المحكمة الاتحاديَّة والنظام السياسي
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
بقلم : رافع عبد الجبار القبطان ..
في موضوع انسحاب القاضي عبد الرحمن زيباري من المحكمة الاتحاديَّة، رأينا أنَّ المحكمة قد أصدرت توضيحاً قالت فيه: “إنَّ إعلان انسحاب القاضي عبد الرحمن سليمان زيباري من عضوية المحكمة الاتحاديَّة العُليا لا يؤثِّر على سير العمل فيها؛ لوجود ثلاثة قضاة احتياط”.
أجد أنَّ هذا التصريح كان غيرَ موفَّقٍ، إذ إنَّه لم يأخذ بنظر الاعتبار الظروف والخلفية السياسيَّة لنشأة النظام السياسي التي منها نشأة المحكمة، ولم تلحظ به كذلك عنصر التوازن المكوِّناتي الحاكم للعملية السياسيَّة الذي قام عليه النظام السياسي برُمَّته، وأنَّ الأمور لا يمكن أنْ تُقاس بوجود احتياط من عدمه بقدر ما تُؤخذ بنظر الاعتبار ملاحظة ما ذكرناه من ظروف محيطة من اجتماعات ومؤتمرات واتَّفاقات بُنيت العملية السياسيَّة على أساسها.
إنَّ الذهاب باتِّجاه سياسة كسر العظم ثمَّ العودة مرة ثانية للتوافق يفقد النظام السياسي النضج والمصداقية، ويجعله محلَّ تندر المجتمع الدولي، وهي سياسة دائماً ما حدثت، ومن ثمَّ يتمُّ التراجع عنها.
وعليه فالحلُّ الحقيقي أوَّلاً هو أنَّ على القوى السياسيَّة أنْ تجلس إلى طاولة الحوار ورسم الشكل الفيدرالي الحقيقي للعراق، وذلك من خلال تعديل دستوري يُحدِّد ويُثبِّت اختصاصات المركز والأقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم بشكل دقيق غير قابل للاجتهاد كما يحدث الآن، ثمَّ الذهاب إلى تحديد حقوق وواجبات الأقاليم والمحافظات دون جعلها مادة هلاميَّة قابلة للاجتهاد والمساومة في جميع الانتخابات، وهذا ما ينطبق على المؤسَّسات الفيدرالية كلِّها بما فيها المحكمة الاتحاديَّة.
وعلى الراعين للنظام السياسي أنْ يعوا أنَّ النظام السياسي في خطر، وأنَّ استمرار إدارته بهذا الأسلوب سيؤدي إلى نتائج خطيرة جداً، وهي إمَّا بقاؤه مريضاً بمرض مزمن لا يجعله قادراً على النهوض أو موته.
وأمَّا ما حدث ويحدُث بكلِّ أزمة سياسيَّة فإنَّه يُدلِّل بما لا يقبل الشكَّ على فقدان روح إدارة الدولة لدى الفاعل السياسي، وتغليب المصلحة السياسيَّة الضيِّقة، كلٌّ بحسب انتمائه المكوِّناتي والسياسي الذي أصبح صفة مرافقة وملازمة للنظام السياسي حتَّى صار العراق صورةً من النظام السياسي في لبنان، وهذا ناقوسُ خطرٍ يُهدد وجود النظام السياسي واستمراره. رافع عبد الجبار القبطان
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام السیاسی
إقرأ أيضاً:
وقفات في العاصمة والمحافظات تندد بمخطط الترحيل وتُحيي طوفان العودة
الثورة /
شهدت مديريات العاصمة وعدد من المحافظات ،أمس، وقفات احتجاجية تنديداًبخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى تهجير سكان قطاع غزة .
وأدان بيان صادر عن الوقفات مقترحات ترامب الهادفة إلى تهجير الأشقاء في غزة، وحيا طوفان عودتهم .. مؤكداً على حقهم الكامل في أرضهم وتحرير كامل أرض فلسطين.
وقد أكد المشاركون أن الشعب اليمني على أتم الجهوزية والاستعداد لتنفيذ قرارات قائد الثورة لمواجهة أئمة الكفر واعدا الامة.
ووسط صمت عربي مشين جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية خلال أسبوع، تصريحاته حول قبول الأردن ومصر استقبال أهالي غزة، بعد اقتراح قدّمه السبت الماضي لـ”تطهير” القطاع.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول إمكانية استضافة الأردن ومصر للفلسطينيين من قطاع غزة، قال: “ستفعلان ذلك”.
وأضاف ترامب في حديثه: “لقد قدمنا الكثير من الدعم لهما، وسيفعلان ما طلبناه منهما”.
وعلى الرغم من أن مقترح الرئيس الامريكي غير منطقي الا ان الصمت العربي الذي وصف بـ” المشين”يثير الجدل حول مدى تسليم الانضمة العربية بما يفرضة السيد الامريكي ووفي هذا الاطار سلطت وسائل إعلام دولية الضوء على حالة الصمت .
وأبرزت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه بينما يرحب اليمين المتطرف في إسرائيل بخطة ترامب لترحيل سكان غزة ويعمل على تشجيعها علنا، فإن السعودية وحليفتها الإمارات التزمتا الصمت تماما.
وكان الأردن قد ردّ على التصريحات الأولى للرئيس الأمريكي بالرفض، مشدداً على لسان وزير خارجيته، أيمن الصفدي، على “تمسك عمان بحل الدولتين، سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”..أما مصر، فقد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن “نقل الشعب الفلسطيني من مكانه ظلمٌ لا يمكن أن نشارك فيه”، ورأى أن في هذه الخطوة “عدم استقرار للأمن القومي المصري وللأمن القومي العربي في منطقتنا”.
وزحف أمس عدد كبير من المواطنين المصريين إلى معبر رفح البري على الحدود مع قطاع غزة، وذلك رفضاً لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتهجير سكان غزة، ولتأكيد “وقوف مصر وشعبها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه”.
ونشر نشطاء، صوراً وفيديوهات للحشود المصرية من المحافظات كافة وهم في طريقهم إلى معبر رفح شمال سيناء، مؤكّدين أنّ “شعب مصر يردّ على ترامب”.
وقال المشاركون في الاحتجاجات: “الآن الشعب المصري من مختلف المحافظات المصرية يزحف باتجاه معبر رفح في أضخم تظاهرة مساندة لغزة وأهلها؛ ورفضاً لمخطّطات تهجير سكان غزة، ولتأكيد وقوف مصر وشعبها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه”.
وتصدّر التريند هاشتاغ “الشعب المصري: لا لتهجير الفلسطينيين”.
وبدأت الوفود من القوى السياسية والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني من مختلف المحافظات المصرية بالتجمّع فجر اليوم الجمعة، للتوجّه نحو معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، لإعلان رفضهم لتصريحات ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسريّاً من أراضيهم باتجاه مصر.
وأكّد المشاركون رفضهم القاطع للتهجير، بوصفه “تصفية للقضية الفلسطينية، وانتهاكاً لحقّ تقرير المصير الفلسطيني”.