أبلغ وجهاء عائلات في قطاع غزة مسؤولين أمميين رفضهم أي تعاون سوى عبر الحكومة والأجهزة الأمنية في القطاع، والتي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت مصادر للجزيرة، إن وجهاء العائلات أبدوا استعدادهم للتعاون بإدخال وتوزيع المساعدات شرط التنسيق مع أجهزة الأمن بغزة، ورفضوا عرضا للتعاون قدمه منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في القطاع.

وفي هذا الإطار يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن فكرة توزيع المساعدات عبر عشائر وعائلات في غزة "محاولة بمنتهى الخبث تذكر الجميع بالصحوات في الأنبار بالعراق".

وخلال تحليله للجزيرة، أوضح الدويري، أن الجيش الأميركي عندما لم يستطع إدامة عملياته القتالية وجد في الصحوات بديلا لمقاتلة "دولة العراق الإسلامية".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن صحوات بثوب جديد تتولى مهمة المساعدات في البداية على أن تتسلم البعد الأمني لاحقا، معتقدا أن الغزيين لا يقبلون أن يكونوا مطية وعملاء للجيش الإسرائيلي.

وكانت القناة الـ14 الإسرائيلية، قد ذكرت أن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بدأ العمل على بناء قوة مسلحة (جنوب قطاع غزة)، تتكون من عائلات لا تؤيد حركة حماس لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.

وبعد ذلك قال مسؤول أمني في حماس، إن "قبول التواصل مع الاحتلال من مخاتير وعشائر للعمل بقطاع غزة خيانة وطنية لن نسمح بها"، مؤكدا أن "سعي الاحتلال لاستحداث هيئات تدير غزة مؤامرة فاشلة لن تتحقق".

مجالس الصحوة

تجدر الإشارة إلى أن مجالس الإسناد أو الإنقاذ أو الصحوة، هي تجمعات عشائرية سنية أنشئت في أغلبها بعد الاحتلال الأميركي للعراق لمواجهة تنظيم القاعدة، خاصة منذ إعلان "دولة العراق الإسلامية".

وكانت البداية الأولى لظهور مجالس الصحوة في أواخر 2006 في محافظة الأنبار غرب العراق التي تعد أكبر محافظة سنية، ومنها انطلقت فكرة المجالس إلى محافظات أخرى مثل محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى.

ومدت قوات الاحتلال الأميركي مجالس الصحوة بالمال والسلاح سواء بطريقة مباشرة أو عبر الحكومة العراقية، ونجحت هذه المجالس إلى حد كبير في تقليل نفوذ القاعدة، واستطاعت طرد أعداد كبيرة من المنتمين إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

الدويري: المقاومة لن تتخلى عن جنين رغم محدودية إمكانياتها

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن العملية التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية أمس الثلاثاء تتسم بعدم التناسب من حيث القوة المستخدمة والكثافة النارية وأنواع الأسلحة.

وأضاف -في تحليل للجزيرة- إن العملية الجديدة هي استنساخ لعملية سابقة نفذها الاحتلال في 2023، وكانت أوسع نطاقا وأكبر من حيث القوات التي شاركت فيها.

وتوقع الدويري أن تخرج قوات الاحتلال من المخيم في نهاية الأمر كما حدث قبل عامين، لكن بعد تدمير البنية التحتية المدنية بشكل شبه كامل.

إمكانيات محدودة

وعن الطرق التي يمكن للمقاومة الاعتماد عليها في المواجهة، قال الدويري إنها محدودة وتنحصر في البنادق الخفيفة والعبوات المحلية الصنع، مشيرا إلى قلة أعداد المنضوين تحت لواء المقاومة في جنين.

ومع ذلك، استبعد الخبير العسكري تخلي المقاومة عن المخيم. ولم يستبعد أن توسع إسرائيل العملية "لكنها ستضطر لخوض حرب شوارع وبيوت".

ولفت إلى أن سلوك الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ورفعه عقوبات كانت مفروضة على بعض المستوطنين، يعكس تقبله لسلوك إسرائيلي أكثر عنفا في الضفة الغربية عموما.

ورغم القوة الكبيرة والمتنوعة المشاركة في العملية التي تضم لواء كوماندوز ووحدة "إيغوز" النخبوية وطائرات الأباتشي، فإن طبيعة المخيم تساعد المقاومين على التخفي وتوظيف الحشوات المتفجرة لكن بصورة محدودة، كما يقول الدويري.

إعلان

وبدأت قوات الاحتلال عملية موسعة في مخيم جنين أطلقت عليها اسم "الجدار الحديدي"، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها "مهمة للقضاء على الإرهاب في جنين".

وأضاف نتنياهو -عبر حسابه في منصة إكس- إن العملية "تمثل خطوة جديدة لتحقيق الهدف المعلن سابقا والمتمثل في تعزيز الأمن بالضفة الغربية".

وأسفرت العملية عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • تحقيق إسرائيلي يكشف: كيف خدعت حماس قادة جيش الاحتلال ومخابراته
  • غزة.. الداخلية تنفذ عملية أمنية ضد “عصابات” سرقة المساعدات
  • الدويري: عملية الاحتلال بجنين مختلفة عن سابقاتها وخطوة أولى لضم الضفة
  • حركة فتح تهاجم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتؤكد أنها الحامي الأمين
  • الدويري: المقاومة هي الورقة الوحيدة لمنع إسرائيل من ابتلاع الضفة
  • هآرتس: حظر الأونروا.. مخطط إسرائيلي لضم القدس الشرقية
  • الدويري: المقاومة لن تتخلى عن جنين رغم محدودية إمكانياتها
  • حماس: سنهزم نتنياهو في الضفة كما هزمناه بغزة
  • إعلام إسرائيلي: دفعنا ثمنا إستراتيجيا غير مسبوق ولا بديل لحماس بغزة
  • إعلام فلسطيني: 2092 عائلة أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني بغزة