عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا تلفزيونيا بعنوان «لطمة كبرى على وجه تل أبيب.. العالم يتحد ضد الاحتلال الإسرائيلي».

التعاطف الدولي الواهي مع إسرائيل

وأوضح التقرير أنّ التعاطف الدولي الواهي مع إسرائيل منذ بداية حربها الشرسة على قطاع غزة يتراجع يوما بعد يوم، مع انكشاف حقيقة مخططاتها المخبأة أسفل جعبتها السوداء، ليتحد العالم صغيره قبل كبيره مطالبا بوقف إطلاق النار ووضع حد للتوحش الإسرائيلي على القطاع المكلوم.

وأشار التقرير إلى أنّ ليلة سوداء جلبت على إسرائيل إدانة جماعية لكل انتهاكاتها في القطاع، فباتت مطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار أو الخروج من مظلة الدعم الدولي الذي أصبح عاجزا أمام ذلك التعنت.

وصف قطاع غزة بالمقبرة

ولفت التقرير إلى أنّ «يونيسف» بدورها وصفت قطاع غزة بـ«مقبرة للأطفال» مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، بالتزامن تصاعدت المطالب الدولية بضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة حماية لأطفالها ولأكثر من مليون شخص وحقهم في الحياة والأرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

هكذا أفشل صحفيو غزة خطط إسرائيل

لم يشهد أي مكان في العالم في أي مرحلة من مراحل التاريخ قتل عدد من الصحفيين والإعلاميين مثلما حدث في قطاع غزة خلال حرب الإبادة منذ ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

لقد قتل الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين قصفًا ونسفًا وقنصًا، وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم بوحشية لم يعرفها العالم من قبل. فارتقى 207 من الصحفيين والإعلاميين رجالًا ونساء وشبابًا وشيوخًا دون تمييز بمعدل ثلاثة أسبوعيًا، وهو أعلى بثلاث مرات من معدل قتل الصحفيين في كل دول العالم مجتمعة في أسوأ الأعوام التي شهدت استهداف الصحفيين خصوصًا في مناطق النزاعات، أو على خلفية استقصائهم في ملفات الجريمة المنظمة، أو الاتجار بالبشر، أو ملفات الفساد، وغير ذلك.

ولن يكون مفيدًا هنا أن نسأل الاحتلال عن سبب هذا الاستهداف المتعمد – في أغلب الأحيان إن لم يكن في جميعها- فقد نسج الاحتلال على الدوام روايات خيالية عن علاقة الصحفي الفلسطيني في غزة بقضيته الوطنية وبمعاناة شعبه، وكذلك بفصائل المقاومة.

ولفق الاحتلال التهم جزافًا لبعض من أثار قتلهم ردود فعل كبيرة نسبيًا، وحرك حالة من الاستنكار على المستوى العالمي، كما حدث بعدما اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفي إسماعيل الغول، ذلك الشاب الواعد المتألق الذي نقل للعالم عبر قناة الجزيرة ومنصاتها أصعب مراحل العدوان على مدينة غزة وحصار واقتحام مستشفى الشفاء، وقد اعتقل من هناك لبضع ساعات، ثم أطلق سراحه لتنقض عليه صواريخ الغدر الإسرائيلية في يوم إخباري كبير كان يغطي فيه تداعيات اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فارتقى الإسماعيلان شهيدين في نفس اليوم وبنفس الطريقة تقريبًا، الأول في طهران، والثاني في مدينة غزة.

إعلان إستراتيجية ممنهجة للتعامل مع الإعلام

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول منع الاحتلال دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، وكان ذلك لسببين:

الأول: رفع الحصانة عن الصحفيين في غزة، فوجود صحفيين أجانب أو أي موظفين دوليين، خصوصًا من الغربيين، كما في كل الحروب السابقة، يعني أن على الاحتلال تحري الدقة في توجيه القصف والتدمير. وهذه المرة أراد الاحتلال التخلص من ذلك العبء. والثاني: أن يكون الاحتلال بمأمن من ملاحقة الصحفيين الأجانب الذين سيوثقون -بغض النظر عن مواقفهم السياسية- ما تقع عليه عيونهم وكاميراتهم، وسينشرون القصص والحكايات عما يرتكبه الاحتلال من فظائع وجرائم.
وهذه النقطة تحديدًا نجح الصحفيون الفلسطينيون في تعويضها، فانتشروا واستعدوا ونقلوا الصورة للعالم بأقصى ما يمكن من تفاصيلها وتحملوا أعباء ذلك. إجراءات متنوعة

أمام ذلك اتخذ الاحتلال سلسلة من الإجراءات على النحو التالي:

