شبكة انباء العراق:
2025-04-07@03:22:11 GMT

المحكمة الاتحاديَّة والنظام السياسي

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

بقلم : رافع عبد الجبار القبطان ..

في موضوع انسحاب القاضي عبد الرحمن زيباري من المحكمة الاتحاديَّة، رأينا أنَّ المحكمة قد أصدرت توضيحاً قالت فيه: “إنَّ إعلان انسحاب القاضي عبد الرحمن سليمان زيباري من عضوية المحكمة الاتحاديَّة العُليا لا يؤثِّر على سير العمل فيها؛ لوجود ثلاثة قضاة احتياط”.
أجد أنَّ هذا التصريح كان غيرَ موفَّقٍ، إذ إنَّه لم يأخذ بنظر الاعتبار الظروف والخلفية السياسيَّة لنشأة النظام السياسي التي منها نشأة المحكمة، ولم تلحظ به كذلك عنصر التوازن المكوِّناتي الحاكم للعملية السياسيَّة الذي قام عليه النظام السياسي برُمَّته، وأنَّ الأمور لا يمكن أنْ تُقاس بوجود احتياط من عدمه بقدر ما تُؤخذ بنظر الاعتبار ملاحظة ما ذكرناه من ظروف محيطة من اجتماعات ومؤتمرات واتَّفاقات بُنيت العملية السياسيَّة على أساسها.


إنَّ الذهاب باتِّجاه سياسة كسر العظم ثمَّ العودة مرة ثانية للتوافق يفقد النظام السياسي النضج والمصداقية، ويجعله محلَّ تندر المجتمع الدولي، وهي سياسة دائماً ما حدثت، ومن ثمَّ يتمُّ التراجع عنها.
وعليه فالحلُّ الحقيقي أوَّلاً هو أنَّ على القوى السياسيَّة أنْ تجلس إلى طاولة الحوار ورسم الشكل الفيدرالي الحقيقي للعراق، وذلك من خلال تعديل دستوري يُحدِّد ويُثبِّت اختصاصات المركز والأقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم بشكل دقيق غير قابل للاجتهاد كما يحدث الآن، ثمَّ الذهاب إلى تحديد حقوق وواجبات الأقاليم والمحافظات دون جعلها مادة هلاميَّة قابلة للاجتهاد والمساومة في جميع الانتخابات، وهذا ما ينطبق على المؤسَّسات الفيدرالية كلِّها بما فيها المحكمة الاتحاديَّة.
وعلى الراعين للنظام السياسي أنْ يعوا أنَّ النظام السياسي في خطر، وأنَّ استمرار إدارته بهذا الأسلوب سيؤدي إلى نتائج خطيرة جداً، وهي إمَّا بقاؤه مريضاً بمرض مزمن لا يجعله قادراً على النهوض أو موته.
وأمَّا ما حدث ويحدُث بكلِّ أزمة سياسيَّة فإنَّه يُدلِّل بما لا يقبل الشكَّ على فقدان روح إدارة الدولة لدى الفاعل السياسي، وتغليب المصلحة السياسيَّة الضيِّقة، كلٌّ بحسب انتمائه المكوِّناتي والسياسي الذي أصبح صفة مرافقة وملازمة للنظام السياسي حتَّى صار العراق صورةً من النظام السياسي في لبنان، وهذا ناقوسُ خطرٍ يُهدد وجود النظام السياسي واستمراره.

رافع عبد الجبار القبطان

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام السیاسی

إقرأ أيضاً:

اعتقالات تطال رئيس وأعضاء لجنة إضراب المعلمين في بغداد والمحافظات

اعتقالات تطال رئيس وأعضاء لجنة إضراب المعلمين في بغداد والمحافظات

مقالات مشابهة

  • “الوطني الاتحادي” يبحث التعاون البرلماني مع وفد مجموعة “غرولاك” في طشقند
  • في مواجهة ترامب.. الصين ترفع صوتها دفاعاً عن العدالة التجارية والنظام العالمي
  • اعتقالات تطال رئيس وأعضاء لجنة إضراب المعلمين في بغداد والمحافظات
  • بدء إضراب المعلمين في بغداد والمحافظات
  • حتى المليشيا ما وصلت بيها الوقاحة حد إنها تردد كلام بتاع التجمع الاتحادي
  • «الوطني الاتحادي» يبحث التعاون مع برلماني أرمينيا واليابان
  • رئيس قطاع الإعلام بالتجمع الاتحادي يكشف أسباب استهداف الدعم السريع لمحطات الكهرباء 
  • تدشين اختبارات الثانوية العامة في أمانة العاصمة والمحافظات
  • "الوطني الاتحادي" يبحث التعاون مع برلماني أرمينيا واليابان في طشقند
  • القانون الأساسي والنظام التعويضي لأسلاك التربية.. الوزارة تنشر رزنامة لقاءاتها مع النقابات