يظل العدوان الإسرائيلي الصهيوني على قطاع غزة أحد الحروب العشوائية الأكثر وحشية بالقرن 21، فليس هناك ضوابط إنسانية تحكمه ولا قانون دولي يخضع له وينفذ بنوده الصارمة، وراح ضحيته أكثر من 31 ألف مواطن مدني، أغلبهم من الأطفال والنساء، بجانب عدد كبير من الصحفيين والمراسلين ناقلي الحقيقة والصورة الواقعية فضلًا عن النشطاء والفنانين والمثقفين، فهي حرب تستهدف الأخضر واليابس.

وفي يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، الذي يصادف يوم 13 مارس، حرص الجهاز المركزي للإحصاء بفلسطين، ووزارة الثقافة الفلسطينية، على كشف جزء ولو صغير من جرائم الاحتلال ضد الكتاب والمؤسسات ذات التراث العريق، ونشر تقريرا أمس يكشف استشهاد 45 كاتبا وفنانا وناشطا في الحقل الثقافي والتراثي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من شهر أكتوبر الماضي.

وأوضح الجانبان في بيان مشترك، أن عدوان الاحتلال على القطاع أدى إلى:

تدمير نحو 32 مركزا ومؤسسة ثقافية.12 متحفاً.فقدان أكثر من 2100 قطعة من الأثواب والقطع المطرزة.تدمير حوالي 27 جدارية.قصف ما يزيد عن 8 من دور النشر والمطابع.قصف 3 شركات واستوديوهات انتاجية إعلامية وفنية.قصف 9 مكتبات عامة.قصف 4 مقامات دينية وسبل.تدمير 219 مسجداً بشكل كلي و287 بشكل جزئي.تدمير3 كنائس.تدمير 195 مبنى تاريخي.تدمير 9 مواقع أثرية.تدمير 19 جامعة وكلية.

 

وبالرغم من تمركز العدوان الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة وتكثيف أعماله الوحشية بها، إلا أن هناك العديد من المدن الفلسطينية التي واجهت اقتحامات وتدمير واعتقالات ومنها الضفة الغربية حيث كان لسياسات الاحتلال أثر على توقف الكثير من النشاطات الثقافية بسبب الاجتياحات المتكررة والمجازر المختلفة التي ارتكبتها في مناطق مختلفة، فقد تم إلغاء مهرجان الصابون في مدينة نابلس الذي كان مزمعاً تنظيمه في شهر إبريل ضمن تحضيرات وزارة الثقافة لتسجيل الصابون في قائمة التراث العالمي بسبب اجتياح المدينة كما تم إلغاء كافة الاحتفالات بيوم التراث الوطني.

وتحاول قوات الاحتلال طمس كل ما هو فلسطيني، فقد تعرضت مؤسسات القدس إلى محاولات تفكيكها وجعلها غير قادرة على الاستمرار وليس فقط محاربة الفعل الثقافي، ومنع وصول الاموال لهذه الجمعيات مثل منع وصول التمويل لجمعية الملتقى الشبابي التراثي المقدسي وإغلاق الحسابات البنكية مثلما حصل مع مسرح الحكواتي.

 فيما تعمل سلطات الاحتلال على وضع كل ما من شأنه إبقاء هذه الجمعيات غير فاعلة وإيقاف نشاطها بالكامل وذلك بطرق إدارية وقانونية خانقة.

وفي المقابل يقوم الاحتلال في حي الشيخ جراح والمهدد بالمصادرة ببناء مدرج للاحتفالات وموقع لتنظيم مختلف العروض ومسرح، كما أنها لا تفرض أي من هذه الضرائب والقيود على الجمعيات الاسرائيلية في المدينة.

