رزان زعيتر عشية انعقاد مؤتمر ” تقييم منجزات قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2″، المنعقدة من 24 إلى 26 تموز/ يوليو 2023 في روما، وبما أنه لمرة أخرى لم تتم استشارة المجتمع المدني والمحلي المعني بقضية الأمن الغذائي بطريقة حقيقية في المؤتمر الحالي كما في المؤتمر الأول عام 2021، ما يجعل هذا الحدث كغيره فقاعة لا تغني ولا تسمن من جوع إلا للأثرياء المتخمين، وبالتالي سنفعل كما فعلنا في التحالف العالمي للسيادة على الغذاء PCFS، والذي أتشرف برئاسته حالياً، إذ عقدنا حينها أي عام 2021، قمة ظل تتحدث بلسان الشعوب تحت عنوان “قمة الشعوب العالمية للنظم الغذائية” من أجل أنظمة غذائية عادلة ومستدامة وذلك لمواجهة القمة “الصورية” وجدول أعمالها.

وحتماً سنواصل معارضة المخططات المشينة لرأس المال الاحتكاري للسيطرة على الغذاء في العالم. من الواضح، أن الشركات الاحتكارية وحلفاؤها كانت ولا تزال تسيطر على هذه المنصة، ولن تعالج أبداً الجذور الهيكلية للجوع الذي يسببه غلاء المواد الغذائية بالتوازي مع انخفاض حاد في الدخل وفي الوصول إلى مدخلات الإنتاج بما ذلك الأرض والبذور وهذا ليس مطروحاً بالتقييم في قمة روما، التي تغض الطرف عن أن الرغبة في مراكمة الأرباح لممولي القمة  ستؤدي حتماً لارتفاع أسعار الغذاء واستنزاف الموارد الإنتاجية مما يؤدي إلى كوارث متنوعة بيئية ومناخية واجتماعية والأهم هدم النظم الزراعية المحلية بل والاقتصادات المحلية بأكملها. وعبر العديد من الجلسات والحوارات المعدة للمؤتمر حول مفاهيم ضبابية مثل “الأعمال التجارية” و”التكنلوجيا” و”التحويل” و”تعدد أصحاب المصلحة” ستُعمق هذه الأطراف سيطرتها وتضفي الشرعية على أهدافها الربحية الخالصة. إن من ضمن “الإنجازات” التي ستقدم في التقييم مبادرة “مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة WBCSD” وتضم المبادرة 200 شركة مصنفة “عبر وطنية TNC” والبرنامج التدريبي لرائدات الأعمال الريفيات والممول من ” كورتيفا أجريساينس Corteva Agriscience” وهي إحدى أكبر شركات الكيماويات والبذور في العالم، وبالتأكيد ستعكس هذه العروض أولويات الممولين. لا يوجد أمل لمستقبل شعوبنا وكوكبنا إذا لم نتحرك نحو حماية وتطوير أنظمتنا الغذائية المحلية وبالتالي علينا تكثيف نضالاتنا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لجعل النظم الغذائية عادلة ومنصفة وصحية ومستدامة. ولا يمكن بناء أنظمة غذائية عادلة دون الاعتراف بحق الناس في الوصول للأراضي والبذور ومدخلات الإنتاج الأخرى، ولا يجوز حرمان الشعوب من هذا الحق إما من خلال تسليعها وتحرير أسعارها، أو لأي سبب آخر سواء الفقر أو الحروب أو الصراعات أو الاحتلال. ولا يمكن بناء نظم غذائية منصفة دون إرادة سياسية سيادية للدول والشعوب لإنتاج الغذاء بناءً على ظروفها وأولوياتها واحتياجاتها الخاصة، كما لا يمكن بناء نظم غذائية صحية بالتغاضي عن حق الشعوب في الحصول على طعام مغذٍ وكافٍ ومناسب ثقافياً عبر زراعة أيكولوجية بأسعار مناسبة. وأخيراً، لا يمكن بناء نظم غذائية مستدامة إلا من خلال حق الناس في كوكب صحي وبيئة مستدامة خاصة حماية الموارد الإنتاجية وسبل الإنتاج خاصة في ظل الأزمات الطبيعية والتي من صنع الإنسان، وبشكل رئيسي التوقف عن استخدام الغذاء كسلاح ووسيلة للعقاب الجماعي. وختاماً نؤكد أنه من خلال الحراكات والمجتمعات الواعية والقوية والحازمة التي تطالب بالشراكة والمساءلة مع الحكومات والقطاع الخاص ومنابر الأمم المتحدة، من خلالها فقط يمكن النضال من أجل اصلاح السياسات والبرامج القادرة على تحقيق تحول جذري في النظم الغذائية، وعليه يجب أن نوسع ونعزز جهودنا عبر حملات محلية وإقليمية من أجل اصلاح حقيقي يقودنا للسيادة على الغذاء، وبالتالي يمكننا بناء مستقبل خال من الجوع والحرمان والدمار. الرئيس المشارك / التحالف العالمي للسيادة على الغذاء PCFS

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: على الغذاء

إقرأ أيضاً:

“الأونروا”: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان

المناطق_واس

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا تلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، إذ أدى ذلك إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.

 

أخبار قد تهمك “الأونروا”: تأخر وصول الوقود والطحين إلى قطاع غزة أدى إلى تفاقم الأزمة 21 نوفمبر 2024 - 5:31 مساءً “الأونروا”: مليون نازح لم يتلقوا مساعدات غذائية الشهر الماضي في جنوب قطاع غزة 8 سبتمبر 2024 - 11:48 صباحًا

وأوضحت “الأونروا” أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، وأن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.

 

وأشارت إلى أن أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء مأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء، مطالبة بفتح كامل للمعابر، وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة، التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المتعددة.

مقالات مشابهة

  • برنامج الغذاء العالمي يعلن وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور
  • “الأونروا”: إمدادات الغذاء لا تلبي 6% من احتياج سكان غزة
  • عُمان تشارك في القمة العالمية للأمن الغذائي بالإمارات
  • “المودة” تعلن بدأ لجان التحكيم تقييم الأعمال المقدمة في مسابقة صناعة الأفلام غداً
  • “الأونروا”: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • “الأمن الغذائي”: صرف (261) مليون ريال مستحقات الدفعة السادسة لمزارعي القمح المحلي
  • دون الإخلال بحاجة السوق المحلي.. “الأمن الغذائي”: السماح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق
  • “البيئة”: 4 ممكنات رئيسية أسهمت في تعزيز المحتوى المحلي وتحقيق الأمن الغذائي والمائي بالمملكة
  • ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة “الجنائية الدولية”؟
  • كيف يمكن لنتنياهو الالتفاف على قرار “الجنائية الدولية”؟ خبراء يجيبون