اضطررنا للمشي لكيلومترات وكان الناس يصرخون.. سائحة فرنسية تتحدث عن فوضى الإجلاء برودس اليونانية
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
كان من المفترض أن يكون يوم إجازة عاديا بالنسبة للشابة الفرنسية كارلا (16 سنة) وعائلتها التي استمتعت بالإقامة لمدة أسبوع بأحد فنادق منطقة كيوتاري، في جنوب شرق جزيرة رودس اليونانية، لكن الحرائق المستعرة منذ أسبوع قلبت الأمور.
ويوم السبت كان عدد من السياح الفرنسيين يستمتعون بساعاتهم الأخيرة على الجزيرة قبل التوجه إلى المطار، غير مهتمين "ببقايا الرماد" الذي نثرته الحرائق المشتعلة منذ أيام بالقرب منهم، فكل ما يحدث بدا بالنسبة لهم بعيدا، وعلى الرغم من تعبئة رجال الإطفاء وتجهيزهم بطائرات الهليكوبتر والمروحيات الخاصة بالإطفاء، فلم يبد أي من السياح في الفندق قلقا حيال ذلك.
لكن صباح يوم أمس الأحد، وعندما كانت كارلا بصدد التقاط صورة لاحظت أن السماء تحوّلت للون البرتقالي، وغيّرت الرياح وجهتها، لتقترب ألسنة اللهب فجأة من المنتجع الساحلي المحصن بين البحر والجبال.
"في هذا الوقت لاحظت أن الفندق المجاور بدأ في الاشتعال"، تقول كارلا لصحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، لتضطر أسرتها لجمع أمتعتها والمغادرة على الفور بعد أن سمعت أجهزة الإنذار تدوي في أرجاء الفندق لإجلاء النزلاء.
وتضيف الشابة: أجبرنا على الخروج من الخلف، ومُنحنا مناشف وزجاجات مياه، لكن المغادرة كانت مستحيلة فالطريق مسدود.
«On a dû marcher 7 km, les gens criaient» : une touriste française raconte le chaos de l’évacuation de Rhodes https://t.co/RtXqCwnyeo
— Le Figaro (@Le_Figaro) July 24, 2023
حالة ذعرتتذكر كارلا حالة "الذعر العام" التي انتابت الجميع بسبب عدم مدّهم بتعليمات للإجلاء، وتقول إنه كانت هناك نساء مع أطفال، وكبار السن، وفيما بدأ عدد من السياح في الفرار، تبعتهم عائلتها (كارلا).
"كان علينا أن نمشي 7 كيلومترات ونحمل حقائب وزنها 20 كيلوغراما، كان الناس يصرخون وبعضهم يبكون لأنهم تركوا كل شيء وراءهم"، تقول الشابة الفرنسية، فالكثير منهم كانوا عائدين من الشاطئ ولم يكن لديهم الوقت الكافي للعودة إلى غرف الفندق والحصول على بعض أغراضهم أو حتى أوراقهم الشخصية.
ودون معرفة إلى أين يذهبون كان الفارون من الفندق يصعدون في طريق مرتفع، بينما كانت أعمدة الدخان تلاحقهم، مما اضطرهم لعدم التوقف كما تصف كارلا الوضع.
اضطرت عائلة كارلا إلى ترك حقيبتين في الطريق، وبمساعدة السكان المحليين الذين نظموا عملية الإجلاء ووفروا للسياح الفارين شاحنات ووسائل نقل ومياه، تمكنت العائلة من إيجاد مكان آمن في إحدى المدارس، وعلى الرغم من صعودهم بحافلة تقلهم إلى المطار، فإنهم وجدوا أن رحلتهم قد غادرت بالفعل.
وحتى ظهر أمس الأحد كانت العائلة الفرنسية لا تزال في المطار، حيث أمضت هناك ليلة بالفعل، فكل الرحلات نحو باريس كانت محجوزة.
وفي مطار جزيرة رودس تجلس الشابة مع المئات على الأرض دون أي دعم كما تقول، مشيرة إلى أن عددا من السياح يعيرون الملابس لبعضهم بعضا، فيما عاد آخرون إلى الفنادق حيث كانوا يقيمون للحصول على أغراضهم.
وتضيف الفتاة بحرقة "لم تعتنِ بنا السلطات"، وبالمقابل حيت ما وصفته بالدعم الهائل من السكان.
وانتظر مئات السياح الأحد في مطار رودس الدولي الواقع في شمال غرب الجزيرة بحثا عن رحلة للعودة، بينما علّقت شركات طيران عدة رحلاتها إلى الجزيرة.
وقامت اليونان بواحدة من "كبرى عمليات الإجلاء التي شهدتها البلاد على الإطلاق"، وشملت نحو 30 ألف شخص، على خلفية موجة حر أدّت إلى تأجيج الحرائق.
يشار إلى أن جزيرة رودس التي تضم أكثر من 100 ألف نسمة تعدّ إحدى أكثر الوجهات السياحية شعبية في اليونان، حيث يقصدها سياح من بريطانيا وألمانيا وفرنسا خصوصا.