واستعرض التقرير أيضًا واقع ثقافة الأسرة والأفراد من خلال بيانات مسح الثقافة الأسري لعام 2023، وواقع المؤسسات الثقافة الفلسطينية، والتي جاءت كالتالي:

76% من الأسر في فلسطين يتم الحديث فيها حول حكايات واقعية.63% من الحكايات الواقعية يتم الحديث فيها حول القصص والروايات المتوارثة.54% من الأسر يتم الحديث فيها عن الأقوال المأثورة والأمثال، و53% حول الأمور السياسية، و43% حول فكاهات تراثية، و40% حول الألغاز (الأحاجي)، 39% حول الأساطير (حكايات خرافية)، 31% في الشعر والغناء التراثي.28%  من الأسر في فلسطين يتوفر لديها مكتبة بيتية، بواقع 24% في الضفة الغربية و34% في قطاع غزة. في حين بلغت النسبة في فلسطين 27% في العام 2014.فردين من بين كل 10 أفراد أعمارهم 10 سنوات فأكثر في فلسطين يقرؤون الكتب من خارج نطاق التحضير للدراسة.بلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يقرؤون الكتب من خارج نطاق التحضير للدراسة 21%، بواقع 19% في الضفة الغربية و24% في قطاع غزة.وعلى مستوى الجنس بلغت النسبة 15% للذكور مقابل 26% للإناث.بلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يقرؤون الكتب في فلسطين 33% في العام 2014.5% من الأسر الفلسطينية تحصل على الصحف اليومية، بواقع 6% في الضفة الغربية و3% في قطاع غزة، في حين أن النسبة في فلسطين بلغت 20% عام 2014.11% من الأفراد الذين أعمارهم 10 سنوات وأكثر في المجتمع الفلسطيني يقرؤون الصحف، بواقع 12% للذكور و10% للإناث، وبواقع 6% في الضفة الغربية و18% في قطاع غزة.41  %من الأسر الفلسطينية تستمع للمحطات الإذاعية، بواقع 31% في الضفة الغربية و57% في قطاع غزة، أما بالنسبة للبرنامج الذي تستمع إليه الأسر بالدرجة الأولى فقد حصلت الأخبار على المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية كانت البرامج الدينية.بلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يستمعون للمحطات الاذاعية في فلسطين 25%، بواقع 28% للذكور و21% للإناث.71  %من الأفراد (10 سنوات فأكثر) في فلسطين لديهم وقت فراغ (بواقع 64% في الضفة الغربية و82% في قطاع غزة).40% من الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين لديهم وقت فراغ يقومون باستخدام الكمبيوتر أو الانترنت (بواقع 42% للذكور، 38% للإناث).33% يقومون بمشاهدة التلفزيون والفيديو في وقت فراغهم (بواقع 30% للذكور، 36% للإناث).9% يقومون بالالتقاء مع أقارب ومعارف وأصدقاء والمشاركة في المناسبات الاجتماعية (بواقع 10% للذكور، 8% للإناث).6% يقومون بقراءة الصحف والكتب والمجلات (بواقع 4% للذكور، 8% للإناث).5% يقومون بممارسة ألعاب رياضية والألعاب الفكرية (بواقع 9% للذكور، 2% للإناث)، و 7% يقومون بأنشطة أخرى مختلفة.

أما عن ممارسة الأنشطة الثقافية في المدرسة أو الجامعة خلال العام الدراسي 2023/2022، أظهرت نتائج المسح لعام 2023 أن:

40% من الأفراد (10 سنوات فأكثر) حفظوا القرآن.39% مارسوا أنشطة رياضية.29% مارسوا أنشطة علمية وتكنولوجية.بلغت نسبة الذين مارسوا أنشطة صحية وبيئية وكذلك أنشطة الخطابة والكتابة الإبداعية والمطالعة والقراءة 24%، تليها الأنشطة الكشفية الإرشادية والعمل التطوعي بنسبة 19%.

وعلى المستوى الرياضي، فقد أظهرت نتائج المسح لعام 2023، أن 6% من الأفراد (10 سنوات فأكثر) منتسبون لنادي رياضي (بواقع 10% للذكور و2% للإناث)، وأن 3% من الأفراد منتسبون لاتحاد أو نقابة، و2% من الأفراد منتسبون لجمعيات. أما في العام 2014، فقد أظهرت النتائج أن 7% من الأفراد (10 سنوات فأكثر) منتسبون لنادي رياضي، وأن 5% من الأفراد منتسبون لجمعيات، و4% من الأفراد منتسبون لاتحاد أو نقابة.