أولًا: إخلاء صحفيي الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية، وهم أصحاب التجربة الطويلة والخبرة العالية، فضلًا عن ارتباطهم بالعالم الخارجي وراكموا قدرًا عاليًا من المهنية والمصداقية فيما يقدمونه من أخبار وصور. ومما يدفع للاستغراب أن ذلك حدث بطلب من تلك المؤسسات تحت عنوان حمايتهم، وتم إجلاء الغالبية العظمى منهم إما لمصر أو قطر أو دول أخرى. ثانيًا: تدمير المؤسسات الإعلامية الفلسطينية والمعدات من استوديوهات وكاميرات وعربات للنقل الخارجي أو الفضائي وغير ذلك. ثالثًا: الاغتيال المباشر لعدد كبير من الصحفيين العاملين في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وقناة الجزيرة بقصف بيوتهم أو قنصهم أثناء عملهم بالرصاص أو بالمسيرات. رابعًا: التشكيك في رواية الصحفيين ومهنيتهم واختراع الروايات الكاذبة لإضعاف مصداقيتهم مما يسهل استهدافهم بأي وقت وبأي نوع من الاستهداف. خامسًا: الاعتقال، وقد اعتقل الاحتلال بشكل متكرر الصحفيين والإعلاميين ونكّل بهم وبأسرهم، وفي بعض الحالات أحرق بيوتهم، كما حدث مع الصحفي القدير عماد الإفرنجي أبو مصعب الذي مازال يرزح خلف القضبان. سادسًا: الإصابات ومنع الخروج للعلاج، وهو ما يثبت نظرية التعمد في الاستهداف. فلو كان ذلك مجرد حدث عارض تسببت به ظروف المعركة وطبيعة المواجهة لكان الاحتلال حريصًا على تقديم العون والمساعدة مباشرة كما يفعل لجنوده الذين يتعرضون للإصابات في ميدان المعركة، أو على الأقل لكان سمح لهم بالحصول على الرعاية الطبية في أقرب نقطة ممكنة، أو السفر للخارج لتلقي العلاج إذا لم يتوفر ذلك في غزة التي دمر الاحتلال مؤسساتها الطبية وأصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الكثيرة التي احتاجها أهل غزة في ظروف الحرب الهمجية. سابعًا: التهديد عبر الاتصالات الهاتفية وعبر شاشات التلفزيون ضمن برامج القنوات الإسرائيلية، وهو الشكل الذي تكرر مع عشرات الصحفيين والمصورين، وكان هدفه التخويف والترهيب لوقف التغطية بأي شكل من الأشكال. إعلان كيف واجه الصحفيون الفلسطينيون كل ذلك؟

لم يستسلم الصحفيون أمام هذا الاستهداف الواسع، بل واصلوا التغطية وجعلوا ذلك شعارهم، وأبدعوا في إيجاد البدائل والوسائل لتوصيل الصوت والصورة المباشرة ما أمكن أو المسجلة والثابتة أو المعلومة والخبر، ونجحوا في فضح ممارسات وجرائم الاحتلال في كل مناطق القطاع، واستندوا إلى خبرات توارثها الصحفيون عبر ثلاثة أجيال منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة بانتفاضة الحجارة عام سبعة وثمانين.

كما استندوا إلى ما يحملونه من إيمان بدورهم وقوة تأثيرهم وقدرتهم على حماية شعبهم من خلال هذا العمل الصحفي والإعلامي، كما فعلوا في كل الحروب التي مرت على غزة خلال العقدين الأخيرين، وإلى استعدادهم الدائم لأداء الواجب والحفاظ على التغطية مستمرة وعدم السماح بسقوط الصورة.

نتائج مذهلة

انضمت أجيال جديدة من الصحفيين للعمل، وحملوا راية زملائهم ولم يسمحوا بالتعتيم. وتناقل العالم في أطرافه الأربعة المعلومة والصورة الموثوقة، وإن كانت أحيانًا مصحوبة بمشاعر وتعليقات هؤلاء الصحفيين أو النشطاء الإعلاميين، وتحول معظمهم بسرعة البرق إلى نجوم نظرًا لوجودهم الدائم في دائرة الخطر، وتشابك علاقتهم بما حولهم، فبيوتهم مستهدفة كما كل أهل غزة، وعائلاتهم أيضًا قصفت أو نزحت كما كل غزة، ورآهم العالم يصرخون خوفًا أو يهربون فزعًا أو يرتجفون بردًا أو يتضورون جوعًا أو يتألمون من الجراح والإصابات، أو يودعون أحبابهم وأقاربهم الشهداء. ولم تعد قصتهم حدثًا شخصيًا بل جزءًا أساسيًا من مشهد شعب يتعرض كل ما فيه لعدوان همجي رهيب.

لاشك أن غزة استطاعت أن تحكي قصتها بكل جرأة ووضوح من خلالهم، وفشل الاحتلال فشلًا ذريعًا في كتم الحقيقة، وفشلت معه مؤسسات إعلامية دولية كانت تبدو عملاقة حتى رآها العالم متقزمة وفاشلة وربما متآمرة، فلا هي قاتلت من أجل الصحفيين في غزة ولا من أجل الدخول إلى غزة والمشاركة في تغطية حرب عظيمة ومدمرة جعلتنا نسميها "حرب الإبادة"، ولا قامت بواجبها في نقل الصورة الصحيحة أو الدفاع عن حق الصحفيين الفلسطينيين بأن يتمتعوا بما تنص عليه مواثيق العالم من حصانة وحرية .

