حذر أسقف كانتربيري جاستين ويلبي من أن التعريف الجديد للتطرف الذي تخطط الحكومة البريطانية للإعلان عنه؛ قد يستهدف المجتمعات المسلمة في بريطانيا بشكل غير متناسب، ويمكن أن يتسبب بمزيد من الانقسام في المجتمع.

وتعمل الحكومة التي يقودها المحافظون على توسيع تعريف التطرف ليشمل منظمات إسلامية وأخرى مؤيدة للفلسطينيين إلى جانب منظمات بيئية ونسوية.



ويمكن أن يشمل تعريف التطرف منظمات مثل المجلس الإسلامي البريطاني وحركة العمل الفلسطيني (Palestine Action)، ومنظمة التضامن مع فلسطين (PSC) التي تلعب دورا كبير في تنظيم المظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقال جاستين في بيان مشترك مع أسقف الكنيسة الإنكليزية ستيف كوتريل؛ إن التعريف المقترح للتطرف قد يهدد حرية التعبير وحرية العبادة وحرية التظاهر.

ونبه جاستين وكوتريل إلى أن طريقة استجابة الحكومة لمشكلة التطرف "مهمة جدا، ليكون التعريف الجديد للتطرف هو الحل لها. وبدلا من توفير التوضيح أو استخدام لهجة تصالحية، نعتقد أن توصيف قضية ذات أبعاد متعددة على أنها تطرف يمكن أن يقود لتشويه الأشخاص الخطأ ويهدد بمزيد من الانقسام" في البلاد.

وأضاف أكبر أسقفين في الكنيسة الإنكليزية: "التعريف الجديد الذي يتم العمل عليه لا يهدد فقط ودون قصد حرية التعبير، ولكن أيضا الحق في العبادة والتظاهر السلمي، وهي أشياء تم تحقيقها بصعوبة وتشكل نسيج المجتمع المتحضر".

وأكد البيان أن هذا التعريف "يهدد بشكل غير متناسب باستهداف المجتمعات المسلمة التي تواجه بالفعل مستويات متزايدة من الكراهية والإساءة".

وأضاف: "نحن قلقون، مثل الكثيرين جدا، بسبب انعكاساته على الحياة العامة. إننا ننضم للدعوات للحكومة لتعيد النظر في توجهها، والاستعاضة عنه بحوار موسع مع جميع الذين سيتأثرون به".

وأوضح الأسقفان جاستين وكوتريل أن "المملكة المتحدة لديها تاريخ تفخر به في الترحيب بالناس من شتى المشارب وتحتفي بالتنوع.. إننا مجتمع من مجتمعات. على قادتنا أن يرعوا هذا وينشروه، ويضعوا سياسات تقربنا من بعضنا، وليس التهديد بأن تقودنا (السياسات) نحو التفرق".

ويمكن أن يجعل التعريف الجديد استئجار الأماكن لإقامة الأنشطة أو الحصول على تمويل أكثر صعوبة، كما يمكن أن يمنع مشاركة النواب وأعضاء المجالس المحلية في أنشطة المنظمات المعنية، بحجة دور هذه المنظمات "في تقويض القيم البريطانية"، علاوة على الضغط على الجامعات لحظر أنشطة هذه المنظمات.

ومشروع إعادة تعريف التطرف ليس جديدا وتم الكشف عنه العام الماضي، لكن الجديد في الأمر هو تسريع العمل في المشروع وربطه بشكل أساسي بالمظاهرات التي تشهدها شوارع بريطانيا لأسباب مختلفة، وخصوصا بشأن الحرب في غزة.

وحذرت المستشارة الحكومية في قضايا التماسك الاجتماعي في بريطانيا، سارة خان من مخاطر وصف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بالمتطرفين ووصفت ذلك بـ"الفاحش" والخطير، وأنه يهدد بتقسيم المجتمع البريطاني.