وأشارت نتائج مسح الثقافة الأسري لعام 2023 إلى أن 52% من الأفراد (18 سنة فأكثر) يوافقون على أهمية الجامعة للأنثى أكثر منها للذكر، و19% يوافقون على أن النساء أفضل من الرجال كزعماء سياسيين، و23% لا يوافقون على وجوب إتاحة الفرصة للعمل للرجال أكثر من النساء عندما تكون فرص العمل قليلة.

يذكر أن عام 2023 تم منح جوائز دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية 8 جوائز بقيمة 55 ألف دولار امريكي، والتي تمنحها الدولة تقديرا وعرفانا منها للمبدعين الفلسطينيين.

ودعمت الوزارة نحو 80 مشروعاً ثقافياً، ونظمت ما يقارب 160 فعالية ثقافية من ندوات تراثية، ونفذت حوالي 365 فعالية في سرد الحكايات وعروض دبكة وامسيات زجلية فلسطينية، كما تم دعم أكثر من 150 مكتبة من المكتبات العامة ومكتبات المدارس في الضفة الغربية، وأطلقت بدعم من اليونيسكو مشروع أشبرغ لدعم الفنانين وتطوير مهاراتهم في القطاع الثقافي، كما نظمت معرض فلسطين الدولي الثاني عشر للكتاب، وملتقى فلسطين للرواية العربية، ونفذت 30 فعالية ثقافية في المخيمات بالشتات والداخل الفلسطيني ضمن تعزيز الرواية الوطنية في فلسطين، وأدرجت الدبكة الفلسطينية، على اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، كما أقامت حوالي 35 دورة في الصناعات التقليدية و6 معارض للصناعات التراثية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة العدوان الإسرائيلي الصهيوني إسرائيل فلسطين استشهاد 45 كاتبا قطاع غزة الاحتلال فی الضفة الغربیة سنوات فأکثر فی قطاع غزة فی فلسطین بلغت نسبة من الأسر أکثر من لعام 2023

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي يفكك النظام الصحي بغزة ويحوله لحطام

كيف دمر العدوان الإسرائيلي القطاع الصحي في غزة؟ وما آثار الحرب الصحية؟ وما عدد الشهداء في قطاع غزة؟

ويعاني نظام الرعاية الصحية في غزة من أزمة غير مسبوقة، حيث تضررت معظم المرافق إلى درجة بحيث لا يمكن استخدامها، وتواجه المرافق المتبقية المفتوحة نقصًا في المياه والوقود والإمدادات الطبية.

ووفقا لتقرير منشور على موقع مجلس اللوردات البريطاني يوم 13 يناير/كانون الثاني 2025، فإن 1.9 مليون نازح في قطاع غزة معرضون لخطر سوء التغذية والجوع وانتشار الأمراض المعدية.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أدت الغارات الجوية ونقص الإمدادات الطبية والغذاء والمياه والوقود إلى استنزاف نظام صحي يعاني بالفعل من نقص الموارد، إذ تعمل المستشفيات بما يتجاوز قدرتها بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى وكذلك المدنيين النازحين الذين يبحثون عن مأوى.

لقد تضرر تقديم الخدمات الصحية الأساسية، من رعاية الأمهات والمواليد الجدد إلى علاج الأمراض المزمنة، بشدة بسبب نقص الوصول والأعمال العدائية بالقرب من المستشفيات.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة إنسانية بيانًا مشتركا بشأن الوضع، جاء فيه: لقد تم قطع الإمدادات عن المستشفيات بالكامل تقريبًا وتعرضت للهجوم، مما أسفر عن مقتل المرضى وتدمير المعدات الحيوية وتعطيل الخدمات المنقذة للحياة. تم احتجاز العاملين الصحيين والمرضى. كما ورد أن القتال وقع داخل المستشفيات.

الموت الوشيك

وأكد البيان أن "السكان الفلسطينيين في شمال قطاع غزة معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف".

إعلان

وقالت منظمة الصحة العالمية إن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بـ"تفكيك منهجي للنظام الصحي" في شمال غزة. ووصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "نمطًا من الهجمات" "يبدأ بغارات جوية إسرائيلية ويتبعها غارات برية واحتجاز المرضى والموظفين" ويترك المستشفيات غير صالحة للعمل.

في حين تزعم إسرائيل أن حماس وفصائل المقاومة الأخرى كانت تستغل البنية التحتية المدنية بما في ذلك المرافق الصحية.

