رأي اليوم:
2025-03-17@09:44:32 GMT

ثورة 23 يوليو وواجب اليمنيين في الاحتفال بها

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

ثورة 23 يوليو وواجب اليمنيين في الاحتفال بها

السفير علي محسن حميد من الصعب إنصاف العلاقات اليمنية – المصرية في مقالة واحدة لقدمها ولتشعبها وللمصالح المشتركة الكبرى بين الشعبين. كانت مصر منذ أربعينات القرن الماضي قبلة تعليمية لليمنيين وقبل ذلك كان  البن اليمني هو الوحيد الذي يستهلكه المصريون. في حي الحسين أنشأت أسرة بازرعة وكالة بازرعة التي كانت تورد البن، المعروف اليوم في العالم كله ب” بن المخا”، إلى مصر .

الأسرة تقاسمت   الجنسيتين اليمنية والمصرية ووكالتها معلما تاريخيا اليوم. هذه العلاقات تطورت بعد قيام ثورة 1962 في الشمال رغم أن فترة الخمسينات شهدت قفزات أبرزها التوقيع على  ميثاق جدة الثلاثي عام 1956 بين اليمن ومصر والسعودية وبعثات تعليمية مدنية وعسكرية مصرية محدودة  إلى اليمن المتوكلي وإصغاء ولي العهد البدر لنصائح عبد الناصر للانفتاح على الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه وعلى الصين الشعبية التي كانت شبه معزولة عالميا، والجهد  الدبلوماسي اليمني – المصري المشترك في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة  وحركة عدم الانحياز لإنهاء  الاستعمار البريطاني للجنوب اليمني المحتل. ماسبق توج بقبول اليمن في اتحاد مصر وسوريا عام 1958  ،الذي سمي ب” الجمهورية العربية المتحدة” ، تحت مسمى،  “اتحاد الدول العربية”، بعد “استخارة”  للإمام أحمد رأى فيها أن نجم عبد الناصر يسطع وانتهى بقصيدة انتقد فيها الإمام  الاشتراكية في مصر التي اعتبرها ضد الإسلام وهي على العكس من صميمه.  شجع  انفصال سوريا في 28 سبتمبر 1961 الإمام على نظم قصيدته في ديسمبر للفكاك من الاتحاد ولأول مرة وظف الإمام  الشعر للتعبير عن موقف سياسي رغم توقعه بأن النتيجة ستكون في غير صالحه  وأن  مصر قد توظف ضده إعلامها الذي كان يخشاه طول عهده. إن علاقات اليمن بمصر ضاربة في القدم وقد ساعد على نموها  أن  اليمن كانت طوال تاريخها دولة، بل الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية. وفي رأي البروفسور الراحل فرد هاليدي  أن  اليمن كانت واحدة  من أقدم دول المنطقة وقد عدد هاليدي أربعا منها  في  اليمن ومصر والعراق وفارس.  زاد افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٨ من أهمية البحر الأحمر وباب المندب و من التعاملات التجارية بين البلدين. وقبل افتتاح القناة تعاون البلدان عسكريا  في مواجهة أخطار الاستعمار البرتغالي في القرن السادس عشر  على عدن  واحتلاله لبعض الجزر اليمنية  لفترة قصيرة  لتحقيق  هدف صليبي معلن هو  تدمير الحرمين الشريفين وقد احتل ميناء جدة ولكنه انسحب منها  خشية العواقب.  وأثناء احتلال نابليون لمصر جهزت اليمن عونا عسكريا لمصر وحالت دون وصول عتاد عسكري فرنسي إلى مصر من المحيط الهندي عبر المنافذ البحرية اليمنية. دور مصر الحديث في اليمن :  يتذكر اليمنيون بامتنان دور مصر  المفصلي في دعم ثورتهم عام ١٩٦٢ التي أنهت  نظاما  مغرقا في الرجعية وأسهمت في بناءجمهوريتهم من الصفر. على سبيل المثال وليس الحصر، عرفت اليمن عام ١٩٦٣ أول شهادة إعدادية في تاريخها  كله بمنهج دراسي حديث    وأول شهادة ثانوية عامة عام ١٩٦٦على أيدي  أساتذة  مصريين كنا كطلاب في مدينة تعز نذهب على الأقدام لاستقبالهم في المطار. وإدراكا من أساتذتنا لمستوانا التعليمي المتدني كانوا يعينونا بدروس مجانية لسد الفجوة التعليمية بيننا وبين زملاءنا في مدارس الجمهورية العربية المتحدة. وخلال الحرب على الجمهورية لإعادة الشرعية الإمامية، وما أشبه اليوم بالبارحة،  بقوة السلاح وبالمرتزقة الأجانب استعذبت أطراف عربية واستعمارية وصف دور مصر  في اليمن ب” الاحتلال ” وهي التي بنت وعلى نفقتها أول ثلاث مدارس ثانوية في صنعاء وتعز والحديدة و كانت تدفع مرتبات مدرسيها في اليمن وكل مصري له علاقة بالعملية التعليمية وقبلت في جامعاتها عام ٦٦  سبعة وسبعين طالبا يمنيا على نفقتها. الاحتلال  ينهب ولايمنح. الحقيقة الغائبة هي أن هزيمة عبد الناصر في اليمن كانت هي الهدف الرئيسي وقد قال مسؤلان سعوديان كبيران للصحفي المصري عبده مباشر في ديسمبر  ١٩٦٥ ” أنهما على استعداد لإنفاق آخر هللة في خزينتيهما لإسقاط عبد الناصر. قيل هذا  بعد ثلاثة أشهرفقط  من توقيع  اتفاقية جدة بين عبد الناصر وفيصل في اغسطس لتحقيق السلام في اليمن. وفي التنمية  الإدارية ذكر الأديب  الكبير نجيب محفوظ وهو يتحاور  في صنعاء عام ١٩٦٤  مع أحد خبراء  مصر  لإ نشاء نظام مالي  ” إذاً أنتم  أول من بشر بالروتين في أرض اليمن”.  