يشار إلى أن درجات الحرارة في اليونان فاقت أمس الأحد 40 درجة مئوية في أماكن عدة. وفي وسط البلاد وفي شبه جزيرة بيلوبونيز بلغت الحرارة 45 إلى 46.4 درجة مئوية في فترة ما بعد الظهر، وفقًا لمرصد أثينا الوطني.
ووفقا لمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، من المتوقّع أن تظل درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية مع توقّع 41 إلى 42 درجة مئوية في بيلوبونيز وفي وسط البلاد اليوم الاثنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: درجة مئویة من السیاح
إقرأ أيضاً:
جزيرة مجهولة تتحول إلي وجهة للأثرياء للعيش للأبد
لندن
تحولت جزيرة “رواتان” وهي جزيرة غير معروفة في الكاريبي والتي تقع على بعد 40 ميلا من الساحل الشمالي لهندوراس إلى وجهة للأثرياء الذين يسعون إلى “العيش للأبد”، وذلك بفضل غياب القوانين التي تنظم العلاجات الجينية التجريبية فيها.
وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، تحتضن الجزيرة مدينة خاصة تسمى “بروسبيرا”، تتميز بعدم وجود قوانين أو ضوابط تنظيمية تحكم الممارسات الطبية المتطورة وغير المعتمدة رسميا في هذا المكان.
ومكنت تلك الميزة الشركات والمستشفيات في هذه المنطقة من تقديم علاجات أو تقنيات طبية حديثة ومبتكرة دون الحاجة إلى الحصول على موافقة من هيئات تنظيمية (مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA). وهذا يعني أن هذه الممارسات قد تكون غير مثبتة علميا بالكامل أو لم تخضع لاختبارات صارمة لتأكيد سلامتها وفعاليتها.
وتقدم Minicircle، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية مسجلة في ولاية ديلاوير، موجودة في بروسبيرا، علاجا جينيا يعتمد على بروتين فوليستاتين (Follistatin)، والذي تم اختباره من قبل عالم البيولوجيا التطبيقية براين جونسون.
ويتضمن هذا العلاج، والذي لم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهو غير قانوني في الولايات المتحدة، يكلف حاليا 25 ألف دولار، حقنا بسيطا بجزيئات الحمض النووي التي تحفز الجسم على إصلاح نفسه، ويقال إن آثاره تدوم من عام إلى عامين.
وتفتخر Minicircle، بأنها واحدة من الرواد في مجال التحسين الجيني البشري، وعلى الرغم من أن الشركة أكملت فقط المرحلة الأولى من التجارب السريرية لعلاج الفوليستاتين، إلا أنها تدعي أن العلاج أظهر “نتائج واعدة”.
ويعرف الفوليستاتين أيضا بالبروتين الرابط للأكتيفين، وهو بروتين يساعد على تنظيم التمثيل الغذائي ويلعب دورا في وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك نمو العضلات، صحة العظام، والجهاز التناسلي.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وجد أن العلاج الجيني بالفوليستاتين يزيد من عمر الفئران بنسبة 32.5%، لكن Minicircle تصف العلاج بأنه “مدروس جيدا، وآمن، وفعال بشكل استثنائي”.
وخضع أحد الأشخاص يدعي براين جونسون، والذي ينفق ملايين الدولارات في محاولة لإبطاء الشيخوخة، حيث ظهر في فيديوهات ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه الرجل الذي يحاول مقاومة الموت، لعلاج الفوليستاتين في أوائل عام 2024 وأعرب عن إعجابه بالنتائج.
وظهر جونسون في فيديو تم تصويره خلال زيارته لعيادة Minicircle، وهو يحقن بجين ينتج الفوليستاتين في معدته وأردافه، وبعد ستة أشهر من العلاج، أظهرت الاختبارات أن سرعة شيخوخته انخفضت إلى 0.64.
ووفقا لـ Minicircle، فإن العلاج الجيني بالفوليستاتين يزيد من الكتلة العضلية، ويقلل الدهون، ويقلل الالتهابات، ويطيل التيلوميرات (أجزاء من الحمض النووي ترتبط بالشيخوخة)، ويعكس بشكل كبير تسارع العمر الجيني.
ومع ذلك، يحمل العلاج الجيني مخاطر محتملة، مثل التسبب في السرطان بسبب طفرات الخلايا الجذعية الدموية، لكن جونسون يؤكد أن علاج Minicircle فريد من نوعه لأنه قابل للعكس في حالة حدوث أي مشاكل، حيث يمكن إيقاف نشاط الجينات المحقونة باستخدام مضاد حيوي يسمى تتراسيكلين.
وتقدم تلك العيادة بالإضافة إلى العلاج الجيني، تقدم العيادة في بروسبيرا علاجات بالخلايا الجذعية، والتي تعد أحدث تقنيات الطب التجديدي، وهي علاجات، تستخدم لإصلاح الأنسجة التالفة، تحدث ثورة في مجالات علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية والاضطرابات العصبية.
وتعد تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية مرتفعة جدا، حيث تصل إلى 20 ألف دولار لكل جلسة، ما يحد من قدرة معظم الناس على الخضوع لها أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في السنة.