بعد الوجه الوحشي واللاإنساني الذي أظهرته حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقواتها خلال أكثر من 160 يومًا، اظهرت وجهًا آخر من أوجهها السفيهة المتعددة، فخرجت بكل دناءة ووقاحة عقب فشل سياسة التجويع التي انتهجتها الفترة الأخيرة محاولة دق الفتنة والفرقة بين عائلات وعشائر أهل غزة.

ورغب الاحتلال في ابتزاز أهل غزة وتقسيم القطاع لمناطق تحكمها العشائر وتمنحهم التحكم في المساعدات الإنسانية القادمة من البلدان المختلفة، واجتمعوا مع عدد من العائلات الغزاوية بصحبة بعض الجهات الدولية ليقوموا بإقناعهم بذلك، إلا أن أصحاب الأرض الصامدين لم يتزعزع إيمانهم بالله عز وجل وأفشلوا ذلك المخطط اللعين وظلوا على موقفهم وخلف المقاومة الفلسطينية على قلب رجل واحد.

وحسب تقرير أورده المركز الفلسطيني للإعلام، أوضح الدكتور رامي عبده مدير المركز الأورومتوسطي، جزءًا مما تم باجتماع مخاتير العائلات في غزة مع المؤسسات الدولية، والذي جاء فيه رد أهل غزة وإصرارهم على رفض التعاون وترك هذا الأمر للجهات المعنية فيه من أبناء الأمن والشرطة الذين هم أبناء العشائر وأبناء غزة المخلصين.

أهل غزة: احنا مبنتعاملش مع الاحتلال

ووصل للعائلات والعشائر رسائل تهديد وتوسل من الجانب المغتصب المحتل، ليضغطوا عليهم لقبول عرضهم، إلا أنّ موقف العشائر القوي لا يتزعزع وكان ثابتًا حيث قالوا:"احنا بنقدرش نكون بديل للأمن والشرطة ولا المؤسسات الدولية ولا بنقدر نعفيكم من مسؤوليتك"، وشدد ثلاثة من مخاتير غزة أن الشرطة أبنائهم وقالوا" الشرطة ولادنا واحنا بنأمن عليهم يحافظوا على المساعدات، واحنا بنتعاملش مع الاحتلال لا بمساعدات ولا بغيره، بدكمش تدخلوا مساعدات بلاش هذا حيرتد على الاحتلال".

حماس تشيد بموقف العائلات بغزة الرافض التعاون مع العدو الصهيوني

وبعد موقف عائلات غزة الواضح ضد محتل أراضيهم وقاتل أطفالهم وعائلاتهم ومدمر منازلهم، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة، الذي رفض بِحَسم، التجاوب مع المخططات الخبيثة للاحتلال الصهيوني، والهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني، وتأكيده على دعم العائلات والعشائر للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضه محاولات الاحتلال العبث بالصف الوطني الفلسطيني.

وخرجت حماس في بيان نقله المركز الفلسطيني للإعلام أمس ردًا على موقف أهل غزة وقالت:"إن هذا الموقف الأصيل، لعائلات وعشائر غزة، يثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية، والدور المحوري الوطني الذي تلعبه العائلات والعشائر، كصمام أمان للجبهة الداخلية، وحماية ظهر أبنائهم الميامين في المقاومة، الذين يتصدّون بكل بسالة للعدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة".

مسؤول أمني بحماس: المقاومة هي الضمانة الوحيدة لنا كشعب يرغب في العيش بوطنه

فيما قال مسؤول أمني في حماس في تصريحاتٍ صحفية، الأحد:"أنّ قبول التواصل مع الاحتلال من مخاتير وعشائر للعمل بقطاع غزة خيانة وطنية لن نسمح بها، مشددًا على أنّ سعي الاحتلال لاستحداث هيئات تدير غزة مؤامرة فاشلة لن تتحقق، ولن نسمح للعدو بأن يعوض ما خسره في الميدان من خلال الألاعيب السياسية داخل قطاع غزة".

وشدد قائلًا:"سنضرب بيد من حديد من يعبث بالجبهة الداخلية في قطاع غزة ولن نسمح بفرض قواعد جديدة، وكل محاولات زعزعة أمننا واستقرارنا في قطاع غزة ستبوء بالفشل ولن نسمح بذلك، والمقاومة هي الضمانة الوحيدة لنا كشعب وبيئة حاضنة وأهل ولكل الذين يعيشون في هذا الوطن".

