هل التطبيع “توريث” أم أنه رسالة استعباد وتخويف؟!
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
د. محمد المعموري ربما كانت أسس التوريث في بناء (دراما) انتقال الحكم في الوطن العربي هي ذاتها الأسس التي يورث بها الآباء ابنائهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فإننا قد تعايشنا مع بعض قادة العرب وهم يتخلون عن بعض مهامهم “بتكليف ” أبنائهم لقيادة العملية السياسية في حياتهم لتكون (بروفة) لتسليطهم على الشعب العربي المسكين وكأن سنين حكمهم كانت “وردية” لتنتقل تلك السعادة من الحاكم لابنه بكل جرأة واستبداد، وليس هذا فقط فأننا اليوم وقبله أصبحنا أمام الحالة التي نتكلم عنها وهي حالة كان العرب غافلين عن ادراك أثارها على المجتمع العربي ألا وهي “توريث التطبيع” وقد يكون مصطلحا جديدا ولكنه واقع قد أخفته الحقائق أو ربما تغافلت عنه العيون كون لوطن العربي قد مر “بمصائب” سواء من بعض حكامه أو من المحيط الإقليمي والعالمي، وكذلك كان المطبعين يتحاشون الإعلان عن تطبيعهم كون التيار العربي في تلك الفترة حتى التسعينيات من القرن الماضي كان تيارا يصعب التنبؤ بما سيتخذ بحق المطبعين، وفجأة منذ سنين أصبح للمطبعين صوت وأصبح التطبيع أمرا عاديا بعد أن انجرفت دول عربية غير التي “ورثت التطبيع” في هذا النفق المظلم، وأكيد فإن التطبيع سوف لن يقف عند الأبناء بل إنه سيستمر مع الأحفاد ليكتمل البرنامج الصهيوني المرسوم للعرب (وويل للعرب من شر قد اقترب…).
ونتيجة لهذا فإن بعض حكام العرب يخشون من أي تقدم عسكري أو ثقافي تسعى له بلدان عربية مجاورة لهم أو حتى بعيد عنهم في أرض العروبة وكأن ما تسعى له تلك البلدان سيكون موجها ضدهم سواء كان الحصول على سلاح حديث أو امتلاك ناصية العلم التي تؤهل تلك البلدان للاعتماد على ذاتها في مجال الزراعة أو الصناعة أو حتى في مجال الاقتصاد، ومن هذا الإحساس غير المتزن وربما هذا الخوف غير مبرر الذي تزرعه الصهيونية في استراتيجية هذا الحاكم الذي “ورث التطبيع” يسعى للاستقواء بالكيان الصهيوني ظنا منه أنه يستند على حائط “الخالة” أمريكا ودون أن يدري أو ربما يعلم فإنه أدخل الأمة العربية في معترك “المؤامرة” أو خرافتها. لذلك فإنهم لا يرضيهم صعود أي بلد عربي في أي مجال يؤهل العرب للاعتماد على مقاومتها العربية لأنهم بصراحة يسعون لأمرين مهمين أولهما المحافظة على كرسيهم والثاني وهو الأمر والأكثر قسوة أن يفضل ويرجح كفة بلاده على مصالح الأمة العربي حتى وإن بقيت بلاده “تزدهر” بالتخلف والعبودية، ولهذا حورب “جمال عبد الناصر” وقتل “ياسر عرفات” ولأمثلة كثيرة ولكننا نحتسب إلى الله فنرفع يدنا متضرعين إلى الله- سبحانه وتعالى- طالبين وراجين منه سبحانه “أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة”. وكيف لنا بعد ذلك أن نعتب على “أردوغان” الذي أكل في عقول بعض العرب “الحلاوة” وأوهمهم أنه حامي حمى الفلسطينيين وان تركيا ستفعل وتفعل من أجل القضية الفلسطينية ونرى يده التي كانت تتحرك بكل حماس مهددة ومتوعدة للصهيونية تصافح وستصافح رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أقول فلا عتب…! ويبقى السؤال الأهم ماذا نريد من الصهاينة وماذا يريدون منا…؟!. ماذا يريدون منا لا داعي لذكره فإنهم لن يرضوا إلا بتحقيق أهدافهم وبناء دولتهم التي طالما ذكرنا حدودها ولا ضير من أن نذكر بها (من النيل إلى الفرات) حتى وان قتلوا او هجروا العرب جميعهم فغايتهم تبرر وسيلتهم …، أما ماذا نريد منهم هذا السؤال جوابه من شقي الأول ماذا نريد نحن العرب وحكامنا العرب ممن لن يرضوا إلا بعزة عروبتهم ؟ ، أكيد نريد زوال هذا الكيان الغاصب وعودة الأرض العربية إلى الحضن العربي وهذا مطلب مشروع، أما ما يريده البعض الاخر حكامنا فهو الاستعانة بأمريكا والصهيونية وأكيد هما وجهان لعملة واحدة، لتحطيم أي حلم عربي … وغض البصر عن قتل أبناء أمتنا العربية وتهجير أولادنا في فلسطين بحجة أو دونها والمهم البقاء شاهقين على كراسيهم متولين لا مور شعوبهم ولحكمهم صاغرين، لذلك مهما كتبنا ومهما حذرنا من هذا الكيان الغاصب وحلفائه من المطبعين فإننا سنجد من يكبح أصواتنا ويمحو مقالاتنا ويلهو بأفكار أبنائنا فيبعدهم عن حقيقة حكم بعض حكامنا وإظهار المفاسد والقبيح في منصات التواصل الاجتماعي وإغراق الوطن العربي بالمخدرات لتغيب عقول شبابنا وإخفاء الأهم وهو حلمنا في وحدتنا والعيش بسلام في أوطاننا بعيدا عن أنفاسهم وبلا مؤامراتهم. إما أن تستجدي عطف الامريكان و الصهاينة أو نحبو نحوهم ونترجى رضاهم ونقبل أيديهم… فلا نجني إلا ما جنينا منذ أن رأينا وجوههم. ونرجع لسؤالنا: هل التطبيع “توريث” أم أنه رسالة استعباد وتخويف؟!. والله المستعان . كاتب وباحث عراقي mohmus94@gmail.com
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
“أكسيوس”: وزراء عرب يعارضون في رسالة إلى واشنطن إجلاء الفلسطينيين من غزة
غزة – أفاد موقع “أكسيوس” بأن خمسة من وزراء الخارجية العرب ومسؤولا فلسطينيا كبيرا أرسلوا رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يعارضون فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة.
وطالب الوزراء في رسالتهم إشراك الفلسطينيين في عملية إعادة الإعمار.
وأصدرت مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات وفلسطين وجامعة الدول العربية بيانا مشتركا بعد اجتماع عقد في القاهرة يوم السبت الماضي، حول الأوضاع في فلسطين وقطاع غزة.
وأكد البيان ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بكامل مراحله وبنوده، واستدامة وقف إطلاق النار، وبما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كل المساعدات ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل.
كما شدد البيان على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة، والتأكيد على تنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بأقرب وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصةً في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه.
المصدر: أكسيوس