من جهته قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 3 يناير/كانون الثاني 2025، إن إسرائيل "لم تقدم معلومات كافية لإثبات العديد من هذه الادعاءات".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن آخر مرفق صحي رئيسي يعمل في شمال غزة هو مستشفى كمال عدوان، وقد أغلق بعد أن أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء الكامل ودخلت المستشفى واحتجزت الطاقم الطبي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه خلال الشهرين الماضيين "ظلت المنطقة المحيطة بالمستشفى شديدة التقلب ووقعت هجمات على المستشفيات والعاملين الصحيين بشكل شبه يومي".

في 3 يناير/كانون الثاني 2025، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن 16 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة كانت تعمل جزئيًا، مع إغلاق 20 مستشفى. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن إن هناك 1822 سريرا فقط في المستشفيات متاحة للقطاع.

ووصف هذا المستوى من القدرة بأنه "أقل بكثير مما هو مطلوب لمعالجة الأزمة الصحية الساحقة" في غزة.

في 31 ديسمبر/كنون الأول 2024، قدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تحديثًا عن البنية التحتية الأخرى للرعاية الصحية في غزة، قال فيه إن "11 مستشفى ميدانيًا يعمل (6 منها تعمل بشكل كامل و5 تعمل جزئيا) و38% (52 من 138) من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بشكل كامل أو جزئي، و7 من أصل 27 مركزًا صحيًا تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كانت تعمل بـ20 فريقًا طبيًا طارئا، على الرغم من عدم وجود أي منها في شمال غزة".

إعلان

وتظهر الأرقام أن عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قتلوا في قطاع غزة بلغ 1057 شهيدا حتى ديسمبر/كانون الأول 2024.

كما أفادت المنظمات الإنسانية بوجود صعوبات في إدخال الإمدادات والمعدات، بما في ذلك الإمدادات الطبية، إلى قطاع غزة.

المخاطر الصحية في غزة

بالإضافة إلى مخاطر الإصابة والوفاة بسبب الصراع، تشمل المخاطر الصحية الرئيسية لـ1.9 مليون شخص نازح في غزة ما يلي:

1- انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن الناس في قطاع غزة يواجهون انعدامًا حادا للأمن الغذائي، حيث يواجه 91% من الناس مستويات الأزمة أو ما هو أسوأ، ويعاني 345 ألف شخص من مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي.

2- المياه والصرف الصحي

ساهمت شبكات المياه التالفة وسوء توفير الصرف الصحي في المخاطر الصحية بما في ذلك التعرض للنفايات والآفات. وقد أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بـ"معدلات مثيرة للقلق من التلوث الميكروبيولوجي".

3- الطقس الشتوي والافتقار للمأوى المناسب

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في ديسمبر/كانون الأول 2024 بأن الأمطار الغزيرة والطقس البارد أثرا على الأسر النازحة. وقال إن الخيام غمرتها المياه وتضررت، وإن ما لا يقل عن 5 أطفال حديثي الولادة توفوا بسبب انخفاض حرارة الجسم.

4- ضعف رعاية الأمومة والمواليد الجدد

يُقدر أن 183 امرأة تلد كل يوم في قطاع غزة. وتعاني المواقع القليلة القادرة على تقديم رعاية الأطفال الحديثي الولادة من نقص حاد في المعدات والأدوية والأكسجين، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى المكتسبة من المستشفيات. ولا يوجد حاليا أي موظفين متخصصين في تقديم رعاية الأطفال الحديثي الولادة في القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من مليون طفل بحاجة إلى دعم صحتهم العقلية.

ما عدد الشهداء في غزة؟

تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن استشهاد ما يزيد على 46 ألفا و600 شخص، وإن أكثر من نصف من تم التعرف على هوياتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

إعلان

ويزيد عدد الشهداء هذا على عشرة أمثال عدد من خسروا أرواحهم في كل الصراعات السابقة في قطاع غزة منذ عام 2008، وفقا لوكالة رويترز.

كيف تحسب السلطات الصحية بقطاع غزة عدد الشهداء؟

في الأشهر الأولى من الحرب، كان يتم حساب أعداد الشهداء بالكامل عبر إحصاء الجثث التي تصل إلى المستشفيات. وكانت البيانات تتضمن أسماء معظم من لاقوا حتفهم وأرقام بطاقات الهوية الخاصة بهم.