 

ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد رفض تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، الأحد، “التعاطي مع العدو الصهيوني في إعادة تدوير نظام روابط القرى”، مؤكدًا أنه لن يكون بديلاً عن أي نظام سياسي فلسطيني، وقال في بيانه:"الوحدة الوطنية، هي الطريق الوحيد للحفاظ على كينونة الشعب الفلسطيني، وأنهم مكوِّن من المكوِّنات الوطنية وداعم للمقاومة ولحماية الجبهة الداخلية، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وشددت القبائل حُرمة التعاطي مع العدو الصهيوني في إعادة تدوير نظام روابط القرى، أو إنشاء صحوات عشائرية تخدم المحتل.

كما  أكد رئيس جمعية مخاتير فلسطين، المختار سيف الدين أبو رمضان، في تصريح لوكالة شهاب، نقله المركز، أن مشروع روابط القرى “لم ولن ينجح في قطاع غزة، وأن العوائل والعشائر الفلسطينية تقف سدًا منيعًا تجاه محاولة الاحتلال التواصل لتجديد مشروع روابط القرى.

وأوضح أن العوائل ترفض أي تعامل مع الاحتلال وإدارة الأوضاع كما يحلم ويزعم، قائلًا: “الشعب الفلسطيني برمته أفشل مخطط روابط القرى في سبعينيات القرن الماضي، ويقف اليوم موحدًا في إفشالها مجددًا، شعبنا الفلسطيني يقف في مواجهة العدوان، ولن تكون العوائل خنجرًا في خاصرة قضيتها”.

وكانت مصادر حقوقية ذكرت أن جهات دولية اجتمعت مع بعض العائلات في مدينة غزة لمحاولة الاتفاق معها على أدوار محتملة في إدارة قطاع غزة.

منسق أعمال حكومة إسرائيل بغزة تواصل شخصيا مع وجهاء عائلات غزة لكن رفضوا التعاون معهم

يذكر أن هناك  مصادر فلسطينية قالت أن هناك وجهاء عائلات بغزة أبلغوا مسؤولين أمميين باجتماع اليوم رفض التعاون إلا عبر الأجهزة الأمنية بغزة، وأبدوا استعدادهم للتعاون بإدخال وتوزيع المساعدات شرط التنسيق مع أجهزة الأمن بغزة.

وأفادت بأن منسق أعمال حكومة إسرائيل بالقطاع تواصل شخصيا مع وجهاء عائلات غزة لكن تم رفض عرضه بالتعاون، فيما كشفت المصادر عن اجتماع مرتقب يوم السبت المقبل بين مسؤولي الأونروا ومسؤول الشرطة بغزة للاتفاق على آلية دخول المساعدات.

ومن جانبه قال المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون تصريحات صحفية نقلها المركز الفلسطيني للإعلام:"إن إسرائيل تهدف لتجاوز أي كيان فلسطيني رسمي، بما في ذلك حركة حماس والسلطة الفلسطينية، بهدف خلق الفوضى والفراغ،  والاحتلال لا يرغب في تعزيز كيان فلسطيني يربط بين غزة والضفة، لذا يرفض السلطة ولا يرغب في السماح ببقاء حماس، حيث يخشى تكرار عملية طوفان الأقصى، ولن ينجح الاحتلال في تشغيل العائلات والعشائر بسبب رفضها وعدم تجاوبها".

وتابع:"علينا أن نوضح أن مراكز القوى في غزة لا تقوم على العشائر، بل تعتمد على الفصائل الوطنية، ونتوقع أن تفشل إسرائيل في تشغيل العائلات وجعلها بديلاً للحكومة في غزة، نظرًا لعدم رغبة العائلات في ذلك، حيث يعتبرونه خيانة للمشروع الوطني الفلسطيني".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي حكومة الاحتلال الإسرائيلي أهل غزة حماس فلسطين المساعدات الإنسانية الفلسطینی للإعلام مع الاحتلال عائلات غزة قطاع غزة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

كبار جنرالات جيش الاحتلال يؤيدون وقفَ الحرب بغزة حتى ولو بقيت حماس

سرايا - كشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2024، أن كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي يؤيدون البدء بوقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة في الوقت الراهن.

وقال تقرير الصحيفة الأمريكية إن موقف الجنرالات يوسّع الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يعارض التوصل إلى هدنة.

ويعتقد جنرالات الجيش الإسرائيلي أن الهدنة ستكون أفضل وسيلة لإطلاق سراح نحو 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين في غزة، وذلك وفقاً لمقابلات أجريت مع 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين.