وأضاف محفوظ أن  أحدالخبراء  قال له ” لقد أغلقت اليمن  الأبواب على نفسها ألف سنة ولم يختف منها الشعر  لكن المشكلة الحقيقية هي متى يغزوها العلم”. وبدون جدال لقد غزاها العلم والتحديث على أيدي المصريين وهذا ماكان يخيف أعداء الثورة. هذا عن الشمال فماذا عن الجنوب؟.  بز إسهام مصر في دعم ثورة ١٤اكتوبر١٩٦٣  في الجنوب اليمني المحتل دور الشمال نفسه وكان ولايزال  نقطة مضيئة أخرى في العلاقات اليمنية – المصرية. لقد قدمت مصر ما لم تقدمه دولة أخرى من عون شامل  لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني حتى حقق الجنوب استقلاله عام ١٩٦٧ بقيادة الجبهة القومية وأصبح البحر الأحمر من قناة السويس حتى باب المندب بحرا عربيا. وبدون الاستقلال لم يكن بالإمكان غلق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية في حرب اكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ من قبل اليمن الجنوبية وكان ذلك إسهاما مهما في تحقيق النصر، وفي نفس الوقت رد جميل مستحق لمصر التي يؤمن اليمنيون بأن  أمنهم وأمنها مترابطين. عاصفة الدمار الشامل: في الحرب الكارثية  التي بدأت بعاصفة الحزم عام ٢٠١٥ ولم تختتم فصولها السوداء بعد،  كانت مصر عضوا صوريا ولفترة قصيرة  فيما سمي ب” التحالف العربي” وقد قبلت دورها فيه مجاملة للسعودية.  وللصحفي  الراحل مكرم محمد أحمد  مقال له في  الأهرام  في 24/12/2016 أوضح فيه  هذا الأمر وجاء فيه  ” ارتضت مصر لنفسها دورا في التحالف [السعودي] ،هكذا، ضد الحوثيين رغم أنها  لم تستشر ولم تأخذ علما بوجودها ضمن قوات التحالف إلا بعد إعلان الرياض عن تشكيل هذا التحالف وأهدافه. فعلت ذلك مصر عن طيب خاطر حرصا على مصالح السعودية وحفاظا على مكانتها”.مصر رغم الإلحاح  لم تقبل أن تشارك في أي عدوان جوي أو بري على اليمن ولو فعلت ذلك لكأنها تحارب ثورتين دعمتهما وتحملت بسببهما متاعب جمة.  ومنذ بداية حرب “عاصفة الحزم” الكارثية على اليمن وعلى السعودية عبرت مصر عن رفضها للحرب بتكرار القول على أعلى المستويات سرا وجهرا بأن على اليمنيين  بأن ينهوا حروبهم بالتفاوض وبالحوار حرصا على وطنهم ومصالحهم  لأن طريق الحل العسكري مسدود.مصر الحريصة على عافية دولتها وقيام مؤسساتها بدورها الوطني  والوظيفي في مناخ سلمي خال من العنف والإرهاب  تريد أن لاتكون اليمن في وضع غير مستقر وبيئة  ينشط فيها الإرهاب الذي يؤثر على أوضاعها الأمنية. إن لموقف مصر أسبابه ومنها حرصها على استمرار ثورتي سبتمبر واكتوبر كمنجزين  كان لدعمها لهما دورا كبيرا في نجاحهما و على  عدم تدمير منجزات اليمنيين المتواضعة ومنها مادمر عن عمد كالمصانع والمزارع وعشرات المناطق الأثرية  وعلى أن  يحيا  اليمنيون حياة طبيعية ولا يتدخل الغير في شؤنهم الداخلية. وكنتيجة للحرب  تستضيف مصر  أكثر من مليون ونصف المليون  يمني اختاروا أن يقيموا في مصر هم التي يدخلونها بسلام  آمنين. ولهذا الاختيار  دلالته البارزة فهو محصلة لمشاعر شعبية إيجابية نحو مصر  وتعبير عن اطمئنان  اليمنيين بممارسة حياة طبيعية  بين إخوانهم المصريين  الذين لايميزون ولا يتعالون.  تحية وفاء  لثورة ٢٣ يوليو ولقائدها جمال عبد الناصر ولكل جندي وطأت أقدامه اليمن وللشعب المصري الشقيق. إن الوفاء لتضحيات مصر في اليمن يوجب على اليمنيين الاحتفال بثورة يوليو وترجمة شبه الإجماع  اليمني بأنه لولا دعم مصر لثورتي اليمن لما قامت لهما قائمة في ستينات القرن الماضي. كاتب يمني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: عبد الناصر على الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

