لبنان ٢٤:
2025-01-05@13:40:25 GMT

تفاصيل أمنيّة - عسكريّة.. هذا ما يكشفهُ قصف بعلبك

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

تفاصيل أمنيّة - عسكريّة.. هذا ما يكشفهُ قصف بعلبك


الضربات الإسرائيلية المتتالية التي طالت بعلبك مؤخراً جرى ربطها ميدانياً بنيّة تل أبيب إستهداف مرافق زراعية وغذائية تابعة لـ"حزب الله". فعلياً، المسألة هذه قائمة إلى حد كبير باعتبار أنّ إسرائيل تحاول نقل الشلل الإقتصادي الذي تعاني منه مستوطناتها المحاذية لجنوب لبنان إلى مناطق "حزب الله" بشكل خاص.      ضمنياً، بات هذا الأمر يندرج في إطار حربٍ إقتصادية، لكنّ النقطة الأعمق في المواجهة لا تنحصرُ فقط بمسألة إستهداف مخازن غذائية، فقصف بعلبك والبقاع أكثر من مرّة له دلالات أمنية وعسكرية واستراتيجية.

. فما الذي يمكن اكتشافه من الضربات الأخيرة؟ ماذا تعني تلك الإستهدافات في مضامينها المُختلفة؟   في خطابه، أمس الأربعاء، قال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله إنه يحق لحزبه التكتم عن طبيعة الأماكن التي يستهدفها العدو الإسرائيلي لاسيما في بعلبك وغيرها.   الكلامُ هذا كان واضحاً، واستراتيجياً يُعدّ البقاع بمثابة "جبهة خلفيّة" للجنوب، كما أنهُ يمثل خطّ إمدادٍ حيوي لـ"حزب الله". هنا، تقول مصادر معنية بالشؤون العسكرية إنّ إقدام إسرائيل على ضرب البقاع إنما يمثل استهدافاً لذاك الخط، في حين أن الأمر الأخطر قد يتمثل في محاولة إسرائيل ملاحقة أي قوافل قد يعتمد عليها "حزب الله" لنقل أسلحة أو صواريخ باتجاه الجنوب، وذلك في حالة التعبئة العسكرية المرتبطة بتهديدات إسرائيل بشنّ حرب ضد لبنان.   إلى جانب كلّ ذلك، تمثل بعلبك ركيزة أساسية عسكرية لـ"حزب الله"، كما أنها تُعتبر مؤئلاً أساسياً له ومنطلقاً رئيسياً نحو سوريا. ولهذا، يمكن أن يمثل إستهدافها رسالة أمنية مفادها إن إسرائيل تسعى لـ"تشتيت" منطقة يمكن أن تكون عنواناً لنشاطٍ عسكري كبير بين لبنان وسوريا في حال حدوث أي حرب شاملة.   مقابل هذه المشهدية، بات واضحاً أن إسرائيل تسعى إلى ضرب الخطوط الخلفية للحزب، وفي الوقت نفسه تحاول نقل معركتها إلى داخل بيئته على قاعدة الإستفزاز الذي قد يدفع نحو اتخاذ ردود من شأنها أن تشعل فتيل الحرب الشاملة. المعضلة هذه يفهمها الحزب تماماً من رسائل قصف بعلبك، وعند مطالعة مضامين التقارير الإسرائيلية، يمكن الوصول إلى إستنتاج واضح عنوانه إن إسرائيل ترى في قدرتها على ضرب أي منطقة داخل لبنان بمثابة "تقدم ميداني"، في حين أنه مقابل ذلك، لا يمكن لـ"حزب الله" تعميق إستهدافاته ضد مستوطنات إضافية مأهولة بالسكان، لأن إسرائيل قد تعتبرُ ذلك بمثابة إعلان حرب.   إذاً، المسألة معقدة، فالرد الذي يؤديه "حزب الله" ضد قصف العمق اللبناني ما زال محدوداً ضمن قواعد الإشتباك المرسومة منذ بدء معارك الجنوب قبل 5 أشهر، علماً أن التصعيد الصاروخي من قبل الحزب والذي يلي أي قصف إسرائيلي يعتبر موجعاً لتل أبيب من الناحيتين العسكرية والنفسية.
عند جمع كل هذه المعطيات مع بعضها، يمكن الوصول إلى إستنتاجٍ واحد، وهو أنّ الأمور ستبقى على حالها طالما أن جبهة جنوب لبنان مفتوحة. فإسرائيل حينما ترى أن لديها "حرية" في ضرب أي منطقة بعيدة عن الجنوب، قد تذهبُ بعيداً باتجاه تعميق استهدافاتها في مناطق "غير متوقعة"، في حين أنه من الممكن كثيراً أيضاً أن تشمل الإستهدافات مرافق حيوية أخرى تعتبر مهمة للحزب، إقتصادياً ومالياً، ليس فقط في البقاع بل في مناطق لبنانية أخرى.   ما الحل لذلك؟
كل هذه الأمور يدركها "حزب الله" تماماً من خلال قراءته للعبة الميدانية، والحل لمواجهة "تعميق الإستهدافات" قد لا يكون مرتبطاً بتوسيع رقعة المواجهة نحو مستوطناتٍ مأهولة بالسكان، لأن ذلك سيمثل ذريعة لإسرائيل لاعلان الحرب.
عملياً، يمكن لـ"حزب الله" أن يستفيد من تكتيكات عسكرية أخرى لفرض "قبة حديدية" في أي منطقة خارج الجنوب وتحديداً تلك التي يعتبرها أساسية بالنسبة له. فما الذي يمنع الحزب من اعتراض أي طائرة مسّيرة تحلق فوق البقاع مجدداً؟ الرسالة ستكون رداً عسكرياً ميدانياً، ومضامينه ستبقى ضمن قواعد الإشتباك كما أن نتائجه باتت معروفة، علماً أن كل ذلك لن يؤدي إلى توسيع رقعة المواجهة كون الأمور تبقى ضمن شروط اللعبة العسكرية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

‏إسرائيل: حزب الله غير ملتزم بشروط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وتهدد "بالتحرك بشدة

قالت ‏إسرائيل، إن حزب الله غير ملتزم بشروط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وتهدد "بالتحرك بشدة.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الاجتماع الأمني الذي سيعقده نتنياهو الليلة سيتناول موضوع لبنان وليس صفقة التبادل في غزة
  • ‏إسرائيل: حزب الله غير ملتزم بشروط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وتهدد "بالتحرك بشدة
  • بشأن لبنان... إجتماع أمنيّ إسرائيليّ الليلة برئاسة نتنياهو
  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • ‏إعلام إسرائيلي: نتنياهو دعا لاجتماع أمني اليوم
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟
  • خبير عسكري: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • إسرائيل تعتزم بناء 12 نقطة عسكرية جديدة على طول الشريط الحدودي مع لبنان
  • وردنا قبل قليل| بيان عسكري جديد للقوات المسلحة.. وهذا ما جاء فيه (تفاصيل + فيديو)
  • بطيء المشية.. أعجوبة الخلق الذي لا يمكن تدميره حتى بالإشعاع