ويعتقد الجنرالات أيضاً أن قواتهم، التي تعاني من نقص المعدات اللازمة لمواصلة القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، تحتاج إلى وقت للتعافي قبل أن تندلع حرب أخرى ضد حزب الله في الشمال، وفقاً لمسؤولين عدة.

ووفقاً للمسؤولين، الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة، فإن الهدنة مع حماس قد تسهّل أيضاً التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، الذي ربط بين مواصلة استهدافه المناطق الشمالية في إسرائيل وبين وقف القتال في غزة.

صور من نقل الأسرى من غزة خلال صفقة سابقة- الأناضول

دعم صفقة الرهائن

وقالت نيويورك تايمز إن تأييد الجيش لوقف إطلاق النار يعكس تحولاً كبيراً في موقفه على مدى الأشهر الماضية، في ظل موقف نتنياهو الرافض للكشف عن خطته لليوم التالي للحرب.

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين، إن "الجيش يدعم بشكل كامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار".

وأضاف هولاتا: "إنهم يعتقدون أنهم قادرون على العودة والاشتباك عسكرياً مع حماس في المستقبل. ويدركون أن وقف القتال في غزة يجعل التهدئة أكثر احتمالاً في لبنان".

ومن غير الواضح كيف عبّرت القيادة العسكرية بشكل مباشر عن آرائها لنتنياهو بشكل خاص، ولكن كانت هناك إشارات سابقة عن إحباطها في العلن، فضلاً عن إحباط رئيس الوزراء من الجنرالات.

وقد تصاعدت الخلافات بين نتياهو والجيش الإسرائيلي في أعقاب التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري واعترف فيها بأن هدف إنهاء حركة حماس غير ممكن، معتبراً أن تصريحات القيادة السياسية في تل أبيب عن تدمير حركة حماس ليست إلا محاولة لـ"ذر الرماد في عيون الإسرائيليين"، على حد قوله.

ورداً على تصريحات هاغاري، قال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه إن "تدمير حماس أحد أهداف الحرب، والجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك".

ويبدو أن نتنياهو يشعر بالقلق إزاء أي هدنة تبقي حماس في السلطة، لأن هذه النتيجة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه، حيث قال أعضاء من الائتلاف إنهم سينسحبون من التحالف إذا انتهت الحرب دون هزيمة لحماس.

قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي رويترز

أهداف غير متوافقة للحرب

وحتى وقت قريب، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم علناً أنه من الممكن تحقيق هدفي الحرب الرئيسيين في وقت واحد: هزيمة حماس وإنقاذ الرهائن. والآن، خلصت القيادة العليا للجيش إلى أن الهدفين غير متوافقين.

وبعد مرور ما يقرب من 9 أشهر على الحرب، بات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من نقص في قطع الغيار والذخائر وحتى القوات، بحسب مسؤولين.

ووفقاً لأربعة مسؤولين عسكريين، فإن عدد جنود الاحتياط الذين يتوجهون إلى الخدمة أصبح أقل. كما يشعر الضباط بعدم الثقة في قادتهم على نحو متزايد، وسط أزمة ثقة في القيادة العسكرية ناجمة جزئياً عن فشلها في منع الهجوم الذي قادته حماس في أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لخمسة ضباط.

وكانت تقارير أشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإنشاء فرقة قتالية جديدة من المجندين والمجندات الذين بلغوا حد الإعفاء، في ظل النقص الذي يعاني منه الجيش بهدف القيام بمهام مختلفة.


مقالات مشابهة

  • هنية يجري اتصالات مع الوسطاء وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • كبار جنرالات جيش الاحتلال يؤيدون وقفَ الحرب بغزة حتى ولو بقيت حماس
  • مسؤولة أممية تعرب عن قلقها حيال أوامر إجلاء الفلسطينيين من خان يونس بغزة
  • برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام
  • وزير الدولة لشؤون الإغاثة الفلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة
  • خبير أمني فلسطيني للجزيرة نت: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس وستعجز عن احتلال غزة
  • وزير شؤون الإغاثة الفلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة (فيديو)
  • وزير فلسطيني: غزة تعيش كارثة غير مسبوقة بسبب نقص المياه والمساعدات الغذائية
  • وزير شئون الإغاثة الفلسطيني: نكثف اتصالاتنا مع الدول المانحة لزيادة حجم المساعدات لغزة
  • الاحتلال يواصل قصف مناطق متفرقة بغزة .. والأونروا تطالب بفتح المعابر البرية