وكان رئيس الوزراء ريشي سوناك قد حذر  في تصريح مفاجئ، بعد فوز السياسي جورج غالاوي في انتخابات فرعية في شمال إنكلترا، مما أسماه "حكم الغوغاء". ورغم إشارته إلى الإسلاميين المتطرفين واليمين المتطرف، إلا أنه ركز هجومه على المظاهرات المؤيدة لفلسطين التي تتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وتتهم الحكومة وأعضاء حزب المحافظين مظاهرات مؤيدي فلسطين بالكراهية ومعاداة السامية، وهو ما يرفضه منظمو هذه التظاهرات، كما تثير انتقادات الحكومة مخاوف من التعرض لحرية التعبير في بريطانيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية بريطانيا الانقسام التطرف حرية التعبير بريطانيا التطرف المسلمين حرية التعبير الانقسام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ذبحتونا: على الحكومة الإقرار بفشلها في تفعيل العمل الحزبي في الجامعات

#سواليف

#ذبحتونا: عام على صدور نظام تنظيم #الأنشطة_الحزبية في #الجامعات.. مكانك سر

طالبت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” الهيئة المستقلة للانتخابات والحكومة، بإقرار فشلهما في تفعيل #العمل_الحزبي داخل #الجامعات، وذلك بعد مرور عام على صدور نظام تنظيم الانشطة الحزبية في مؤسسات التعليم العالي.

ولفتت ذبحتونا، في بيان لها، إلى أنها لم تتفاجأ من هذا #الفشل، بل إنها كانت قد حذرت من وقوعه، خاصة وأن النظام والتعليمات المنبثقة عنه لم يكن لديهما القدرة على النهوض في العمل الطلابي ابتداءً من تفريغ فكرة السماح بالعمل الحزبي في الجامعات من هدفها المعلن وهو انخراط الشباب في العمل الحزبي وتقزيمها، لمجرد طلب اقامة نشاط، مرورًا بتحويل النظام عميد شؤون الطلبة إلى حاكم اداري له الصلاحيات المطلقة بالسماح والمنع لاي نشاط حزبي بل والتدخل في تفاصيل النشاط والتعديل عليه من حيث المكان والزمان والأسماء المشاركة ومحتوى النشاط نفسه، وانتهاءً بعدم وجود أية مواد في النظام تلزم الجامعات بتشكيل اتحادات وأندية طلابية منتخبة.

مقالات ذات صلة  الشرع: تنظيم الانتخابات قد يستغرق 4 سنوات 2024/12/29

وأشارت الحملة إلى أن كل التغني الحكومي والرسمي بهذا النظام “لم يسهم في تحقيق أي خطوات إصلاحية في مجال حرية العمل الطلابي والحزبي داخل الجامعات، بل إننا نشهد تراجعًا كبيرًا على هذه الأصعدة وفق الآتي:

أولًا: اتحادات الطلبة:

١- لم تجر انتخابات لاتحادات الطلبة سوى في خمس جامعات رسمية من أصل عشرة، وجامعتين أو ثلاث خاصة ( رقم تقريبي) من أصل ثماني عشرة جامعة خاصة. كما أن هذه الانتخابات جرت في بعض هذه الجامعات وفق نظام انتخابات عليه الكثير من الملاحظات – كنا قد ذكرناها في بيانات سابقة بالتفصيل-

٢- شاب العملية الانتخابية في بعض الجامعات الكثير من الملاحظات من ناحية النزاهة وحيادية عمادة شؤون الطلبة، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ انتخابات جامعاتنا.

٣- هنالك سطوة من قبل بعض عمادات شؤون الطلبة على أعضاء اتحاد الطلبة وهيئاته الإدارية، وتضييق على عملها، بل وتعطيل عقد اجتماعات لهذه الهيئات

٤- العديد من الجامعات كانت تعقد فيها انتخابات بشكل دوري، وتوقفت بسبب الكورونا، واتخذت قرارًا بإلغاء اتحاد الطلبة بعد صدور النظام!!!

ثانيًا: الأندية الطلابية:

لم تعقد انتخابات الأندية الطلابية في السواد الأعظم من الجامعات الأردنية، وذلك على الرغم من ان كبرى الجامعات الرسمية يوجد بها تعليمات تلزم عمادة شؤون الطلبة على عقدها في بدابة الفصل الدراسي الاول.

وأعربت حملة ذبحتونا عن استغرابها من أن هذه الجامعات الرسمية الكبرى كانت تعقد انتخابات الأندية الطلابية بشكل دوري قبل إقرار النظام، إلا أنها في هذا العام توقفت عن عقدها دون إبداء الأسباب..

