من هو “العم سام” وكيف ظهر؟.. قصة الجزار الذي أصبح رمزا للشر
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
#سواليف
اقترنت #الولايات_المتحدة منذ مدة طويلة بصورة ” #العم_سام”، بملامح شخصية هزلية قاسية بثياب مخططة بالعلم الوطني، وكان أول رسم كاريكاتيري لـ”العم سام” قد ظهر في 13 مارس عام 1852.
العم سام، الصورة التي أصبحت نمطية للولايات المتحدة، شاعت في مراحلها الأولى بين عامي 1860 – 1870 بعد أن رسمت بريشة #توماس_ناست، الفنان الأمريكي الذي كان أول من قدم صورة فيل رمزا للحزب الجمهوري، وهو أيضا من جعل من الحمار رمزا شائعا للحزب الديمقراطي.
أما الرسم الكاريكاتيري للعم سام الذي ظهر وتكرس في عام 1852، فقد كان لفنان آخر يدعى فرانك هنري بيلو.
مقالات ذات صلة أنهى حياة ابنته بمشاركة زوجته بعد تعذيبها بالكابلات.. تفاصيل جريمة بشعة تهز جنوبي سوريا 2024/03/14ظهرت الولايات المتحدة من خلال شخصية “العم سام” الشائعة، رجلا مسنا طويل القامة بشعر رمادي، وبملامح حادة، ولحية على الطراز القديم، يعتمر قبعة بألوان العلم الأمريكي، ويرتدي بطالا مخططا، ومعطفا من قسمين في الخلف.
قصة ظهور “العم سام” إلى الوجود:
أول ذكر لـ”العم سام” في الصحافة الأمريكية ظهر في 7 سبتمبر عام 1813 من خلال صحيفة ” تروي بوست” التي تصدر في مدينة نيويورك في مقال عن الحرب الامريكية البريطانية “1812 – 1814”.
هذه الصحيفة كتبت في تلك المناسبة تقول: “لقد أصبح اللقب المرفوض الذي حصلت عليه حكومتنا شائعا تقريبا مثل الاسم الشائع لجون بول لبرجوازية بريطانية نموذجية، ضيقة الأفق وراضية عن نفسها”.
جون بول الذي تحدثت عنه الصحيفة الأمريكية هو شخصية لمزارع بريطاني من كتيب دعائي للفنان الساخر جون أربوثنوت كان صدر في عام 1712، وأصبح صورة مثالية للرجل الإنجليزي، بوجهه الأحمر وقبعته المميزة وبطنه الضخم وولعه بالجعة والويسكي.
أما “العم سام” الحقيقي فقد ظهر في عام 1812. الرجل جزار اسمه صموئيل ويلسون، ويعمل موردا للسلع التموينية للجيش الأمريكي خلال تلك الحرب.
#صموئيل_ويلسون كان ولد في ولاية ماساتشوستس، والتحق بالجيش وهو في سن 15، وخدم أثناء الثورة الأمريكية. انتقل لاحقا إلى نيويورك وأسس مع شقيقه إبنيزر شركة ” إي آند إس ويلسون”، التي كانت تعمل في مجال توريد اللحوم. اشتهر الرجل في المدينة وكان يسمى “العم سام”. الجدير بالذكر أن الاسم سام مختصر من صموئيل.
العم سام، مورد اللحوم للجيش الأمريكي كان يميز البراميل التي تحمل شحناته من اللحوم بالحرفين الدالين على الولايات المتحدة “US”.
الرواية الشائعة تقول إن جنديا من أصل إيرلندي في أحد معسكرات الجيش الأمريكي، وكان العديد من الجنود في ذلك الوقت يعرفون “العم سام” شخصيا، سئل عما يعنيه الحرفان “US” المطبوعان على براميل اللحم، أجاب مازحا بقوله: “العم سام”.
علاوة على تطابق الحرفين باللغة الإنجليزية في المعنى، كان هذا الجندي الذي كان يتولى حراسة مخزن للحوم يقصد أن براميل اللحم تأتي للجيش الأمريكي من رجل الأعمال، الجزار، العم سام، أو سام ويلسون، ومن هنا اقترن اسم الولايات المتحدة بالعم سام.
