حكاية يوم طوله 5 أيام.. ماذا تعرف عن عيد الخليقة عند الصابئة المندائيين؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
السومرية نيوز – محليات
تحتفل طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم بكل عام بعيد الخليقة (البرونايا – الأيام الخمسة البيضاء)، أحد الأعياد الكبرى السنوية عند المندائيين، ويسلط تقرير السومرية نيوز، الضوء على تفاصيل هذا العيد.
وعيد الخليقة واحد من أربعة أعياد سنوية هي العيد الكبير "دهواربا"، ويوم التعميد الذهبي "الدهفة ديمانه"، وعيد الازدهار "الدهفة حنينا".
ما هو عيد "الخليقة" عند الصابئة المندائيين؟
"عيد الخليقة" أو "البرونايا"، واحد من أربعة أعياد للطائفة لكنه أهمها وفقا للمعتقدات الدينية الصابئية التي تنصّ على أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في هذه الأيام الخمسة، لذا يسمى أيضا بعيد "البنجة"، وبنجة تعني رقم خمسة في اللغة الصابئية القديمة، ويستمر خمسة أيام، تبدأ بإقامة الصلوات ومنح الصدقات للفقراء وتوزيع الطعام وإسعاد الناس.
كما يعتبر التعميد في المياه من أهم طقوس هذا العيد، ويغمس الشخص نفسه بمياه الأنهار تحت إشراف رجل دين من الطائفة بملابس بيضاء خالصة يرتديها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء مع قراءة أجزاء من كتاب "كنزا ربا"، وهو الكتاب المقدس لدى الطائفة.
وبالعودة الى معنى هذه المناسبة، يقع عيد الخليقة في آذار وهي ذكرى الخلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى بحسب ديانة الصابئة. وتُفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة فيعم نورها الأرض لتصبح جزءا من عالم النور. وتمثل الأيام الخمسة في المنظور المندائي يوما واحدا متصلا لا يمكن التفريق فيه بين الليل والنهار.
وهنأ رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس، الصابئة المندائيين بحلول عيد الخليقة (البرونايا).
وقال رئيس الجمهورية في تغريدة تابعتها السومرية نيوز: "بحلول عيد الخليقة (البرونايا)، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات الى أبناء شعبنا وإخوتنا في الوطن من الصابئة المندائيين". وأضاف، "نستحضر بهذه المناسبة الطيبة الإرث الكبير لهذا المكون الأصيل الذي تمسّك بهويته الوطنية وساند إخوته في الوطن من باقي المكونات في مواجهة مختلف التحديات الى جانب الإسهام في إثراء الحضارة والتاريخ العراقي". وعلى غرار طوائف عراقية أخرى، تعرّض الصابئة المندائيون لسلسلة من العمليات الإرهابية وكذلك التضييق والاستهداف المختلف أجبرت الكثيرين في السنوات الماضية على مغادرة العراق. كما تعدّ مناطق جنوب العراق المرتكز الرئيسي للطائفة قرب الأنهار والبحيرات ومصادر المياه.
ويتكلم الصابئة المندائيون اللغة المندائية وهي إحدى اللغات السامية المشهورة في الزمن القديم وهي أقرب إلى السريانية من غيرها؛ وفي اعتقادهم أنها اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم؛ مثلما يؤمنون بأن كتابهم المقدس "الكنزاربا" ويسمى أيضا "سيدرا آدم" يتضمن الصحف الأولى التي نزلت على آدم عليه السلام.
ويتبع المندائيون كتاب "كنزا ربا" أو الكنز الكبير، والذي يحوي صحف آدم الأولى وتعاليمه باللغة الآرامية الشرقية التي تعتبر لغة الصابئة، ويحوي الكتاب جزأين، الأول: خاص بالأمور الدنيوية من وصايا وحكم ومفاهيم، والجزء الثاني خاص بالنفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد الفاني إلى أصلها، وهو عالم النور.
