رأي اليوم:
2024-10-03@20:40:37 GMT

هل يفعلها مجلس الشعب السوري؟

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

هل يفعلها مجلس الشعب السوري؟

الدكتور خيام الزعبي أبدأ مقالي هذا اليوم بتساؤل جوهري متداول بين أبناء هذا الوطن وهو: هل يفعلها مجلس الشعب ويحجب الثقة عن الحكومة السورية، سؤال مهم‏…‏ لكن الإجابة عليه بتقديري هو فرصة لاستعراض قوته واستعادة ثقته بين المواطنين التي  كانت بالنسبة لنا بمثابة الحصن الذي يحمي وطننا الكبير “سورية”. في هذه الظروف الاستثنائية يحبس المواطن السوري أنفاسه إثر تراجع غير مسبوق في سعر صرف عملة بلاده أمام العملة الأجنبية، في وقت تخطت الليرة السورية عتبة 10 ألاف ليرة مقابل الدولار الواحد ومواصلة انخفاضها الى مستويات قياسية غير مسبوقة تاركة المواطنين العيش بمخاوف انهيار اقتصادي ومعيشي وهواجس مشهد ما ستؤول إليه الأسواق هناك.

بالمقايل تواجه سورية، من بين مشاكل وأزمات عدة، ظاهرة الفساد التي تنخر في جسد الدولة والمجتمع وتتفاقم يوماً بعد يوم، وتبدو مكافحة الفساد معقدة بسبب خطورة القضية التي تفتك بحياة المواطن، والتي تؤسس للانتهازيين والوصوليين البيئة المناسبة، و السؤال الذي يُثار هنا هو: أين دور مجلس الشعب من كل ذلك؟ الحقيقة التي يجب أن تقال، يمثل مجلس الشعب دستورياً صوت الشعب، لكن لا تبدو الحكومة مهتمة لصوت الشعب، وفي السنوات الأخيرة لم يحدث أي تحرك حقيقي فعلي للبناء المؤسسي في سورية، والسر في ذلك يعود إلى عدم توافر خارطة طريق للأداء الحكومي والأداء البرلماني بسبب غياب شبه تام للمعرفة الاقتصادية والسياسية ولأدواتهما شعبياً ونخبوياً. من الواضح حتى الآن لم نسمع ببرلماني وقف وسط جمهوره متعهداً بتحقيق مطالبهم في حياة كريمة تتلاءم وغنى سورية بثرواتها وعاهدهم بالتنحي عن المسؤولية إن لم يتم ذلك، أو رفع صوته كاشفاً لعبة الفساد داخل أي مؤسسة من المؤسسات الحكومية. على خط موازٍ، يُسجل على أغلب الأعضاء السوريين انقطاعهم شبه التام عن الشعب، وغيابهم المطلق عن ناخبيهم، كما تعاني وسائل الإعلام بمختلف مستوياتها، سورياً ودولياً من مشكلة الوصول إليهم، حتى يكاد يكون الظهور الإعلامي للبرلمانيين محصوراً في بضعة أسماء ويتكرر ظهورها إعلامياً في كل مناسبة وهذا يتنافى مع مبدأ الشفافية التي هي جزء حيوي في النظام الديمقراطي . الواقع ينذر بفشل كبير، ولا شيء تم تصحيحه، فالفساد مستشرٍ إلى أبعد حدود، وكل يوم واقعة جديدة ، والهدر لم يتوقف، ولا إصلاحات كاملة أخذت مسارها الصحيح، ما تم هو بقاء المواطن يرزخ تحت ثقل الفقر بسبب غلاء الأسعار. ولهذا فإن الدور المنوط لأعضاء المجلس في هذه المرحلة الحساسة مهم، ويتمثل بالرقابة على عمل الحكومة من خلال المتابعة الدورية لعمل الوزارات وأدائها، والعمل على تشكيل لجان برلمانية خاصة للتحقيق في قضايا الفساد وأيضاً إنشاء آلية لمراقبة عمل ونشاط أعضاء البرلمان و زيادة التغطية الإعلامية لنشاط مجلس الشعب الذي يجب أن تخصص لجلساته ساعات أسبوعية في إحدى المحطات السورية، والعمل على تعميم ممارسة الحوار بما يعزز الوحدة الوطنية. في خضمّ التطورات المتسارعة للأحداث في سورية، ماذا  فعل مجلس الشعب ،هل أوفى بالوعود والعهود التي قطعها على نفسه في حملاته الانتخابية من برامج وشعارات، بتوفير الاحتياجات الإدارية والخدمية الرئيسية التي يحتاجها المواطن وهي الأمن والصحة والإسكان والرغيف اليومي، والمواطن يتطلع إلى تلك الوعود التي لم يتحقق الكثير منها، وذلك مما جعل المواطن في أزمة ثقة حقيقة أدت بالمواطن إلى حالة من اليأس وفقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية.