على الرغم من عدم وجود صورة أصلية للجزار، صاحب الشخصية الحقيقية، إلا أن “العم سام” المُتخيل ترسخ لاحقا رمزا للولايات المتحدة على يد الفنان جيمس مونتغمري فلاغ.
هذا الفنان كان رسم خلال الحرب العالمية الأولى ملصقا دعائيا يدعو إلى التطوع في الجيش الأمريكي، وصور فيه “العم سام”، بملامحه الصارمة وهو يشير بإصبعه إلى من يشاهده قائلا: “أنا بحاجة إليكم في جيش الولايات المتحدة”.
الكونغرس الأمريكي كان أصدر في 15 سبتمبر 1961 قرارا اعترف فيه بسام ويلسون، نموذجا أوليا للعم سام: “سلف الرمز الوطني الأمريكي للعم سام”، وعقب ذلك بوقت قصير، أقيم نصب تذكاري في مسقط راسه، مدينة أرلينغتون بولاية ماساتشوستس.
سام ويلسون، أو العم سام الحقيقي، توفى في عام 1854 عن عمر ناهز 88 عاما، ودفن في مدينة تروي بنيويورك، وتسمى المدينة الآن “موطن العم سام”.
مع مرور الزمن، أصبح “العم سام” معروفا في جميع أنحاء العالم، والتصق هذا اللقب بالولايات المتحدة بصورة رجل عجوز غاضب وعدواني بدس أنفه في شؤون الآخرين، يرتكب أفظع الأعمال ويرتدي ثياب الواعظين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الولايات المتحدة العم سام الولایات المتحدة العم سام فی عام
إقرأ أيضاً:
لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]
يمانيون../
جرائمُ العدوان الأمريكي لا تكسرُ إرادَةَ الأحرار والشرفاء، بل تزيدُهم إصرارًا وثباتًا، وهذا ما يؤكّـده الشعبُ اليمني على لسان عدد من المواطنين الجرحى الذين تعرضوا مع أسرهم ومنازلهم للعدوان الأمريكي مؤخّرًا.
العدوّ الأمريكي الذي لا يفهم ثقافة وطبيعة الشعب اليمني، يعتقد أنه بالمزيد من الجرائم يحقّق أهدافه الإجرامية، ويعتقد أنه سيُخضِعُ الشعبَ اليمني، وأنه سيوقف التأييدَ والدعم لغزة، وأنه سوف يوفِّرُ الأمانَ لكيان العدوّ الإسرائيلي، وما يحصل هو العكسُ تمامًا؛ لأَنَّ المجرمَ ترامب كمَّن يحاولُ إيقافَ النار بصَبِّ الزيت عليها.
وكل جريمة جديدة يرتكبها العدوان الأمريكي، تثبت حقد العدوّ الأمريكي وفشله، وتزيد الشعب اليمني وعيًا وإصرارًا وتحَرّكًا في ميادين الجهاد، لمواجهة العدوّ الأمريكي الذي يستهدف منازل المواطنين ويرتكب بحقهم جرائمَ وحشية.
الواضح أن هناك هستيريا أمريكيةً غير مسبوقة، وهي ليست جديدةً على الشعب اليمني؛ لأَنَّ العدوَّ الأمريكي يقتفي أثرَ العدوان السعوديّ على اليمن الذي أُعلِنَ من واشنطن في 26 مارس 2015م، حتى في الأهداف وفي مستوى وطبيعة الجرائم بحق المدنيين، فما قصفه العدوان السعوديّ قبل عشر سنوات، يأتي العدوُّ الأمريكي اليومَ ليقصفَه من جديد.
الشعب اليمني -بالرغم من كُـلّ ما يخسره- لن يتراجع عن الحق، ولن ينجح العدوّ الأمريكي في إجبار الشعب على الركوع والاستسلام، حتى ولو ارتكب أنواعَ الجرائم، ومارس التدميرَ الشاملَ والإبادة، لن يتراجَعَ الشعبُ اليمني عن موقفه ولن يُثنِيَه ذلك.
أصحاب الفطرة السليمة، عندما يرون الخطر والإجرام، لا يهربون من مواجهة هذا الخطر بالاستسلام، بل بالجهاد في سبيل الله، وبالعزم على أخذ الثأر، وبالمزيد من التمسك بالمبادئ والثوابت التي ينتصرون بها على أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
وما دام العدوّ الأمريكي يسعى من خلال جرائمه لإجبار الشعب اليمني على التخلي عن موقفه تجاه غزة وأهلها، يكون رد الفعل الطبيعي والإنساني والديني على لسان أبناء اليمن هو التمسك بالموقف والإصرار عليه، إلى أن يصل العدوّ الأمريكي إلى مرحلة ما بعد الإحباط والفشل واليأس.
هذه مجزرة وحشية كبيرة ارتكبها العدوان الأمريكي بحق مركز إيواء الأفارقة في محافظة صعدة، حَيثُ تعرض عشرات اللاجئين والمهاجرين الأفارقة -الذين يتقاطرون إلى اليمن من خلال منافذ التهريب؛ بهَدفِ الوصول إلى مملكة الشر والعدوان السعوديّة- لحمم الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا التي يستخدمها العدوّ الأمريكي الإجرامي، والتي أَدَّت إلى استشهاد وجرح العشرات منهم.
مشاهد المجزرة دامية وقاسية، وإن دلّت على شيء فَــإنَّما تدل على الوحشية والاستباحة من قبل العدوّ الأمريكي الذي يستبيح دماء المسلمين والعرب.
هذه مشاهد لجرحى مجزرة إيواء الأفارقة، بعد أن تم نقل العشرات منهم إلى المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة لتلقي العلاج. المشاهد توضح وجوه أُولئك الجرحى، وتؤكّـد أنهم ليسوا قيادات “حوثية” كما يزعم ويدّعي العدوّ الأمريكي الذي أصبحت يداه ملطَّختَين بدماء المستضعفين والأبرياء، وليسوا صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، بل مهاجرون أفارقة يبحثون عن لقمة العيش، ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لا حول لهم ولا قوة.
استهدف المجرم ترامب مركز إيواء الأفارقة ليقول للأمريكيين في الداخل، وأمام العالم، إنه دمّـر مخازن سلاح في اليمن، واستهدف مواقع عسكرية، لكن الواقع يشهد أن العدوّ الأمريكي يمارس عدوانًا وحشيًّا وظالمًا على الشعب اليمني، وانتهاكًا سافرًا لسيادة اليمن.
دماء الأبرياء تفضح العدوّ الأمريكي أمام العالم، وتفضح طبيعة الأهداف التي يستهدفها الأمريكي كُـلّ يوم، في إطار عدوانه على الشعب اليمني؛ إسنادًا لكيان العدوّ الإسرائيلي، ليستمر في ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة.
غزة تنتحب وتذرف الدموع، وتنزف الدماء، وتقابلها جرائم العدوان الأمريكي التي تُرتكب بحق الشعب اليمني في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، الذي يشارك غزة الدماء والتضحية، ويمضي في نفس الدرب والمعركة والقضية، ويواجه نفس الأعداء؛ ولهذا فَــإنَّها تعتبر توأم جرائم ومجازر غزة، التي لم تتوقف منذ عام ونصف عام من العدوان الإسرائيلي.
هذه الطفولة في اليمن تشارك الطفولة في غزة ذات المظلومية، وتتعرض لذات الإجرام والوحشية، ففي غزة عدوان إسرائيلي بحماية أمريكية، وفي اليمن عدوان أمريكي بدافع الحقد على الشعب اليمني المساند لأشقائه في غزة، وأيضاً لحماية للعدو الإسرائيلي من صواريخ وطائرات اليمن.
من المؤسف أنه بعد كُـلّ جريمة أَو مجزرة يرتكبها العدوان الأمريكي، في العاصمة صنعاء أَو أية محافظة يمنية، تخرج أصواتُ العملاء والمرتزِقة والخونة المتواجدين في فنادق دول العدوان لتتشفى وتبارك مجازر وجرائم العدوان الأمريكي.
وفيما يخُصُّ الجريمةَ التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق منزل المواطن نبيل الخامري، انطلقت أبواق المرتزِقة، لا سِـيَّـما مرتزِقة حزب “الإصلاح”، يباركون ارتكاب تلك الجريمة، ولما علموا أن صاحب المنزل المستهدف هو صهر المرتزِق حميد الأحمر، رجعوا يتحدثون عن أخطاء غارات العدوان الأمريكي.
لو لم يكن المنزل لشخص له علاقة بالمرتزِق حميد الأحمر، لكانت الجريمة لدى مرتزِقة “الإصلاح” مبرّرة، وأنها ضربة أمريكية موفقة ومسددة في نظرهم؛ لكن لأَنَّه على صلة بالمرتزِق الأحمر خفت حملتُهم، وتراجعت حماستُهم، ولم تعد جريمة العدوان الأمريكي في اليمن عدالة إلهية، كما يقول بعضهم!
هذا أحد مرتزِقة “الإصلاح” في فنادق إسطنبول يصف كُـلّ ما يرتكبه العدوان الأمريكي من جرائم ومجازر بحق الشعب اليمني بأنها عدالة إلهية؛ مرتزِقة “الإصلاح” الذين تاجروا بالدين والقضية الفلسطينية وبالوطن والوطنية خلال سنوات طويلة، اليوم يصفون العدوان الأمريكي على الشعب اليمني بالعدالة الإلهية.
أصبح المرتزِقة يفرحون بما يجري في اليمن، يفرحون حتى بما يصيبُ أطفال اليمن، الذين طالهم العدوانُ الأمريكي وهم في عمر الزهور، وأصبحوا جرحى تحت أنقاض المنازل التي يستهدفُها العدوان الأمريكي نفسه.
موقفُ اليمن موقف شعبي ورسمي؛ فهل هذا جزاء من يناصر المظلومين في غزة؟ لكنّ من يزعم ويدّعي أنه إسلامي وأنه مع غزة، يتكتل مع العدوان الأمريكي والإسرائيلي لقتل وإبادة من يناصر غزة. ما لكم كيف تحكمون؟! هل يعتقد المرتزِقة أن الشعبَ اليمني لا يفكر ولا يعلم أنهم مع العدوان؟
هذا نموذج بسيط عن موقف مرتزِقة “الإصلاح” الذين يدّعون أنهم إسلاميون، وطبيعة تفاعلهم مع العدوان الأمريكي على اليمن، وكذلك الجرائم التي يرتكبها العدوّ الأمريكي بحق النساء والأطفال في اليمن.
ولذلك، من المهم جِـدًّا أن يسمع ويتابع كُـلّ أبناء الشعب اليمني، وأن يدققوا فيما يسمعونه، ليعرفوا أكثر فأكثر أي نوع من العملاء والخونة ابتُلي به هذا البلد. هؤلاء العملاء خلال عقود من الزمن كانوا يقدمون أنفسهم في ثياب الملائكة والوعّاظ ورجال الدين والوطنيين، واليوم أحداث غزة وما يرتكبه العدوّ الأمريكي من جرائم ومجازر في اليمن تكشف حقيقتهم.
ومن المهم للأحرار من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية أن يعرفوا أي نوع من هؤلاء المرتزِقة والعملاء الذين رفضهم الشعب اليمني بثورة 21 سبتمبر المباركة، والذي ما يزال يقف اليوم بالمرصاد لكل العملاء والخونة والمرتزِقة.
رهان العملاء والخونة الذين يعيشون الوهم على العدوان الأمريكي بشكل معلَن ومكشوف في هذه المرحلة ليس كما كان حالهم عندما أيَّدوا العدوان الأمريكي السعوديّ قبل عشر سنوات؛ لأَنَّ المرحلة لم تعد ضبابيةً كما في السابق، بل أصبحت مكشوفة، والظروف تغيَّرت والأحداث تبلورت، وأصبح الجميعُ بين خيارَينِ لا ثلاثَ لهما: إما مع الأحرار وأصحاب الحق، أَو مع الباطل وأصحابه من المرتزِقة والعُمَلاء والخونة.
عباس القاعدي| المسيرة