ولم تقتصر الديانة المندائية على وادي الرافدين فقط وإنما انتقلت منه إلى فلسطين والشام ومصر؛ ويسمي المندائيون معبدهم بـ (المندي) والمعتاد أن يكون كوخا من القصب منصوباً على شاطئ نهر أو نبع ماء جار، وبابه متجه نحو الجنوب ومحرابه نحو الشمال لاعتقادهم أنه المكان الذي يحكم فيه على أعمال الناس بالصلاح أو الفساد يوم القيامة.
وتعدّ المندائية أقدم ديانة موحدة عرفتها البشرية، نشأت في أرض وادي الرافدين وتحديدا في جنوب العراق في مدينة "أور" والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط طقوس هذه الديانة بها، لما لهذه البيئة من مناخ مناسب لاستمرارية المندائية وديمومتها، إذ ترتبط طقوس حياة أفرادها بالنهر. ويشهد عدد الصابئة في العراق انخفاضاً كبيراً، وذلك لعدة أسباب، منها تعرضهم لتهديدات أو ضغوطات، في ظل أجواء بعيدة عن حياة المدنية التي يحبذونها، حيث انخفض عدد الصابئة في البلاد الى أقل من 8 آلاف شخص، بعد أن كانوا أضعاف هذا العدد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
يمارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة أو صياغة الذهب، لعدة أسباب عزاها بعضهم إلى توارثها من أسلافهم القدماء المنحدرين من حضارات ومدن، وآخرون إلى مناطق تواجد المندائيين حيث المياه ومنها الأهوار، وحاجة الناس إلى أدوات حياتهم.
وأقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.
يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الصابئة المندائیین
إقرأ أيضاً:
موعد السحور وأذان الفجر رابع أيام رمضان.. تعرف عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحرص المسلمون في شهر رمضان على معرفة موعد آذان المغرب والفجر يومياً بدقة، حيث يمثل آذان المغرب بداية الإفطار بعد يوم من الصيام، بينما يحدد آذان الفجر بداية الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار، وتعتبر هذه الأوقات من أهم ما يهتم به المسلمون في رمضان، إذ يساعدونهم على تنظيم عباداتهم وطقوسهم اليومية، بدءاً من السحور وحتى الإفطار، ويعتمد المسلمون في معرفة هذه الأوقات على إمساكية رمضان وحسابات فلكية دقيقة، مما يعكس عناية المسلم بدينه وحرصه على أداء عباداته في مواعيدها الصحيحة.
وبدأ شهر رمضان لعام 1446 هجريا الموافق 2025 ميلاديا، السبت أول مارس 2025، وعدته هذا العام 29 يوما، واخر أيامه 29 مارس 2025.
مدة الصيام في اليوم الرابع من رمضان:(الإثنين 3 مارس): 13 ساعة و21 دقيقة.
السحور: 2:33 صباحاً.
إمساك: 4:33 صباحاً.
أذان الفجر: 4:53 صباحاً.
أذان المغرب: 5:55 مساءً.
ووفقا لـ إمساكية أول أيام شهر رمضان كان أقصر أيام الشهر من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل الصوم 13 ساعة و20 دقيقة، واخر أيامه هو الأطول من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل 14 ساعة و12 دقيقة.
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وعنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،
وسخر الله الأرض والسماء لخدمة الإنسان، فزخرت السماء بالأجرام السماوية التى يمكن دراسة الوقت من خلال حركتها، وذلك لثبات واستقرار حركتها مثل النجوم "الشمس والكوكب والأقمار"، ومن خلال متابعة حركة هذا الأجرام وحسابها اتخذ الإنسان منذ القدم هذه الحسابات لتحديد التقويم، والتقويم هى الترجمة العربية لكلمة "calendar" أى أول يوم من الشهر.
ولقد اتخذت شعوب كثيرة تقاويم خاصة بها ومن أمثلتها: "التقويم المصرى الفرعونى "القبطى" - التقويم الميلادى اليوليانى "الجريجورى" – التقويم العبرى – التقويم السريانى – التقويم الرومانى – التقويم الفارسى – التقويم الإغريقى – التقويم البابلى – التقويم الهجرى"
ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى " 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة".
والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة فى 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى.