م مدحت الخطيب تعود قصة هذا المثل إلى أن رجلا محتالا كان يطوف بين التجار في الأسواق ويشجعهم على أن يتبرعوا للفقراء والمساكين، إلا أنه ظل يستولي على كل تلك العطايا، دون أن يصل منها شيء إلى مستحقيها، حيث كان التجار يعطونه ولا يسألونه عن مصير الأموال، حتى ذهب ذات يوم إلى تاجر كبير كان قد حل بالبلدة منذ أيام قليلة فروى له القصص والأخبار وطلب منه التبرع للأرامل والأيتام، فرحب التاجر بالفكرة، ولكنه اشترط أن يحلف له بعد إتمام عملية التوزيع بأنه قد منح المال لمستحقيه، فتهلل وجه المحتال فرحا واستعد للحلف على أن يكون ذلك بعد توزيعه لجميع العطايا.

وبالفعل، وبناء على استعداده لحلف اليمين، سلم التاجر له صرة من الدنانير، فأخذها المحتال فرحا بنجاح خطته وأخذ يفكر في حيلة يمكنه من خلالها الحلف، دون أن يصيبه مكروه من القسم الكذب،  فجاءته فكرة خبيثة تتمثل في أن يصطحب زوجته وطفليه إلى صحراء جرداء، حيث لا أحد يراهم من البشر، وطلب منهم خلع ثيابهم على الفور، وعندها سلم المحتال صرة النقود لزوجته وطفليه،  وفي اليوم التالي، ذهب إلى التاجر الذي أعطاه المال، وبعد أن ألقى عليه التحية، حلف قائلا: ها أنا أقسم برب السماء أن مالك قد ذهب إلى عائلة في العراء، ليس لديهم بيت أو طعام أو كساء!!!  عندهافرح التاجر متوهما بصدق المحتال، اعتقادا منه بأن أمواله قد ذهبت إلى مستحقيها… !!وهذا حالنا وديدن كل محتال بربكم وبعد أن تطورت أساليب المحتالين وتنوعت مداخلهم فتعطرت أجسامهم بأفضل أنواع العطور وتزينت ملابسهم بأجمل ما توصلت إليه دور الأزياء العالمية!! هل نحن اليوم قادرون على معرفتهم وكشف مكرهم أم أن خداعهم أكبر منا جميع. !! اليوم كمْ محتال خرج علينا بثياب الواعظين ونهب وسرق وأكل الأخضر واليابس ثم هرب أو تراجع إلى الخلف وقدم لنا محتال آخر ليكمل الجزء الثاني من المسرحية التي نعيش فصولها منذ سنوات… !! اليوم كمْ محتالا تقلد منصبا هنا وجلس على كرسي هناك واستغل نفوذه المستمد من مركزه الوظيفي وعاث في الأرض فساداً وما زلنا نهلل ونكبر ونصفق له في حله وترحاله…!! !! اليوم هل من العدالة أن نعض الطرف كجهات رقابية على كل من أصبح رجل أعمال وامتلك الملايين- بين ليلة وضحاها وبسنوات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد، فأصبح يمتلك رتلا (مول) من السيارات الفارهة والأرقام الفردية المتناغمة والقصور الشاهقة، يصطف العشرات من الخدم من حوله، ويقضي إجازاته الصفية  في جزر الكناري والشانزليزيه وهاواي وهونولولو ودبي وشرم الشيخ ، ولا ينسى فضل محلات المساج بالصين عليه  فيزورها ولو بالعام مرة !! !! ، فهل مثل هذا تتم تبرئته حتى وإن لم يدان بأي جرم  !!!  أليس من أبواب العدل أن يقال لمثلهم ونحن نشاهدهم ليل نهار من أين لك هذا !! !!! صدقوني أن هناك قلوبا قست فأصبحت كالحجارة  لا بل أشد قسوة  جرفتهم مغريات الحياة وتعالت أصواتهم في أكل الحرام ومهما كان الثمن  فهل نحن لهم برادعين !!!! يقول أحد الحكماء عشت عمري أصدق كل من يحلف لي بــــالله حتى وان كان كاذبا !!!  كنت أصدقه وإن كانت التناقضات تحيط بحديثه ومواقفه !!! كان لفظ كلمة الله يشعرني بالخجل من تكذيبهم!!  فالخجل من الله لا منهم !!!! اليوم أقولها بصدق علمتني الحياة  حتى وإن كان درسها متأخراً أن هناك من يستخدم كلمة الله في حديثه ووعوده  وهو كاذب أشر !!! فالحلف بالله لدى البعض اصبح كـــطوق النجاة والمفر صدقوني حالي كحالكم  فما زالوا يقسمون بالله  وما زلت أصدق كذبهم فهل لي ولكم من كذبهم مفر  Medhat_505@yahoo.com كاتب ونقابي اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مدحت العدل يحيي ذكرى أحمد نجل الفنان الراحل سامي العدل

 

أحيا الكاتب والسيناريست مدحت العدل الذكرى الأولى لرحيل أحمد، نجل شقيقه الفنان الراحل سامي العدل، عبر حسابه الشخصي على موقع "إنستجرام"، في هذه المناسبة المؤلمة، أعاد العدل نشر الذكريات الجميلة التي تجمعه بأحمد، معربًا عن شوقه وحنينه لشخصه.

رسالة دعم للشعب اللبناني

في إطار تعبيره عن مشاعره، وجه مدحت العدل رسالة تضامن قوية للشعب اللبناني، مشددًا على أهمية الوحدة العربية ودعم مصر للبنان في مختلف الأوقات. وأكد أن لبنان تمثل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية والفنية للمصريين، وأن هناك روابط عميقة تجمع بين الشعبين.

أهمية لبنان في الثقافة العربية

خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة"، تحدث العدل عن رمزية لبنان بالنسبة له، معتبرًا أن "لبنان هو فيروز وجزء من ضميرنا وعشقنا"،وأعرب عن أمله في تنظيم حفلات تضامنية مع الشعب اللبناني، مبرزًا دوره كفنان في دعم القضايا الإنسانية.

دعوة لحفل تضامني في الأوبرا

كما أبدى العدل دعمه الكامل لفكرة إقامة حفل في دار الأوبرا المصرية، يهدف إلى جمع التبرعات لصالح لبنان. وأكد أن هذا هو الدور الحقيقي للفنان في أوقات الأزمات، داعيًا الجميع للوقوف معًا ومساندة الشعب اللبناني في محنته.

بهذه الروح، يعكس مدحت العدل التزامه بقضايا وطنه وأمته، ويؤكد على أهمية الفنون كوسيلة للتضامن والتواصل بين الشعوب.

 

مقالات مشابهة

  • حوار بين عظماء
  • مقاتلو حزب الله يوجهون رسالة إلى حسن نصر الله.. ماذا قالوا فيها؟
  • مدحت صالح يروج لحفله في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية
  • أبواب الفرج العشر كما وردت عن رسول الله
  • مدحت العدل يحيي ذكرى أحمد نجل الفنان الراحل سامي العدل
  • الخطيب يدرس عودة منصب مدير الكرة في اجتماعه مع لجنة التخطيط اليوم
  • 4 ملفات الساخنة في اجتماع الخطيب مع لجنة التخطيط في الشيخ زايد اليوم
  • مدحت العدل يدعو الفنانين لإقامة حفل ضخم في الأوبرا لصالح لبنان (فيديو)
  • 2 أكتوبر.. عرض فيلم "بحبك" لـ تامر حسني على منصة watch it
  • دي يونج يكشف موعد عودته للملاعب وينفي شائعة راتبه الخيالي مع برشلونة