وفي ظل احتدام الصراع وقلة عدد المستشفيات والمشارح، بدأت السلطات في اتباع أساليب أخرى.

وبداية من أوائل مايو/أيار 2024، حدّثت وزارة الصحة بياناتها بشأن إجمالي حصيلة الوفيات لتشمل الجثث المجهولة الهوية، التي تمثل نحو ثلث العدد الإجمالي للقتلى.

ومنذ ذلك الحين، تعمل السلطات الصحية على تحديد هوية أصحاب الجثث وتقلصت نسبة مجهولي الهوية إلى أقل من 3%.

وقال مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة في غزة زاهر الوحيدي إن السبب في إحراز تقدم بشأن تحديد هويات أصحاب الجثث هو استعادة قاعدة بيانات مركزية من مستشفى الشفاء، وتطبيق نظام جديد يسمح للعائلات بتقديم معلومات عن القتلى يتحقق منها الأطباء والشرطة.

ووفقا لحسابات رويترز المبنية على بيانات فلسطينية، نحو 55% من الشهداء الذين تم تحديد هوياتهم هم من النساء والأطفال وكبار السن.

هل عدد الشهداء في غزة شامل؟

تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الأعداد لا تعكس بالضرورة جميع من لاقوا حتفهم، إذ لا يزال هناك العديد من الجثث المدفونة تحت الأنقاض. وقدّرت الوزارة أن حوالي 10 آلاف جثة لم يتم إحصاؤها.

ووفقا لدراسة خضعت لمراجعة الأقران ونُشرت في دورية ذا لانسيت هذا الشهر، فمن المرجح أن تكون الإحصاءات الفلسطينية الرسمية للوفيات المباشرة في حرب قطاع غزة أقل من عدد الضحايا بنحو 40% في الأشهر التسعة الأولى من الحرب وسط تدهور البنية التحتية لمرافق الرعاية الصحية في القطاع.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الأرقام التي تعلنها السلطات الفلسطينية ربما تكون أقل من الواقع. وأكدت المفوضية لرويترز أن الوفيات التي تحققت منها حتى الآن تظهر أن غالبيتها من النساء والأطفال.

إعلان ما مدى مصداقية حصيلة الشهداء في غزة؟

قال خبراء الصحة العامة لرويترز إن قطاع غزة قبل الحرب كان يتمتع بإحصاءات سكانية قوية ونظم معلومات صحية أفضل من تلك الموجودة في أغلب دول الشرق الأوسط.

ووجدت دراسة أجرتها منظمة "إير وورز" غير الربحية، التي تتخذ من لندن مقرا لها وتجمع قوائم تفصيلية عن القتلى من جميع المصادر، أن هناك تطابقا بنسبة 75% على الأقل بين قوائمها وقوائم السلطات في قطاع غزة والتي تتضمن آلاف الأشخاص الذين قُتلوا خلال الفترة الأولى من الحرب.

وتعتمد الأمم المتحدة بصفة متكررة على أعداد حصيلة الشهداء الصادرة عن وزارة الصحة وتقول إنها مصدرها الأساسي، في حين عبرت منظمة الصحة العالمية عن ثقتها الكاملة في هذه الأعداد.

مقالات مشابهة

  • قبل يومين من وقف إطلاق النار بغزة.. طالع حصيلة الشهداء والجرحى
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46 ألفا و 788 شهيدا
  • صحة غزة تنشر إحصائية شهداء العدوان الإسرائيلي
  • العدوان الإسرائيلي يفكك النظام الصحي بغزة ويحوله لحطام
  • فلسطين اليوم.. ماذا قال قادة العالم عن الدور المصري في وقف إطلاق النار بغزة؟
  • العراق يثمن دور مصر في التوصل لوقف إطلاق النار بغزة
  • سفير فلسطين السابق بالقاهرة: لم تدخر مصر جهدًا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • عاجل | أمير قطر: نأمل أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في إنهاء العدوان والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف صهيوني على غزة وجنين بينهم صحفيان وناشط إعلامي
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46707 شهيداء