د. محمد المعموري ربما  كانت أسس التوريث في بناء (دراما) انتقال الحكم في الوطن العربي هي ذاتها الأسس التي يورث بها الآباء ابنائهم  للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فإننا قد تعايشنا مع بعض قادة العرب وهم يتخلون عن بعض مهامهم “بتكليف ”  أبنائهم لقيادة العملية السياسية في حياتهم لتكون (بروفة) لتسليطهم على الشعب العربي المسكين وكأن سنين  حكمهم كانت “وردية” لتنتقل تلك السعادة من الحاكم لابنه بكل جرأة واستبداد، وليس هذا فقط فأننا اليوم وقبله أصبحنا أمام الحالة التي نتكلم عنها وهي حالة كان العرب غافلين عن ادراك    أثارها على المجتمع العربي ألا وهي “توريث التطبيع” وقد يكون مصطلحا جديدا ولكنه واقع قد أخفته الحقائق أو ربما تغافلت عنه العيون كون لوطن العربي قد مر “بمصائب” سواء من بعض حكامه أو من المحيط الإقليمي والعالمي، وكذلك كان المطبعين يتحاشون الإعلان عن تطبيعهم كون التيار العربي في تلك الفترة حتى التسعينيات من القرن الماضي  كان  تيارا يصعب التنبؤ بما سيتخذ بحق المطبعين، وفجأة منذ سنين أصبح للمطبعين صوت وأصبح التطبيع أمرا عاديا بعد أن انجرفت دول عربية غير التي “ورثت التطبيع” في هذا النفق المظلم، وأكيد فإن التطبيع سوف لن يقف عند الأبناء بل إنه سيستمر مع الأحفاد ليكتمل البرنامج الصهيوني المرسوم للعرب (وويل للعرب من شر قد اقترب…).