واليوم الشعب السوري يتطلع إلى وضع قضاياه المهمة على طاولة الجد وبشكل فاعل في العلن دون تستر، من أجل تحقيق طموحاته والمشاركة في البناء. ومن هذا المنطلق يجب علينا المساهمة في بناء هذا الوطن الذي من أبسط حقوقه علينا المحافظة عليه والمشاركة في بناءه وعدم ترك الوطن للناهبين والفاسدين وغيرها من الفئات التي ظهرت علينا في الآونة الأخيرة وسلبت ونهبت أحلام أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره، بعد كل ما سبق، ألا يحقّ لنا أن نتساءل: هل  سيطالب أعضاء البرلمان السوري باستقالة الحكومة وحجب الثقة عنها، أثناء الانعقاد الاستثنائي للمجلس غداً على خلفية تردي الأوضاع المعيشية للمواطن السوري وتدهور سعر الصرف لليرة السورية ؟ كون لهم الحق الدستوري والسلطة الرقابية على الحكومة من خلال مسائلة الوزراء، وحجب الثقة عن أحدهم أو الحكومة برمتها.

ولأن الأمر كذلك فإننا أمام دورٍ مهم لأعضاء مجلس الشعب، ومهام وطنية كبرى ترتبط بمستقبل البلاد، وأماني السوريين وتحمل آلامهم، وكذلك أمانة دماء الشهداء الزكية التي روت تراب هذا الوطن في معارك التحرير. وأخيراً…..هل نستيقظ  من غفلتنا ونصلح من شأننا ثم ندرك هول ما يُخطّط لنا ونعمل على إجهاضه قبل فوات الأوان ؟! هذا مرهون بوعينا وقدرتنا على الصمود في المرحلة المقبلة. كاتب سياسي سوري Khaym1979@yahoo.com

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: مجلس الشعب هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

نص كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفال بتخريج الكليات العسكرية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال حفل تخرج الكليات العسكرية بمناسبة الذكرى الـ«51» لنصر أكتوبر المجيد، أن شهر أكتوبر من كل عام يأتي حاملا معه نسائم الانتصار والمجد، تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر، ونحتفي بالأبطال والشهداء، ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التي تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة، مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقا لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية.

أضاف أنه في مثل هذه الأيام منذ واحد وخمسين عاماً.. حققت مصر نصراً سيبقى خالداً في ذاكرة هذا الوطن وعلى صفحات تاريخه المجيد انتصاراً؛ يذكر الجميع دائماً بأن هذا الوطن - بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه - قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر ليست شعارات إنشائية تقال؛ بل هى كامنة في جوهر هذا الشعب ومعدنـه الأصيـل  تظهر جلية عند الشدائد معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة  ويسجل التاريخ بكلمات من نور.

أن مصر عزيزة بأبنائهاقوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها.إن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهداً على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.

تابع أن احتفال العام بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. يأتي في ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التي تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها..وتهـدد أمــن وســلامة بلـدانها .. ويأتي هذا التصعيد الإقليي.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي ..تذكرنا.. بما حققه المصريون - بالتماسك وتحمل الصعاب - من أجل بناء قوتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـي.. وتبديــد أي أوهـــام لــدى أى طــرف ..

أوضح ان اللحظة التاريخية الفارقة، التي تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد.. لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة .. وأن التصعيد والعنف والدمار.. يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر، إقليمياً ودولياً.. بما لا يحقق مصالح أي شعب، يرغب في الأمـن والسلام والتنمية ..ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.  

 

كذلك وجه الرئيس بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التي لم ولن تتخلف يوماً.. عن التصدي لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت .. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة، وسلاماً على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها .. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمناً غالياً، ليعيش الوطن كريماً مطمئناً.

كما وجه الرئيس تحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الإستراتيجية .. ونقول لروحه اليوم: "إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدراً أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذي نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخاً والشعب آمناً .. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله .. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم".

وفي ختام كلمته أكد الرئيس أن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. في مواجهة تلك التحديات التي مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته .. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هي نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها ..وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب .. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم.

مقالات مشابهة

  • نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى حفل تخرج الكليات العسكرية 2024
  • نص كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفال بتخريج الكليات العسكرية
  • إماراتيون: رؤية القيادة ترتقي بمهارات وتميز شباب الوطن عالمياً
  • الحوار الوطني يؤكد استمرار التعاون المثمر مع الحكومة لخدمة مصلحة المواطن والوطن
  • وزير الشؤون النيابية: الحكومة أعدت أجندة تشريعية للعرض على مجلس النواب
  • رئيس الوزراء: الحكومة تحرص على الاستماع للرأي والرأي الآخر
  • إهمال الحكومة لارتفاع أسعار الغذاء يثير مخاوف المواطنين
  • مصادر بالجيش السوري: إسرائيل أسقطت عشرات الصواريخ الإيرانية التي حلقت فوق سوريا
  • مجلس النواب يرسل برقية للرئيس السيسي يؤكد فيه تأييد سياساته الداخلية والخارجي
  • مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة