنسانية هي مصرية في الأساس، وباقي المساعدات دخلت بالتنسيق مع مصر. 


وجدد التأكيد على محورية الدور المصري في التعامل مع الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، قائلا: "لا مزايدة على دور وموقف مصر، فالقاهرة تبذل جهودا غير طبيعية وتضع القضية الفلسطينية على أولوية قضاياها باعتبارها تمس الأمن القومي المصري".


واختتم سفير مصر السابق لدى إسرائيل تصريحه بالتأكيد على أن القيادة المصرية تواصلت ولا تزال مع كافة الدول، وبذلت جهودا استثنائية لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ونفذت جولات مكوكية من المفاوضات بين كل الأطراف لتقريب وجهات النظر سعيا لحلحلة الوضع المتأزم داخل القطاع المنكوب.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: داخل القطاع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حتى إشعار آخر.. تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بغزة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن التعليم الفلسطينية قامت بتعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بغزة حتى إشعار آخر.

بلومبرج تكشف خطط لاستخراج أذربيجان غاز من بحر فلسطين"فلسطين للأمن القومي": الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعيةتعرف علي قائمة منتخب فلسطين في تصفيات العالمفلسطين ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني

وأفادت وسائل إعلام بارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 330 شهيدا وأكثر من 1000 مصاب، وذلك نتيجة الغارات الجوية العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة .

وبحسب المصادر، فإن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومرافق مدنية في قطاع غزة، إضافة إلى مخيمات اللاجئين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، في ظل وجود العديد من الإصابات الخطيرة واستمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن النظام الصحي في القطاع في حالة انهيار كامل، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أزمة وقود خانقة تؤثر على تشغيل المولدات وأقسام العناية المركزة.

تأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية استئناف العمليات العسكرية ضد حركة "حماس"، متهمة الأخيرة برفض مبادرات التهدئة واحتجاز رهائن، وهو ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات وصفتها بـ"الموسعة" على مواقع الحركة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومن جانبها، حمّلت حركة حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف "العدوان المستمر" على الشعب الفلسطيني.

ويتجه المشهد في قطاع غزة  نحو كارثة إنسانية متفاقمة، وسط تصاعد الغارات الجوية، وتزايد أعداد القتلى والمصابين، وتدهور الوضع الإغاثي والطبي بشكل غير مسبوق، في ظل غياب أفق واضح لوقف التصعيد أو التوصل إلى تهدئة جديدة.


 

مقالات مشابهة

  • حتى إشعار آخر.. تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بغزة
  • الخارجية البريطانية ترفض شجب إسرائيل بعد قتل عاملين في جمعية بريطانية بغزة
  • وزارة الصحة بغزة تكشف عن حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية
  • حماس: إسرائيل تنقلب على وقف إطلاق النار وتستأنف الإبادة الجماعية بغزة
  • حماس تدعو الوسطاء للتدخل فورا لكبح جرائم الاحتلال بغزة
  • حماس تدعو واشنطن لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
  • تغير المعادلة في سوريا.. أربعة أعداء جدد للاحتلال أكثر خطورة
  • صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
  • "هجوم محتمل" من "أنصار الله" على إسرائيل
  • إسرائيل تعلن إحباط هجوم في القدس خلال شهر رمضان