إعلان

أما صحفيو غزة فاستحقوا أن يحصدوا كل جوائز الشجاعة في كل المهرجانات أو المحافل العالمية، فقد ثبتوا وصمدوا وتحملوا وكابدوا والتصقوا بشعبهم وقضيته، ونقلوا كل صور المعاناة التي لم تغب آثارها عن تعبيرات وجوههم أو حدقات عيونهم أو نبرات أصواتهم أو على أجسامهم وممتلكاتهم.

الأجيال الثلاثة

ربما يكون ذلك نوعًا من التأريخ الشخصي لمهنة الصحافة في غزة، وليس تأريخًا علميًا دقيقًا، فالمهنة لم تبدأ عندما بدأت، بل سبقني وجيلي صحفيون على مدى سنوات طويلة، لكنني لاحظت أن جيلنا كان طبقة كاملة من الصحفيين في تخصصات مختلفة، وغالبيتهم واكبوا الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى المعروفة بانتفاضة الحجارة التي انطلقت عام 1987.

ثم واكبوا ما تبعها من تطورات سياسية خصوصًا "عملية السلام" واتفاقيات أوسلو وإقامة السلطة بعد عودة ياسر عرفات ومنظمة التحرير. وقد نشأت علاقتي بالصحافة مع هذا الجيل الذي استهدفه الاحتلال أيضًا في حرب الإبادة، كما كان في استهداف الصحفي الكبير مصطفى الصواف فارتقى شهيدًا هو وعدد من أفراد أسرته.
أما الزميل الآخر الذي ينتمي لهذه المرحلة أيضًا فكان الزميل وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة الذي استهدف هو وعائلته وبيته وأصيب هو، بينما استشهد عدد من أفراد أسرته.
والصحفي القدير عماد الإفرنجي وهو من رموز صحفيي غزة أيضًا، فقد نكل به الاحتلال بعد اعتقاله، كما أحرق بيته وهجر أسرته إلى جنوب القطاع بطريقة شديدة الوطأة تدل على سادية ووحشية منقطعة النظير.
ولا أبالغ إن قلت إن معظم أبناء الجيلَين: الأول والثاني، هم الذين خرجوا من رحم انتفاضة الأقصى عام 2000، وعاشوا حروبًا متتالية منذ 2008، وهؤلاء من أمثال الصحفي القدير تامر المسحال ومؤمن الشرافي وهشام زقوت وغيرهم ممن يعملون بالمؤسسات الإعلامية المتنوعة، قد تمرسوا على تغطية الحروب منذ 2008 وحتى 2021. وتعرضوا أيضًا للاستهداف بالقتل أو الإصابة أو التهديد أو الاعتقال واستهداف أسرهم وبيوتهم.

إعلان

أما الجيل الثالث، فهم ربما ظهروا بعد حرب 2021 أو قبلها، ولكنهم تميزوا وبرزوا بعدما حملوا الراية باقتدار خلال أصعب المعارك الفلسطينية على الإطلاق منذ انطلاق طوفان الأقصى نهاية العام 2023، وقدموا صورة مشرفة عن بطولتهم وشجاعتهم ومهنيتهم وانتمائهم الوطني وحمْل قضية شعبهم، وحق لنا أن نفخر ونحتفي بهم، وأن نترحم على 207 من الزملاء الشهداء، ونتمنى الشفاء التام للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين منهم، وأن يعوض الله كل المتضررين خيرًا.

وليست حكاية الصحفيين في غزة سوى نموذج مصغر من كل شرائح الشعب الفلسطيني في غزة، فقد عركتهم التجارب وصقلتهم الحروب وألهمتهم تجارب الأجيال السابقة ورموزها، وأجبروا على تحمُّل أعباء ثقال، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مدير إدارة الشرق الأوسط في «النقد الدولي» لـ«الاتحاد»: اقتصاد الإمارات يحافظ على زخم النمو رغم التحديات العالمية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعرقل دخول الخيام والأدوية إلى قطاع غزة (فيديو)
  • الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على مسلحين شرق رفح وحماس تُعقّب
  • هكذا أفشل صحفيو غزة خطط إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعلن البقاء في 5 مواقع استراتيجية على الحدود اللبنانية تشرف على المستوطنات
  • مؤتمر الدفاع الدولي 2025 ينطلق غداً بمشاركة 1800 من قادة القطاع حول العالم
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. مؤتمر الدفاع الدولي 2025 ينطلق غداً بمشاركة 1800 من قادة القطاع حول العالم
  • أكثر من 48 ألف شهيد حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى
  • جوتيريش: نأمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار في قطاع غزة
  • ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.. استعدادات في غزة لإطلاق سراح 3 محتجزين إسرائيليين