ونتيجة لهذا فإن بعض حكام العرب يخشون من أي تقدم عسكري أو ثقافي تسعى له بلدان عربية مجاورة لهم أو حتى بعيد عنهم في أرض العروبة وكأن ما تسعى له تلك البلدان سيكون موجها ضدهم سواء كان الحصول على سلاح حديث أو امتلاك ناصية العلم التي تؤهل تلك البلدان للاعتماد على ذاتها في مجال الزراعة أو الصناعة أو حتى في مجال الاقتصاد، ومن هذا الإحساس غير المتزن وربما هذا الخوف غير مبرر الذي تزرعه الصهيونية في استراتيجية هذا الحاكم الذي “ورث التطبيع” يسعى للاستقواء بالكيان الصهيوني ظنا منه أنه يستند على حائط “الخالة” أمريكا ودون أن يدري أو ربما يعلم فإنه أدخل الأمة العربية في معترك “المؤامرة” أو خرافتها. لذلك فإنهم لا يرضيهم صعود أي بلد عربي في أي مجال يؤهل العرب للاعتماد على مقاومتها العربية لأنهم بصراحة يسعون لأمرين مهمين أولهما المحافظة على كرسيهم والثاني وهو الأمر والأكثر قسوة أن يفضل ويرجح كفة بلاده على مصالح الأمة العربي حتى وإن بقيت بلاده “تزدهر” بالتخلف والعبودية، ولهذا حورب “جمال عبد الناصر” وقتل “ياسر عرفات” ولأمثلة كثيرة ولكننا نحتسب إلى الله فنرفع يدنا متضرعين إلى الله- سبحانه وتعالى- طالبين وراجين منه سبحانه “أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة”. وكيف لنا بعد ذلك أن نعتب على “أردوغان” الذي أكل في عقول بعض العرب “الحلاوة” وأوهمهم أنه حامي حمى الفلسطينيين وان تركيا ستفعل وتفعل من أجل القضية الفلسطينية ونرى يده التي كانت تتحرك بكل حماس مهددة ومتوعدة للصهيونية تصافح وستصافح رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أقول فلا عتب…! ويبقى السؤال الأهم ماذا نريد من الصهاينة وماذا يريدون منا…؟!. ماذا يريدون منا لا داعي لذكره فإنهم لن يرضوا إلا بتحقيق أهدافهم وبناء دولتهم التي طالما ذكرنا حدودها ولا ضير من أن نذكر بها (من النيل إلى الفرات) حتى وان قتلوا او هجروا العرب جميعهم فغايتهم تبرر وسيلتهم …،  أما ماذا نريد منهم هذا السؤال جوابه من شقي الأول ماذا نريد نحن  العرب وحكامنا العرب ممن لن يرضوا إلا بعزة عروبتهم ؟ ، أكيد نريد زوال هذا الكيان الغاصب وعودة الأرض العربية إلى الحضن العربي وهذا مطلب مشروع، أما ما يريده البعض الاخر  حكامنا فهو الاستعانة بأمريكا والصهيونية وأكيد هما وجهان لعملة واحدة، لتحطيم أي حلم عربي … وغض البصر عن  قتل أبناء أمتنا العربية وتهجير أولادنا في فلسطين بحجة أو دونها والمهم البقاء شاهقين على كراسيهم متولين لا مور شعوبهم ولحكمهم صاغرين، لذلك مهما كتبنا ومهما حذرنا من هذا الكيان الغاصب وحلفائه من المطبعين فإننا  سنجد من يكبح أصواتنا ويمحو مقالاتنا ويلهو بأفكار أبنائنا فيبعدهم عن حقيقة حكم بعض حكامنا وإظهار المفاسد والقبيح في  منصات التواصل الاجتماعي وإغراق الوطن العربي بالمخدرات لتغيب عقول شبابنا وإخفاء الأهم وهو حلمنا في وحدتنا والعيش بسلام في أوطاننا بعيدا عن أنفاسهم وبلا مؤامراتهم. إما أن تستجدي  عطف الامريكان و الصهاينة أو نحبو نحوهم ونترجى رضاهم ونقبل أيديهم… فلا نجني إلا ما جنينا منذ أن رأينا وجوههم. ونرجع لسؤالنا: هل التطبيع “توريث” أم أنه رسالة استعباد وتخويف؟!. والله المستعان . كاتب وباحث عراقي mohmus94@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الحديدة .. 26 مسيرة لأبناء حارس البحر الأحمر بعنوان “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”

الوحدة نيوز/ احتشد أبناء محافظة الحديدة، عصر اليوم في مركز ومديريات المحافظة في 26 ساحة بمسيرات “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”.

واكتظت ساحات المديريات بجموع المشاركين الذين رفعوا العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات معبرة عن الصمود اليماني، ومؤكدة على استمرار التضامن ومواقف النصرة للقضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات.

وشهدت المسيرات هتافات حماسية موحدة تعبيراً عن الغضب والاستنكار تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم يندى لها الجبين، والدعوة للجهاد لنصرة فلسطين ومناهضة للمشروع الاستعماري الصهيوني الأمريكي البريطاني في المنطقة.

وعكست حشود حارس البحر الأحمر، واحدية الصمود والموقف لتجديد التضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني وعدم التهاون بالدم العربي والحث على وحدة الصف الإسلامي لمواجهة تحديات ومؤامرات الصهاينة والأمريكان والوقوف أمام صلف جرائمهما.

وعبر المشاركون في المسيرات التي تقدّمها محافظ الحديدة محمد عياش قحيم والنائب العام القاضي الدكتور محمد الديلمي وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، عن غضبهم لتصعيد الكيان الصهيوني وما يرتكبه من حرب إبادة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان والاستخفاف بالدول العربية والأنظمة التي تمارس سياسة الإذلال للكيان.

كما عبروا عن التأييد المطلق والكامل لما تتخذه القيادة من قرارات وخيارات داعمة ومناصرة للشعب الفلسطيني وتنفيذ العمليات العسكرية في البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط للضغط باتجاه إيقاف الحرب على قطاع غزة.

وجدد أبناء الحديدة، في المسيرة التي شارك فيها وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة، العهد لله ورسوله وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالمضي في مسار الجهاد وتعزيز جاهزية المشاركة إلى جانب أبطال القوات المسلحة في مواجهة أي تهديدات واعتداءات.

وأكدوا الاستمرار من دون كلل أو ملل في الأنشطة التعبوية والحشد للدورات العسكرية ومسيرات التضامن مع الأشقاء الفلسطينين، لافتين إلى أن العدوان الأمريكي – البريطاني والخروج في ظل ارتفاع حرارة الصيف لن يثني أبناء الحديدة عن واجبهم الجهادي والإنساني والأخلاقي تجاه الشعب والقضية الفلسطينية.

وأكد بيان صادر عن المسيرات، موصلة دعم الشعب الفلسطيني وإسناد المجاهدين في قطاع غزة، والجهوزية لخوض معركة الفتح “الموعود والجهاد المقدس”.

وحيا البيان، صمود الشعب الفلسطيني ومجاهدي المقاومة الفلسطينية الذين ينكلون بكيان العدو، مشيداً بمواقف المجاهدين في قطاع غزة والضفة من مختلف الفصائل الفلسطينية.

وشدد على الموقف الثابت المساند للشعب الفلسطيني ومجاهديه في قطاع غزة وكل فلسطين بالعمليات العسكرية المتصاعدة وبالأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية وبالتعبئة والمقاطعة والتبرع دون كلل أو ملل.

وندد بيان المسيرات، باستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم الجماعية الوحشية واستخدام الحصار والتجويع كسلاح لقتل الشعب الفلسطيني، معبراً عن الأسف لتجاهل الأنظمة العربية والمنظمات الدولية لتلك الجرائم.

وأشاد بالحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والأوروبية التي تواجه التعتيم الإعلامي والإجراءات القمعية والمحاكمات الظالمة.

ونوه البيان بعمليات المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق، والعمليات المشتركة للقوات المسلحة اليمنية مع المقاومة الإسلامية العراقية، مباركاً عمليات القوات المسلحة اليمنية المنكلة بالعدو.

كما أكد على حق الشعب اليمني في اتخاذ ما يلزم في مواجهة مساعي واشنطن لتوريط بعض دول المنطقة لفتح أجواءها لشن عدوان على اليمن، مجدداً التأكيد على تفويض السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي باتخاذ القرارات في مواجهة ذلك.

واستنكر البيان دور بعض الجيوش العربية المخزي لحماية كيان العدو باعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.

وجدّد الدعوة لشعوب العربية والإسلامية إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم تجاه ما يحدث في غزة من جرائم إبادة جماعية وكذا المقاطعة الاقتصادية الشاملة للأعداء.

مقالات مشابهة

  • المهر “باد جاي بومبادور” يُتوج بلقب كأس رئيس الدولة للخيول العربية في بولندا
  • “طقس العرب”: 3 دول عربية على موعد مع درجات حرارة لاهبة
  • تصل 50 درجة.. موجة حر “لاهبة” تضرب 3 دول عربية بداية من الأربعاء
  • وزير خارجية بريطانيا الجديد: البلاد بحاجة إلى “العودة لموقف متوازن” تجاه حرب غزة
  • صناعة “الخمير” في اليمن تقاوم الأزمات
  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيًا
  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيا
  • أشرف صبحي: لشباب العربي دورا في تنمية مجتمعاتهم والنهوض بها
  • الحديدة .. 26 مسيرة لأبناء حارس البحر الأحمر بعنوان “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • شركة ” Kelinruier “تستعرض خدماتها المتطورة في مجال الحفر وصيانة الآبار لشركة الخليج العربي للنفط