كيف حول الحوثيون اليمنيين إلى عملة في صفقات دولية مشبوهة؟

*المجلس الأطلسي للدراسات

*فاطمة أبو الأسرار: محللة أولى في مركز واشنطن للدراسات اليمنية وعضو مجلس إدارة مبادرة مسار السلام

دخل تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة حيز التنفيذ في 4 مارس، بعد سنوات من محاولات دبلوماسية فاشلة تعاملت خلالها المؤسسات الدولية مع المليشيا كطرف شرعي في المفاوضات، لتفاجأ لاحقاً بأنها خُدعت في كل جولة. خلال تلك الفترة، عزز الحوثيون -المدعومون من إيران- تحالفهم مع طهران، ووسعوا عملياتهم العسكرية لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، في توسع لم يكن ليتحقق دون دعم لاعب رئيسي مُستَخف به: روسيا.

ضمت قائمة العقوبات الأمريكية سبعة قادة حوثيين بارزين، من بينهم محمد عبدالسلام فليته، المتحدث الرسمي للمليشيا الذي قدمه الدبلوماسيون الغربيون سابقاً كوسيط سلام محتمل. كشفت التحقيقات أن فليته كان يسافر سراً إلى موسكو تحت غطاء وساطة يمنية، بينما يعمل في الواقع على تعزيز التحالف الاستراتيجي بين الحوثيين والكرملين، في علاقة تخدم مصالح الطرفين: توسيع نفوذ روسيا بالمنطقة، وتمكين المليشيا من تجاوز العزلة الدولية.

ركزت العقوبات الأمريكية على الأفراد المتورطين في شبكات تهريب الأسلحة، مستهدفة بشكل مباشر القدرات العسكرية التي تهدد أمن المنطقة. يعد استهداف شخصيات حوثية مرتبطة بموسكو إشارة واضحة لتحول هذه العلاقة من تحالف ظرفي إلى شراكة عسكرية استراتيجية، تكشف عن شبكة إمداد أسلحة غير شرعية تربط طهران بصنعاء وموسكو، تغذي عدم الاستقرار الإقليمي عبر قنوات تهريب عابرة للحدود.

