الدكتور خيام الزعبي أبدأ مقالي هذا اليوم بتساؤل جوهري متداول بين أبناء هذا الوطن وهو: هل يفعلها مجلس الشعب ويحجب الثقة عن الحكومة السورية، سؤال مهم… لكن الإجابة عليه بتقديري هو فرصة لاستعراض قوته واستعادة ثقته بين المواطنين التي كانت بالنسبة لنا بمثابة الحصن الذي يحمي وطننا الكبير “سورية”. في هذه الظروف الاستثنائية يحبس المواطن السوري أنفاسه إثر تراجع غير مسبوق في سعر صرف عملة بلاده أمام العملة الأجنبية، في وقت تخطت الليرة السورية عتبة 10 ألاف ليرة مقابل الدولار الواحد ومواصلة انخفاضها الى مستويات قياسية غير مسبوقة تاركة المواطنين العيش بمخاوف انهيار اقتصادي ومعيشي وهواجس مشهد ما ستؤول إليه الأسواق هناك.
واليوم الشعب السوري يتطلع إلى وضع قضاياه المهمة على طاولة الجد وبشكل فاعل في العلن دون تستر، من أجل تحقيق طموحاته والمشاركة في البناء. ومن هذا المنطلق يجب علينا المساهمة في بناء هذا الوطن الذي من أبسط حقوقه علينا المحافظة عليه والمشاركة في بناءه وعدم ترك الوطن للناهبين والفاسدين وغيرها من الفئات التي ظهرت علينا في الآونة الأخيرة وسلبت ونهبت أحلام أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره، بعد كل ما سبق، ألا يحقّ لنا أن نتساءل: هل سيطالب أعضاء البرلمان السوري باستقالة الحكومة وحجب الثقة عنها، أثناء الانعقاد الاستثنائي للمجلس غداً على خلفية تردي الأوضاع المعيشية للمواطن السوري وتدهور سعر الصرف لليرة السورية ؟ كون لهم الحق الدستوري والسلطة الرقابية على الحكومة من خلال مسائلة الوزراء، وحجب الثقة عن أحدهم أو الحكومة برمتها.
ولأن الأمر كذلك فإننا أمام دورٍ مهم لأعضاء مجلس الشعب، ومهام وطنية كبرى ترتبط بمستقبل البلاد، وأماني السوريين وتحمل آلامهم، وكذلك أمانة دماء الشهداء الزكية التي روت تراب هذا الوطن في معارك التحرير. وأخيراً…..هل نستيقظ من غفلتنا ونصلح من شأننا ثم ندرك هول ما يُخطّط لنا ونعمل على إجهاضه قبل فوات الأوان ؟! هذا مرهون بوعينا وقدرتنا على الصمود في المرحلة المقبلة. كاتب سياسي سوري Khaym1979@yahoo.comالمصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: مجلس الشعب هذا الوطن
إقرأ أيضاً:
الرئيس عون: الرهان على الحس الوطني لمن سيكون في الحكومة العتيدة
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "اننا سنعمل كي لا يكون خريجو الجامعات في لبنان مهاجرين، بدلا من البقاء في وطنهم لخدمته وإغنائه بطاقاتهم في مختلف المجالات". وإذ أشار الى أن "هذا الأمر يتطلب تضامن الجميع"، كرر ان "أهم ثروة مستدامة في لبنان هي ثروته البشرية والفكرية لأنها لا تنضب، وهي قادرة على الإنجاز على مستوى العالم، وفي مختلف الحقول".
وشدد الرئيس عون على ان "الرهان يبقى على الحس الوطني لدى من سيكون في الحكومة العتيدة، كما على العمل من منطلق المصلحة الوطنية، والحكم سيكون على الأفعال والإنتاجية". وأكد أن "رسالتنا هي في ان يعيش كل لبناني بكرامته في هذا الوطن، وأن لدينا فرصا كثيرة"، آملا "الا يدخلنا السياسيون في زواريبهم السياسية والمذهبية ولا في مصالحهم الشخصية".
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من جامعة البلمند برئاسة رئيس الجامعة الدكتور الياس الوراق الذي قال: "ان الهدف من زيارتنا هو تقديم واجب التهنئة لفخامتكم، وللتأكيد على قناعتنا التي لطالما عبَّرنا عنها من ان البدلة قد تتغيّر لكن الروحية تبقى ذاتها. وهذا ما نأمله، وما نحن أساسا متأكدون منه مع فخامتكم. وكلنا ثقة بأن هذا البلد سيجتاز في عهدكم كل هذه الفترة القاسية التي مررنا بها، ونعود لنرى كل خريجينا من الطلاب هنا، فلا يعود اقصى طموحهم الحصول على جواز سفر ومغادرة هذا البلد من دون أي امل بالعودة".
أضاف: "نحن نتطلع الى ان يكون عهدكم عهد إنتهاء الإحباط الذي عرفناه، وان يكون أيضا عهد العدالة والثقة بلبنان الوطن الذي هو لشبابه، فلا نتطلع بعد اليوم من حولنا لنجد ان الصغير في السن من بيننا الباقي هنا هو في السبعين من عمره".
وختم: "نكرر لفخامتكم التهنئة، وكما عهدتمونا الى جانبكم عندما كنتم في قيادة الجيش، ستجدوننا الى جانبكم على الدوام".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه تهنئتهم، وقال: "لا يسعني بداية الا ان اشكركم باسم قيادة الجيش وضباطها وافرادها على كل الدعم الذي قدمتموه للمؤسسة في مختلف المجالات".
أضاف: "رسالتنا ان يعيش كل لبناني بكرامته في هذا الوطن، بحيث يبقى الشباب في أرضهم هنا، ومن بينهم ابنائي واحفادي الذين لا أريد ان اراهم يسافرون من هذا الوطن. هذه مهمتنا ان نعمل كل ما في وسعنا لكي يبقوا هنا. ونحن سنعمل كي لا يكون خريجو الجامعات في لبنان مهاجرين، بدلا من البقاء في وطنهم لخدمته وإغنائه بطاقاتهم في مختلف المجالات".
وتابع: "لدينا فرص كثيرة، كما لدينا امل كبير جدا، ونأمل الا يدخلنا السياسيون في زواريبهم السياسية والمذهبية ولا في مصالحهم الشخصية. نحن سنكمل مسيرتنا حسب قناعتنا، وعلينا ان نتقدم خطوة الى الأمام لكي نظهر للعالم الذي يدعمنا بقوة اننا اصبحنا جاهزين للقيام بالإصلاحات المطلوبة وبناء دولة بكل معنى الكلمة".
واردف: "هذا يتطلب تضامن الجميع، وانتم كصرح تربوي دوركم أساسي لا سيما تجاه الجيل الشاب. وأهم ثروة مستدامة هي ثروة لبنان البشرية والفكرية لأنها لا تنضب، وهي قادرة على الإنجاز على مستوى العالم، وفي مختلف الحقول. وهذه ميزة خلاقة لدى اللبناني. من جهتنا، علينا ان نؤمن للبناني حياة كريمة فلا يكون بحالة عوز، بل يعيش في بلد يتمتع بالإستقرار الأمني والسياسي".
وختم: "الرهان يبقى على الحس الوطني لدى من سيكون في الحكومة العتيدة، كما على العمل من منطلق المصلحة الوطنية. ويبقى الحكم على الأفعال والإنتاجية".