ثالثا: الحريات الطلابية:

بالتزامن مع طوفان الأقصى في تشرين أول من العام الماضي، شهدت الجامعات الأردنية وقفات واعتصامات مؤيدة وداعمة لشعبنا في غزة ورافضة للإجرام الصهيوني تجاهه. وفي الوقت الذي أظهرت الجامعات الرسمية في البداية تجاوبًا مع تحركات الطلبة والقوى الطلابية، إلا أنها سرعان ما بدأت باتخاذ إجراءات تقيد من هذه التحركات، خاصة بعد شعورها بأن هذه التحركات قد تسهم في تعزيز حضور الحركة الطلابية والقوى السياسية داخل الحرم الجامعي. وهو الأمرالذي يتناقض بالكامل مع الادعاءات بوجود نوايا رسمية لتعزيز الحضور السياسي داخل الجامعات.

وقد شهدنا منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم، عشرات الإجراءات والتحويل إلى لجان التحقيق والعقوبات تجاه الطلبة الناشطين على خلفية مشاركتهم في فعاليات داعمة لصمود أهلنا في غزة، وصلت بعض هذه العقوبات حد الفصل النهائي من الجامعة.

إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نعيد التأكيد على أن نظام تنظيم الأنشطة الحزبية داخل الجامعات لم يكن سوى انقلابا حقيقيًا من قبل الحكومة على خطاب الحكومة نفسها الداعي لتفعيل الحياة الحزبية داخل الجامعات وفي أوساط الطلبة. وبالتوازي مع هذا النظام الفاشل والذي أثبت فشله على أرض الواقع، كانت ممارسات عمادات شؤون الطلبة في الجامعات تزيد من عمق الأزمة وتقييد حرية العمل الطلابي.

رابعًا: تجاوب الأحزاب مع النظام

لم ترصد الحملة الوطنية من أجل حقوق ا لطلبة “ذبحتونا” حماسًا حزبيًا لهذا النظام، وباستثناء عدد محدود من الفعاليات التي أقامتها أحزاب “حديثة” كانت في معظمها بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، فإن تفاعل الأحزاب مع النظام بقي محدودًا جدًا. بل إننا يمكننا التأكيد بأن خلال الفصل الدراسي الحالي أي منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، فإننا لم نشهد أيه فعاليات حزبية داخل الجامعات.

ويبدو أن هنالك قناعة لدى السواد الأعظم من الأحزاب بعدم جدوى هكذا فعاليات في ظل النظام والتعليمات التي تم إقرارها، خاصة ما يتعلق بصلاحيات عميد شؤون الطلبة بالتدخل في كافة تفاصيل الفعاليات وإعطائه الحق بإلغائها متى يشاء.

إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نؤكد على أن أي إصلاح حقيقي وتشجيع للعمل الطلابية والحزبي في الجامعات يجب أن ينطلق من إعادة النظر بأنظمة التأديب بما يشرعن ويعترف بالحركات والقوى الطلابية، وأن تكون العقوبات مبنية على أساس الفعل وليس النية بالفعل كما يحدث حاليًا من خلال منع أية نشاطات أو فعاليات لا تتناسب وأهواء عمادات شؤون الطلبة. إضافة إلى إلزام الجامعات وكليات المجتمع بعقد انتخابات وفق تعليمات انتخابية متقدمة للاتحادات والأندية الطلاببة.

مقالات مشابهة

  • قانون الموازنة يهدد الحكومة الإسرائيلية بالإطاحة
  • «خطر صامت» يهدد صحة القلب.. لا تتجاهل «تناول الوجبات» أثناء العمل
  • عضو بإدارة المفوضية: الخلاف بشأن تشكيل الحكومة سبب الصراع في ليبيا
  • محافظ المنوفية يستقبل أسقف ورئيس دير مار بُقطر بالخطاطبة ويهنئ بالعام الميلادي الجديد
  • 14 مليار درهم تكلفة الخطة التي تتوخاها الحكومة للحد من البطالة
  • «المشاط»: إعداد ميثاق لمجتمع الشركات الناشئة بمصر والانتهاء من وضع التعريف الموحد
  • المشاط: السياسات الإصلاحية التي انتهجتها الحكومة انعكست على تعافي المؤشرات الأولية للنمو في الربع الأول من العام المالي الجاري
  • نهاية خدمة أقدم ساعي بريد ملكي في بريطانيا
  • ذبحتونا: على الحكومة الإقرار بفشلها في تفعيل العمل الحزبي في الجامعات
  • الأعلى منذ كورونا..شطب نحو 170 ألف وظيفة في قطاع التجزئة ببريطانيا