تخلت المليشيا عن شعار "الاستقلال" لتصبح أداة طيعة في يد قوى خارجية، تنتقل من دور الوكيل الإيراني إلى أداة في الاستراتيجية الروسية. فموسكو -التي تواجه عزلة دولية بسبب حرب أوكرانيا- وجدت في الحوثيين ورقة ضغط ضد الغرب، بينما أدركت طهران أن المليشيات المسلحة قادرة على خوض صراعات بالوكالة بفعالية تضاهي الجيوش النظامية، في لعبة جيوسياسية معقدة تعيد تشكيل موازين القوى.

تصنيف الحوثيين.. اعتراف غربي متأخر بعدم رغبتهم في السلام

يرى اليمنيون داخل الوطن وخارجه أن التصنيف الأمريكي الأخير يمثل اعترافا دوليا متأخرا بواقع ظل الغرب يتغاضى عنه سنوات: أن المليشيا الحوثية تعمل كذراع عسكري لمصالح خارجية، وتعطل أي مسار للسلام بينما تكرس أزمات البلاد.

يدرك اليمنيون -الذين عانوا من جرائم المليشيا بدءاً بتجنيد الأطفال وانتهاءً بتعذيب المعارضين في السجون السرية- أن تحالفات الحوثيين مع طهران وموسكو حولت البلاد إلى ساحة لتصفية حسابات قوى إقليمية ودولية. تهدد هذه التحالفات بجر اليمن إلى صراعات بالوكالة، قد تدفع بأجيال جديدة إلى دوامة عنف تطول استقرار المنطقة بأكملها.

كشفت وثائق وزارة الخزانة الأمريكية عن شبكة تجارية عسكرية ثنائية الاتجاه بين الحوثيين وروسيا، حيث تعمل وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية بنشاط سري في صنعاء تحت ستار المساعدات الإنسانية، بينما توفر خبرات تقنية لتعزيز قدرات المليشيا القتالية. تبرز في هذه الشبكة شخصية فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي الشهير، كأحد أذرع التهريب الرئيسية التي تغذي ترسانة الحوثيين، في تحول جذري للعلاقة من تعاملات انتهازية إلى شراكة عسكرية مباشرة تدعمها تقنيات روسية متطورة لتعقب السفن في البحر الأحمر.

الحوثيون.. من الوقود المهرّب إلى "تصدير" البشر

بينما استفاد الحوثيون لسنوات من تهريب الوقود وابتزاز المنظمات الإنسانية، كشفت تقارير استخباراتية عن مسار جديد لتمويل المليشيا: الاتجار بالبشر. يقود القائد الحوثي عبدالولي الجابري شبكة لتجنيد اليمنيين تحت وعود كاذبة بالعمل في روسيا، ليجدوا أنفسهم وقودا في حرب أوكرانيا. هذه الممارسات لا تعكس فقط استغلال البؤس الإنساني، بل تكشف تحالفاً أخلاقياً مريضاً بين مليشيا متطرفة ونظام استبدادي، حول اليمنيين إلى عملة في صفقات دولية قذرة.

كما كشفت التحقيقات عن بُعد جديد في التحالف الحوثي-الروسي يتجاوز تهريب الأسلحة إلى الاتجار بالبشر، حيث جندت المليشيا آلاف اليمنيين تحت ذرائع عمل وهمية في روسيا، ليجدوا أنفسهم وقوداً في حرب أوكرانيا. تُظهر هذه الممارسات تحالفاً أخلاقياً مشبوهاً بين جماعة متطرفة تدعي الانتماء المذهبي ونظام ديكتاتوري، حيث تحول قادة الحوثيين إلى سماسرة بشر يبيعون معاناة مواطنيهم لخدمة أجندة خارجية.

المفارقة تكمن في أن نفس القادة الحوثيين -مثل عبدالسلام وعلي الهادي والمشاط- الذين شاركوا في هذه الشبكة الإجرامية، كانوا يقدمون دولياً كـ"وسطاء سلام" خلال مفاوضات ستوكهولم 2018. فشل الاتفاق في تحقيق أي تقدم حقيقي، لكن المجتمع الدولي احتفى به كـ"انتصار دبلوماسي"، في مؤشر على سذاجة التعامل مع مليشيا تستخدم المفاوضات كغلاف لتعزيز نفوذها، بينما تواصل على الأرض تصفية الخصوم وتوسيع تحالفاتها العسكرية.

كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن استراتيجية حوثية ممنهجة لاستهداف السفن الغربية بشكل انتقائي، بينما تُمنح السفن الروسية والصينية ممراً آمناً في البحر الأحمر – ترتيب اعترف به قادة المليشيا علانية. يأتي هذا النمط المتعمد ضمن خطة إقليمية أوسع تشهدها طهران وموسكو لإعادة تشكيل النظام الإقليمي عبر مليشيات بالوكالة، وفقاً لشهادة الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية أمام الكونغرس. تكشف وثائق "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" عن تواصل مباشر بين محمد علي الحوثي ومسؤولين روس وصينيين لضمان هذه الاتفاقية، في تحالف ثلاثي يستهدف تقويض النفوذ الغربي.

تسارع التحالف الروسي-الإيراني الداعم للحوثيين بعد هجوم 7 أكتوبر، حيث تخلت موسكو عن الحياد الزائف لصالح دعم عسكري واستخباري مكثف. تدعم تقنيات الرادار الروسية المتطورة –إلى جانب طائرات الحرس الثوري الإيراني المسيرة– قدرات المليشيا على تتبع السفن بدقة غير مسبوقة، محولة البحر الأحمر إلى ساحة اختبار لأسلحة متطورة في يد مليشيا، كجزء من محور معاد للغرب يهدد طرق التجارة العالمية. هذه الخطوة تعكس تحولاً جذرياً في الاستراتيجية الروسية: من دبلوماسية الصمت إلى شريك فعال في حرب بالوكالة، باستخدام اليمن كرأس حربة لضرب المصالح الغربية.

الغرب ومأزق القراءة الخاطئة

رغم توسع النفوذ الروسي-الإيراني عبر الحوثيين، ظلت الرؤية الغربية أسيرة وهم تصنيف المليشيا كـ"تمرد محلي"، متجاهلة تحولها إلى ذراع في محور معادٍ. بلغ السذاجة ذروته مع تفاؤل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ –قبل أشهر من هجمات أكتوبر 2023– بـ"اتجاه إيجابي" في المفاوضات، بينما كانت المليشيا تعزز تحالفاتها العسكرية وتخطف موظفي الأمم المتحدة نفسها.

يعكس إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية اعترافاً أمريكياً بفشل سياسات الاحتواء السابقة، وتصحيحاً لمسار دبلوماسي ظل لسنوات يتعامل مع المليشيا كـ"طرف تفاوض" رغم تحولها إلى أداة في يد محور إيراني-روسي. لكن هذا القرار –وإن كان مهماً– يأتي متأخراً في مواجهة شبكة معقدة من التحالفات العسكرية والتمويلات المشبوهة، نجح خلالها الحوثيون في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.

التحدي الأكبر الآن يتمثل في ما إذا كانت واشنطن قادرة على تجاوز النهج التقليدي في التعامل مع الأزمة، الذي تجاهل لعقد كامل تحول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة، أم أنها ستكرر أخطاء الماضي بافتراض إمكانية "احتواء" مليشيا مدعومة بآلة عسكرية روسية-إيرانية، ومصممة على زعزعة الاستقرار الإقليمي خدمة لأجندة خارجية. السؤال الجوهري: هل يدرك الغرب أخيراً أن المعركة في اليمن لم تعد محلية، بل جزء من حرب عالمية جديدة تدار بأسلوب هجين؟

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام تكشف القواعد التي أقلعت منها الطائرات الأمريكية في عدوانها على اليمن
  • نقابة المحامين اليمنيين تدين العدوان الأمريكي على اليمن
  • (60) عامًا على وفاة الملك فاروق
  • عبد الناصر زيدان: حجم خسائر النادي الأهلي يصل إلى 220 مليون جنيه
  • تأمين طبي إلزامي في جميع المرافق الصحية الحكومية بدءًا من يوليو
  • عاجل - تأمين طبي إلزامي في جميع المرافق الصحية الحكومية بدءًا من يوليو
  • الكشف عن القواعد التي أقلعت منها الطائرات الأمريكية لاستهداف اليمن
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • كيف حول الحوثيون اليمنيين إلى عملة في صفقات دولية مشبوهة؟